رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
العشاء...جاء قمر وغيث والذي ركضت اليه ضحي لتحتضنه بحب قائله
وحشتيني يا غيث...كده برضه يا حبيبي هونت عليك...تستني اتصل بيك علشان تيجي واشوفك...مكنش العشم يا ابن بطني...الظاهر ان قمر اخدتك مني.
ابتسمت قمر لها واحتضنتها هي الاخرى كمن يحتضن امه التي اشتاق اليها لتنظر غصون الي هذه الحاله وتغتاظ بالكامل حتي سمعت قهقهات غيث فخرجت من احضان ضحي تبتسم بخجل خاصه عندما وجدت غيث يجذبها بخفه في احضانه قائلا بحنان يغمرها
ارتفعت انظار قمر له واندهشت من رغبته في قضاء شهر العسل معها ثم نظرت الي غصون فوجدت نظرات حاقده لا تستطيع غصون اخفائها اما عن ضحي فابتسمت وتمتمت في سرها بدعوات لهم بالسعاده...دخل عليهم غالب يتحدث بحب قائلا
ركضت قمر لتحتضن جدها ليربت علي ظهرها بحنان ويهمس لها في أذنها هل هي سعيده فأخفضت قمر رأسها من الخجل
نظر اليهم غيث بغيرة صادقه وقال
طب كفايه كده يا عم الحج...البت هتتفعص في حضنك..ده انا جوزها مش بحضنها كده والله...قال جدها قال...بقا بعد كل المرمطه دي تقولي كده
حقك يا بني...كده انا اتطمنت عليها ...خصوصا وهي معاك...ربنا يهنيكوا ببعض...ويرزقكم الخلف الصالح...يااه يا غيث انا نفسي تجبيولي احفاد كتير.
قام غيث بتقبيل يده جده قائلا بألفه
وانا كمان نفسي يا جدي...ربنا يحققلك امنياتك...ويباركلنا فيك...وعقبال ما تشوف ولادنا واولاد ولادنا...انت بركه العيله دي...احنا من غيرك ولا حاجه.
طيب يا سيدي...انا سامع انك رايح شهر عسل...وبقالك يومين مبتنزلش الشغل...مش تيجي تشوف ورق المعدات اللي اشتراها ضياء
هز غيث رأسه بطاعه واخذ جده ودلفا الي حجرة المكتب قائلا
باستفسار
خير يا جدي...معدات ايه وزفت ايه اللي ضياء جابهم...انا قلتله معداتنا كويسه...هو بيتصرف من دماغه...امتي بقا نخلص من الراجل ده.
انا زعلانه يا قمر...كلهم اخدتيهم بالاحضان ما عدا انا...وبعدين انا بعتلك الطباخه النهارده...ايه اللي جابك ...هو اكلها مش عاجبك ولا ايه
اتسعت حدقه عين قمر تنظر الي غصون بتعجب قائله
هي لحقت تطبخ...وبعدين طنط ضحي اصرت اننا نيجي نتعشي معاكم النهارده...ومتزعليش مني يا ماما...معلش حضرتك معودتنيش علي الاحضان من زمان.
في المكتب غالب بصوت منخفض وهادئ اخرج من درج مكتبه الملف الذي اعطته له غصون قائلا
الملف ده غصون جابته ليا امبارح...البيه ضياء اشترى معدات رديئه بقيمه معدات عاليه...وعايز يلبسني سعرها...وهو يستفاد بفرق السعر.
نظر غيث الي الملف الذي امامه بحيرة ليتنهد قائلا
مفيش فايده...والهانم اصلها ايه باعته...وحضرتك عملت ايه لما عرفت...اوعي تقولي انك حولتهم مديونيه في البنك علينا...ما هو مينفعش يقا.
غالب بوجوم
الهانم تبيع ابوها علشان الفلوس...انا بقا حولت المبلغ بمديونيه عليه باسمه في البنك...وده اول مسمار في نعشه...ولسه ابنه واللي هيعمله فيه.
غيث بخبث
عفارم يا جدي...عقبالها هي كمان...اللي مفكراني صدقت شويه النحنحه بتوعها...والله أنا حاسس ان قمر كمان مش مصدقاها...ما هي دي مش بني أدمه..
ابتسم غالب بسخريه وقال
هي مش بتعملهم عليك...هي بتعملهم علي قمر...لانها طيبه...ولذلك محاولتش تصالح همس...رغم ان همس خدتها ساميه عندها...بس عملت نفسها مش من هنا.
غيث بشرود
مش عارف ليه حاسس ان قمر مش مصداقها...وبتلاعبها بأسلوبها...حقا لو ده صح يبقا قمر اتغيرت اوي يا جدي...منها لله فصلت برائتها .
غالب بمكر
متستغربش...قمر دلوقتي بقت تربيتك...ومتستبعدش انها تكون بتلاعب امها...وبعدين دي يا ما شافت منها...بس خلاص وصلت لنقطه الكيل طفح.
هز غيث رأسه بسعاده وتمني ان يكون احساسه في محله
بعد مرور هذ اليوم بدون اي كوارث حيث تناول قمر وغيث العشاء بالقصر وعاد الي منزلهم...استيقظ غيث في اليوم التالي ووجد قمر مستغرقه في النوم فلم يوقظها وترك لها ورقه بانه ذاهبا للمصنع ضروريا ...وبالفعل ذهب للمصنع وجلس في غرفته لينهي بعض الاعمال الضروريه التي فاتته وهو غائب عن المصنع...علم جده بوجوده فدلف اليه ليتشاوروا في بعض الامور الخاصه بالعمل نظر غالب الي الاوراق امامه بتوتر وضياع قائلا
وبعدين يا غيث...احنا هنسيب المعدات الرديئه دي تشتغل في المصنع كتير...ما كانت اللي قبلها كويسه...كده مش الانتاج هيقل وبس دي ممكن تعمل كوارث للعمال.
جلس غيث امامه قائلا بحيرة
مش عارف يا جدي...الزفت ضياء حطنا في موقف صعب...لو شيلناهم وحطينا القديم كده هنتكشف اننا فاهمينه...وساعتها هو مش هيسكت.
ظل يفكر غالب في الامر قليلا الي انا لمعت برأسه فكرة خبيثه فقال لغيث
احنا هنشيلهم يا غيث...باعتبار ان انت مش موافق تشغل معدات وتستفاد منها وهي مديونيه للبنك...وبكده هو هيضطر يسدد فلوسها...وحليني بقا.
ابتسم غيث لدهاء غالب ووافقه الرأي واصدر قرار بايقاف تشغيل الماكينات الجديده...في هذه الاثناء دلفت الي المكتب خلود تركض نحو غيث تحتضنه بحب محاوله منها اغاظه غالب قائله
انت نسيتني يا غيثو ولا ايه...يعني سبت القصر من غير ما تطمن عليا قلت ماشي اهي ظروف...لكن تقعد اسبوع بحاله ما تطمنش عليا
نظر اليها غيث يذغرها بعينيه ويعلمها بوجود غالب في المكتب يقوم بانزال يديها من علي كتفيه قائلا بجمود
ايه يا خلود.. انتي مش شايفه جدي ولا ايه...مش اللي يدخل يرمي السلام علي اللي قاعدين...ولا انتي داخله سويقه وخلاص...وبعدين ما انتي اللي ما
صدقتي مشيتي من القصر بعد ما انا مشيت.
اخرج غالب هاتفه من جيب بنطاله يعبث به ليرسل رساله الي قمر لتحضر الي المصنع في امر هام وسرى ثم نظر الي خلود نظرة بارده وقال
هو
انتي مش شايفاني قاعد ولا ايه يا خلود...وبعدين يا غيث هي كانت قاعده في القصر علشانك...انت مشيت هي خلاص معدش ليها لزمه.
استيقظت قمر ووجدت الورق المطويه بجوارها فابتسمت بسعاده ثم جائتها رساله من جدها فقطبت جبينها وارتدت ملابسها علي عجله منها وذهبت الي المصنع وجدت جدها ينتظرها في البهو ليخبرها بوجود خلود في المصنع لتزفر بحنق... فيحاول يهدئها لتسيطر علي اعصابها فتهز قمر رأسها بخبث وتصعد الي غرفه غيث ...فكرت في دخول غرفته بدون اخباره فخشت ان تجد موقفا يغيظها فطلبت من السكرتيرة اخباره بوجودها لينهض وتنفرج اساريره بوجودها غير عابئا بوجود خلود ليخرج يستقبلها قائلا
وحشتيني يا قمرى...مرضتش اصحيكي من النوم...ونزلت علشان ورايا شغل كتير متراكم من ايام عسلنا يا عسلي...بس ايه المفاجاءة الحلوة دي
همست قمر في اذنيه بخجل قائله
غيث...احنا بره المكتب...انت كده بتحرجني قدام الموظفين...
سحبها غيث ليدخلها المكتب وبعدها اخرجها من بين احضانه قائلا بترحيب
شرفتي يا مولاتي المكتب...وعلي فكرة اخر مرة هسمح ليكي انك تتحرجي من حبي قدام حد...هتفضلي لحد امتي قمر الكسوفه...مش كفايه بقا كسوف.
قمر بخبث تنظر الي خلود قائله
ايه ده...خلو د هنا...وانتي يا غيثو عمال تغازلني قدامها...كده كتير والله...بس تعرف انا بقا قدام خلود مش بتكسف...اصل بحسها اختك.
نظر اليها غيث بذهول وهمس لنفسه قائلا
العب...دي استحاله تكون قمر...دي مش هاممها وجود خلود...ده انا كنت مفكر انها هتولع فيها...الظاهر فعلا انها اتغيرت...انا ابتديت اخاڤ منك يا قمرى.
انفرجت شفتي خلود مذهوله مما قالته قمر وابتلعت ريقها قائله
اهلا قمر...انا هنا علشان اشكر غيث علي الايام الحلوة اللي قضيتها معاه...قصدي علي الايام الحلوة اللي قضيتها معاكم...معلش اصل لساني واخد علي غيث وبس.
نظرت لها قمر پغضب وغل فلاحظ غيث ذلك فحاول تهدئه الوضع قائلا
متقوليش كده يا خلود...طب دي حتي قمر لسه بتقولك اننا اخوات...وهي برضه الاخت تشكر اخوها...لو احتاجتيني في اي وقت انا تحت امرك.
نظرت له خلود نظرة امتنان وصافحته بحرارة لتغيظ خلود وصافحت قمر ببرود بعيون متحديه وخرجت من المكتب لتتركهم بمفردهم لتنظر قمر في اثرها ثم نظرت اليه بغيرة وڠضب قائله
لا والله ...لو احتاجتك في اي وقت سيادتك تحت امرها...طب ما طبيعي بعد اللي انت قلته ده هتحتاجك...او هتمثل انها محتاجك...زى ما عملت في الاول
سحبها غيث بين احضانه هامسا لها
بتغيرى يا برتقانتي يا صلاة العيد...كنت عايزك بس تحبيني...حبتيني وعشقتيني...واتجوزتيني...وغيرتي عليا كمان...لااااا أنا أمي داعيه ليا.
ضړبته قمر في صدره قائله
ايو بغير...مش من حقي...انت بتاعي لوحدي فاهم....لى ما أنا ملكيه خاصه ليك...انت كمان ملكيه خاصه ليا أنا لوحدي...فاهم يا باشم.
قهقه غيث من السعاده وقال
فاهم يا فندم...وانا اقدر برضه...اكون لحد غيرك يا برتقانتي...ده أنا ما صدقت أساسا...هو في في حلاوتك يا قمرى...طبعا لا...مفيش.
ابتسمت قمر ودفنت وجهها اكثر في صدره تحمد ربها علي السعاده مع غيث متوجسه من نظرات خلود المتحديه لها وتصرفات امها الغير متوقعه.
في منزل غيث وقمر تعالي صوت هاتف الخاده لتلتقطه قائله بثقه
اطمني يا غصون هانم...قمر هانم اتصلت بيا حالا علشان أحضر الغدا...وحطيت الدوا لغيث بيه زى ما أمرتيني.
غصون بجمود
تمام يا شوقيه...مش عايزة تقصير فهماني...وقمر هنا ممنوع تأخد من الدوا.
هزت شوقيه رأسها قائله
تؤمريني بحاجه تانيه حضرتك.
غصون بفحيح الأفعس
عايزاكي تخلي بالك...امنعي الشاي وأي منبه بعد الأكل...وحاولي تلهي قمر الزمان عنه...بأي
حجه.
لوت شوقيه شفتيه قائله
مقدرش يا غصون هانم...مش عايزاهم يأخدوا بالهم...وخصوصا انا لسه جديده هنا
غصون پغضب
انتي هتعرفيني شغلي ولا ايه
أغمضت شوقيه عينيها بمرارة وقله حيله قائله
اسفه يا هانم...حاضر أوامر حضرتك...هتتنفذ كلها بالحرف الواحد.
بعشقك_طامعه
الفصل_الرابع_والعشرون
بعد خروجهما من المصنع قضوا يوما رائعا ملئ بالجنون كلا منهم حاول اخراج ما في جعبته من مرح وحب وشغف وجنون وكأن كل منهم وجد ضالته...حتي ملوا من تواجدهم خارج شقتهم...وعزموا امرهم الي الرجوع الي البيت لاستكمال ما بدأوه من حب وغرام...دلفوا الي الشقه ليجدوا الخادمه في انتظارهم كما ينتظر الاسد فريسته...اقترحت عليهم تحضير العشاء...في البدايه رفضت قمر.. ولكن غيث ابدي رغبته في تناوله...لانه بالنهايه يشتاق الي الاكل البيتي...فأمرها بتجهيز العشاء لحين اخذ حمامهم...دلفت الخادمه الي المطبخ واخرجت زجاجه الدواء من صدرها...مهلا احب اعرفكم عن نوعيه هذا الدواءهو دواء ينتج عنه سيوله في الډم وبالاضافه الي الادويه الاخرى التي يأخذها غيث سوف يدمر جهازه العصبي ...وضعت الخادمه الدواء التي اعطته لها غصون في طبق غيث...ثم اعادت علبه الدواء مرة اخرى في صدرها...وجهزت السفرة وخرجت من المنزل مثل ما أمرها غيث...خرجت قمر من الحمام مرتديه بيجامه شورت حريريه بلون زرقه البحر ليشرد غيث فيها كا من يبحر في تفاصيلها ...رفعت شعرها علي شكل كحكه فوضاويه ...لياخذها غيث بدون كلام ويأخذها ويخرجا من الغرفه لتناول طعامهم...اجلسها امامه ونظرة لها باثارة قائلا بلؤم وخبث
تصدقي دي اول
متابعة القراءة