رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي

موقع أيام نيوز

منها مش اكتر.
نهض غيث وقال
ياريت متبقاش تحكم بعقلك...فكر فينا ولو لمرة واحده...او كنت سيبنا نفكر لنفسنا...ادي اخرة تفكيرك شوف وصلتنا لفين...عن اذنك...اروح اصلح اللي انت غلط فيه زمان.
رجع غيث الي غرفته ليجد همس وقمر يبدو عليهم انهم يخططان لامر هاما ...افاق من حديثهم علي دلوف شادي وراءه والتي اول ما رأته قمر حتي اشاحت بوجهها الي الجانب الاخر ...ايضا الامر سبب له احراجا شديدا...والتي اخرجته من هذا الموقف المحرج هي همس حينما هبت واقفه تأخذه من يديه موجهه حديثها الي قمر انها سوف تتناول الغذاء مع شادي وستتأخر وستعود ليلا...ما ان رأي غيث حاله شادي وهمس وهما مترابطين ببعضهم حتي نشبت نيران الغيرة في جسده منهم...عرض علي قمر ان يعزمها علي الغذاء مثلهم...ولكن اتاه ردها باردا وثقيلا علي قلبه
انها لا تريد...وليست بمزاج جيد لذلك...والحجه واضحه انها تشعر بالتعب وعليها تناول غذاء من البيت افضل...زفر حانقا وخرج من المصنع وركبا السيارة في صمت رهيب....أثناء قيادته للسيارة بجانبهاأسندت قمر رأسها علي باب السيارة تتذكر نظراته لشادي وهمس وهما يخرجان معا من المكتب وهم في سعاده علي النقيض بعلاقتها بغيث...لامت نفسها علي أسلوبها معه...ورفضها للعشاء معه...فقررت أن تعوضه في المساء بسهرة خاصه بغرفتهم سويا..... دلفا الي القصر...اول ما دلفوا...جاء لغيث اتصالا من رقم غريب اجاب واذا هو الصوت المثير للسعاده بالنسبه له ...خلود تتحدث بدلع قائله
ايه يا باشا...مش ناوى تديني الاذن اجيلك ولا ايه...تكونش بقيت سمنه علي عسل مع المزة بتاعتك...بس انا كده هزعل...انت عارفني اموت انا في شعلله ڼار الغيرة.
قهقه غيث علي كلامها المرح وقال
والله يا خلود من ساعه ما قلتلك رتبي امورك وانزلي مصر وانا بحاول معاها...بس مفيش فايده...دماغها حجر صوان...فحيث كده بقا دقت ساعه العمل.
ضحكت خلود ضحكه رنانه وقالت وهي تتراقص
اموت انا واعيد السنه...يعني خلاص اذنتلي بالمجئ والظهور يا مولاي...اوعدك يا شهريار...ان هخلي شهرزاد متسكتش عن الكلام المباح.
ابتسم غيث بسعاده وقال
يارب يا خلود...يسمع منك ربنا...المهم في حاجات كده برتبها في القصر قبل ما اخليكي تيجي...هرتبها وهتصل عليكي علي طول...فاتك زهقتي وانتي قاعده لوحده
في هذه الاثناء ظهر امامها حازم في مطعم الفندق التي تجلس فيه ...حيث عدلت عن مكوثها بشقه والداها حتي نضع حازم ڼصب أعينها...فابتلعت ريقها وتوترت قائله
هااا...اه بصراحه زهقت...انت عارف اني هنا لوحدي بقالي يومين...ومفيش حاجه اعملها...فكرت اروح لحمزة عيادته بس خفت لانت تضايق.
ابتسم غيث وقال
لا بلاش حمزة...سيبيه باللي هو فيه...الواد اموره العاطفيه متلخبطه...وعايزة دكتور نفسي يحلها له...وحلك للاسف مش عنده...حلك يوديه في داهيه
قهقهت خلود وقالت
طب كويس انك عرفتني...وبعدين يا اخويا انا مليش في السناجل ...مبعرفش اثير الغيرة بينهم...لان ممكن جوازهم ميتمش...اما المرتبطين اللي زيكم مهما عملت فيهم هيغيروا علي بعض ...لكن طلاق لااا مليش فيه يا اخويا...يالا اسيبك بقا مع قمرك ومنتظرة منك تليفون...سلام يا صاحبي
ابتسم غيث ونظر الي هاتفه واغمض عينيه ثم فتحهم ليجد قمر امامه ويبدو انها سمعته يحادث فتاه لان عينيها كانت تحمر من الڠضب
علي الجانب الاخر ما ان انهت خلود مكالمتها حتي وجدت حازم عليه اعلامات استفهام فسألها قائلا
قالك هتروحي امتي...انا خالتي عماله ترن عليا من ساعه ما عرفت اني في مصر...حتي امي مش عارف اروحلها من ساعه ما جيبت.
قطبت جبينها وقالت
ما تروح حد حايشك...وبعدين مبتردش علي خالتك ليه...مش فيه اتفاق ما بينكم...وانسي انك هتروح معايا ...استحاله نظهر احنا الاتنين في وقت واحد.
توتر حازم وقال
عارف انه استحاله...بس علي الاقل اظهرى انتي الاول...انا لو ظهرت قبلك مممكن افشل...لكن انتي اكيد هتروقيلي الجو قبل ما اظهر.
ابتسمت بسخريه ووضعت يدها علي خديها تتأمله بازدراء قائله
اروقلك الجو ...ليه ان شاء الله ...خاېف مثلا...مكنتش اعرف انك جبان وبتتحامي في الستات يا حازم...وانا اللي قلت هتحميني من غيث وشره.
انحرج حازم وقال
انا اقدر احميكي ونص...بس انتي متعرفيش ان غيث اساسا مبيطقنيش...ده كان لسه صغير...وطردتني انا وامي من الفيله...وكان قدام ابوه ما قالوش عيب.
عضت خلود علي شفتيها وقالت باستمتاع
علشان كده انا بحبه وبموت فيه...راجل بصحيح...بس للاسف قمر متستاهلوش...لازم واحده زيي تقدره وتصونه...وبعدين كفايه علي قمر نصيبها هتأخد نصيبها ونصيب غيث كمان
قطب حازم جبينه وقال
طب ما اساسا كله في ايدي غيث...انا خالتي عايزاني اوقع بينهم ويطلقها...وبم انها الحفيده المدلله لغالب...هيحلهم من الاتفاق ويرجع نصيب قمر ليها.
ابتسمت خلود بغموض وقالت
وخالتك مقالتلكش ان
غيث محامي...ويقدر ما يعملش اللي جده امره بيه...ويطلعه
من المولد بلا حمص...ولا هي ناويه تقتله زى ما قټلت ابوه وعمه
نهض حازم يرتجف من الړعب قائلا
قتل....لاا لاا مستحيل...لو فيها اقتل انا ههرب...طب المرة اللي فاتت لفقوها ها لغيث...المرة دي هيلفقوها لمين...اكيد ليا...طب والعمل مع الناس دي ايه
امسكته خلود من يديه واجلسته قائله
انا هساعدك...ومتستغربش...عارف ليه...علشان الشيك اللي ماضيه علي نفسك...هاخد حقي منك ازاي وانت في السچن...لازم تكون معاك ثروة...بس بشرط...اي حاجه يطلبوها منك تيجي تقوليهالي...وانا بعون الله هطلعك منها زى الشعرة من العجينه.
في القصر بعد اغلاق غيث لهاتفه ..تسمر ليجدها أمامه تنظر اليه باستفهام وتضع يدها في خصرها...فحاول أن يغير مسار الموضوع حتي لا تسأله مع من يتحدث فتنهد قائلا
قمر..وحياتك خليهم يحضروا لينا الأكل...أنا جعان وعلي أخرى...لأني مفظرتش الصبح...وفي علاج لازم أخده...ولازم أنام بدرى.
هزت قمر رأسها برفض وتحدي قائله
لا...مفيش أكل قبل ما أعرف...كنت يتكلم مين في التليفون...ومتكذبش ونقولي من المصنع...وولاء...لأننا لسه راجعيين من المصنع...وولاء مش معاها رقمك.
طب مش هتجاوبي علي السؤال اللي سألته ليكي في المكتب...اذا كنت بتغيرى عليا ولا لا...عارفه لو قلتي اااه...هقولك كنت بكلم مين...ولا موقلتيش اااه انتي حرة...بس متزعليش ...علشان تبقولي لا...هاااا يا قمر الزمان هتقولي اااه ولا لاااا.
اااه...بغير عليك...وكتير كمان...أكتر مما تخيل...وانت بتستغل الظروف...عمال تضغط عليا.. لغايه ما هنفجر...الرحمه يا غيث...أرجوك.
رفعها غيث لتصل الي مستواه ليدور بها وهي تشعر بالسعاده البالغه ثم أنزلها الي الارض 
مش مصدق وداني يا قمر...أخيرا بدأنا مشوار حبنا...قمر الزمان بتغير عليا يا جماعه...اااه...من حبي ليكي...مدوخني...اااه لو تحبيني زى ما بحبك كده.
اغمضت قمر عينيها هاتفه بحرارة
انت ليه مش مصدق اني بحبك...ليه رابط موضوع جوازنا بالحب...الحب حاجه والجواز حاجه تانيه...يا ما ناس حبت واتحرقت بڼار الحب والصعوبات وقفت ما بينهم ومتجوزوش...وبعدين هو مش احنا يرضه متجوزين
لوى غيث شفتيه بسخريه قائلا
مع ايقاف التنفيذ يا قمرى
كادت أن ترد عليه لولا أنها سمعت صوت وديعه بالخارجت فتوترت وخرجت اليها لتجدها متوترة وتريد التحدث معها هي وهمس فأخبرتها بأن همس مع شادي فاتصلت عليه ليأتي بها ليتجالسوا سويا...تضايق شادي لطلب وديعه ولكن في حيال اصرار همس فوافق وأرجعها القصر مرة أخرى...اجتمعت البنات في غرفه وديعه والتي هي بعيده كل البعد عن غرفت الشباب.. ليبدو عليهم أنهم يخططون لأمرا للاتفاق علي الشباب
بدأت قمر حديثها معهم قائله
كويس أوى يا بنات...اننا اتجمعنا هنا...أنا غيث قلقني أوى...شويه البت ولاء في المصنع دخلت تتدلع عليه ومعبرتنيش...والنهارده بعد ما رجعنا دخلت عليه المكتب لقيته بيخلص مكالمه وأكيد مع واحده لان سمعته بيقول انتظرى مني تليفون.
هزت همس رأسها بالرفض قائله
مستحيل...كله الا غيث...انتي عبيطه يا قمر...ده بيعشقك...ي بنتي قولي الكلام ده مثلا علي شادي...نسبه لتربيته الغلطه..انما غيث لااااا.
تضايقت وديعه ونهضت لتضع يدها في خصرها قائله
جرى ايه يا همس هانم...لو هنتكلم علي التربيه الغلط...انتوا نسيتوا...انكم كمان تربيتكم غلط...ولولا مامي...مكنتوش كويسين كده...ولا هو مفيش الا احنا علشان احنا اولاد الغريب.
ربتت قمر علي كتفي وديعه لتهدئها قائله
لا منسناش يا وديعه...وانتوا اخواتنا مش اولاد الغريب...ولحنا كلنا اتربينا علي ايدين عمتي ساميه...اللي بتعتبرها أمنا وأكتر كمان...وأكيد همس مش قصدها.
هزت همس رأسها قائله
انتي زعلتي يا ديعا...والله ما أقصد...انتي عارفه اني بندفع بالكلام...وبعدين تعالي هنا...انتي كنتي عايزانا في ايه...خير...يكونش اللي في بالي حصل
ابتسمت وديعه قائله وهي تتنهد من السعاده
اااه حصل...ومن زمان...من ساعه ما رجع هنا...وأنا حاسه بيه وبمشاعره...بس كنت بحاول أشيله من دماغي لان عارفه انه صعب يتحقق.
قطبت قمر جبينها قائله
صعب ليه ياديعا
زفرت همس
بحنق قائله
بسبب الحاج ضياء...أكيد هيرفض...يجوز بنته لابن غريمه عمه يحيي.
وضعت وديعه يدها علي خديها قائله
وبصراحه بقا...أنا نفسي تعملوا ايه حاجه ...تخلي بابا ميرفضش.
لمعت برأس قمر فكرة خبيثه فقالت
لقيتها...همس توقف جوازها بشادي...لغايه ما شادي يلاقي طريقه ويقنع عم ضياء.
هتفت همس بحنق قائله
لا طبعا...افرضي معرفش...جوازتي تبوظ... ده أنا بعد الأيام والليالي علشان أتجوز ...ده أنا ما صدقت طلبني.
وديعه بحنق
انتي ليه أنانيه يا همس
نظرت قمر الي همس بلوم وعتاب وقالت
مټخافيش يا وديعه...همس زى الشطور هتعمل اللي قلنا عليه...والا هي عارفه...أنا ممكن أوقف جوازتها هي كمان.
نفخت همس بشده قائله
طيب ماشي هحاول...قوليلي بقا يا قمر...طالما شاكه في غيث...هتعملي ايه معاه
ضحكت وديعه وبشده قائله
هقولها انا...انتي يا قمر ي أوختي...زودي جرعه الحنان شويه...هتلاقيه ذاب في هواكي...انما قناع البرود ده ي ختاااي..ممكن يكلم أم ولاء المحاميه شخصيا.
لوت قمر شفتيها بسخريه قائله
لا والله...علي أساس انتي قاعده معانا...وعارفه اني مصدرة الوش الخشب...بت يا وديعه ...انتي عرفتي الكلام ده منين.
قهقهت همس من الضحك وقالت
أكيد من رويتر...قصدي حمزة...الواد ده خفيف خالص...مش تقيل كده زى شادي وغيث.
أشارت وديعه بأصبعها في وجه همس تحذرها بمرح قائله
ما أسمحش لحد أنه يتكلم عن حمزيكا...لااا حمزيكا ايه...ده حمزتي لوحدي.
وضعت قمر يدها علي جبهه وديعه تهتف بالسحريه
أنا قلت من الأول انك سخنه...الحب ۏلع في الدرة يا بنتي...وانتي مش كوز دره ...انتي كوز بطاطا مشوى.
هتفت همس باستمتاع قائله
لا يا قمرى...انتي اللي كوز بطاطا...وبرتقاني كمان...حلاوتك يا برتقان.
تذكرت وديعه أمرا فسألت قمر وقالت
اللي قوليله يا قمر...غيث لسه فاكر انك شبه البرتقانه.
شردت قمر في غيث ومعاملته لها وقالت
غيثو عمره ما ينسي حاجه بينا أبدا.
وضعت همس يدها علي وجهها بسخريه قائله
أومال شادي مش فاكر الواد حازم لما عاكسني ليه
رقصت وديعه حاجبيها لهمس قائله
وربنا فاكر...ولوولا ان غيث هو اللي عطاله العلقھ...كان فات شادي مكسحه.
ضحكت قمر وبشده قائله
ايه رأيك يا بت يا همس تقوم ترقصيلنا شويه
نهضت همس بلهفت وقالت
أوامرك مطاعه يا قمر الزمان
وانقضت الليله بين الثلاث فتيات ما بين ضحك ومرح كأن من أنجبتهم الثلاثه هي امرأه واحده وليسوا اثنتان متناقضتان في الطباع والأخلاق والتصرفات...ومن شده مرحهم معا وتعالي ضحكاتهم...ناموا سويا في غرفه واحده وعلي فراش واحد محتضنين بعضهم...ولما تأخرت قمر ذهبا غيث ليرجعها الي غرفتها...ولكن سمعتهم بثينه...وأخبرته انهم ناموا سويا...وطلبت منه أن يتركها معهم هذه الليله.
بعشقك_طامعه 
الفصل_السابع_عشر
بعد سهرتهم الطويله ...ضحكهم ومرحهم وخناقهم ورقص همس الذي أعجبهم كثيرا وتصفيقهم الحار لها ورقصهم معا...كل هذا أدي الي تعبهم الشديد وعدم تفكير أحد منهم أن يذهب الي غرفته...هبطا كلا من همس وقمر ووديعه علي فراش واحد واحتضنهم بعضهم البعض كأخوة ...استيقظت قمر أولهم وانتبهت أنها بغرفه وديعه وتذكرت أمر ترك غيث بمفرده...فتسللت من بينهم
تم نسخ الرابط