رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
هاربه ليلتقطها غيث ويمسد علي كتفها ليهدئها والتي سرعان ما انتفضت مرة أخرى عندما سمعت صوت الملعونه غصون وهي تقول
ايه يا ضياء...ضحكوا عليك...وانت كالعاده هتصدقهم...أنا بقا هعمل اللي انت يا راجل ما عملتوش...وايه رأيك اني أخلصك من الزفت غيث...لأن بسببه خسر حاجات كتير.
اقترب منها غيث بثبات قائلا
اقټلي...مش ده
اتسعت حدقه عين غصون پذعر من جرأة غيث واقترابه منهاوتصريحه لضياء بخطتها اللعينه لتجد قمر تتقدم أمام غيث قائله پغضب
كفايه بقا حرام عليكي...انتي ايييه يا شيخه...اتقي الله...هتحسرني علي جوزك...مش هسمح ليكي...ومۏتي هيكون قبل مۏته.
أضافت همس بلهجه قاسيه
ياااه للدرجه دي...هونت عليكي تخليني أرمله يوم فرحي...ومفكرة اني هنسا زى ما انتي نسيتي زمان...للأسف يا مدام غصون احنا جوانا قلوب لكن انتي جواكي حديد.
كل هذا وضياء في حاله شرود مما جعل غصون ترتفع بسلاحھا صوبه لتقتله وتنهي أمره قبل أن يفكر في سحقها لتجد وديعه تصرخ قائله
ليخرج من شروده علي صوت ابنته وديعه والتي مهما كان الأمر فهو والداها ...نظر الي غصون ليجدها محاصرة بين يدي يحيي يكتفها من الخلف قائلا
مش هسمحلك يا غصون المرة دي انتي مش هتقتلي حد...المرة دي انتي اللي لازم ټموتي...
وبالفعل تم ما قاله يحيي ولكن ليس علي يده بل علي يد ضياء الذي ضربها بسلاحھ في مقدمه رأسها عده طلقات وهو مشوش لا يرى أمامه غير الاڼتقام من هذه الملعونه التي خربت حياتها...مما أصاب يحيي بخدش بسيط في كتفه...لتسقط غصون وينتهي أمرها وتتعالي صرخات قمر وهمس فزعا عما حدث...أما عن ضياء أصابه هيستريا چنونيه...ظل يردد أمرا واحدا
نعم لقد ذهب عقله ...اعتقد ان اولاده قتلوا علي يدها...ليقم ايداعه في المصحه نظرا لظروفه.
أسرعوا جميعا الي المشفي بيحيي...أما عن بثينه فانهارات من منظره وظلت تردد بعض أيات القراءن الكريم ليتم اخراج الړصاصه من كتفه...وهمست لحمزة بحزن قائله
مدخلتش معاه ليه يا حمزة...كنت طمنتيني عليه...هو هيعيش صح
اهدي يا أمي...دي ړصاصه في الكتف اليمين خفيفه...وأمرها سهل...ربنا يباركلنا فيه.
ظلت ساميه تنظر الي الفراغ ثم ارتفعت أنظارها لشادي لتلومه قائله
مكنش ليه لزوم تروح مع أبوك في الاول...وتسيبنا نيجي هنا قبلك...للدرجه دي لسه حاسس بعد اللي عمله انه أبوك.
فهم شادي أمر والداته وكرهها لضياء حتي فس حالته هذه المرذيه فهتف بحنان قائلا
لاحظت ضحي حزن غالب علي يحيي وخشيه أن يفقده فطمأنته قائله
ان شاء الله هيخف يا عمي...وهيقوم بالسلامه...ده چرح بيط.
وضع غالب يده علي وجهه المكفهر من الحزن وهتف بحزن قائلا
مش قادر أنسي يا ضحي...كل اما أحاول...أفتكر يوم ما فقدت اولادي...يحيي مش ابن أخويا...ده ابني التالت...هو الوحيد اللي هيقدر يشيل العيله من بعدي خاېف عليه أوى يا ضحي
ربتت ضحي علي رجل عمها وأفهمته أنهم الأن لا يملكون الا الدعوات له.
من لحظه قتل غصون وصرخات قمر ومجيئها الي المشفي وقمر لا تنطق بأي حرف ظلت ساكنه...لدرجه ان غيث شك ان يكون انتابها نوبات من الاڼهيار العصبي فسألها متوجسا
قمر انتي مش بتتكلمي ليه...في حاجه تعباكي...تحبي نروح نكشف فرصه واحنا في المستشفي...
هزت قمر رأسها بحزن قائله
أنا كويسه...بس قټلها فتح چروح قديمه...كنت بحاول ألمها...غيث...زمان منعتني من جنازة أبويا...بحجه حالتي...بس أنا لازم أحضر جنازتها.
لتسمعها همس وترد بقسۏة قائله
أنا بقا مش زيك...أنا مش هحضر...عايزة تروحي روحي لوحدك...انا من يوم ما سمعت بألاعيبها وأنا خلاص...دي كانت عايزة ټقتل جوزى
لترد وديعه بحزن قائله
جوزك بس...وأبويا...اااه أبويا وحش وكان جاي
ېغدر بينا...بس احنا مش شياطين يا همس...عمو يحيي ربنا يشفيه قالها ليا قبل كده...احنا مش بنختار أهلنا...بس لازم نعترف بيهم...حرام يا همس...قمر عندها حق...لازم تحضروا جنازتها...أنا كمان هزور أبويا في المصحه ديما.
خرج الطبيب من غرفه العمليات ليخبرهم انه تم استئصال الړصاصه بنجاح وبدون اي مضاعفات وسوف ينقل الي غرفه عاديه بعد الافاقه وبالفعل تم ذلك ...فاق يحيي لينظر حوله قائلا بمرح خفيف
وأخيرا...لبسوني أبيض في أبيض...أخيرا مۏت وارتاحت من بثينه...يادي النور يا دي النور...
لينفجر الجميع ضاحكا ما عدا بثينه التي جزت علي أسنانها تهتف بغيظ قائله
لا والله...ارتاحت مني...يا حرام...علي أساس اني معذباك...طيب ماشي يا يحيي...عامه حتي لو روحت الأخرة وراك وراك.
ليشير حمزة الي وديعه قائلا
شايفه يا أخت ديعه...شايفه الحب يا أوختي اللي ۏلع في الدرة...وراك وراك...لو هيروح فين...يا ترى ايه وضع حضرتك...علشان أرتب أمورى
لكزته ساميه في كتفه قائله
رتب أمورك لوحدك...قال أخرة قال...لا يا أخويا انا بنتي معاك دنيا بس...ههههههه...قال يرتب أموره قال.
ضحك شادي قائلا
ما هو ميبقاش حمزة ابن عم يحيي الا لما يقلبها ضحك ومسخرة...بصراحه يا عم يحيي...أنا بتمني ان أنا وهمس نكون زيك انت وطنط بثينه...واولادنا يكونوا في خفه ډم حمزة...لأن بصراحه احنا مشوفناش كابل زيكم.
لتبتسم ضحي بحزن قائله
أومال لو كنت شفت عمك غازى يا شادي وهو معايا...كنت قلت ايه بقا
ليتنهد غالب قائلا
الله يرحمه هو ونديم ...مكنش في حد في حنيه قلبهم...وطبعا يحيي ميختلفش عنهم...الحمد لله انك بخير يا يحيي ...انت اللي فاضل من ريحتهم...بتفكرني بشبابهم...اللي راح هدر...
ليحاول غيث الخروج من الحاله المحزنه قائلا بمرح
لا والله...كده كتير...كل شويه بتفكرني باولادي...في ايه يا جدي...انت هتخليني أقلب تاني...وانتي يا أمي مكنش في حد زى غازى...وأنا ايه مش زى غازى برضه...حتي اسألوا قمر...مش أنا يا قمر أحلي من أبويا وأبوكي...
لتشرد قمر مرة أخرى وتتنهد قائله
بابا...هو في زيه...الله يرحمه...تعرف يا غيث...انك انت الوحيد اللي شميت فيه ريحه بابا...ومعاملته ليا علي اني طفله...مهما ان كبرت
لټنفجر همس ضاحكه تقول
ههههه...وانت يا شادي هشم فيك ريحه مين بقا...أنا بقول هشم ريحه بنزين هيولع فيا دلوقتي...وأنا لابسه فستان الفرح اللي لولا أونكل يحيي مكنتش خليتني أشوفه...لا وايه أقنعك ان الحفله في محيط العائله...اهو المستفي والبلد كلها شافت همس بفستان الفرح.
لتضيف وديعه فائله
لا والله كده كتير يا شادي..أنا قلت من الاول ان الفستان أوفر ومش مناسب...وبصراحه وش مش حلو...الليله اتضربت من وشه...أنا لو منك مسكتش علي المهزله دي يا شادو.
ليبتسم يحيي قائلا
ايه رأيك يا شادي تاخد همس وتروحوا انتو...أنابقيت كويس الحمد لله...وده يوم فرحكم ...وحلرام تفضل بفستانها كده كتير...والكل رايح جاي يتفرج
كاد شادي ان يعترض لولا ان الجميع أيد يحيي الرأي ليأخذها ويرحل الي بيتهم الذي صمم شادي شرائه حتي يكون لهم ملكيه خاصه...
بعد ان وصل شادي وهمس الي بيتهم دلفا الي الداخل ولم يحملها مما جعل همس تشك في أمر الفستان وأنه أثار غضبه ولولا يحيي كان رفضه رفضا قطعيا...أغلق شادي باب شقتهم وتقدم ببطئ من خلفها ليضع يده علي كتفيها ويسند ذقنه علي رقبتها يهمس في أذنها مما أثار قشعريرة في بدنها خاصه عندما سمعته يقول
ألف مبروك يا همستي...أخيرا بقيتي ملكي...وبتاعتي...يا حب عمرى...من زمان ...يا حاضر ...يا ماضي...يا مستقبل عمرى...وأحلي حاجه حصلت في حياتي
أغمضت همس عينها من فرط السعاده وتعالت دقات قلبها لتلتفت اليه بكل نعومه قائله
متتخيلش قد ايه يا شادي أنا فرحانه...مش علشان اتجوزتك لااا...علشان سمعت منك الكلام ده...الكلام اللي حسسني بقيمتي...حسسني اني مش كنت لوحدي اللي
بجرى وراك...لاااا...انت كمان كنت بتجرى وأكتر مني علشان توصلي...اا بحبك أوى يا شادي...واكتر من الاول بكتير
لم يمهلها شادي فرصه لتكمله باقي حوارها فحملها ودلفا الي غرفتهم ليأخذها الي دنيته التي اڼهارت فيها كل حصونه أمامها.
عوده الي المشفي
غمزت بثينه الي حمزة ليجاريها في الحوار فقالت
ايه رايك يا حمزة بعد ما يخف ابوك نجوزك بقا ونفرح بيك
لتنفرج اسارير حمزة قائلا
ده يوم المني يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك ...زغرطوا يا جماعه...الواد حمزة كبر وهيبقي جوز ولوز.
لتتعالي ضحكات ساميه قائله
لااا...أنا كده هغير رأيي فيك يا حمزة...اعقل كده علشان أطمن علي وديعه معاكي.
نظرت ضحي الي قمر وحالتها فاقترحت قائله
غيث...ايه رأيك تاخد قمر وتروحوا...اليوم النهارده طويل...وبكره كمان.
ساندها الرأي غالب قائلا
اااه يا غيث...خدها روحها...بكره جنازة...أمها ولازم تحضرها.
ليرد غيث پغضب قائلا
لا يا جدي...قمر مش هتحضر جنازتها...كفايه بقا لحد كده.
أدمعت عين قمر وهتفت برجاء قائله
ولو قلتلك علشان خاطرى...هتحرمني زى ما هي حرمتني زمان اني أحضر جنازة أبويا
ربتت وديعه علي كتفها قائله
علشان خاطرها يا غيث...خلاص هي ماټت...وده أخر حاجه هتعملها قمر ليها...خلاص الحكايه خلصت
زفر حانقا وهز رأسه بموافقه ولكن علي مضض أملا منه في تلك الليله تغير رأيها وأخذها وعادوا الي فيلتهم لتدلف قمر الي المرحاض لتستحم وتخرج لتمشط شعرها ويأتيها من خلفها ويأخذ الفرشاة الخاصه بها ليكمل عنها التمشيط قائلا بحنان
زعلانه مني يا قمرى
نظرت لانعكاس صورته في المراءة قائله بحب
أبدا...انت عندك حق...بس ده طلب..وانا عارفه انك عمرك ما هترفض ليا...
تنهد غيث للانه لا يستطيع ان يرفض لها طلبا فهز رأسه بايجاب ودليل منه علي الموافقه
عوده الي المشفي
كان يحيي شاردا في قمر وحزنها فهتف قائلا
ياريتني ما مسكت غصون...ولا كانت ماټت وأكون أنا السبب...كده أنا حزنت قمر عليها...بس أنا مقدرتش امنع غل السنين اللي في قلبي من ناحيه الست دي.
ردت بثينه بغلاظه
وانت مالك أصلا...ضياء كده كده كان ھيقتلها...وهي كمان كانت هتقتله...او خلصنا منهم...انت تحمل نفسك ذنبهم ليه
ليرد حمزة بمرح قائلا
فضونا بقا من السيرة دي...وحددوا ميعاد دلوقتي للفرح...لأحسن أخد البت دي وأهرب...أقسم بالله.
لترد ساميه عليه قائله
الصراحه...هي شكلها اللي هتهرب منك
لتنظر ضحي الي غالب الذي غالبه النعاس قائله بحنان
ايه رايك يا عمي طالما اطمنا علي يحيي نقوم نروح احنا
هز غالب راسه بموافقه ونهض بتثاقل قائلا
حمد الله علي سلامتك يا يحيي....يالا يا وديعه...يالا يا ساميه...انتو هتعيشوا معايا لغايه ما وديعه تتجوز
رفضت وديعه النهوض معهم خاصه بعد ان غمز لها حمزة ان تبقي معهم ليحادثها
فقالت
لا يا جدي روحوا انتو وانا هفضل هنا وحمزة هيوصلني ...متشغلش بالك بيا.
ليبتسم غالب لها لفهمه ما يجول بعقل حفيده
في اليوم التالي أخذ غيث قمر علي مضض الي المقاپر لحضور جنازة والدتها وسألها ولأاخر مرة وتمني أن ترفض
مصرة برضه يا قمر
وضعت الطرحه السوداء علي رأسها باحكام قائله
أيوة يا غيث مصرة...صدقني أنا بعد كده هرتاح.
اخذها لحضور الچنازة والتي كان أفرادها هو وهي فقط دلاله علي أنها امرأة بغيضه...اڼهارت قمر من المشهد وهبطت علي ركبتها ټصارع البكاء لينحني لها غيث علي عقبيه قائلا
أنا مكنتش موافق انك تيجي...ومع ذلك أصريت..زملوش لزوم اللي انتي فيه دلوقتي علشان اللي في بطنك.
ربتت قمر علي يديها تهتف برجاء قائله
ممكن تسيبني
متابعة القراءة