رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
پخوف ليشاور له غيث باصبعه بعلامه ان يأتي أمامه في الفراش ...ذهب له حمزة مطأطأ الرأس وجلس أمامه كما يجلس الطفل أماما أبيه ليمسكه غيث من ياقه قميصه ويميله نحوه قائلا بغيظ
أنا بقا متكذبش عليا...وتقولي أنا ماي بالظبط...با اما يمين بعظيم...أحبسك هنا في قلب المستشفي...وانت عارفني أعملها ولا يهمني...حوارك كله مدخلش عليا.
وأنا ايه اللي يخليني أكذب عليك يا غيث يا أخويا بس...ما انت عارفني ڤضيحه...وكنت هتعمد أقول الحقيقه قدام قمر...علشان تغصبك تتعالج.
تركه غيث وأخذ يتظر الي الفراغ أمامه بشرود قائلا
أنا بجد يا حمزة حاسس اني تعبان ومن فترة...بس كنت بكابر...بس الموضوع زاد عن حده امبارح بليل...وده اللي خلاني شاكك انك مخبي عليا حاجه.
أبدا انت صاغ سليم...التحاليل كلها مبينه ان مفيش في دمك أي حاجه ..لو حابب ممكن كمان أسبوع نعمل تحاليل تانيه...لان في ساعات حاجات مش بتبان من المرة الأولي
ليه عملت كده يا غيثو...كنت سيبه...يقعد معانا شويه...والله كتر خيره...من امبارح وهو معاك ومش راضي يسيبك...انت قاسې قوى ي غيثو.
أنا عايزة أخرج من هنا...لأحسن هولع في المستشفي وفي الدكاترة وفي الزفت حمزة...أنا خلاص فوقت...وعايز أرجع لبيتي...وأعيش حياتي.
وضعت قمر يدها علي وجهه ونظرت له بأسف قائله
بصراحه أنا مصدقتش كلام حمزة لما قال انك كويس...وخصوصا وأنا شايفاك اليومين اللي فاتوا بتدمر قدامي...خرجت بحجه اني هجيب عصير...وسألت الدكتور عن حالتك...قالي انك كويس...بس لازم تفضل تحت الملاحظه أربعه وعشرين ساعه.
جبينه وزفر بحنق قائلا
أربعه وعشرين ساعه...طب والمصنع...أنا لو ما روحتش المصنع جدي هيلاحظ...وهيسأل عني...وأكيد أمي هتعرف...وأنا مش حابب أقلقها عليا.
ابتسمت قمر بحب له وأغمضت عينيها باطمئنان علي حياتها معه حيث أنه يخشي حزن أمه فتنهدت قائله
أنا ظبطت الدنيا...مش تقلق انت بس...اتصلت علي جدي...وقلت ليه اننا بايتين بره وهنرجع بكره ان شاء الله...وأهو فرصه ترتاح لغايه بكره حتي.
مش عارف أنا من غيرك كنت هعيش ازاي...بجد علي قد العڈاب اللي شفناه سوا...بس بحمد ربنا اني اتجوزتك وبقيت عشقي......بس مكنتش عايز أتعبك في ليله كمان بره البيت
ابتسمت قمر وقالت
تعبك راحه...نام انت بس دلوقتي...علشان المهدئ وأنا جمبك.
وبالفعل ما ان انتهت من كلماتها حتي غط غيث في ثبات عميق استغربت له قمر ومن شده تعبها تسطحت علي الفراش بجواره لترتاح قليلا..د...
خلود بلهجه ماكرة خبيثه للوصول الي غرضها قالت ببراءة مصطنعه
الظاهر ان المياه ماشيه من تحت رجلينا واحنا مش حاسيين يا ضياء بيه...والمدام اتصالحت علي غصون...ويا خۏفي الاتنين يغرقوك في شربه مياه.
اغمض ضياء عينيه ثم فتحهم ببطء قائلا
انا مش خاېف من ساميه...مراتي بنت اصول...انا مش خاېف غير من الزفته غصون...مش عارف انا ازاي مراتي وافقت تصالحها بالساهل...وبعدين احنا كان اتفاقنا قمر بس بقت قمر وهمس وساميه وغالب بقا الكل حبيبها دلوقتي.
ردت عليه خلود سريعا وقالت
يبقا في خطه بتلعبها لوحدها...وانت المقصود بيها المرة دي.. علشان كده دخلت بيتك..انت الوحيد اللي معاشرها وعارف قد ايه هي پتكره الكل...يبقا اكيد لها غرض من مرواحها بيتك.
كان ضياء ېدخن سېجارا له وپشراسه فتركه في المطفأه وقال
الغريب كلام ساميه بعد ما غارت غصون...خلاص بقا يا ضياء...غصون اتغيرت من بعد ما مرضت...وجالها السكر...وفضلت داخله خارجه الحمام.
نهضت خلود واستدارت حول مقعد ضياء مائله فوق اذنه بخبث قائله
ويا ترى الحمام ده قريب من اوضه ساعتك...ولا بعيد...مش يمكن سايبالك هديه في اوضتك. والهديه دي تظهر ساعه الصفر ممكن توديك في ستين داهيه.
انتفض ضياء بقوة قائلا
الحمام جمب اوضه شادي...نهار أسود ومهبب...هتكون سابت ايه في اوضه الواد...اكيد سابت حاجه جامده...علشان عارفه قد ايه همس متعلقه بيه...وساعتها هتسيبه وبكده تقدر تأخد نصيب البنتين وتمشي بيهم.
شعرت خلود بالانتصار حيث وصلت لمبتغاها فقالت له
غصون ماليه ايديها من قمر خصوصا ان هنا مش قمر اللي هتسيب غيث...لااا...غيث هو اللي هيسيبها...اما همس موالها موال همس مش هتسيب شادي الا لما تلاقي حاجه قويه عليه...بس يا ترى ايه هي الحاجه القويه دي
رن جرس الباب فانسحبت خلود لتفتحته لتدلف غصون قائله
ايد ده...مش قولت يعني انك هتسبقني وتيجي قبلي...ده انا قلت هتكلمني علشان نيجي سوا...ولا بتردها ليا...لاني جيت المرة اللي فاتت قبلك
وضع يده علي عينيه يتحسسهم برفقا قائلا
اسكتي يا غصون...مش انا جالي السكر زيك...وعينيا بتوجعني...ونظرى ضعف اوى......لدرجه اني بشوف الساعه غلط...الظاهر ان حد دعا عليا انا وانتي.
هتفت خلود بقوة قائلا
الظاهر ان
ربنا وقعني في اتنين عيانين...واللي الاتنين جالهم السكر...بقولكم ايه انا معدش عندي وقت...عايزة ارجع فرنسا في اقرب وقت.
حاولت غصون اخفاء توترها قائله
وانا كمان عايز اخد بناتي وامشي من هنا...ولو اني عارفه اني مش هقدر علي الست همس...لانها بتحب سي شادي...بس اكيد لما تشوف حاله اختها
هتيجي معانا.
اخذت خلود تنظر نظرات لضياء لتعلمه انها كانت علي حق ومن ثم وجهت حديثها الي غصون قائله
طب يالا همتك معانا...كده فاضل يومين علي بال ما ازازة الدوا الاولي تخلص...خلي بقا البت اللي تبعك تستخدم التانيه فورا...علشان يجيب نتيجه اسرع.
انتبهت غصون الي حديث خلود واحترافيتها فيما متي بدا الدواء ومتي انتهي فتحدثت بصوت منخفض قائله
للاسف يا خلود...في علبه منهم اتكسرت...حتي ساعتها ايدي انجرحت...ونسيت اقولك...لاني كنت ملبوخه بظهور السكر عندي...وهي وقعه مني بسبب غيبوبه السكر.
هتفت خلود بقوة
يعني ايه...انتي عارفه انتي عملتي ايه...كده ممكن لما تخلص الازازة الاولي و غيث مش يكمل الجرعه...احتمال كبير يرجع لطبيعته...وكده ضاعت خططنا علي الفاضي.
لم يقدر ضياء السيطرة علي حاله فانتفض قائلا
طبعا لازم تضيع...مش الهانم فيها...منتظرة ايه يا خلود من واحده زى دي...ده لولا ان انا في حياتها...كانت ضيعتنا كلنا...اتصرفي يا خلود معلش اكيد في حل.
استشعرت خلود مدي توتر ضياء ولهفته في الرجوع الي منزله لاخراج علبه الدواء من غرفه ابنه فقالت
مفيش غير حل واحد...ان البت اللي تبعك...تحط العلبه في الدولاب...واحنا نحاول نتصرف ونبعتله رساله ونعرفه ان قمر بتحاول تأذيه....مع ان كان نفسي الازازة تبقي شويه فيها كده معدش غير نقظتين هيتحطوا النهارده وممكن ميبانوش في الازازة.
استشعر ضياء نفسه سوف ينهار ان لم يغادر فقال
انا همشي انا...انا هنا من بدرى...وبدأت اتعب...ولازم اروح علشان ساميه متشكش في غيابي...بس هبقا اكيد اطمن علي الوضع من التليفون ...عن اذنكم.
ودعته خلو د عند الباب وطلبت منه يطمأنها علي وجود الدواء في غرفه شادي...بعد خروجه نظرت خلود الي غصون فهتفت الاخرى بقوة قائله
هو ماله ده...مش عوايده انه يطير علي الست ساميه بالشكل ده...وقال ايه ايه خاېف لتشك فيه...ومين قال اساسا انها بتثق فيه اصلا...اما غريبه والله.
اخذت خلود تنظر لها بدقه ثم قالت
ولا غريبه ولا حاجه...هو كان نفسه موضوع غيث يطول شويه...علشان يلحق يجوز همس لشادي...ويسيطر علي أملاكها قبل ما تأخديها وتسافرى.
غصون پعنف
نجوم السما اقرب ليه...ده انا اروح فيه اللومان...ولا انه يأخد قرش واحد من ثروة بناتي...هو فاكرها سايبه...لاااا ...ده انا غصون...حالا هكلم البت اللي عند قمر تحط الدوا في هدومها وانتي بسرعه ابعتي الرساله خلينا نخلص.
ابتسمت خلود لان بهذا غصون ابتلعت الطعم جيدا وقالت لها
وهو كذلك...اول ما يحصل...بلغيني...وانا هبعتله الرساله...واخلص انا من بنتك قمر...لاحسن انا اتخنقنت منها اوى...مش عارفه هو بيحبها علي ايه.
اسرعت غصون نحو الباب قائله
قولي هو متمرمغ في حبها ليه...يا عيني يا خلود...عمره ما هيحبك...لان قمر لو قطعت منه نسايل...هيفضل يعشق التراب اللي بتمشي عليه...سلام يا خوخه.
خرجت غصون وابتسمت خلود بسخريه وسرعان ما تذكرت أمر ضياء فعزمت أمرها ان تهاتفه...في تلك الاثناء كان ضياء وصل الي بيته مسرعا ومن حسن حظه أنه لم يجد أحدا هرول مسرعا الي غرفه شادي وفتح دولابهاوبعثره جيدا الي أن وجد زجاجه الدواء الأخرى...ومعاها صور لشادي مع حمس ...فتأكد من لعبه غصون الخبيثه...تعالي صوت هاتفه ليستمع الي صوت خلود تسأله باهفه قائله
خير يا ضياء بيه...لقيت ازازة الدوا صح...ولا طلعت منها بريئه...علي فكرة دور كويس يا ضياء...كل الادله بتدل انها عملتها...أنا متأكده...
رد عليها ضياء بغيظ
للأسف يا خلود...انتي طلعتي صح...الزباله الحقېرة...حطت الدوا
في دولاب ابني...لا وايه مش مكفيها حطت شويه صور لشادي وقمر.
صمتت خلود قليلا ثم قالت بتركيز
خلاص يا ضياء...هاتلي ازازة الدوا ...وسيب الصور زى ماهي...أنا بصراحه الصور دي هتنفعني اني أخلص من قمر...لان ممكن الدوا مش يعمل مفعول طالما مكملش.
هز ضياء رأسه پغضب قائلا
وايه المقابل يا ست خلود...هااا...سيادتك بتلعبي لصالح مين بالظبط...لصالح نفسك..ولا لصالح غصون...عايزيني أضيع ابني ولأطلع من المولد بلا حمص.
رفعت خلود حاجبيها قائله
أنا بلعب لصالح نفسي يا ضياء...وبعدين أنا هخليك تأخد الوصلين ...الوصل اللي انت كتبته ليا هعفيك منه...ووصل الامانه اللي كتبت غصون هيبقا من حقك...وتعرف تأخد منها اللي انت عاوزه.
ابتسم ضياء بسخريه قائلا
لا يا حبيبتي...بليهم واشربي مياتهم...أنا مش هبيع ابني لشويه حوش زيك انتي وغصون...أنا مضمنش غيث...ممكن ېقتل ابني...أنا هدافع عن جواز ابني من همس ...وهيحصل ...وبكره تشوفي يا حلوة منك ليها...ضياء هيتربع علي العرش ده كله هو وابنه...وابقي سلمي لي علي سي غيث وست غصون يا حلوة...سلام يا حلوة.
وأغلق الهاتف في وجهها مما جعلها تبتسم بخبث...لان أسلحتها لاتنتهي.
.تمطع غيث في نومته ليتفاجئ بضيق الفراش ففتح بصره ليجده نفسه بغرفه المشفي ليتذكر أحداث ليله أمس...نظر بجواره ليجد ملاكا هادئا ينام بجواره حوله عينيها هالات سوداء من أثر التعب والارهاق...ظل يتأملها كثيرا يود أن ينقض عليها من شده جمالها...مال عليها...لتلفح أنفاسه الساخنه بشړة عنقها لترفع يدها وتمسد علي رقبتها وتفتح عينيها ببطء لتجده شاردا فيها... لينتبه انها استيقظت ليتحدث بنعومه قائلا
ايه الكسل اللي انت فيه ده يا قمرى...ويا ترى بقا الكسل ده هيبدأ لما نرجع بيتنا...لاااا ما هو
متابعة القراءة