رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
ضحكه رنانه وقالت
بدرى من عمرك يا قمر...وبعدين انا اللي هروح للبيه...تقريبا كده هعمل عليه هجوم علشان اعرف بيعمل ايه في المصنع من ورايا...
ارتبكت قمر وذغرت بعينها لهمس حتي لا يفهم غيث سبب اصرارها في الحضور معه الي المصنع وقالت
هجوم ايه انتي هابله...ما تخليكي كده واثقه من نفسك...وبعدين مش ده شادي اللي بتثقي فيه ...وان لا يمكن يغلط...ايه اللي جد بقا....ولا فرصه علشان يفسحك وخلاص.
اللي جد ان غيث بقا بيلبس ويتشيك وهو رايح المصنع...فقام حد ودود في ودان قمر وقالها الحقي يا قمر غيث بيلعب بديله...روحيله معاه المصنع روقيه.
ارتبكت قمر مما قاله وتوترت قائله
انا قلتلك الكلام ده الصبح علشان فعلا بجد انت بقا شكلك ملفت وانت نازل المصنع...مش كلام همس اللي يأثر فيا علي فكرة...وبعدين انت حر.
ضحك رنانه لدرجه انها اغاظت قمر ثم قطب ضحكته ليهدئها قائلا
انا مش حر علي فكرة...انا ملكك اعملي فيا ما بدالك...عايزة تحبيني حبيني...عايزة تكرهيني اكرهيني...عايزة تغيرى عليا حقك يا قمرى.
دخل عليهم حمزة مازحا
اموت انا واعيد السنه...عقبال اللي في بالي لما تغير عليا...انا بيجيلي بنات في العياده يتعالجوا نفسيا وايه قمرات وحياتك...انها تحس ابداااا.
طول ما انت مستني الغيرة مش هتلاقيها...عارف علي فكرة هي بتحبك وبتغير عليك ...بس بعيد عنك بنات العيله هنا بيعرفوا يداروا نفسهم قوى.
زفر حمزة وقال
ااه هما يداروا وانا اتفضح ...فيها ايه لما تحسسني انها بس بتبصلي...دي علي طول قالبه بوزها...زى ما يكون ابوها اخد عليها تعهد متبصليش.
مش ممكن يا حمزة...والله يابني ان حاسس ان جدك غالب هو اللي اخد تعهد علي بنات العيله كلهم ...ممنوع الاقتراب والتصويت لحين انتهاء المده.
ابتسمت قمر بسخريه وقالت
مده ...مده ايه...احنا مدي الحياة...وفي ايدكم انتو تخلونا حلوين كده...لاما والله احنا قلبتنا استرليني...وعلي فكرة انا عارفه الكلام علي مين.
طب استرى علي الواد ...ربنا يستر علي ولايانا...وبعدين كله الا قلبتك يا قمورتي الحلوة...وبعدين يا ستي انا كاتبلك تعهد من زمان ان اكون حلو للاخر.
ضړب حمزة كفيه ببعض قائلا
بعت القضيه يا اخويا.. جبتك يا عبد المعين تعيني...وانا مين بقا اللي هيساعدني اخلي البت تحس بيا...دي علي بال ما تحس اكون اتحالت علي المعاش.
لا تقلق يا زومي...البنات القمرات دول هيساعدوك في حل ازمتك...هيقعدوا معاها ويفهموها ويحسسوها بيكي...ولو اني متأكد انها حاسه بيك.
ردت قمر قائله
اكيد ان شاء الله هتحس...المهم يا غيث واضح ان همس مصممه تروح المصنع معانا...يالا نروح كلنا علشان نلحق اليوم من أوله...والله أنا حاسه اني راحه رحله.
هز غيث رأسه بالموافقه مبتسما لها هيا ايضا بادلته ابتسامتها المتسعه وذهبوا الي المصنع...دلفوا الي غرفه غيث لتتنحنح همس قائله
انا هروح انا اوضه شادي...واضح انكم عايزين تبقوا لوحدكم...وانا اسفه اني ضيقت عليكم وصممت اني اجي معاكم...بس مكنش قدامي غيركم.
هزت قمر راسها لها بالموافقه وقالت
روحي يا همس...بس حسك عينك تعلي صوتك هناك مهما استفزك...ومتقوليش انك جيتي رغبه منك...قولي اننا ضغطنا عليكي...بدل ما تقعدي في القصر لوحدك.
خرجت همس لتدلف السكرتيرة الخاصه لغيث وهي تتهادل في مشيتها رغم لبسها الغير ملفت متعمده عدم الترحيب بقمر موجهه حديثها الي غيث قائله
حضرتك اتأخرت قوى النهارده...انا قلت ان حضرتك جيت ونزلت عند الالات تحت قبل ما انا اجيبلك العقود دي علشان تمضيها...العقود دي مهمه جدا.
لم ينظر اليها وثبت نظره في الاوراق المقدمه اليه قائلا بصوت صارم
انا اللي اقول العقود دي مهمه ولا لا مش حضرتك...وشكرا علي اهتمامك...وبالنسبه للتأخير ملكيش فيه...وعيب قوى لما تدخلي مكتبي ومتسلميش علي المدام بتاعتي.
اخفضت ولاء وجهها ارض بحرج ثم قالت بارتباك
انا اسفه جدا يا فندم...لهفتي علي امضه الاوراق ....خلتيني مش شايفه قدامي...انا اسفه يا مدام قمر ...نورتي المكتب...عن اذنكم...الحق اروح اوثق الورق.
خرجت ولاء وغيث متوجسا من نظرات قمر له بعد خروجها فابتلع ريقه وقال
ولاء مش بس سكرتيرة...دي محاميه تحت التمرين...اوعي فكرك يروح لبعيد...هي اللي شايله شغل العقود كله...وهي اللي بتروح الشهر العقارى بدالي.
ثم استظرد قائلا بخبث
يا ترى نظراتك دي غيرة يا قمر...اتمني تكون غيرة...مش كبرياء منك...صدقيني هكون سعيد جدا لو بس حسيت انك بتغيرى عليا...ياريت تقولي انها غيرة
اخفضت قمر رأسها خجلا منه فامتدت يده ترفع ذقنها يكفيه منها نظراتها
المخجله والمعبرة.
علي الجانب الاخر دلفت
همس عند شادي تنظر له بلوم وعتب فنهض من مقعده ينظر اليها بحزن قائلا
همس انا اسف والله...انا كنت مشغول قوى الفترة اللي فاتت...وكمان كنت محروج جدا من اللي عمله ابويا عندكم في القصر...متزعليش مني.
لم تجيبه وظلت تحدق في وجهه
فأغمض عينيه پألم قائلا
طب اعملك ايه بس علشان تصدقيني...والله ما في حاجه من اللي دماغك بتفكر فيها...انا لو انا كده مكنتش طلبت ايديكي من جدي...انا بس كنت تعبان الفترة اللي فاتت
توعدت له همس وقالت
ماشي يا سي شادي...هصدقك...بس اقسم بالله لو عرفت انك بتلعب بديلك...هموتك ....انا همس الشريف...مش اي حد...واعرف ازاي اخليك ټندم.
استغرب شادي تحولها من الحزن الي كل هذه القوة ليعلم جيدا انه لم يختار اي امراه بل اختار امراه تعلم جيدا ما تفعله.
في عياده حمزة دخل حمزة عليها وهي تتحدث مع شخص تهتم بمعالجته فزفر حانقا واستدعاها الي غرفته ليجدها تدخل عليه متوجسه من غضبه المفاجي فوجدته يزفر بحنق قائلا
وديعه ...هو انا كل لما اجي العياده الاقيكي قاعده مع المړيض ده...هو مفيش غيره ولا ايه...بصراحه كده كتير...وانا بدأت اطق وازهق
نظرت اليه نظرات استغراب وفرجت شفتيها مما يقوله وقالت
انا اسفه يا دكتور...هبقي اشوف مريض تاني غيره...ولا تحب تختارلي انت مريض علي كيفك...انا تحت امرك...انا بالنهايه شغاله عندك.
لطم حمزة علي وجهه قائلا
هنبدأ وصله النكد اهو...هو انتي حد وصاكي عليا...ابوس ايدك...طب بصي بالعربي كده اعتبريني مريض نفسي وعايز يتعالج...ينوبك ثواب عالجيني
ضحكت وديعه ضحكه خافته وقالت
الله بقا يا حمزة...انت ليه مصر تكسفني.. وبعدين انا مش عبيطه قوى للدرجه دي...بالعكس انا فاهماك كويس قوى...من اول مرة شفتك فيها.
هز حمزة رأسه كالمچنون ليحاول استيعاب ما قالته واخيرا استوعب فابتسم ببلاهه وصفق علي يديه قائلا
اخيرااا...وبعد طول انتظار...انا امي دعوتها استجابت...يا ناس...واخيرا وديعه الغريب حست بحمزة الشريف...والله لاطلعه عليكي بس استني عليا.
وما ان رأته وديعه ينهض من علي كرسي مكتبه حتي ركضت ضاحكه وهي تخرج من العياده حتي لا يلحق بها ويقوم بافعاله مجنونه مثله.
.بعد قبله غيث لقمر التي اسكتتها بالكامل...نظرت له مطولا تحمد ربها انها رزقت بهذا الغيث...هو ايضا كان يتمني ان هذه اللحظات تدوم وتطول...وتمني ايضا الا يكونوا بالمكتب...يستعجب علي حالتها ...كيف تكون خارج غرفتهم شخصيه هادئه وحنونه ومعطائه ...من الممكن ان توهبه نفسها في اي لحظه...اما بداخل الغرفه متوجسه دائما لاي فعل منه...خائفه باستمرار من بدايه علاقتهم معا...حاول مرارا وتكرارها مواجهتها بحالتها ولكن دون جدوى...دائما مصرة علي موقفها...لكن لمتي ستظل بهذه الحاله...يخشي ان يصيبه الملل...افاق من شروده علي صوت هاتفه ...واذا به جده جاء الي المصنع فجأة يستدعيه في غرفه ضياء...استغرب غالب قدوم جده...ولكنه ظن انه جاء لان ضياء وشي به عند جده...هب ليخرج من الغرفه ليذهب عندهم...ولكن قمر كانت تود ان تذهب معه ولكنه منعها وامرها بالمكوث في الغرفه لحين انتهائه من هذا الاجتماع...زفرت قمر بحنق واستشاطت ڠضبا لانها ظنت ان هناك امور لا يريد ان تعلمها...خرج غيث وتقدم الي غرفه ضياء وفتحها بدون طرق الباب وربع ذراعيه قائلا بحنق
خير يا حج غالب...انت مش قولت هتأخد اجازة تريح فيها اعصابك...وهتسيبني انا اباشر الامور بنفسي...ولا ضياء قالك اني عملت حاجه غلط وراجع تحاسبني.
ضياء پغضب قائلا
لا انت زودتها قوى...انا مسميش ضياء...اسمي عمي ضياء...وبعدين جدك مش جاي علشان انا قلتله انك عملت حاجه غلط...جدك زعلان علشان عمتك رجعتلي.
غيث بسخريه
طب وانا مالي...واحده وعايزة ترجع لجوزها...انا اللي عليا عملتله...قلتلها لو عايزة تطلقي اطلقك فورا...علي الأقل
كنت اعمل اللي الحاج غالب مقدرش يعمله السنين اللي فاتت.
اغتاظ ضياء منه وقال
ما تخليك محضر خير...عمال كل اما يجيلك فرصه في كلام عن السنين اللي فاتت تتكلم وتأخد راحتك...وبعدين جدك لما حاسبني قلتله كله كان في وجودك حفيدك.
غيث پغضب
وطبعا الحاج غالب بدل ما يروح يسأل بنته رجعتي ليه لجوزك الخاېن...جاي يسألني انا...انا بقا معنديش اجابه لاسألتك يا حج...تقدر تسأل عمتي.
غالب بحزن
وتفتكر ما سألتهاش...سألتها طبعا...قالتلي انها معندهاش استعداد تخسر جوزها بعد عشرة العمر دي...حتي لو هتخسره علشانا...يالا عليه العوض ومنه العوض.
ابتسم ضياء ابتسامه نصر وقال
شفتوا بقا انا مليش ذنب يا جماعه...ياريتك مش كل مرة تحطوني كمشكله ما بينكم...عن اذنكم انا مروح لان ساميه وحشتني قوى....واعتبروني عريس جديد وفي شهر عسله.
خرج ضياء وتركهم في المكتب وما ان جاء غيث يتحدث حتي اشار له غالب بالصمت وخرجوا من حجرة ضياء ليستكملا كلامهم في حجرة غالب ...بعث شادي همس الي غرفه غيث حتي تبقي مع قمر بعد استدعاء جده له في غرفته...دلف شادي عند جده وقال
انتوا عملتوا ايه...ده عدي عليا في اوضتي وكانت همس بتشاكلني...اما باصص لها باشمئزاز وقالي متروحش البيت بدرى انت واختك النهارده.
ابتسم غيث بسخريه وقال
ابوك شرب الطعم...وعرف ان امك بتحبه قوى...وباعتنا علشانه...لا وايه هتخليه يبيع غصون...يالا خليهم يبيعوا بعض...يمكن اقدر اشفي غليل السنين منهم.
ذغر غالب الي غيث بعينيه لانه مهما ان كان فهو يتحدث عن والد شادي ثم قال بقوة
غيث ...ما تخليش غل السنين يعميك...احنا قلنا هنأخد حقنا بالقانون وبس...وانت يا شادي انا عارف ان الموقف بالنسبه لك صعب...بس انت عرفت ابوك عمل ايه فينا زمان.
ارتسمت علي شادي ملامح الاستياء وقال بصوت مبحوح
عندك حق يا جدي...هو لو كان اب بصحيح...كان خاف ان عمايله دي تنقلب علينا في الاخر...بس زى ما امي قالت لولا ساتر ربنا...كان زمانا الوقتي وراه وضايعين.
غيث بسخريه
ده علي اساس انك ما مشتش وراه...واخدت قمر عندك...واوهمتها انك غلطت معاها...وانا اللي شايل هم الليله السوده دي لحد دلوقتي.
غالب پعنف
غيث...شادي ملوش ذنب...انا اللي خليته ينفذ كلام ضياء...علشان ضياء ميشكش فيه...وبعدين احمد ربنا ان شادي اللي عمل كده...تخيل لو واحد تاني كان نفذ وبحرفيه.
شادي بړعب
اقسملك يا غيث...انا ما لمستها...انا بس ورتها حاجات خليتها تكون متأكده...بس تاني يوم امي كشفتلها السر...وعلشان كده رضت تتجوزك.
زفر غيث بحنق وقال
رضت تتجوزني علشاني اهبل...ومش هأخد بالي...والبيه المحترم جدك كان عايزني اكمل في لعبه الهبل...ولما رفضت وظهرت نفسي...الهانم سخرت مني وڠضبت وأظهرت ليا انها مبتحبنيش.
تنهد غالب بحزن وقال
قمر بتحبك يا غيث...البت بعد ما سافرت فضلت تفكر فيك ليل نهار ...وتسألني هترجع امتي...بس حقك عليا كنت مفكر ان ده تعود
متابعة القراءة