رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
انك صرفت نظرك عني...يجي حوار حازم يشقلب كيانك.
شرد شادي في عيونها وقال
يمكن علشان مش قادر أشوفك مع حد غيرى...لانك موشومه علي اسمي...ويمكن حبيتك لما اكتشفت انك يتحبيني...ويمكن حبك الدافع الوحيد اللي خلاني أتغير وأكشف أفعال أبويا.
أغمضت همس عيونها وهتفت بمرارة
شادي هو مينفعش تغير أبوك...وأنا أغير أمي...مش يمكن كان حالنا أحسن من كده...بدل الحړب اللي احنا عايشين فيها ومش عارفين أخرتها ايه.
انا هنسيك كل الحړب دي...وده وعد مني...انتي بس ثقي فيا...ثقي في حبيبك اللي عمره ما حب غيرك...وهيفضل معاكي لأخر لحظه.
تنهدت همس براحه وابتسمت له وحمدت ربها علي احساس شادي بمشاعرها ومبادلته لحبها.
ذهب غيث الي المصنع لاتمام اعماله وظل يهلك نفسه في
العمل حتي لا تتثني له فرصه للعوده الي المنزل ومواجهه قمر بما فعلته امس...ظلت والداته تهاتفه كثيرا لتطمئن عليه فأخبرها انه بعد العمل سيخرج مع حمزة لينفث عن نفسه قليلا لانه كره جو البيت ومل منه كثيرا...تعجبت والداتها لحالته ولكنها ايقنت انه يريد الهروب من قمر...لانها ايضا تتهرب منه ومن الجلسات العائليه طوال اليوم...حتي ان همس حاولت مرارا وتكرار الدخول الي غرفتها منعتها من وراء الباب بحجه انها تود النوم...ايضا قمر انتظرته كثيرا...كانت تود ان تعلم اين سيبيت ليلته ... معها بعد ما حدث بالليله الماضيه...ام في غرفته...رأته من وراء الشرفه...وظلت تجلس متوجسه ماذا سيفعل بعد ان يصعد الي غرفه والداته ليطمئن عليها...ودت قمر ان يذهب غيث الي غرفته رغم انها تود النظر الي عينيه...اثناء شرودها طرق بابها ودخل بعدها...وجده الغرفه مظلمه ...ولكن من بين هذا الظلام كانت يطل ملاك ابيض بجناحين امامه...حيث كانت ترتدي قميص ناصع البياض باكمام واسعه كاجنحه الملائكه ضيق من الخصر ينسدل الي اسفل قدميها ...مقفول من الصدر...لوى غيث شفتيه حيث علم انها ترتدي تلك الملابس لاخفاء جسدها عنه...غافله عن انه يعلمها جيدا ويعلم مدي تفكيرها وذكائها المعهود ...تقدم الي الداخل واغلق الباب...واضاء الغرفه بالكامل حيث انه يكره العتمه كثيرا ...واحل رباطه عنقه وخلع جاكيت بدلته ورماه جانبه علي الاريكه...استعجبت قمر من صمته وتوجست منه...لانها تأكدت انه الهدوء الذي سيسبق العاصفه...حاولت اخراج الكلمات من فمها...لتكسر حاجز الصمت بينهم...ولكنها خاڤت ليحاسبها علي رده فعلها بالامس...ايضا نظراته لها الان تدل انه يريد الفتك بها...بالاضافه انها سمعته هو وهمس يتفقان علي الذهاب الي عمتهم ساميه...وكانت تود ما عرفه ما حدث هناك...ولكنها رفضت المعرفه من همس...حتي لا تتعب اعصابها......ظل ينظر اليها كثيرا پغضب يريد اخراج الكلمات اللاذعه اليها ولكنه عدل عن ذلك فتحدث بلطف قائلا
توترت قمر وارتبكت قائله
الموضوع مش خوف زى ما قلتلك...الموضوع اني مش هستحمل اشوف نظرة الندم في عيونك...وقلتلك قبل كده انت تستحق واحده احسن مني بكتير.
نهض من علي الاريكه وربع ذراعيه قائلا بهدوء
شهقت قمر وفرجت شفتيها ثم قالت
مش بحبك...ومالك متأكد قوى كده ليه...وهو الحب عندك اني اسلملك نفسي...من غير ما احس بالامان قبلها...ولا علشان انا اتلمست قبل كده فمش هفرق بالنسبه ليك.
وهو انا يعني كنت فرقت بالنسبه ليكي لما اتجوزتيني وانتي عارفه اللي حصل معاكي ...ولا الحاله المرضيه اللي كنت عليها خليتك تستغليني...اسوء استغلال.
تنهدت قمر بحزن وقالت بصوت مبحوح
انا عمرى ما فكرت استغلك...انا كان ممكن ارفض جوازنا...وساعاتها لو كنت حكيت لجدي كان هيجوزني شادي غصبن عنه...بس وافقت عليك انت.
طبعا طبعا طبعا توافقي عليا انا...لا وايه بكل ډم بارد احنا هنتجوز علي الورق وبس...وبعد ما تخف هقولك ليه...وطبعا انا عرفت ليه.
نهضت قمر من فراشها پغضب وتحدثت بحنق قائله
انت كنت عارف كل حاجه من قبل ما تتجوزني...ومع ذلك صممت تتجوزني...ولا نسيت حبيني يا قمر واتجوزيني يا قمر...وانا هبله مصداقك.
نهض غيث هو الاخر وتقدم امامها يهتف امامها بمرارة قائلا
شادي لما اتخلي عنك ورماكي...لكن قوليلي انتي فين بالظبط دلوقتي.
تنهدت قمر بحزن وقالت
انا في اصعب نقطه في حياتي...نقطه الزوجه اللي هي مش زوجه...انا كل يوم فعلا بحس اني يتيمه ...ياريتني كان عندي ربع القوة اللي عند اختي حتي.
هز غيث رأسه بيأس وتذكر حاله همس وقوتها في الدفاع عن حبها فتحدث لكي يثير غيرتها قائلا
عارفه همس قويه بايه...بحبها لشادي...اي واحد مننا الحب بيقويه وبيخليه صامد للاخر...اما انتب مش ممكن تكوني ضعيفه انتي مش بتحبيني زى ما بحبك .
قمر بضعف وبكاء شديد قالت من بين شهقاتها
انا فعلا ضعيفه يا غيث...بس الحب زى ما بيقوى بيضعف...صعب علي ناس كتير ان يشوفوا حبيبهم بيقدملهم الحب علي طبق من فضه ويرفضوه بسبب حاجز جواهم اقوى منهم.
استمع غيث الي شهقاتها التي عصفت قلبه عصفا فأشاح بوجهه الي الجانب الاخر قائلا
الحاجز ده انتي اللي حطاه بايدك...انتي لو كنتي بتجبيني صحيح...كنتي فرحت لما قلتلك اني مسامحك علي كل حاجه ومستعد ابداء معاكي من جديد.
قمر بجمود
متتعبش نفسك معايا يا غيث...انا خلاص انتهيت...ممكن تبدا من جديد من حد تاني...وانا ساعتها هتمنالك السعاده من كل قلبي...وهتمنالك تنول الحب اللي بتتمناه.
استدار لها غيث واقترب منها ليضع يدها علي وجهه قائلا كمن يلهث من سباق تتسارع دقات قلبه
كان نفسي يكون الحب ده منك يا قمر الزمان...انتي الوحيده اللي في قلبي...بس للاسف انتي عمرك ما حبتيني ...حتي لما مشيت من القصر زمان رفضتي تشوفيني قبلها.
ابتعدت عنه قمر قائله بجمود
كويس انك فاكر زمان قوى...وانا زى ما انا ما اتغيرتش كتير...وانت شفت ده بنفسك...مش مشكلتي انك محبتش حد غيرى...دي مشكلتك انت.
اندهش غيث من اسلوبها وقال
كنت مفكر اني لما هرجع هلاقيكي مستنياني ...علشان احقق حلم حلمت بيه زمان...حلم اني اكمل حياتي بيكي...بس للاسف بنيت احلامي في سراب.
ابتسمت له ابتسامه مصطنعه وقالت
الحمد لله انك فهمت ده...انا عمرى في حياتي ما قلتلك اني بحبك ولا وعدتك بحاجه...حتي خۏفي عليك لما اضربت پالنار...ده كان مجرد احساس بالذنب.
تذكر سماعه لكلمات حبها له في المشفي وعلم انها مازالت تكابر فقال لها
ويا ترى يا قمر كنتي بتحبي شادي...ولا هو كمان كان هيبقي مجرد زوج زيي ...ريحيني وريحي قلبي علشان لما اسيبك اسيبك وانا ضميرى مرتاح .
نظرت له قمر پحده قائله
انا عمرى ما حبيت الزفت شادي ده...انا كنت هتجوزه وبس...وانت عندك حق كله بسبب امي...والحمد لله انها جت علي قد كده...وعلي فكرة انا اتجوزتك علشان مكنش نسخه من امي.
ڠضب غيث من تصريحها بسبب زواجها منها ونظر لها بحزن وقال
بس للاسف اللي انتي بتعمليه في نفسك وفي هيخليكي نسخه منها.... باعت قلب غيرها وداست عليه...تعرفي عمي كان بيقول ايه واحنا في العربيه قبل الحاډثه انه ندم انه اتجوزها.
وضعت قمر يدها علي راسها تهتف پغضب قائله
عارفه عارفه عارفه...بابا اللي كان مصبره عليها احنا...كان خاېفه علينا نعيش من غير ام...بس اهو ادينا عشنا من غير اب...والكل عمال يلطش فينا.
متقوليش كده يا قمر...محدش يجروء يلطش فيكي انتي بالذات...انتي غاليه عليا قوى يا قمر...بس للاسف انتي غبيه ...ومش قادرة تصدقي اللي جوايا.
خشت قمر ان تمر معه بليله مثل السابقه فحاولت التملص منه قائله بصوت مبحوح
كل اللي جواك هيتمحي بالاستيكه اول اما توصل للي انت عايزة...وهتفتكر ساعتها كل حاجه حصلت معايا قبل كده...وهتنتدم انك بس قربت لي.
امسكها من يديها ووضع يده علي خديها ليقول بصوت حنون
قمر لو بتعزيني...فكرى قبل ما تدمرى اخر رابط بينا...خليكي فاكرة حاجه واحده اني بحبك قوى
...وعمرى ما هندم علي حاجه ممكن تكون اوهام في دماغك.
رمشت قمر بعيونها واستمعت جيدا الي كلمه اوهام فدب الامل في قلبها فهمست بصوت متحشرج
ياريت تكون اوهام في دماغي....انت كمان يا غيث لو بتحبني زى ما بتقول...ارجوك ما تضغطش عليا اكتر من كده...انا اللي جوايا لازم يكون في حاجز اقوى منه علشان يهده
ابتسم غيث لها وهز رأسه بالموافقه علي حديثها...ثم لمعت برأسه فكرة خبيثه تجعل من قمر طامعه في عشقه...وبدا يتجهز لها جيدا...
في المصنع كان يجلس غيث يفكر في قمر كثيرا وفي طريقته معها وعنادها واصراراها علي شكوكها وخۏفها من مواجهه الامر معه لكي لا يشعر بالندم...اي ندم الذي سيشعر به ...يقسم بداخله انه حتي لو لم يعرف حقيقه امرها وانها مستسلمه للاوهام الذي زرعها شادي برأسها...سوف يرضي بها ...ولكن هو يعلم جيدا ان ليس الخۏف وحده الذي يمنعها ...هو يعتقد جيدا انها لم تحبه يوما...وانها تزوجته لتهرب من عالمها الغبي الملئ بالكذب والخداع...لتتفاجئ به كان من ضمن اكبركذبه بحياتها...يتسائل هل كانت تحبه قبل معرفه حقيقه امره ام كان شفقه ...كان عليه اكتشاف هذا الامر ومعرفه ما يكمن بداخلها...ففكر في فكرة خبيثه اي امراءة اذا تعرضت الي هذا الامر اما تستسلم وهذا في حاله عدم الحب ...اما اذا كانت تعشق حبيبها ستتخذ هجومها للدفاع عن عشقها...تناول هاتفه واتصل علي شخص عزيز عليه
خلود....اسمها علي اسم بطله روايتي الاولي غدر_الزين...
نظرت خلود الي هاتفها فوجدته اتصالا من غيث فضحكت كثيرا وردت عليه قائلا
يااه لسه بتفتكر...انا قلت انك نسيتني خلاص...ما هو اللي يعشق قمر الزمان ...هيفتكرخلود ليه بقا...يالا معلش احنا ملناش بخت معاك...
تنهد غيث كثيرا وقال
انتي مفيش فايده فيكي يا خلود...لازم تطلع زى المدفع ...من غير ما تدي اللي قدامك فرصه انه يتكلم...طب قوليلي ازيك الاول...ايه سبب اتصالك.
قطبت خلود جبينها وقالت
مالك يا غيث...انا قلت هتتصل بيا تقولي ان قمر حامل ولا حاجه...بس صوتك باين فيه انه حزين جدا...مش ده غيث اللي كان نازل مصر وفرحان ابدا.
اغمض غيث عيناه وتحدث بصوت مبحوح قائلا
ياريتني ما نزلت يا خلود...كنت مفكر اني لما هنزل هتبدأ سعادتي...بس للاسف انا بقيت تعيس قوى...قمر مبتحبنيش يا خلود...حاولت معاها كتير ومفيش فايده.
فرجت خلود شفتيها وقالت
انت بتقول ايه يا غيث...مش قمر كانت بتحبك من وانتو صغيرين...ايه اللي جد بقا...ولا بعدك عنها خلاها تنساك...مش معقول البعد يعمل كده.
تحدث غيث پألم قائلا
البعد بيورث الجفا...انا بعدت عن قمر في اكتر وقت كانت محتاجاني جمبها...سبتها فريسه للي حواليها...ينهشوا
فيها...وبدل ما اصلح اللي عملوه اول ما جيت جيت لبخت الدنيا أكتر
ردت عليه خلود ببلاهه قائله
لبخت الدنيا أكتر ازاي يعني...وايه معني كلامك ان الكل نهشوا فيها...هو حد عمل فيها حاجه وحشه مثلا...طب وده قبل ما تنزل
متابعة القراءة