رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
الكل.
هنا ابتسمت بثينه بخبث لان مثل هذا الحديث سيدفع همس للبوح به لوالداتها في سبيل ان تدفع والداتها ان تكون جيده غافله انها ستدفع والداتها الي الاڼتقام من ضياء...وبالفعل استاذنت منهم همس لتذهب الي والداتها للتحدث معها ...وما ان خرجت حتي شعرت ساميه بانقباضه في صدرها...هي ليست خائفه علي ضياء وانما حزينه علي حاله همس...دلفت همس الي غرفه والداتها فلم تجدها فعلمت انها ذهبت عند قمر لتنغص عليها حياتها فذهبت اليهم سريعا ...تدلي الي سمعها ان غصون تستهزأ بحاله قمر وبزواجها فدخلت كالعاصفه تهتف بحنق قائله
قطبت غصون جبينها وقالت
حالي!...وحال الراجل اللي باعني...راجل مين اللي باعني يا همس هانم...انا غصون محدش يقدر يبيعني...ومين مراته دي...بقيتي بتقولي فوازير.
فهمت قمر ما ترنو اليه همس فانتفضت قائله لتنفي ما قالته همس
ازاحت همس قمر من امامها وهتفت بحنق قائله
لا مش خاېفه...لان انا مش زيك يا قمر...انتي جبانه...وخاېفه لماما تعرف اني قاصده ضياء...ولا تحبي اقوله يا بابا ضياء...ما هو جوز امي برضه.
كانت ضحي تدلف عند قمر لتخبرها ان غيث سوف يتأخر اليوم وهاتفها كثيراولكن هاتفاها مغلق فسمعت ما قالته همس وشاهدت غصون وهي ترفع يدها لتصفع همس فامسكتها من معصمها وانزلت يدها الي الاسفل تجز علي اسنانها قائله
نظرت اليها غصون بغيظ قائله
لا غلطت...اتهمتني زور...انتو السبب ...انتو اللي عايزين تفرقوا بيني وبين بناتي...وانتي بالذات يا ضحي...علشان غازى كان بيحبني.
قمر باستغراب علي حاله الغل التي وصلت لها غصون هتفت باشمئزاز قائله
استكملت همس الحديث بدلا عن قمر بحنق قائله
حت اتجوزتي جوز عمتي...اللي خلاص حاليا مفضل عمتي عليكي...يارب تكوني الوقت ارتاحتي.
زفرت غصون بحنق وقالت
انا مرتاحه لاني ما عملتش اي حاجه من اللي انتو بتقولوا عليها دي...انا مفيش بيني وبين ضياء اي شئ...لو مش مصدقني...اسألوه...وهو اكيد هيقول الحقيقه.
هيقول الحقيقه...انهي حقيقه يا ماما...انتي وهو زيفتوا الحقايق زمان...ومستعدين تعملوا اكتر من كده...في سبيل ايه الفلوس...خدوها بس سيبونا نعيش ولو يوم واحد في سعاده.
غصون بحنق
نسيبكوا...احنا مين يا قمر...انا امك...وان كان عليا من زمان وانا بدورلك علي سعادتك...بس انتي جريت ورا قلبك الخايب...اللي هيضيعك.
ربتت ضحي علي ظهر همس قائله
اهدي يا همس...ومټخافيش علي قمر...طول ما غيث بيحبها...هتفضل سعيده...اما انتي يا غصون هانم...حلال عليكي نظرة الكرة اللي في عيون بناتك.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت لضحي
ما اتشمتيش قوى يا ضحي...انا غصون برضه...وزى ما بناتي
فرطوا من بين ايديا...هلمهم في ايديا تاني...روحي انتي بس اهتمي بابنك وهنشوف مين اللي هيضحك في الاخر.
القت غصون بكلامها في وجههم وخرجت وهي تتوعد للكل وعلي رأسهم ضياء...ثم سرعان ما اتصلت بحازم تسبه وتلعنه علي تأخيره وتملي عليه ان يحضر الي هنا الليله واما سترمي بوالداته في الشارع...ايعقل ان تفتعل هذا بأختها تخرجها من دار الرعايه وتزج بها في الشارع...تبا لهذه المرأه الحقوده.
علي الجانب الأخر ... دلفت وديعه الي غرفتها...فوجدت الفراش مبعثر ...فتذكرت نومها أمس بين أحضان قمر وهمس...أيضا تذكرت ما فعلته بهمس منذ الصباح...ورد همس عليها بكل ذوق واحترام ...يتنافي كثيرا مع شخصيتها اللعوب المرحه...حيث كانت تبدو كالملاك وليست همس الشقيه اللعوب...تيقنت كثيرا أن بداخل همس شخصيه جميله وهي التي استطاعت اماله شادي اليها...تذكرت لحظات التعصب معها...ولعنها دائما...ونعتها بأنها بنت غصون...تسائلت فيما بينها ...لما همس بالذات..التي تحاول تعصبيها...تيقنت أنها ظلمتها باتهاماتها كثيرا...تأكلها الندم ...فهي كانت تتمني أن تكون لها أخت من نفس سنها...ولكن هما دائما في ڼزاع حتي علي اللا شئ...عزمت أمرها أن تتجه اليها للاعتذار وطلب العفو فنهضت من الفراش متوجهه اليها...حتي تصالحها...فهي لاذنب لها.
في الاسفل جاء غيث الي القصر وجد القصر ساكنا ومظلما...ارتاحت نفسيته كثيرا...لان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفه...لانه هاتف
خلود وامرها ان تأتي الي القصر هذه الليله...احس بالندم بعد مهاتفتها...هو لا يعلم كيف سيكون حضورها وتأثيره علي قمر...هل بالايجاب...ام بالسلب والرجوع الي نقطه الصفر...تمني في نفسه ان لا يلجأ الي هذه الطريقه...فهو لا يريد عڈابها او غيرتها...هو فقط يطمع في عشقها...ويتمني ان تكون لعشقه طامعه...لا يريد منها جسدا اكثر ما يريد العشق المكنون في قلبها...هو يعلم انها تحبه لكنه يعتقد انه حبا فاترا وباردا حب حكمت عليه الظروف ...تزوجته لتحتمي فيه فقط ...بعكسه تماما تزوجها ليكتمل بها...علمت قمر اني غيث جاء الي القصر من زامور سيارته...انتظرته طويلا ولكن لم يصعد...فاضطرت هي الهبوط اليه...دلفت الي غرفه الاستقبال وجدته يجلس بمفرده في الظلام يدفن وجهه في يديه فقلقت عليه واتجهت الي قائله
غيث حبيبي...مالك يا قلبي...مطلعتش ليه...وايه اللي مقعده لوحدك في الضلمه هنا...هي طنط حكتلك علي اللي حصل ...والله يا غيث انا ما عملت حاجه.
مسح غيث علي وجهه ثم نظر لها باستغراب قائلا
حصل ...حصل ايه يا قمر...ماما ما قالتليش حاجه...انا بس جيت ومقدرتش اطلع علي طول...فقلت ارتاح هنا شويه ...وبعدين اطلع...
رجع حمزة من عمله الي القصر وكاد ان يدلف اليه فوجد خلود تهبط من التاكسي ترتدي تايير موف يبرز لون بشرتها البرونزيه وما ان راءه حتي شهق من وجودها...فاستقبلها بحرارة وعلم منها انها جاءت لتقضي بعض الايام في القصر لان شقتها بها تصليحات فطلب منها ان يدخل بالاول ليخبر غيث ثم تدخل من بعده...ابتسمت بسخريه علي بلاهته فهو لا يعلم انها جاءت بأمر من غيث...سردت قمر لغيث ما حدث في هذا اليوم فجز علي اسنانه من الغيظ وكاد ان يرد عليها لولا دخول حمزة المفاجئ قائلا
الحق يا غيث...مفاجاة السنين...حاجه كده انا نفسي مش مصدق انها حصلت لغايه دلوقتي....بس هنقول ايه لكل مجتهد نصيب...وانت نصيبك ايه حييلو يا ابن خالتي.
علم غيث عمن يتحدث حمزة فتصنع عدم الفهم وقال
وهو طول ما انت ابن خالتي هتسلك...انا عرفت القر جاي منين...منك طبعا...المصېبه انك مفكر اني حظى حلو...وهو ملطش زى خلقتك.
حاول حمزة ان ينظر الي نفسه ولكن دون جدوى فنظر في المراءة وقال بمرح
مالها خلقتي...ما انا حلو وزى القمر اهو...غير بس البنات
اللي بيشوفوني عمي...مش مقدرين اني نعمه وواد قمور لا وطيب كمان...
خبطت خلود الباب بكعب حذائها البنفسجي المثير ودلفت وهي ترقع بكعب حذائها علي ارضيه قاعه الاستقبال ترمي شنطتها بالارض وتفتح ذراعيها متجهه الي غيث تحتضنه بشده امام قمر التي كادت ان ټموت من هول ما حدث...ظلت محتضنه له وهو متسمر في مكانها يسمعها تقول وهي تنظر الي قمر بمنتهي الخبث قائله
غيثو...كده يا غيثو متسألش عليا...قلت اجي اسأل انا...وحشتيني كتير...هو انا ما وحشتكش...مش كفايه سيبتني من غير حتي ما تقولي السبب.
ظل حمزة نظرة متعلقا بقمر التي كادت ان ټموت ارضا فتوتر قائلا
دي خلود خطيبه غيث السابقه...اللي انا حكتلك عنها قبل كده يا قمر...شقتها هنا في مصر فيها تصليحات وكان معاها عنوان قصرنا فجت تقعدلها يومين.
خرجت خلود من بين احضان غيث تنظر الي قمر بخبث قائله
يومين ...شهرين...سنتين...لما ازهق...وانا بصراحه مع غيثو عمرى ما ازهق...ويارب الشقه ما يخلص فيها تصليح علشان افضل جمبك يا غيثو.
ردت عليها قمر ببرود قائله
لو علي الشقه انا ممكن اديلك مفتاح شقتي انا وغيث تروح تقعدي فيها علي بال ما شقتك تتصلح...ولا اقولك خليكي انتي هنا واحنا هنرجع شقتنا.
نظر غيث الي خلود وتجاهل حديث قمر قائلا لخلود بترحيب
حمد الله علي سلامتك يا خلود...نورتي مصر ونورتي القصر...كنتي عرفيني ابعت حد يجيبك...بدل ما تتعبي نفسك...انتي عارفه ان جمايل والدك علي رأسي.
نظرت خلود الي قمر نظرة شماته ورفعت لها حاجبها مبتسمه ابتسامه نصر قائله
جمايل ايه يا غيثو...احنا معملناش حاجه غير اننا خرجناك من حاله الاكتئاب اللي انت كنت فيها...بس انا زعلت يا غيث ...ليه رجعتلهم تاني ليه
تألمت قمر من حديثها لانها ذكرته بانهم سبب شقاؤه فتحدثت بصوت مبحوح وقالت
غيث رجع علشان بيحبني...ومقدرش يتخيل فكرة اني اكون لحد غيره...وشكرا علي وقفتكو جمبه...وغيث من النوع اللي ما بينساش اي حاجه اتعملت علشانه.
رد غيث وهو يتمعن النظر في وجه قمر بتركيز
فعلا انا مبنساش...علي فكرة يا خلود ...انا لسه معرفتكيش انا سيبتك ليه...انا سيبتك علشان جدي اصدر فرمان برجوعي مصر...وجوازى من قمر.
ربتت خلود علي يده بحنان قائله
وهو الجواز محتاج فرمان يا غيث...ده يبقا جواز فاشل...ومش هيدوم كتير...اتمني لو ده حصل...ترجع تعيش معانا تاني...انت كنت مبسوط اوى.
ابتسم غيث بسخريه وقال
كنت ...الانبساط والسعاده يا خلود...بيجوا للبني ادم كفرصه...يا ..
حاولت خلود اشعال ڼار الغيرة في قلب قمر قائله
بس رفصتني ودوست عليا ومشيت...وانت عارف قد ايه اني بحبك...وبموت فيك...بس هقول ايه...انتو كده يا رجاله بدوروا علي العڈاب.
ابتسم غيث بخبث وقال
وبعدين معاكي بقا يا خلود...انا قلتلك زمان احلي ما في الحب عڈابه...وبعدين خلاص انتهي ...انا حاليا بقيت راجل متجوز ويفيد بايه يا ندم
قهقهت خلود علي كلام غيث وقالت
هههه ...مش قادرة اصدق...تعرف واحنا مخطوبين...بقيت متخيله اننا مش هنتجوز...عارف ليه...لان فكرة انك راجل متجوز انت اساسا عمرك ما اقتنعت بيها.
نظر حمزة الي قمر وجدها تغلي وټنهار من الغيظ فاضاف بنبرته المرحه قائلا
يا اخت خلود...انتي صح...غيث عمره ما اقتنع بفكرة الجواز...بس كان هيتجوزك...في نفس الوقت لما جدو امرنا ننزل مصر...اول واحد جهز شنطته فينا.
جز غيث علي اسنانه من افصاح حمزة بالامر وقال
انا فعلا اول واحد حهزت شنطتي فيكم...وده لاني عندي رغبه كبيرة في ...مش علشان حاجه تانيه...فبلاش مرواغه يا حمزة...
تضايق حمزة من برود غيث وردوده فقال
انا مش برواغ...كلنا عارفين قد ايه انت بتحب قمر...وكنت مخڼوق لما عرفت انها هتتخطب لشادي...الاڼتقام بتاعك ده حجه...انت لو عايز ټنتقم بجد مكنتش اتجوزتها.
وكما يقال ابن الحلال عند ذكره
بيبان فقد جاء شادي واستمع لكلمات حمزة وكاد ان يفتك به لولا ان رأي خلود الساحرة ففتح عينيه علي مصرعيهم قائلا
يا جمالو يا ولاد...دي انس ولا جن...ولا دي مضيفه الطيران ...ولا حوريه البحر...لا لا لا...لولا اني سمعت كلام النيله حمزة كنت شكيت اني دخلت قصر تاني.
نهضت خلود وتقدمت منه متغنجه في مشيتها ومدت يده وصافحتها قائله بنعومه
طالما قلت النيله حمزة...يبقي انت اكيد من العيله...اتشرفت بمعرفتك...انا
متابعة القراءة