رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي

موقع أيام نيوز

بحنان قائله
اخص عليكي يا قمر...كده اول ما تشوفيني...عايزة متكلمنيش...ليه كده يا قلب الماما...مش انا برضه مامتك حبيبتك...ولا خلاص مش عايزاني اكون ليكي ام.
ذهبت اليهم وديعه لتقول بمرح
كده كتير...انا طول عمرى بغير منك يا قمر...علي طول اخده مامي مني...حتي وانتي زعلانه منها...شاغله تفكيرها...وكل يوم عايزة تيجي القصر تطمن عليكي.
شعرت قمر بالارتياح وهي في حضڼ ساميه ورفعت راسها بحنان قائله
انا كمان كان نفسي اشوفك كل
يوم...بس غصبن عني...كل اما افتكر انك عارفه حقيقه غيث من زمان ومرضتيش تقوليلي...واشتركتي معاه اتقهر منك.
اخذت ساميه من يدها واجلستها بجوارها تمسد علي يدها بحنان بالغ تتحدث بحب قائله
انا كنت مفكرة ان كل ده في مصلحتك...عمر ما جه في بالي لحظه انك هتزعلي او تضايقي...سامحيني يا قمر ارجوكي...انا مبحبش اشوفك زعلانه.
ابتسمت قمر بسعاده وحب قائله
خلاص يا عمتو ...مش زعلانه...بس علشان خاطرى...لو فيه اي اسرار تانيه وحضرتك تعرفيها...ياريت تقوليلي عليها...انتي ميرضكيش اني ابقي مغفله.
هنا تذكرت همس امر قمر وشادي وجلست بشرود تنظر اليهم وتسمع تأكيد ساميه لقمر انه لا يوجد اسرار اخرى فهتفت قائله
يعني غيث كان كويس من قبل الحاډثه...وكلكم كنتوا عارفين ما عادا انا وهمس ...ويا ترى مين غيركم عارف...دي مامي لو عرفت هتبقي مصېبه.
وضعت قمر يدها علي وجهها وتنهدت وقالت
ماما المفروض متعرفش حاجه زى دي يا همس...ولو عرفت هتكوني انتي المسؤوله قدامنا...انتي متعرفيش لو ماما عرفت هيحصل فينا ايه كلنا.
نظرت لها همس ببلاهه قائله
هيحصل ايه يعني...دي ما مي كانت معترضه انك تتجوزيه بحالته دي...حقتها تفرح...بس اكيد طبعا هتتغاظ انهم استغفلونا ...الظاهر ان كلامك صح انهم بيعتبرونا بنات غصون.
جاء غالب من المصنع في هذا الوقت واستمع الي كلمات همس التي احرقت بداخله لانه سمعها ايضا من قمر قبل ذلك...واحزنته كثيرا...دلف اليهم بالصالون وهتف بحنان قائلا
الكلام ده مش صحيح...انا طول عمرى بعتبركم انتوا بالذات بناتي مش حفيداتي...وعمر ما فكرت في يوم اخدكم بذنب امكم وعمايلها.
اتسعت حدقه اعين همس وانتبهت لقول ذنب امها ونظرت الي قمر التي اخفضت بصرها الي الاسفل...دلف ورائه يحيي مؤكدا لكلامه ومؤيدا له قائلا
وانا كمان رغم ان ربنا مرزقنيش ببنات بس بعتبر بنات نديم هما بناتي...انا بس عايزكم تفهموا اللي حصل في الماضي وان ربنا مبيرضاش بالظلم.
استطرد غالب قائلا
انا فاضلي ايام واقابل وجه كريم...بس نفسي لما اروح عند ولادي...اروح وانا جايبلهم حقهم...مش مضيعه زى ما ضيعته من يوم ما ماتوا.
نظر غالب الي همس وجدها مڼهارة من حديثهم وتحاول فك الرموز والكلمات والحديث عن والداتها...كان يود الا يقحمهم في هذه المواضيع ولكن ما باليد حيله فتحدث الي همس قائله
همس يا حبيبتي انا مش عايزك تزعلي...هي في الاول والاخر امك...بس تخيلي كده معايا ...ان امك تسبب في قتل ابوكي...وتعيشوا انتي واختك من غير اب
شهقت همس وصعقټ من هول ما سمعته علي الجانب الاخر وخلف الباب المغلق كانت تقف ورائه غصون تتنصت لكل ما دار بالغرفه فجزت علي اسنانها وهمست كفحيح الافعي قائله
بقي كده يا غالب ...ده اللعب هيبقا علي المكشوف...بقي انت عارف الحقيقه من زمان وساكت والوقتي حييت وبتحيا الماضي...اما خليتك ماضي زيهم ما بقاش انا غصون.
وقفت تستمع الي باقي حديثهم فوجدت غالب يشدد علي همس قائلا
اسمعيني يا همس كويس...ابوكم زمان اتبتر علي النعمه اللي في ايده...وصمم يتجوز امكم...رغم اني قلتله انها مش مناسبه...بس للاسف صمم والنهايه زى ما انتي شايفه.
اضاف يحيي قائلا
مش هو لوحده...عمكم ضياء او اللي عامل نفسه عمكم...ضحك علي عمتكم زمان وارغمها تتجوزه...واكتشفت كذبه بعد الجواز...بس النهايه واحده فضل رابط نفسه في العيله دي.
نظرت قمر الي ساميه بتوجس لتهز ساميه برأسها لتؤكد كلام يحيي...في حين ان وديعه كانت في حاله صډمه مما تسمعه عن والدها...وتمنت ان تكون بداخل حلم.
استكمل غالب حديثه بحنان قائلا
انا عارف ان الكلام صعب عليكي يا همس وانتي يا وديعه...بس للاسف احنا مبنختارش اهالينا...وانا كان ممكن اكون زيهم وحش وارميكم ليهم...بس فضلتوا تحت عيوني
لغايه ما يحيي الله يباركله نبهني ان كفايه لحد كده ولازم كل واحد يأخد حقه.
كانت ضحي في هذا التوقيت نائمه فاستيقظت وهبطت الي الاسفل لتلمح خيالا واقفا خلف الباب وتأكدت انها غصون تتصنت علي احد بالداخل...وما ان لمحت غصون خيال ضحي حتي فرت هاربه...
ركضت ضحي لتدلف عندهم لاهثه قائله پخوف
الحقوا...غصون كانت واقفه ورا الباب وسمعتكم وانتو بتتكلموا عليها...واكيد هتجرى تروح لضياء وهتقولوا علي كل حاجه...اناا مړعوبه .
اخذتها ساميه لتجلس وتهدئها قائله
اهدي يا ضحي مټخافيش...هي متقدرش تعمل حاجه لا هي ولا ضياء...وبعدين كده كويس...وكده اللعب هيبقي علي المكشوف......وكفايه عليهم انهم عرفوا ان بقوا كارت محروق.
ضحي پخوف شديد
طب لو عملت عملتها بتاعت زمان وقټلت غيث زى ما قټلت ابوه وعمه...هعمل انا ايه انا ممكن اروح فيها...كفايه ضړب الڼار اللي وقفلي قلبي.
ساميه بهدوء
والله ما تقدر ...هي بعد اللي سمعته ده انا عارفه انها مش هتسكت...بس اكيد هتستخدم سلاح تاني غير القټل...ولازم كلنا نبقي ايد واحده ضدها.
ابتلعت ضحي ريقها قائله
انا مش يهمني حد...انتوا كلكم مش تهموني...انا اللي يهمني ابني وبس فاهمين...لو جراله حاجه انا مش هسكت زى زمان...انا هنتقم منكم واحد واحد
وتركتهم وغادرت المكان تبحثها عن ابنها لتخبره بما حدث
ظلت ضحي تتصل بغيث مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى فقد كان هاتفه مغلق مما اثار توترها وقلقها كثيرا اخذت تتذكر وجوه الموجودين بغرفه الاستقبال وانتبهت الي عدم وجود حمزة فتنهدت وهدأت قليلا وهاتفته متمنيه ان يكون غيث معه...اجابها حمزة ان معه غيث يحاول التنفيث عما بداخله...وكيفيه التعامل مع الامور بجديه...امرته ضحي ان يعودوا الي القصر بسرعه واخبرتهم ان غصون علمت كل شئ عن حاله غيث منذ البدايه...واخبرت حمزة عن مخاوفها...ومن ثم اخذ حمزة يهدئها ولكن لم تهدئ وڠضبت منه واخبرته انها لن تهدئ الا عندما ترى غيث امام اعينها...اطاعها حمزة ونهض من مكانه واخذ غيث وعادوا الي القصر مسرعين...
حضر غيث ووجد امه تحتضنه بلهفه وقلبها يرجف من القلق عليه فزفر حانقا وقال
اهدي يا امي قلتلك مټخافيش....انا مش ضعيف علشان تخافي عليا بالشكل ده...انا اقدر اهرسهم تحت رجلي ...بس انا مستني الفرصه المناسبه.
ايضا بثينه كانت في حاله لا يرثي لها خائفه علي يحيي فقد وضع من ضمن دائرة الاڼتقام لدي غصون وضياء فاراد حمزة تخفيف القلق قائلا بمرح
ايه يا بسبس يا جميل...مالك انتي كمان ...تكونيش خاېفه علي يحيي....الا قوليلي يا بسبس لو قالولك خير اللهم اجعله خير يحيي يتجوز عليكي ولا...
ضړبته بثينه علي فهمه كي يسكت ولكزته في ذراعها وذغرت له لتخبره بوجود ساميه ووديعه بالغرفه المجاورة...انشرح قلبه كثيرا عندما علم بوجود وديعه...واتجه بسرعه اليها ليجدها هي وهمس وقمر في حاله لايرثي لها فعلم ان وديعه علمت بحقيقه والداها فتألم قلبه كثيرا عليها...فتدخل بلهجته المرحه قائلا
اللهم صلي علي النبي...بقا قمرات الشريف يبقوا مضلمين بالشكل ده...عيب علي الرجاله والله...ما هو لو كل واحد يفرفش المزة بتاعته مكانش ده يبقا حالكم.
رفعت له قمر حاجبيها وقالت بغيظ
البركه فيكم.
وضع يده علي صدره بخضه مصطنعه قائلا
فينا...اوعي تكوني قاصداني...لا حرام عليكي ...طول عمرك ظالمه...شايفه همس ازاي ووديعه ساكتين...انما انتي اعوذ بالله
تنهدت همس وقالت
احنا ساكتين يا حمزة...لاننا لسه مصډومين جديد.
نظر حمزة الي وديعه التي لا تتحدث وتنظر الي الفراغ فتوجس قائلا
وديعه قويه...ويا ما بيورد عليها حالات في العياده...هي بس بتفكر هتعمل ايه في اللي جاي ...مش كده يا وديعه
ولكن وديعه أصرت علي مستمرة في حاله شرودها...حتي ان ساميه غمزت لحمزة أن يكف عن
حديثه معها لأنه دون جدوى
.خرج غالب من غرفه الاستقبال ليجد ضحي بين احضان غيث يحاول تهدئتها...فزفر حانقا من ضحي وقال
عقل امك يا غيث وفهمها...ان المرة دي مش زى المرة اللي فاتت...المرة اللي فاتت اتخدنا علي خوانه...المرة دي احنا حاسبينلها كويس قوى.
خرج خلفه يحيي مؤيدا لكلامه قائلا
ما كفايه بقي يا ضحي ...انتي كده بتضعفي غيث ...مش بتقويه...ايه يعني لما تسمعنا.....ده يأكدلك انها تخاف تعمل فينا حاجه لاننا كشفناها.
خرجت ضحي غيث تهتف بغيظ قائله
تخاف ...مين دي اللي تخاف يا يحيي...انتو اللي مش هاممكم ولا خايفين لان الموضوع ميخصش حد فيكم...انت هيهمك ايه انت جمب مراتك وابنك معلهوش اذي.
اندهش يحيي مما سمعه من ضحي حتي ان بثينه انتفضت من حديثها وحزنت منها وخرجت من الغرفه مسرعه...تنهد غيث واجلس والداتها يربت علي يدها بحنان قائلا
ايه اللي انتي بتقوليه ده يا امي...عمي يحيي دخل دائره الاڼتقام زيه زينا...ومتنسيش ان حمزة حبك عليهم تمثليه مرضي...وبعدين عمي يحيي ده ابويا التاني.
يحيي بحنان
الله يكرمك يا بني...وانا عمرى ما حسيت انك مش ابني...وانا عمرى ما ازعل من ضحي دي اختي برضه...انا بس بحاول اهديها بأي شكل.
جلس غالب وتنهد قائلا
والله ما انا عارف انا كمان اهدي مين ولا مين...قمر صعبانه عليا اوى...انت ايه حكايتك يا غيث ...لسه برضه بتعاملها وحش...يا بني البنت ملهاش ذنب.
زفر غيث وبحنق لانه لا يريد لاحد ان يتدخل بينه وبين قمر واشاح بوجهه الي الجانب الاخر فتحدث يحيي لتخفيف حده الموقف قائلا
طبعا ملهاش ذنب...وتأكد يا عمي ...مش غيث اللي يأخد ذنب حد بحد تاني...ضحي قدامك اهي...اتحايلت عليه ياما انه ميتجوزهاش...بس رفض وصمم يتجوزها.
ايدته ضحي بالحديث قائلا
اه والله يا عمي...وانا لما لقيته مصمم عليها...رغم شكوكي فيها ...وافقت علي جوازهم...ابني بيحب قمر ...ولا يمكن يزعلها ابدا...صح يا غيث
افاق غيث من شروده بقمر وكيفيه مصارحتها بالحقيقه ولكن بعد اعلانها لحبه...افاق علي هزة امه الخفيفه له ليقول وهو يهز رأسه موافقا والداته الرأي
اه صح يا امي...انا بحب قمر ولا يمكن اأذيها...بس معلش مبحبش حد يدخل بيني وبينها...حتي لو كنت انت يا جدي...وبعدين بلاش تنسي ان انت السبب في حالتها دي.
يحيي بحنق
ما خلاص بقا يا غيث ...ميبقاش قلبك اسود...ايه يعني لما جدك يغلط...ما كلنا بنغلط...المصېبه مش في الغلط...المصېبه اننا منتعلمش من غلطنا.
هز غالب رأسه بحزن قائلا
عندك حق يا يحيي...وانا اتعلمت من غلطي زمان ودلوقتي...وبراحتك يا غيث مع قمر...انا مش هدخل بينكم تاني...ومټخافيش علي ابنك يا ضحي.
نهض يحيي لانهاء الموقف قائلا
قومي بقي يا ضحي...الكل جوه قلقان عليكي وعلي غيث...قومي طمنيهم...ولا علشان انتي اطمنتي مش هامك غيرك...مينفعش كده....
نهضت ضحي برفقه غيث قائله له بهمس يسمعه وحده
غيث يا حبيبي...حاول تصلح امورك مع قمر...البنت باين عليها فعلا انها زعلانه ومخنوقه وضعيفه الحيله...بلاش تقسي عليها أكتر من كده.
هز غيث رأسه بطاعه وسحبها في يده
ليدخل الي حجرة الاستقبال ليجلسوا جميعا جلستهم العائليه.
استمرت الجلسه العائليه لوقت طويل ...ولا يخلوها من طابع حمزة المرح حتي يخرجهم من حاله الحزن الا ان جائهم النعاس...منهم من سيقضي ليلته متحسرا ...ومنهم هادئا...ومنهم
تم نسخ الرابط