رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
ووضعت يدها علي وجهها تنتحب وتقول من بين شهقاتها
ياريتك عملت فيه كده من زمان يا غيث...انا بقالي سنين مستحملاه ومستحمله غله وحقده علينا...وكان عايز يوصل حقده للاولاد...بس ربنا ستر.
هنا انتبهت حواس قمر لما تقوله ساميه...كيف ان الله سترها مع ابنائه...ومعروف ان شادي يمشي طوعا لاوامر والده. هل ممكن يكون شادي لم يفعل بها شيئا مثل ما أكدت لها عمتها..ايضا ركز معها جيدا غيث وعلم انه هناك الكثير من الاسأله ستبدا بطرحها ...فتحدث اليها بثبات قائلا
هزت قمر رأسها بطاعه...وصعدت اليهم وهي شارده فيما قالته العمه...تابعها غيث بعينه الي ان اختفت من محيط كل الاعين ...ليلتفت الي عمته يجدها علي نفس الحاله تضع وجهها بين راحه يديها تقول
عارفه يا ضحي...اللي انا فيه ده ايه...ده ذنبك وذنب غيث...لما بابا مشاكم من هنا...بحجه انه خاېف علي بيت وعلي جوزى...بس هقول ايه مفيش فايده فيه العرق دساس.
لا يا ساميه ...أنتي ملكيش ذنب...انا عارفه ان مش انتي اللي اشتكتيني لعمي...ضياء لما لقاني مش موافقه علي الورقه العرفي...راح قالي لعمي ان انا عايزة اتجوزه علشان اضمن حقوق غيث.
ضياء بحنق
حقوق مين يا حيلتها...حقوق القاټل اللي قتل ابوه وعمه...ويحيي اتستر عليه ...اه علشان ينوبه من الحب جانب...ولما انا قدمت بلاغ انه هو اللي كان سايق العربيه ...جبتوا شهاده انه مريض نفسي.
تاني مرة بتجيب سيرة جوزى علي لسانك الزفت ده...تعرف انت محظوظ ...لو عمي وجوزى وابني هنا ...كانوا مرمطوا بيك الارض .
غيث بسخريه
وانا روحت فين...انتي كده بتستقليي بيا...انا بقا هعمل اللي لا جدي ولا عمي يحيي قدروا يعملوه السنين اللي فاتت...بس عمتي تطلبه وانا هتفذ.
توتر ضياء من ان يكون طلب ساميه هو الطلاق وحينها سوف يزج به في الشارع فذهب الي ساميه يحاول مصالحتها قائلا
ظل راكعا علي قدميه امامها معطيا ظهره لغيث لتنظر ساميه الي غيث الذي غمز لها بان تسايره اكثر حتي يظل في جحره ولا يخرج منه ابدا...تماسكت ساميه نفسها وقالت
ماشي يا ضياء...وعلي رأي بثينه كويس ان بابا مش موجود...المفروض مشكله زى دي تبقي في بيتنا مش هنا...يالا قوم نروح بيتنا نتفاهم هناك.
بعشقك_طامعه
الفصل_الخامس_عشر
في غرفه قمر وغيث ...انتظرت قمر غيث طويلا...لانه دخل الي المكتب بحجه ادارة اعمال متعلقه بالمصنع...وعليه تجهيزها غدا...ولكنه السبب الرئيسئ لمكوثه في المكتب واستغراقه وقتا طويلا...لكي يتهرب من الأسأله التي تخص مشكله عمتها...وكان يتمني ان يصعد اليها ويجدها نائمه...مثل ما يحدث في باقي الايام...لكن ما باليد حيله...عليه هو الاخر النوم...لمواصله العمل غدا...تنهد ثم نهض وخرج من مكتبه وصعد الي غرفته وفتحها فوجدها ما زالت تنتظره...فتوجس منها جدا...دلف الي غرفته وتنحنح قائلا
نهضت من علي الفراش ونظرت له بعينين ماكرتين واقتربت منه ونفخت في وجهه نفحات رقيقه قائله بنعومه
انا كنت مستنياك...وانت عارف كويس اني مستنياك...ومع ذلك سيبتي اسهر المده دي كلها...مع اني خلاص كنت اتعودت انام بدرى...
قائلا باستمتاع
ايه اتعديت مني ...بقيتي بتنامي بدرى زيي...لا وبقيتي ذكيه زيي ...وبتفهميني كمان...حقيقه انا قصدت اتأخر علشان اطلع الاقيكي نايمه.
ابتلعت قمر ريقها وهتفت بصوت مبحوح قائله
للدرجه دي ...مش عايزة تشوفني...انا غلطانه اني عودتك لما تيجي بتلاقيني نايمه...بس علي فكرة انا مستنياك علشان ترد علي اسأله كتير بدور في دماغي.
نظر في داخل عينيها وتعمق في نظرته قائلا بشغف
طب والاسأله دي مينفعش تستني لبكرة...اصل بصراحه انا قدام عيونك الحلوة دي مبعرفش اجاوب صح...اخاڤ اجاوب غلط اضيع الدنيا.
قمر بارتباك
غيث ...انت قلتيلي اللي حصل قبل كده معدش هيحصل تاني...وقولتيلي انك بعد كده هتصارحني بكل حاجه...زى ما انا صارحتك بكل حاجه.
ابتسم بسخريه قائلا
انتي كدابه يا قمر...لسه عندك حاجات مخبياها عني...وخاېفه تصارحيني بيها...مع اني اتمني انك تصارحيني وتقوليلي اللي جوه قلبك.
قطبت قمر جبينها وقالت
انا صارحت بكل حاجه حصلت معايا...ومعدش في حاجه عندي اخاڤ منها...انت اللي لسه بتخبي وبتلف وبدور عليا...انت خاېف مني.
اتسعت حدقه عين غيث وفرجت شفتيه قائلا
اخاڤ منك ليه ان شاء الله...انتي عارفه هدفي كويس...وقلتلك انا ميهمنيش حد...وهنفذ خطه اڼتقامي...ومحدش هيقدر يعارضني...ابويا نفسه لو كان عايش مكنش هيقدر يمنعني.
ابتعدت قمر قليلاعنه وتحدثت بحزن
شفت...يبقا انا صح...انت مخبي عني خطتك...علشان خاېفه لاروح اقول لماما...وساعتها خطتك تفشل...انت عايز تضيع امي وبس...
اغمض غيث عينيه بمرارة وهتف پألم قائلا
لو كانت امك بس الوحيده في تدميرى...مكنتش اتجوزتك اصلا...لكان في طرف تاني...والاتنين عندي مساويين وهيأخدوا جزائهم ...
ابتسمت قمر بسخريه قائله
الكلام ده تضحك بيه علي حتت عيله صغيرة...مش عليا يا غيث...انا شفتك بعيني قبلت مصالحه ضياء لعمتي ...ورجعتهم لبعض...ده غير كلام عمتي.
اعطاه ظهره قائلا بحنق
ومن امتي بتصدقي كلام عمتك...مش عمتك دي اللي جت قالتلك ان ابنها معملش فيكي حاجه...ما صدقيتهاش ليه...ولا مش حابه ...علشان تفضلي باعده نفسك عني
استدارت حوله قمر لتواجهه وجها لوجه هامساه بنعومه تذيب الجليد
انا هفضل باعده نفسي عنك ...بس مش كتير...بس مش علشان مش حابه اصدق عمتي...لاااا ...بالعكس ...هبعد علشان انت مش صريح معايا
نظر لها باستهزاء وجلس علي الفراش ينظر في الفراغ امامه قائلا
انا بقا مش مصدق كلامها...وبخصوص الكلمه اللي قالتها ان ربنا سترها مع اولادها...معناها ان وديعه مصدقتش ابوها...وشادي كمان...شفتي بقا انا بقولك علي كل حاجه ازاي ومش خاېف لتروحي تقولي للست والدتك
ذهبت نحوه وجلست علي الفراش بجواره قائله بصوت منخفض
انا عارفه انك بتثق فيا رغم اللي عملته زمان...بس برضه مكنش له لزوم تصالح عمتي علي جوزها...انا خاېفه امي اللي تشتال الذنب كله.
سقطت حماله كنزتها فعدلها لها وهو ينظر الي عينيها قائلا برقه
مټخافيش يا قمر...انا حتي في اڼتقامي من مامتك هراعي انها ام امراتي...وجده
اولادي...وتأكدي ان اللي له النصيب الاكبر هو ضياء .
اخذت يده وقبلتها قائله بعذوبه
انا واثقه ومتأكده منك ومن كلامك...بس علشان خاطرى ...بلاش دايما تبقي غامض...قولي كل اللي جواك...مش هتخسر حاجه يعني.
تحسس غيث وجنتيها قائلا برقه
الحاجه الوحيده اللي ممكن اخسرها...هو انتي يا قمر...ياللي مغلباني...ياللي مش راضيه تقوليلي ايه اللي جوه قلبك...جربي مش هتخسرى.
اتسعت حدقه عينها وهتفت بمراوغه قائله
تاني ...تاني يا غيث...انا بس عايزة افهم...ايه اللي هخبيه عليك تاني...والله ما في حاجه مخبياها...اقسملك...اهو شكك ده اللي بيرجعنا لورا.
غيث بمكر
يا قمر...بتتعصبي ليه يا روحي...انا قصدي انك مخبيه عليا...مين اللي ساكن قلبك...مش يمكن حد اعرفه ...واتوسطلك عنده...عادي يعني.
ابتسمت بسخريه قائله
لا والله...انت هتتذاكي عليا...فاهمه انا الحركات دي...علشان هووووب اقولك والله ما في حد في قلبي...غيرك يا سي غيث...مش صح الكلام
وضع غيث يده علي قلبه قائلا بمرح
اخيرا...قولتيها يا قمر...ايوه بقا...انا طلبت منك طلبين...حبيني يا قمر...واتجوزيني يا قمر...اهو حبتيني...لسه بقا ايه يا واد يا غيث الجواز.
جحظت قمر بعينها وفرجت شفتيها قائله
حيلك حيلك...بزمتك انا قلتلك الوقتي اني بحبك...دي تهيؤات يا غيث...وانا فعلا نفذت طلب من الطلبين ...اتجوزتك ...لكن حب مش شرط.
اشار لها باصبعه لينفي ما قالته
لا شرط...وعلي فكرة اللي منعني عنك ...ان عارف انك مبتحبنيش...واوعي تفكر السبب التاني هو اللي مانعني عنك...ولذلك انتي بتزويدها.
شعرت قمر بخيبه امل وهتفت بصوت منخفض قائله
انا مزودتهاش ولا حاجه...والسبب التاني هو ديما اللي هيكون واقف ما بينا...وانا قلتلك قبل كده الحب مش بايدينا...وانا اتعلمت ما احبش .
ابتسم بسخريه وقال
اتعلمتي متحبيش...يعني كنتي قبل كده بتحبي...ويا ترى بقا من سعيد الحظ اللي كنتي بتحبيه زمان...اعتقد انه مش شادي...لان لو هو كنتي حاربتي علشانه.
ادارت قمر ظهرها تهتف پألم وۏجع قائله
انا اللي بحبه ...كنت مستعده احارب الدنيا علشانه...بس للاسف النصيب بيني وبينه حكم بكده...انا معنتش انفعه...ولا انفع غيره...خالص.
انا اللي اقول تنفعي ولا لا...مش انتي...لانك من اللحظه اللي وقعتي فيها علي قسيمه الجواز...بقيت ملكي انا...واي حد جوه قلبك هشيله من جدوره واحط نفسي مكانه.
احست قمر ان روحها خرجت من صدرها لانه صدق اكذوبتها عن الشخص الاخر فقالت بتوتر
انا تعبانه...وعايزة انام ...سهرت انا كتير الليله دي...كده هصحي مصدعه...انت متعبتش...ياريتني ما استنيتك...هو في ايه الليله دي...مش عايزة تعدي.
رحلت ساميه وضياء الي شقتهم استجابه لأوامر غيث لعمته....حيث كان علي عاتقها مهمه واضحه وهي الايقاع بضياء اكثر واكثر...عن طريق تسجيلات صوتيه له وهو يتحدث عن غريمتها غصون...ليتم ايصال هذه التسجيلات الي غصون لتقوم بالفتك به...دون ان يلوث غيث يده بضياء...ومن الجدير بالذكر ان وديعه وشادي انضموا الي غيث وساميه خاصه بعد تأكد وديعه ان والدها يعاني من مرض نفسي وهو حب الذات ...دلفت ساميه الي الشقه تبعها ضياء ليجدوا وديعه تنتظرهم فهتفت ساميه بلهفه
وديعه...انا قلت هتباتي النهارده عند جدك...ايه يا حبيبتي خير...وحشناكي صح...ولا علشان جدك بايت بره فقلتي تحني علينا وتيجي تباتي هنا.
ازاحها ضياء ليحتضن ابنته بشغف قائلا
لا جدو ولا غيره...وديعه حبيبه قلب بابا...اكيد انا وحشتها...ومقدرتش تبعد عني اكتر من كده...انا مبسوط قوى يا وديعه انك رجعتي هنا تاني
احتضت وديعه والداها وهي تغمض عينها پألم فاخرجتها ساميه من بين احضانه قائله
بالراحه عليها يا ضياء...هتخنقها بحضنك...البنت مش قادرة تتكلم ولا تتنفس...انما انتي جيتي قبلنا ازاي...احنا لسه ماشيين من عند جدك.
توترت وديعه وظلت ترمش بعيونها وتفرك اصابعها بارتباك قائله
انا كنت فوق وانتو بتتعاركو...حمزة اتصل عليا علشان يخرجني من الجو اللي انا فيه ده...فنزلت من السلم بتاع الجنينه...وطلبت منه يروحني.
هتف ضياء پعنف قائلا
والله عال...بقيتي بتخرجي مع
اللي اسمه حمزة ده كتير يا هانم...اه ما انا سايبك علي كيفك في بيت جدك ومبتكلمش...لازم اتوقع كده..
ساميه پغضب
ضياء...وبعدين بقا...فاكر اللي قلناه واحنا جايين...انك هتسيب الاولاد علي راحتهم...ومتدخلش في حياتهم...ولا تحب ارجع انا كمان ونفضها سيرة
تحدث ضياء بحنق قائلا
لا خلاص يا ساميه...انا غلطان حقكوا عليا...بس برضه فهميها وعقليها...انا برضه ابوها...لازم اعرف هي راحت فين...واديلها الاذن.
ابتسمت ساميه لقدرتها في كبح جماح ضياء وقالت
طبعا يا ضياء...بعد كده وديعه هتستأذنك الاول...اعذرها...هي بتشوفنا دايما في
مشاكل...فلازم تتلخبط...وتبقا مش عارفه هي عايزة تعمل ايه.
تنهد ضياء وقال
عندك حق...انا السبب في اللي حصل الفترة اللي فاتت...بس اوعدكم...ان اللي حصل ده...مش هيتكرر تاني...وهنرجع زى الاول واحسن كمان.
ساميه بمكر قائله
الله علي كلمه نرجع زى الاول دي...ياريت فعلا يا ضياء نرجع
متابعة القراءة