رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي

موقع أيام نيوز

حالته دي.
نظر لها غالب بحيرة وهو يحاول ادراك ما تقوله ليشعر بغصه في حلقه ويقول
قصدك ان الحاله اللي حكيتي عنها انتي وحمزة...كانت بسبب دوا...وامك السبب فيه...طب وانتي عرفتي منين...كل الكلام ده...وفين ازازة الدوا دي...انا هتصل بحمزة فورا.
حاولت قمر منع غالب من مهاتفة حمزة لانه تم كسر الزجاجه من قبل الخادمه ولكنه اتصل به وانتهي الامر... جاء حمزة مسرعه ودلف بمرح قائلا
حمزة دكتور المجانين وصل...اقسم بالله انا اصحابي لما بيشوفوا رقم اي واحد من عيلتهم بيفرحوا ..وانا الوحيد اللي بترعش...لاني عارف اني في مصېبه...علي رأي نجيب الريحاني...حاسس بمصېبه جايالي...يا لطيف يا لطيف...مصېبه مكنتش علي بالي...يا لطيف يا لطيف.
تهكم غالب علي مرح حمزة وقال
حمزة...مش وقته...شوف المصېبه اللي احنا فيها...غيث بيأخد دوا ...وهو اللي اتسبب في مرضه ده...عايزينك تشوفوه.. وتشوف المضاد بتاعه ايه علشان نلحقه
انتبه حمزة لما يقوله جده فقال بقلق
دوا...دوا ايه يا قمر...وبعدين انا مباشر علي تحاليله بنفسي ...اعتقد ان من يومها وهو كويس...حتي انا قلت اللي فات ارهاق شغل وخلاص.
تحدثت قمر بمرارة قائله
للاسف يا حمزة...زى ما جدي قالك...ده دوا بيدمر الخلايا العصبيه بالمخ...بس ده لما
يأخده لفترة كبيرة...بس اللي عمل كده معايا... زهق وقال يخلص مني خلي الخدامه تحطه في هدومي...وبعدين يبلغ غيث...ويتهمني فيها.
اغتاظ غالب وهتف بقوة قائلا
وهو بقا مفكر ان غيث اهبل...ممكن يصدق انك ممكن تضريه صح...بصراحه انا كل يوم بتأكد اني كنت غلطان لما سبت امك في وسطنا...روح هاتي ازازة الدوا خلي حمزة يشوفها.
وجهت قمر اظارها الي الخادمه قائله
للاسف يا جدو...حتي دليل برائتي ضيعته...في اللحظه اللي عرفت فيها الخطه...ازازة الدوا اتكسرت علي الارض...وللأسف كمان ده دوا متحضر مش عليها تيكت.
قبض غالب علي يديه حتي ابيضت مفاصله قائلا
دوا متحضر يا غصون الكل .....بقا قټلتي اولادي الاتنين...وبتحاولي تقتلي حفيدي...اه يا نارى منك...وما خفي كان أعظم..يا ترى في جرابك ايه ياغصون.
قال حمزة بعد تفكير
انتي لازم يا قمر تواجهي غيث باللي عرفتيه...علشان تشوفي اخرتها ايه...يمكن تكون عندها خطه بديله باللي بتعمله ده...لان وديعه النهارده كلمتني وعرفتني ان ضياء متسربع علي جوازة شادي وهمس.
هتف بعده غالب بمرارة قائلا
كلام حمزة صح يا قمر...وبالنسبه بقا لما تخلص مخططاتها...طبعا انا عارف ان غيث بعد ده كله مش هيقدر يعملها حاجه علشانها امك...فانتي يا قمر المفروض تأخدي الخطوة دي وتتصرفي معاها...والكورة هتبقا في ملعبك...وكلنا واقفين معاكي...حتي همس...فهماني يا قمر.
ثم تركها واخذ حمزة وغادروا قبل مجئ غيث وهي تنظر في أثرهم بشرود تفكر فيما تنوى فعله مع أمها بعد الألم التي سببته لها.
بعد مغادرة غالب وحمزة من عند قمر...عزمت قمر مواجهه غيث بما تعلمه عن أمر العقار...فجهزت العشاء بنفسها وانتظرته وارتدت فستان بدون اكمام وقصيرا باللون البني الداكن وفردت شعرها البرتقالي...جاء غيث بصورة جديده حيث كان نشيطا للغايه ولا يوجد علي وجهه اي علامات ارهاق ولا تعب.. دلف غيث الي المنزل واول ما رأها انبهر بهيئتها 
في وقتك تماما...عارفه لو كنتي استنتيني كده من يومين...مكنتش هقدر املي عيني بالجمال بتاعك ده...بس الحمد لله غيث الشريف راجع تاني وبقوة.
اخيرا ورجعتلي تاني يا غيث...انا كنت خلاص فقدت الأمل...وقلت انك مش بتحبيني...وبتتحججك بتعبك...علشان تهربي مني...بس انا عذرتك لما عرف......
احس غيث انها ستقطع هذه اللحظه الرومانسيه بكلام يفصله عنها فقاطعها واضعا يده علي رأسها من الخلف مداعبا شعرها قائلا
انا عمرى ما أقدر اهرب منك ابدا يا قمرى...كل الحكايه اني كنت تعبان الفترة اللي فاتت...بس انا خلاص الحمد لله بقيت كويس...وعلي فكرة انا جعان جدا لو هتوقفيني كده كتير هقع من طولي والليله هتتضرب.
بعد الشړ عنك يا حبيبي...انا ما صدقت انك تبقي كويس...تعالي اقعد...وكل كويس هااا...ويارب الاكل يعجبك...علي فكرة انا اللي عامله الأكل النهارده.
سحبته من يده فمشي ورائها باستسلام كالمسحور والمفتون بها وجلس علي الطاوله ينظر اليها قائلا
انا لو عليا مش عايزة اكل...انا عايز اكلك انتي يا قمرى...كل مرة بتجنيني بجمالك...بحمد ربنا اني جيت في الوقت المناسب وبقيتي بتاعتي.. بس ايه الشطارة دي...ده انا فقدت الأمل انك تتعلمي تقلي بيض حتي...
توترت قمر من سؤاله واحتارت متي تجيبه الأن ...ام بعد تناوله للطعام...الي ان حسمت قرارها ان تجيبه بعد انتهاء طعامه فوضعت يدها علي يده تربت بحنان قائلا بدلع
انا اتعلمت علشانك يا غيثو.. بصراحه بقا معدش ينفع تأكل من ايد حد غيرى...وبعدين لو بتحمد ربنا قيراط علي جوازك مني...انا بحمده اربعه وعشرين قيراط واكتر كمان...وبدعي ربنا اني افضل مراتك العمر كله لغايه ما أموت
وضع غيث يده علي شفتيها قائلا
بعد الشړ عنك يا قمرى...وبعدين احنا هنقلبها نكد ولا ايه...انا بصراحه مشتهي الأكل علشان أقولك رأيي فيه...وبعدين فين البت اللي بتعمل
الأكل ...
ابتلعت قمر يقها وهتفت بتوتر قائله
مشيت
اقتطب جبينه وقال
ليه يا قلبي...
ابتسمت ابتسامه خافته
عادي ...كده أحسن...أنا معنتش محتاجه ليها.
ثم ابتسمت قمر له ووضعت له طعاما في طبقه ليتناوله اما عنها فكانت تتلاعب بالطعام في طبقها شارده في ترتيب كلماتها بعد انتهاء الطعام.. انهي غيث طعامه ومسح بقايا الطعام من علي فمه وامسك يدها ليقبلها قائلا
تسلم ايديكي يا قمر...ده انتي ولا طباخه محترفه...كنتي مخبيه المواهب دي فين من زمان...اااه يا قمر لو كنتي حاولتي...كنت هتريحيني من وش الطباخه اللي جايباها امك دي.
انتبهت قمر لذكره والداتها والخادمه وابتلعت ريقها قائله بصوت منخفض
انا طردت الخدامه...بس مرجعتهاش القصر...ومش عايزة حد يعرف اننا طردناها...لان في حاجه مهمه انت لازم تعرفها...حاجه ممكن تأثر علي علاقتنا.
قطب غيثه جبينه وابتسم ببلاهه قائلا
مفيش حاجه ممكن تأثر علي علاقتنا يا قمر.. ولو علي البعد...انا عمرى ما هختاره...الا لو انتي اختارتيه...وياويلك.. لانه مش مسموح ليكي...وبعدين انا مش عايز اعرف ليه طردتي الخدامه.. انا عايز اعوض الايام اللي فاتني في بعدي عنك.
والله لأعوضك عن كل حاجه فاتتك...سواء في الايام اللي فاتت.. او سنين عمرك اللي راحت منك...بس اسمعني...ارجوك.. في حاجات مهمه لازم تعرفها
انتي أهم حاجه في حياتي...مش عايز اعرف غير حاجه واحده...انك بتعشقيني...زى ما انا بعشقك...انا كنت حاسس بتعبك النفسي اليومين اللي فاتوا وقلقك عليا...صدقيني انا كنت بتقطع من جوايا علشانك...سامحيني يا قمرى علي أي حاجه اتسببت في زعلك مني.
استغربت قمر حديثه من يطلب طلب العفو من الأخر هو... ام هي فقالت
انت بتقول ايه يا غيث...انا مبقتش فاهمه حاجه...وزعل ايه اللي هزعله منك...انا عمرى ما أزعل منك ابدا...انتي ابويا واخويا وحبيبي وجوزى.
اااه ياقمرى...يا حته مني...بحبك اوى.. بعشقك...بمۏت فيكي...اوعي يا قمر في يوم تفكرى تسيبيني ولا تبعدي عني.. مهما ان كان...حتي لو طلعت أنا الشرير في حكايه حبنا.
انفرجت شفتيها من حديثه وقالت
حبيبي...مالك ...هو في ايه...عمال تتكلم عن البعد...وكأن هيحصل حاجه...هو انت في حد قالك حاجه عني...صارحني..مش احنا اتفقنا نكون صرحه مع بعض
كلماتها عن الصراحه اصابت مرماه فابتلع ريقه قائلا
اااه...طبعا...بس أحيانا يعني يا قمر...الانسان بيضطر ميكونش صريح...علشان ميزعلش حبيبه...او يجرحه.. او يوصله انه مش واثق فيه
نظر اليها عينيها بتوتر فحاول تغيير مجرى حديثه حتي لا يعكر صفوة ليلته فقال
وبعدين بقا يا قمرى...ارحميني انا مشتاقلك جدا...خليني نأجل اي كلام لبكره...وانا أوعدك بكره الصبح قبل ما أنزل هقعد وهسمعك....
ابتسمت قمر وكادت ان تهز رأسها بالموافقه لتجد نفسها محلقه في سماء عشقه حيث حملها واودعها في الفراش برفق ليعتيلها وينهل من شهد عسلها المصفي.
استيقظ غيث مبكرا بعد ليلتهم العاصفه واخذ ينظر لقمر المستغرقه في نومها يحتار في كيفيه مواجهتها ولكنه عزم أمره بتأجيل مواجهتها ...فنهض من جوارها برفق حتي لا يوقظها واخذ حمامه سريعا وارتدي ملابسه وذهب الي مصنعه.. بعد خروجه بساعه استيقظت قمر تتملل في فراشها بنعومه واستمتاع بليله أمس.. اخذت تتحسس المكان بجوارها فلم تجد غيث اعتقدت انه يأخذ حمامه ولكنها لم تستمع لهدير الماء في الحمام...خرجت من الغرفه وبحثت عنه في جميع انحاء الشقه فلم تجد له اثرا... زفرت بحنق فقد كانت تريد ان تسرد عليه كل شئ....رجعت مرة أخرى الي غرفتها لتسمع رنين جرس الباب فابتسمت لأنها توقعت نزولها لجلب الافطار فركضت مسرعه نحو الباب تفتحه لتتفاجئ بالشيطانه خلود تنظر اليها باستهزاء علي منظرها بشعرها الاشعث وحماله قميصها الساقطھ فابتسمت لها بسخريه وثقه قائله
لولا اني عارفه اني غيث مش موجود...كنت قلت اني جيت في
وقت غير مناسب...عارفه ان أخر حاجه تتوقعيها اني اجيلك هنا...بس كان لازم اجي...ولازم تدخليني علشان تسمعي اللي هقوله لأنه مهم بالنسبه ليكي.
تأملت قمر ثقه خلود بنفسها وعلمها الجيد بعدم تواجد غيث فأشارت لها بالدخول واغلقت الباب لتلتفت لتجد خلود تجلس علي الكرسي بمنتهي الأريحيه كما لو كان بيتها تضع ساق علي ساق تسند ظهرها الي الخلف...لتجلس قمر هي الاخرى أمامها قائله بحنق
ايه هو بقا المهم اللي هتقوليه...ما العلم ان مفيش حاجه من وراكي مهمه...انتي مبيجيش من وراكي غير الهم وبس...بس مش مشكله اسمعك بكماله الهم.
وضعت خلود يدها في حقيبتها واستخرجت علبه الدواء الشبيهه بعلبه الدواء التي وضعتها الخادمه في دولاب قمر...وهي نفسها علبه الدواء التي وضعتها غصون في غرفه شادي...بعد ان وجدها ضياء اعادها الي خلود...اول ما رأتها قمر انفرجت شفتيها لتتحدث خلود بجمود قائله
لسه برضه شايفه ان مبيجيش من ورايا الا الهم...انا لو كده مكنتش جيت وجبتهالك لحد عندك...كنت عطيتها للهانم والداتك...وكانت كملت الخطه.
نظرت لها قمر باندهاش قائله
خطه ايه...وانتي مالك ومال الخطه دي أساسا...وعلي فكرة بقا...الخطه فشلت يا هانم لأني انا اللي اكتشفت كل حاجه امبارح.. والنهارده غيث هيعرف كل حاجه.
اخذت خلود تتلاعب بعلبه العقار الي ان اسقطتها علي الارض لتتحطم مثل العلبه الاخرى قائله بخبث
ولما يجي يسألك فين الدوا ده هتقوليله ايه ...هااا...هتقوليلي الازازتين الصدفه خليتهم يقعوا وينكسروا...وان معنديش دليل علشان تصدق كلامي.
نظرت قمر الي علبه الدواء المحطمه علي الارض مثل قبيلتها فهتفت قائله
وانتي عرفتي منين ان علبه الدوا اتكسرت. انتي بتتجسسي عليا ولا ايه...وبعدين لما انتي معاكي علبه كمان مكملتيش ليه الخطه...ولا زهقتي.
ابتسمت خلود بسخريه قائله
ابدا...انتي عارفه اني مبحبش اذيه غيث...بس هنعمل ايه في جشع الست والداتك...كانت عايزة تأذيه وهو يتأكد بنفسه فيقوم يطلقك...وهي تأخدك وتأخد ميراثك وتسافر ترميكي في أي مكان وتستمتع بفلوسك.
نظرت اليها قمر بسخريه لأنها لم تأت بجديده فزفرت قائله
كل اللي بتقوليه ده انا عارفاه..انا سألتك سؤالين.. عرفتي منين ان علبه الدوا انكسرت...وليه ما كملتيش اللعبه بعلبه الدوا التانيه..ولا معندكيش اجوبه.
قهقهت خلود عاليا وقالت
مع خلود كل الأجوبه...اولا الخدامه تبعي.. وانا اللي قلتلها تكشف نفسها قدامك...وانا برضه اللي قلتلها تكسر علبه الدوا...بس للاسف غصون هانم مفكرة الخدامه تبعها ...يا حرام.
طفح الكيل لدي قمر فنهضت پغضب قائله
لا انتي زودتيها اوى...وانتي مفكرة ان بعد اللي عملتيه ده
تم نسخ الرابط