رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
مصر
رد عليها غيث بطريقه تنفي تفكيرها بالشئ السئ الذي حل بقمر
لا يا خلود ...مش زى ما انتي فاهمه...انا جيت لقيتها مفتقده الحب والحنان...وبدل ما أعوضها ...مثلت عليها ان انا لسه مريض ...بس والله غصبن عني.
اتسعت حدقه عين خلود قائله
مثلت عليها طب ليه كده يا غيث ده انت مصدقت تخف علشان ترجعلها...وبعدين كان غصبن عنك ازاي...هي الحاجات دي فيها ڠصب .
مش مهم تعرفي التفاصيل يا خلود...المهم انا اتصلت بيكي ليه...انا محتاجلك قوى يا خلود...محتاج تديلها درس وتفوقيها...انا عارف انها بتحبني بس هي رافضه تبوح بمشاعرها قدام... انتي الوحيده اللي هخليها تعترف.
ضحكت خلود بشده وقالت
محتاجلي اناهتحتاجني في ايه يا حسرة...انت نسيت انتي
يا خلود عديمه الاهميه وملكيش فايده...وبدمرى حياتك بايديكي...واللي حواليكي هيطفشوا بسببك.
بدأنا بقا...بصي انا محتاجه ترجعي مصر ...ويعني انا عارفه الستات لما بيغيروا من بعض بيحصل ايه...لو غارت تبقي بتحبني...ولو ما غارتش يبقي خلاص.. ومتأكد انها هتولع ڼار... وده مش مهم المهم هتعترف ولا لا
ابتسمت خلود بشده وقالت
جرب ڼار الغير يا نشأت ...والله حاجه حلوة قوى...وانت عارفني استاذه في المواضيع ...اهو شفت أنا ليا لزمه ازاي يا أستاذ غيث...واهو احتاجتني.
يعني هتساعديني يا خلود...اكون ممنون ليكي قوى...بس متزوديش العيار وتجنينها...هي مش ناقصه جنان...من غير حاجه احنا عيله مجانين.
تراقصت خلود وهي تهاتفه قائله وهي تكتم ضحكاتها
علشانك انت ارمي نفسي في الڼار وانكوى...واصړخ واقول يا دهواتي....احممم نحن تحت امرك يا غيث...هظبط اوراق السفر وطيران علي مصر ام الدنيا .
شكرا يا خلود...بجد انتي صديقه رائعه...مع السلامه يا خطيبتي السابقه ترجعي مصر بالسلامه...وقبل ما أقفل معاكي انتي مين يا خلود...انتي خطيبتي السابقه.
مر يومين بعد اتصاله لخلود حتي يجلبها الي مصر لتشعل ڼار الغيرة في قلب قمر حياله...ولمعرفته الجيده بذكاء قمر المعتاد...فحاول تلطيف الجو معها حتي لا تشك ان وجود خلود خطه رسمها غيث عليها لاثارة غيرتها...ولتجد ان وجود خلود مفاجاه له...جاءته فكرة الخروج معه فهو يعلم انها تحب الخروج والسهر قبل مجيئه الي مصر ...فانتهز حفل اقامه المصنع بسبب النجاح في تصدير الاخشاب...ولا بد من حضوره الحفل وبرفقتها ...واطمئن كثيرا لاعتذار شادي عن هذا الحفل...بحجه رغبته في تمضيه الوقت مع همس...من الطبيعي ان يتحسر علي حاله مع قمر ...ففكر جيدا ان يأخذها معه الي الحفل ليحاول ان يقترب منها اكثر...ومن الممكن ان يكون لها فرصه جيده تريحه من عناء جلب خلود...فهو ېخاف من خلود ايضا ومن تلاعبها...دخل عليها الغرفه وجدها تجلس علي الاريكه مرتديه كنزة بيضاء كنقاء قلبها وتنورة بيضاء قصيرة وتضع سماعات الاذن وتستمع الي موسيقي هادئه علم ذلك من هدوئها...ابتسم بسعاده وجلس يجانبها ليزيح سماعات الاذن عنها هاتفا بصوت مرح
رمشت عيونها قائله
هتخل بالاتفاق لا طبعا...وبعدين يا ما ناس جميله بس جواها حزين...وبعدين انا مكنتش بخاف البس الحاجات دي قدامك...انا بس كنت متحفظه معاك لغايه ما اعطيتني الامان.
ويا ترى بقي فترة اختبارك ليا خلصت ولا لسه خاېفه مني...ومش مأمنالي...انا في كلا الحالات صامد ومعاكي للاخر...ولو اني اتمني متتأخريش عليا.
خجلت قمر من تصريحه بأنه لا يريد التأخير والمماطله في الفوز بها وقالت بهدوء
ما انا قلتلك ...انتي دلوقتي مفيش منك مشكله ولا خوف ولا قلق...ومطمنالك جدا...انا مش قالقني غير بعد كده...يا ترى هتفضل علي حالك
ابتسم بهدوء قائلا
انا هفضل زى ما أنا...عمرى ما هتغير...الخۏف منك انتي...لتكوني مش عايزاني اصلا...وبتمثلي انك خاېفه مني علشان تتهربي مني.
اغمضت قمر عينيها بمراره لانها تعشقه ومع ذلك هو يعتقد عدم موافقتها بالامر لانها لا تحبه...فتحت عينيها ببطء لتتحدث پألم قائله
لا أنا مش بتهرب منك...وحط في دماغك النقطه دي كويس...ولو حصل حاجه بينا...انا عمرى ما هسيبك...قمرمش بتسيب حد يا غيث...
وضع يده علي ذقنها ليرفع قليلا ويتوه في بحور عينها العسيله ويقول
انا بقي ممكن اسيب اي حد ...لو لقيته مبيحبنيش...الا انت للاسف...انا مريض نفسيا زى ما بيقولوا...بس بيكي يا قمر الزمان...معندكيش علاج ليا
قمر
بابتسامه باهته
علاج ...مش يمكن علاجك يكون البعد...علشان متفضلش تعبان طول عمرك...انا شخصيا مبحبش أشوفك تعبان...ولا حتي تحس بالنقص.
نقص ايه اللي بتقولي عليه يا قمرى...انا بيكي بكتمل...انا من غيرك ناقص...نفسي بس تثقي فيا وتصدقيني...هتلاقيكي عايشه احلي ايامك.
حدقت فيه جيدا لترى الصدق في عينيه وهتفت بضعف قائله
ولو فجأة اتحولت احلي ايام حياتي...الي اتعس أيام...ساعتهامن هيداويني...تعرف انك دلوقتي بعتبرك الدوا لچروحي...بس خاېفه بعد كده تبقي انت الچرح اللي ملوش دوا.
ابتسم بسخريه قائلا
چرح...انا متخيله اني ممكن اكون چرح ليكي في يوم من الايام...يااااه للدرجه دي بقيت زىي زى غيرى يا قمر...مكنش العشم والله يا حبيبتي.
ازاحت يده وقالت بحزم
يعني انت جاهز تواجه اللي حصلي وتتقبله عادي...ولا ساعتها هيبقا كلام وخلاص...ما هو مفيش أسهل من الكلام علي فكرة...انا ممكن برضه أعمل زيك وأبيع كلام.
نظر اليها مطولا ولم يجيب عليها ليجعلها تحترق مثل ما تحرقه بكلامها ...وحاول تغيير الموضوع قائلا
المصنع عاملين حفله بكره...ولازم احضرها...ولازم تكوني معايا...باعتبارك زوجتي...ده بعد اذن حضرتك طبعا...شوفي ناقصك ايه ابعت اجيبه.
زفرت ثم تحدثت بهدوء قائله
انا مش ناقصني حاجه والحمد لله...بس انا مش عايزة اروح...قولهم زوجتي مريضه...مش لازم اكون معاك...كتير لما كنت بروح الحفلات دي اكترهم مش بيجيبوا زوجاتهم.
نظر اليها باستغراب قائلا
انتي كنتي بتروحي الحفلات دي ...كنت بتروحي مع مين...معروف اني جدي مكنش بيقدر يحضر ولا يسهر حتي...ااااه نسيت انتي بتحبي السهر كتير.
ارتجفت قمر وقالت
انا كنت بروح كفرد من افراد العيله...علشان ارحب بالموظفين...واشيد بمجهوداتهم...مش علشان حاجه في دماغك...وبعدين انا بقيت بكره السهر.
هز غيث رأسه بحزن قائلا
لا انتي بتحبي السهر مع ناس...اما مع غيث ...لا مينفعش...يقولوا عليكي ايه...خارجه وسهرانه مع غيث...ودي تيجي برضه...ايش جاب لجاب.
اقتربت قمر اليه تهتف بحنق وغيظ قائله
لا انا مش عايزة اروح معاك علشان انت غيث...انا مش عايزة اروح هناك واشوف الزفت شادي...فهمت بقي يا استاذ يا محترم...شفت بقي انا خاېفه من ايه
اشاح بوجهه في الاتجاه الاخر واستدار مواليا ظهره لها عاقدا ذراعيه فوق صدره محاولا التهرب منها قائلا
علي فكرة شادي اعتذر عن الحفله...اصله مش قادر يفوت لحظه وهو بعيد عن همس...اما انا حظى وحش ...وكل اما احاول اقرب منك تبعديني أكتر.
خبطت قمر علي ظهره بسبابتها بغيظ قائله
متفكرش انك لما تقولي انه مش قادر يبعد عن همس...هغير منها...لااا شادي ده خارج حساباتي...انا لو كان ده هيضايقني فده علشان همس.
الټفت اليها ينظر اليها بهدوء قائلا
اسمعي لما اقولك...انا صبرت عليكي كتير...وكل مرة بنلف وندور في نفس الموضوع...اختك بتثق في شادي...وهي حرة...اما انتي أرجوكي تعالي معايا الحفله حسسيني انك مراتي ولو لمرة واحده ...يا اما بقا أعمل معاكي حاجه وساعتها أحس فعلا انك بقيتي مراتي ومتزعليش بقا ساعتها اني خليت بالاتفاق..
ارتجفت قمر من تهديده وعلمت ان تهديده حقيقيا وقالت وهي ترتعش
خلاص خلاص...هي جت علي الحفله...هحضرها حاضر...بس خليك زى ما انت...علي اتفاقنا ...وانا اوعدك مش هضايقك تاني والله.
نظر اليه بشماته وتركها وخرج لتزفر بحنق وتجلس علي الاريكه تخلع حذائها لتقذفه ليرتطم بباب الغرفه بعد خروج غيث ليبتسم ضاحكا علي فعلتها المجنونه.
في منزل العمه ساميه ...خرجت ساميه هي ووديعه لشراء بعض المستلزمات لهم بمفردهم...رجع شادي الي المنزل ليبحث عنهم فلم يجدهم ...هاتفهم وعلم انهم بالخارج...فانتهزها فرصه لكي ينال قسطا من الراحه...لكن سرعان ما بدي عليه ملامح الضيق عندما رأي والده يخرج من حجرة النوم...لانه علم الان ان والده سيظل يستجوبه بالاسأله الكثيرة عنه وعن همس...وعن جده وعن العقد المشترك الذي يتم توقيعه بينه وبين همس في الايام المقبله...بالاضافه انه علم ان غصون عرفت كل شئ عن غيث وحقيقه حالته المرضيه ونقلت كل الاخبار الي ضياء...ولان شادي عليه ان يجاريهم لمعرفه ما يدور برأسهم ...عليه استحمال ما يقوله ضياء...وطاعته طاعه عمياء...حتي لا ينكشف أمره ويتم الاطاحه بالعائله ...التي حارب غيره لكي تظل متماسكه...وعليه هو أيضا كحفيد لهذه العائله الحفاظ عليها ...حتي لو كان التمن والده...لطالما والده ظهر له بهذه الصورة الحقېرة ...بالاضافه لما فعله والده بوالداته بالماضي...
تحدث شادي قائلا
والدي العزيز موجود في البيت ...يا مرحبا يا مرحبا...لا وايه انا وانت لوحدنا كمان...لان ماما والبت وديعه خرجوا...اخيرا بقالنا زمان ما اتكلمناش.
ابتسم ضياء بسخريه وتحدث بهدوء قائلا
شوف ازاي...قال يعني الواد نفسه يقعد معايا لوحدنا ومن زمان كمان...انتي لو عايز تقعد معايا لوحدنا كنت رتبتلها من بدرى...مش كل اما ارتبها انت تقوم تتهرب مني بأي حجه.
شادي بخبث
عريس يقا يا أبو الأنوار وانت عارف...والبت المدلعه همس دي نفخاني كل يوم مشاوير...عايزة ده وده وده...دي طلعت مش سهله ابدا.
اشمئز ضياء وقال بسخريه
مش انت اللي كنت عايزها...ولما جيت اجيبلها ابن اخويا مرضتش...حتي لما غصون قالت هتجيب ابن اختها انت قلت لااااا ...يالا اشرب يقا.
زفر شادي بحنق وقال
اشرب ايه ...هي يعني كانت مقلب...ما زيها زى اي بنت...وبعدين لا ابن اخوك ولا ابن الست غصون كانوا هيقدروا عليها...وبعدين انت مخفتش للاتنين يضحكوا عليك ويلعبوا لصالحهم.
نظر له ضياء پغضب وتحدث كالافعي قائلا
وانت بقا مبتلعبش لصالحك يا شادي...ولا يمكن بتلعب لصالح غالب...زى ما الزفت غيث طلع بيمثل علينا المړض...لغايه لما جدك نفذ اللي في دماغه.
ارتبك شادي وابتلع ريقه يقول بتوتر
ايه اللي بتقوله ده يابابا...هي وصلت للدرجه دي بتشك في انا كمان...ده انا من ايدك دي لايدك دي...وبعدين ايه اللي خلاك تشك في كده
تنهد ضياء بندم قائلا
اعذرني يا شادي...كله من الافعي غصون...عمال تبخ السم في وداني من ناحيتك...وتقولي اشمعني يعني شادي اللي مش هيصدقك ...ما وديعه قلبت عليك.
شادي بمكر قائلا
طب عارف انا عملت ايه علشان اعكنن عليهم...انا صحيح مش هروح الحفله...بس الحفله معزوم فيها اكبر مستورد خشب في السوق...عزيز الصانع ما انت عارفه اكيد.
توجس ضياء من فعله شادي وسأله مستفسرا
ماله عزيز الصانع ده...ااااه افتكرت...مش ده اللي كان عايز يخطب قمر...ومرضيناش نقول لغصون ولا لجدك لاحسن يوافقوا عليه
هز شادي رأسه بتصميم قائلا
بالظبط...عرف ان قمر اتجوزت غيث...وطبعا اتصل عاتبني...لان احنا كنا قلناله انها خطيبتي...قلتله انها اضطرت تتجوزه علشان الثروة.
انحني ضياء قائلا بانتصار
وطبعا هو هيجي الحفله...وهيحاول
يغازل قمر قدامه...والدنيا هتولع...ومش بعيد يسيبوا بعض...معني الكلام ان ابن اخت غصون ملوش لزمه.
قطب شادي جبيبنه وتساءل مستفهما
ابن اختها...ليه هو احنلا مش كنا خلصنا من الموضوع ده...لما قلت ان انا اللي هتجوز همس...ولا هتجيبوه علشان قمر...يالهوى علي
متابعة القراءة