رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
هيطينها فوق دماغي.
الظاهر اني كنت غلطانه لما صالحتك...كنت مرتاحه من غلاستك كل يوم الصبح...مش عارفه أنام لا هنا ولا في بيتنا...أصلا مفيش مصېبه أكبر من مصېبه امبارح اللي خلتني أغلي طول الليل.
ربعت همس ذراعيها فوق صدرها وهتفت بحنق قائله
قصدك خلود....طب انتي عارفه مين اللي ألعن من خلود..حازم ابن خالتي...لسه واصل من شويه...وجدو حكم انه يقعد في القصر معانا...أنا بقي أروح فين
نهارك أسود ومهبب...دي مصېبه فعلا...ده شادي ممكن يصور قتيل...وجدو عارف الواد ده كويس...ازاي يسيبه هنا في وسطنا...احنا لازم نتصرف.
زفرت همس بأنفاسها قائله
ملهاش حل يا وديعه...ان مينفعش أسيب القصر علشان معنديش مكان تاني...ولو صمم شادي يأخدني عندكم...برضه مش هينفع علشان عم ضياء.
طب ايه رأيك ...تيجي معايا العياده كل
يوم...امسكي مثلا قسم الحسابات...وكده ولا كده بنرجع بليل خالص...نطلع علي أوضتنا...ويبقي كده خلاص ولا ايه
لمعت في رأس همس فكرة خبيثه تثبت لشادي أنها لم ترى حازم فقالت بلهفه
قومي بسرعه يا وديعه ...نروح العياده...قبل ما يحضروا الفطار
اندهشت وديعه لأمر همس ولكن أرادت اراحتها فارتدت ملابسها مسرعه وخرجوا من القصر دون أن يراهم أحدا...ذهبتا الي العياده الخاص بحمزة...وفتحوها قبل أن يأتي بها أحد.
مكنتيش قادرة تستني لما نفطر...خرجتيني من القصر ولا الحراميه...مش فاهمه ليه...مكنتش أتوقع انك بالجبن ده...المفروض انك مش تخافي .
لوت همس شفتيها وقالت
شوفي مين اللي بيتكلم...دي غيرة يا حبيبتي...عارفه ايه يعني الغيرة يا صغنن...ولا أفكرك وانتي كنتي عايزة تولعي في خلود امبارح
علي سيرة بقا الست خلود...احنا لازم نتصرف...البت دي جايه ناويه علي طلاق قمر...ولا شادي اللي عمر ما في بنت هزته...البت دي سحرتلهم...أنا اللي خاېفه عليه حمزة...دول كانوا مع بعض في فرنسا.
ابتسمت همس بسخريه قائله
دي بقا أنا مش شايله همها...لأني متأكده ان جدو هيرفض وجودها علشان قمر...ولو وافق احنا لازم نتصرف...ولازم قمر تقرب من غيث علشان الزفته دي تحل عنهم.
قمر مين اللي تقرب من غيث يا همس..انتي بتحلمي..عل الاقل أنا وانتي لما شفنا خلود جرينا نلحق حمزة وشادي..زانما هي كانت واقفه تتحسر...وتقوليلي تقرب.
ابتسمت همس بثقه وقالت
هتقرب وهتشوفي يا وديعه...خلود هطلع عليها البلا الأزرق...وقمر هترفع الرايه البيضا وبسرعه كمان.
هنا جاء حمزة العياده ليجد بابها مفتوحا وغرفه وديعه مفتوحه أيضا ليدخل عليها مسرعا ليتفاجئ بوجود همس فينظر اليهم بخبث ومكر قائلا
تضايقت همس من تلميحاته وهتفت حانقه
علي فكرة احنا محدش يقدر يلسعنا يا دكتور...المفروض تخاف علي الكوبرا مننا...لان احنا محدش قدنا...ومش هتيجي هي ولا غيرها تقف قدامنا
هتفت وديعه ببلاهه قائله
انتو بتتكلموا علي مين...كوبرا مين ...وشجرة الدر مين وكليوباترا السابعه مين...هو حازم ابن خالتك يا همس طلع تاريخي وانا معرفش
تعالت ضحكات حمزة وقالت
أحلي حاجه فيكي يا ديعا انك بتعترفي...حيث كده بقا يا ديعا...النهارده هتروحي بيتكم...معدش ليكي عيش في القصر..قال حازم قال...وربنا أنفخه.
نظرت همس اليهم وغمزت الي وديعه لتعلمها ألا تستمع اليه وان لحوارهم بقيه أخرى...وتركتهم ورحلت...حاول بعدها حمزة ملاطفه وديعه واستخراج منها الأسرار ولكن دون جدوى فتركته هي الأخرى ورحلت.
استيقظت ضحي من نومها وخرجت من غرفتها لتتفاجئ بنور ساطع من غرفه غيث القديمه المجاورة لها فعلمت علي الفور انه تشاجر مع قمر ونام في غرفته الليله الماضيه ...وتأكدت انه علم بما حدث بين قمر وغصون وتشاجر مع قمر لهذا السبب...زفرت حانقه وعزمت امرها للدلوف اليه لتهدئته من ناحيه قمر وتفهمه ان قمر ليس لها ذنب بمشاكل قمر...دلفت الي الغرفه لتجد خلود واستغربت وجودها ...وبعد ترحبيها لها قصت خلود عليها اسباب مجيئها الي هنا...وطلبت منها ان تكون في صفها طوال الامر حتي تنجح خطتها في اثارة غيرة قمر علي غيث...في البدايه ترددت ضحي ...هي تحب خلود ولكنها تعلم جيدا ان قمر متيمه بغيث منذ طفولتها..ولكنها حاولت ان تنفي هذه الفكرة وتحالفت معها بالاخير ضد قمر...واخذتها وهبطوا الي الاسفل وهي محتضنه لها...مما اثارة غيرة قمر بالكامل...جلست ضحي وتحدثت بحب لخلود قائله
بس والله يا خلود حته مفاجئه...عمرى ما كنت اتوقعها منك...بس انا زعلانه بقا بقالك شهر في مصر...ولسه جايه تفتكرينا بعد ما شقتكم باظت
ابتسمت خلود ورفعت
حاجبها لاغاظه قمر ولا علامها انها بقلب ضحي
فقالت
والله يا ماما ضحي انا فاكراكم اوى...ونفسي اجيلكم من زمان بس محروجه...خصوصا اني زعلانه منكم لما سيبتوني ومشيتوا..زمان غير اي تبرير.
غالب بغيظ فهو يريد اثارة غيرة غيث علي قمر وليس العكس لانه قلبه دائما يحن علي قمر فهتف قائلا
وهو حضرتك مين علشان يعيطوكي تبرير...غيث من زمان نفسوا ينزل مصر علشان يتجوز قمر...وما صدق اني اعطيته الامر ينزل.
خلود بخبث ومكر تنظر الي غالب الذي علمت من عينيه انه يخشي حزن حفيدته جيدا فتحدثت بثقه قائله
طبعا حضرتك يا جدو طلباتك اوامر...بس انا كان من حقي اعرف...لاني كنت خطيبه غيث...وكنا خلاص بنجهز للزفاف...قمر مكنتش في مخططاته ابدااا.
اغتاظ غالب منها وهتف پحده قائلا
قمر مش بس في مخططاته...دي ساكنه قلبه وعقله من زمان...وانتي كنتي مجرد مسكن...لما عرف انها هتتخطب لشادي...قام خطبك.
حاول يحيي تخفيف الحديث قائلا
خلود ما تقصدش حاجه يا عمي...هي طبعا فاهمه ان غيث خطبها بعد ما يأس انك ترجعه هنا...وهي عارفه كويسه كمان ان غيث بيحب قمر.
نظر غيث الي جده بغيظ لانه يريد ان ېحطم مخططه لاثارة خلود فهتف حانقا وقال
هو انت ليه مضايق من وجود خلود ...معلش دي مهما كان ضيفتي...وزى ما انا رضيت ان حازم يفضل هنا...لازم انت كمان ترضا ان خلود تفضل هنا.
تفاجئت ضحي من ذكر حازم اللعېن ووجوده فهتفت پحده قائله
بتقول ايه...حازم مين اللي هنا...مستحيل...انت عارف يا عمي وجوده هنا معناه ايه...لو انت مش خاېف علي البنات احنا خايفين عليهم.
ارجع غالب ظهره الي الخلف ووضع ساق علي ساق يلف عصايته الابنوسيه قائلا بقسۏة
ضحي يا بنت اخويا...انتي مش هتخافي علي حفيداتي قدي...لو كل واحده فيهم جوزها ميقدرش يحميها...فانا موجود احميهم...وبعدين مش وجود حازم اللي يهزكم بالشكل ده.
وجد يحيي ان الامر يتفاقم من جديد خاصه بعد قسۏة غالب مع ضحي ومحاوله رد ضحي عليه بتهجم فقاطعها يحيي بهدوء قائلا
لا طبعا هيهزنا في ايه يا عمي...وبعدين اصلا محدش يقدر يقرب من بناتنا ده كان اجوازهم يقطعوه...ضحي انت عارف انها پتخاف بطبيعتها.
كانت همس تدلف القصر وعندما سمعت اسم حازم فصړخت صرخه مكتومه وخشت من وجودها خاصه بعد تعليمات شادي لها فذهبت اليهم ټضرب الارض برجلها قائله
ليه يا جدو سيبته يفضل معانا في نفس القصر...كنت اديله فلوس ويمشي يقعد في اي حته...والله انا خاېفه ليحصل مشكله زى زمان...وساعتها بقا مش غيث اللي هيحميني شادي هيدخل وهتبقي مصېبه.
تبعتها قمر تهتف بحنق قائله
يالا خلي المصاېب تكمل...واللي حصل زمان يحصل تاني...واسمعي بقا الكبيرة يا همس الفلوس اللي كانت ماما بتأخدها مننا مكنتش لدار الرعايه كانت لنفسها وغيث هو اللي اتكفل بكل حاجه بدلها.
نظر غالب لقمر نظرة سخريه وقال
علشان تبقي تصدقيني يا قمر لما قلتلك انا جوزتك غيث لانه راجل...يقدر يصونك ويتغاضي عن اخطاء الماضي علشانك...شفتي كلامي طلع صح ازاي
هبطت غصون اليهم وهي تتغنج قائله
صح لسانك يا عمي...وانا امبارح اتأكدت بنفسي ان غيث اتغاضي عن اخطاء الماضي...وندمت اني كنت مش موافقه علي جوازهم...
نظرت قمر الي غيث بذهول وقطبت جبينها قائله
ندمتي...ندمتي ازاي...اذا كان انا شفت كل حاجه بعيوني...ايه اللي خلاكي تغيرى رأيك كده...واوعي تقولي علشان اتكفل بخالتي...لان انتي مش بتهتمي بحد حتي اختك.
ضحي بسخريه قائله
تهتم بحد...دي متبقاش غصون...انا عارفه ايه اللي خلي غصون تغير رأيها...معلش بقا اصل الدرع الواقي اتخلي عنها...فقالت تبقا في الصف الكسبان احسن.
قمر بذهول
الصف الكسبان...ماما انتي لغايه مشكله امبارح ...كنتي بټلعني في غيث...وبتلعني اليوم اللي انا اتجوزته فيه...وهددتنيني وهددتي
طنط ضحي.
وضعت غصون يدها في خصرها قائله
انا ...محصلش...انتي دايما كده يا قمر بتظني السوء في مامتك حبيبتك...كل ما في الامر ان كلامك انتي وهمس ضايقني...فطلع مني كلام ڠضب وخلاص.
وضعت قمر يدها علي راسها تصرخ پغضب قائله
بس بقا ...كفايه حرام عليكي...انتي ايه شيطان...انتي ازاي بتقدرى تتحولي بالشكل ده...انتي بتخططي لايه جديد...وكله هيجي في الاخر فوق دماغي
الكل حاول استماله قمر لاحضانه لتهدئتها حيث تحولت حالتها الي هستيريا الي ان قرع جرس باب القصر ودلفت ساميه لتركض اليها وتزيحهم جميعا من فوقها وهي تضربهم حتي لا يقتربوا منها ولكنها ما ان وجدت ساميه حتي ارتمت في احضانها فرفعتها ساميه واحتضنتها بشده وربتت علي ظهرها بحنان قائله
اششش...بسسسس اهدي يا حبيبتي...اهدي يا قمر...خلاص انا جيت يا قلب امك...محدش هيقدر يقربلك بعد ما انا جيت...والله يا قمر انا نفسي اخدك وابعدك عن المحيط ده كله بس مش بايدي يا حبيبتي.
توجهت اليها ضحي تتحسس خصلات شعرها وتجمعها وترفعهم لاعلي لتزيل حبات العرق من علي عنق قمر قائله برقه
واحنا روحنا فين يا ساميه...ما انا موجوده اهو وزى امها...انا اسفه يا قمر...واضح ان العيار تقل النهارده زياده عن اللزوم...حقك عليا يا بنتي.
استفهمت ساميه من ضحي عما حدث فقالت
هو اللي حصل لده كله...هو انا مش مفهماكي يا ضحي من قبل ما غيث يتجوز قمر وانا قايلالك حاله قمر ازاي...ليه وصلتوها كلكم للحاله دي
هتفت غصون بغيظ قائله
والله عال ما فضلش الا انتي يا ساميه...علي فكرة دي بنتي مش بنتك انتي يا هانم...وبعدين ما حصلش حاجه حازم ابن اختي جه وجدها وافق علي وجوده وسطنا والهانم خاېفه علي نفسها من حازم مش عارفه ليه يمكن خاېفه ليوقع الثقه بينها وبين غيث الله اعلم ...بصوا انتوا كلكم اشكالكم بقت بټعصبني...انا خارجه يمكن الاقي حد بره احسن من خلقكم دي.
ابتسمت ساميه بمكر لانها علمت انها ذاهبه لضياء اللذي بكل تأكيد سوف يطردها بعدما اوصلت له كلامها عنه بالامس...اما قمر فقد اخذتها ساميه الي غرفتها لتهدئتها تبعتهم همس...ايضا ضحي اخذت خلود الذي ضايقها المنظر واختنقت منه
وذهبت الي الاعلي ليتبقي غالب وغيث الذي نظر اليه بغل وترك له المكان وخرج يندم علي ما فعله لانه بالاخير كان يتمني عندما مد لقمر يده ان تلجأ اليه فعلم انه من الصعب ان يكون قريب منها.
بعد صعود قمر وساميه الي غرفتها اخذت ساميه في تهدئتها ولكن قمر لن تهدأ ابدا خاصه بعد ظهور خلود...قصت علي ساميه كيف ظهرت خلود وكيف كانت علاقتها بغيث من ذي قبل فتفهمت ساميه حالتها وعلمت ان قمر تعاني من غيرة شديده علي غيث...فاطمأن قلبها نوعا ما...لانه بدايه الافصاح عن العشق الذي يرنو له
متابعة القراءة