رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
مرة من يوم ما اتجوزنا هأكل بنفس...طبعا مش علشانك موجوده وبس..لااا علشان دي اول مرة اكل في شقتنا اكل بيتي.
نظرت له بعبوس قائله
والله...وحشك اوى الأكل البيتي...ماله الاكل اللي من بره...ده حتي مش بيتخن...اكل البيت بيعمل كرش...وهيبقي شكلك وحش.. ومش هبصلك.
استغرب ردها وامسك قبضه يدها ېعنفها قائلا
مش ها تبصي ليا ...ليه بقا يا هانم...ده بدل ما تقوليلي هتعلم الطبيخ علشانك...تقومي تقوليلي الكلام ده...ماشي يا قمر...دي اخرتها يا بنت عمي.
دلوقتي بقيت بنت عمك...كل ده علشان مش بعرف اطبخ...طب اعمل ايه....حاولت وفشلت...وبعدين انت اللي مرضتش نرجع القصر.
انتبه غيث من تألم قمر من اثر قبضة يده عليها فأراح قبضته واخذ يربت علي يدها بحنان قائلا
انا مرضتش ارجع القصر علشانك...علشان انا مش مصدق انك خلاص سامحتي مامتك...او بمعني اصح مش حابب انك تسامحيها بالساهل كده.
ليه يا غيث مش حابب اني اسامحها...هو انت مش مصدقها بعد ما جت لينا لحد عندنا...ولا انت مش قادر تنسي اللي عملته فينا زمان
تحدث بنبرة زادت من شكوكها نحوه فقال
اكذب عليكي لو قلتلك اني نسيت...اللي عملته امك لا يمكن يتنسي...حتي ندمها بقا دي هيبان مع مرور الوقت...انا يهمني انتي يا قمر وبس.
معني كده انك يا غيثو مستعد تنسي كل حاجه مريت بيها علشاني...ولا ده كلام بتثبتني بيه وبس...حاكم انا عرفاك ټموت في التثبيت والكلام الحلو.
نظر لها بأعين نصف ناعسه وتتاوب امامها...يبدو ان مفعول الدواء بدأ يأخذ مساره الصحيح لينهض بتبأطأ وقد اصبحت الرؤيه غير واضحه امامه ليعافر كأنه يدخل في غيبوبه قائلا لها
نهضت قمر واخذته داخل ذراعها قائله بحنان
ممكن طبعا يا حبيبي...انا ضغطت عليك كتير النهارده...خروج وفسح...وكفايه عليك شغل المصنع...ياريتك بكرة متروحش المصنع.
غيث بصوت ضعيف بعد ما اوصلته قمر الي الغرفه قال
اول ما صعد غيث الي الفراش نام مباشرة كأنه لم ينم منذ زمن...
لتعبث قمر بخصلات شعره وتتذكر حاډثه والداها وعمها وخروج غيث من هذه الحاډثه وسفره ورجوعه حتي تساقطت دموعها ندما علي عدم ترحبيها برجوعه ورغبتها برجوع الزمن اللي الوراء
اخيرا صحيتي يا كسلانه...بقا يا قمر...بدل ما تفوقيني امبارح بفنجان قهوة من ايدك الحلوة...الاقيكي ما تصدقي اني انام...اه يا مكارة بتهربي مني
اقتربت منه قليلا ووضعت يدها علي وجنتيه قائله بحب
انا برضه اقدر اهرب منك يا غيثو...بس والله انت صعبت عليا...وان كان حبيبك عسل مش تلحثه كله يا بيبي...وبعدين خلاص متزعلش...المرة الجايه هشربك جردل قهوة.
نظر لها بخبث ومكر شديدين متذكرا اياها وهي تصنع فنجان القهوة لجدها في مطبخ القصر وما حدث بينهم عندما عبث بشعرها وذكر رائحته فأمسك يدها وانزلها من علي وجنتيه وقبل باطنها
انا بقا عمرى ما شربت القهوة من ايدك...ومشتاق لطعمها ...فاكرة لما دخلت معاكي المطبخ وعملنا القهوة لجدي يا برتقانتي...ايه رايك قبل ما الخدامه تيجي اجي معاكي المطبخ ونعملها سوا.
ابتسمت قمر وقالت
تاني...وتكسر الكوبايات تاني...وايدك تتعور تاني....وتقعد تقولي عايزة تموتيني وتعوريني...يا ظالمه يا مفتريه...والله يومها أنا نفسيتي تعبت.
وقال
هو ده بس اللي افتكرتيه يا بخيله...نسيتي شعرك وريحته الحلوة...يا برتقانتي...حاولت أحسسك اني سليم...وانتي فتحتي بؤك علي الرابع.
قهقهت قمر من السعاده وقالت
لا طبعا ودي حاجه تتنسي برضه...لما كنت بتمثل عليا الهبل...وانا استغرب وحمزة يقولي ده تطور في العلاج...قال تطور في العلاج قال.
نظر لها غيث بخبث وقال
طب ما تيجي نكمل علاج...قبل ما نشرب القهوة يا برتقانتي... ايه رايك..أصل أنا لما كانوا بيعالجوني...كانوا بيروقوا عليا جامد...وكنت ببقا مبسوط.
علامه منها علي الموافقه بخجل فحملها غيث ووضعها من جديد في الفراش برقه ليفرد شعرها ويميل عليها ليكملا معا مسيرة الحب والعشق
بمرور الايام وتناول غيث العقار الذي كان يشعره بالخمول دائما وكان يفسر ذلك انه تعب في العمل حتي انه فكر دائما برجوعه للقصر حتي لا تشعر قمر بالملل من نومه المستمر ...ولكنها رفضت...كانت تحاول تمضيه الوقت بين اختها وبين امها...التي استغربت موقفها من همس فلم تطلب منها السماح ابدا مثل ما فعلت معها.. سألتها ذات يوم بخصوص هذا الامر..فاجابت غصون متعلله بان همس من النوع القاسې...وان ضياء وشادي سحبوها سحبا اليهم...وهم من يحرضونها ضد ها ...استغربت قمر من حديث امها عن ضياء ولكن فسرت ذلك بسبب مصالحته مع عمتها ساميه...خطرت ببالها فكرة ان تجمع العائله لتصالح همس علي امها...طلب منها غيث الاذن باستقصائه عن هذا التجمع لتعبه المستمر... فاجتمعت العائله بدونه وكان الاجتماع باردا بين همس وغصون فكانت ابصارهم شاخصه فبدأ غالب بالحديث قائلا
الا قوليلي يا غصون...انتي جيتي وطلبتي مني انك تصالحي قمر...رغم ان قمر بعدت عنك...اما همس كانت معاكي هنا تحت سقف واحد...بس عمرك ما طلبتي تصالحيها.
زفرت غصون بحنق لتجد ضحي تقول بتريقه
ولا عمرها هتطلب ...اصلا همس معتبراها مش موجوده معانا في القصر...لكن قمر طيبه وبتصدق دموع التماسيح بتاعت امها...لذلك غصون راحت ليها.
نظر غالب الي غصون التي اغتاظت من رد ضحي وقال لها
ايه يا غصون ...شكل الكلام اللي بتقوله ضحي صح...مع اني حاسس انك مش همك تصالحي همس زى ما صالحتي قمر...ديما اهتمامك بقمر.
تحدثت غصون قائله
انا بهتم بقمر لانها بتحترمني رغم غلطي...ومفيش حد بيقويها عليا...اما همس هانم معلش...قالتلي كلام مينفعش اي ابنت تقوله لامها...خلي ساميه تنفعها بقا.
قطبت بثينه جبينها وقالت
انتي بتقولي ايه يا غصون...اللي عملته همس معاكي ميجيش نقطه في بحر من اللي
عملته قمر معاكي...دا لولا غيث كان زمانها
خنقتك.
ابتسمت همس بسخريه وقالت
صدقتنيني يا قمر لما قلت ليكي مصالحه غصون هانم ليكي ليها غرض...انا بس اللي فاهماها...واهو طنط بثينه كشفتها وقالت علي انتي عملتيه فيها.
نظرت قمر لهمس نظرة لوم وعتاب وقالت
عيب يا همس اللي انتي بتقوليه ده...دي مهما ان كان امنا برضه...هي عارفه اني مهما طلعت ولا نزلت بسامح لاني بنتها...لكن انتي قاسيه اوى يا همس.
نظرت لها همس وتحدثت بغيرة قائله
انتي ليه ديما شايفه نفسك الطيبه وانا القاسيه...مع ان الموضوع يخصك اكتر مني...انتي اللي اتأذيتي ومش مرة واحده ...لا مرتين...
توجهت غصون نحو همس بخطه خبيثه وماكرة واحتضنتها قائله بصوت مبحوح دلاله منها علي حزنها علي فراقها وقالت
حبيبتي يا همس...ارجوكي انسي...زى ما قمر نسيت...وسامحيني زيها...انتي كمان قلبك طيب زيها...وهي لو شافتك قاسيه متزعليش منها.
هنا تحقق الهدف غصون تقوم بالوقيعه بين ابنتيها ولكن همس فهمتها فخرجت من احضانها وابتسمت بسخريه قائله بخبث
حاضر يا مامتي مش هزعل منها...بس لو الموضوع زاد عن حده...هقطع علاقتي بقمر...ما هو مش معقول تبقي شايفه نفسها الملاك البرئ ديما.
نظرت لها قمر بحيرة واستغراب وقالت
ايه اللي انتي بتقوليه ده يا همس...انا شايفه نفسي الملاك البرئ...كل ده علشان عايزة اصالحك علي امك...تبقي عايزة تقطعي علاقتك بيا.
انتبهت بثينه ان غصون اوقعت بين ابنتيها وان الامور سوف تشتعل فضحكت صاخبه وقالت
والله عال يا بنات...هتقطعوا علاقاتكم ببعض...وانتي يا ستي غصون بتوقعيهم في بعض...مفكرة انهم لسه عرايس لعبه بتحركيهم بايديكي
كادت غصون ان ترد عليها ردا لاذعا لولا ان غالب اوقفها بصوت مستميت قائلا باشمئزاز
هتردي تقولي ايه يا غصون بعد اللي عملتيه قدامنا...وانا اللي صدقتك وقولت انك اتغيرتي...وهترجعي تلمي بناتك في حضنك من تاني...بس الظاهر مفيش فايده فيكي ابدا.
تسمرت غصون من رده فعل غالب عليها حيث انها كشفت نفسها في منتصف الطريق ولكن مهلا طالما امر العقار ما زال مستمر فلا يهم مصالحه همس ولا قمر بالنسبه لها.
ضخي بخبث قوى
ياااه يا عمي...لسه جاي تقول مفيش فايده...العدم علي اللي اتردم...واللي اتردم بسببها كتير...وربنا يستر من اللي جاي...قلبي مش مطمن.
ضحكت همس وتحدثت بخبث قائله
وهو برضه بعد اللي عملته غصون هانم هيبقا في امان تاني....معتقدش...ومتزعلش مني يا جدو ...انت غلطان لما صدقتها...وانتي كمان يا قمر.
اكملت بثينه بخبث
اعذريهم يا هموستي...اصل لو كانوا شافوا وانتي بتواجهيها وهي ولا علي بالها...كانوا مصدقوهاش ابدا...قال غصون تصالح بناتها قال.
استاءت غصون منهم وتدحتث برقه مصطنعه
انتو ديما ظالمني...والله يا همس انا بحبك...انتي بس اللي بتستفزيني بكلامك بتخرجي اسوء من عندي...وانا كنت هعتذرلك زى ما روحت لقمر...بس خاېفه تصديني واهو انتي برضه بتصديني.
همس بلؤم وخبث
ودي تيجي برضه اصدك ...ليه هو انا شيطانه للدرجه دي...انا اتمني فعلا انك تكوني اتغيرتي...ونفسي اصدقك...بس مش عارفه...تفتكرى ليه يا قمر
ربتت قمر علي ظهر همس بحنان وقالت
انا هقولك ليه...لان الموضوع مش يخصك يا همس...لو كان يخصك كنتي سامحتي زى ما أنا سامحت...وانا عارفه انك بتعملي كده لانك زعلانه عليا.
قطبت همس جبينها وقالت
يعني انتي رايك اني اسامحها يا قمر...وعفا الله عما سلف...وكل حاجه تتنسي...اوكيه...معنديش مانع...بس انا ليا شروط...لو متنفذتش انا مش هقبل الصلح.
ابتسمت غصون بسخريه متحدثه بتريقه
شروط...شروط ايه يا مفعوصه انتي علشان تصالحيني...قال شروط قال...يكونش عايزاني اعتذر لعمتك ساميه علي اللي عملته فيها...
هزت همس رأسها وقالت
بالظبط...الله ينور عليكي يا مامتي...هاخدك من ايديكي الحلوة ونروح لعمتي تعتذرى ليها وكمان هناخد طنط ضحي وطنط بثينه وقمر شهود معانا.
كادت غصون ان ترفض ولكن لمعت برأسها فكرة خبيثه ان
تذهب الي ساميه لتوقع بينها وبين ضياء فردت قائله
وانا علشان خاطرك يا هموستي...اعتذر للشيطان نفسه...يالا بينا...ده حتي والله ساميه وحشتيني...ووحشني أناقر فيها علشانكم...ده أنا حتي بحبها والله.
اعترضت قمر قائله
معلش اعذروني انا...عايزة اروح...غيث زمانه علي وصول وبيجي جعان...وبيدخل ينام بعدها ولازم اكون جمبه...روحوا انتو ...وسلموا علي عمتي.
لمعت عين غصون بخبث فقد اتضح لها ان الخطه تمشي مثل ما خططت لها خلود...
بعد خروج بثينه وضحي وغصون وهمس من القصر وتوجههم الي ساميه حتي تقوم غصون بالاعتذار منها ...خرجت قمر هي الاخرى وعادت الي منزلها لتجد غيث علي حالته من النوم المستمر...استفسرت من الخادمه عن موعد رجوعه اجابتها انه عاد منذ ساعه تناول الغذاء لانه كان جائعا ودلف لينام...استغربت قمر تناوله للطعام من دونها ..ومن ثم دخلت اليه مرة اخرى وجدته متعرقا لتقطب جبينها علي حالته...اما عن البقيه منذ دلوفهم منزل ساميه فرحبت بالجميع عادا غصون التي اغتاظت منها كثيرا وارادات ان ټحرقها هي واسرتها ولكن لا بأس في سبيل تنفيذ مخططها ...اقتربت منها وهي تضع رأسها في الارض بخجل مصطنع قائله ببراءة مصطنعه
انا جايلك النهارده يا ساميه...علشان نفتح صفحه جديده...وننسي اللي فات...اللي والله مليش ذنب فيه...انا زى زى ضحي...زى ما ضياء غرر بيها
متابعة القراءة