رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي

موقع أيام نيوز

غيث...وتأكدت ان ظهور خلود ليس مفاجئا لغيث بل كان مرتبا له من ذي قبل...هنا لمعت فكرة بخبيثه برأس ساميه وهي استخدام حازم لاثارة غيرة غيث...فهي تعلم غيث جيدا...ومنها تكون خطه لاقصاء حازم عن القصر...فاملت علي قمر الفكره التي رفضتها بالاول...وما سرعان ما وجدت قمر ان هذا هو الحل الوحيد لاعلان حرب الغيرة بينها وبين غيث اتي المساء وفتحت قمر دولابها واستنقت منه كنزة بنيه داكنه واسعه للغايه وقصيرة تصل الي منطقه الخصر وبحمالات رفيعه وبنطال واسع باللون الاسود...سمعت زامور سياره غيث وعلمت انه جاء الي القصر ..واحست انه اول شئ سيفعله هو الصعود اليها للاطمئنان عليها بعد حاله الهستيريا التي اتتها اليوم...ركضت الي مراءة الزينه لتفرد شعرها الاحمر الهجرى علي ظهرها
وتضع طلاء شفاه باللون النحاسي...وما سمعته يقترب من باب الغرفه حتي وضعت يدها علي المقبض متظاهرة بالخروج لينظر اليها بذهول فكيف تحولت حالاتها في ساعات ...تقدم منها مما جعلها تتراجع للخلف فدلف واغلق الباب من وراءه قائلا
علي فين يا قمرى...الجمال ده كله رايح فين...وبعدين ايه التحول الرهيب ده...كنا من شويه بنعيط وبنصرخ...الوقتي لبسنا وادلعنا وخارجين كمان.
ابتلعت قمر ريقها متصنعه القوة في صوتها وهي تقول
بالعقل كده هلبس اللبس ده وهخرج بيه...وبعدين انا هديت خلاص وفكرت كويس وقلت كل واحد يعمل اللي هو عايزاه...انا كمان هعمل اللي انا عايزاه.
قطب جبينه وقال
تعملي اللي انتي عايزاه ازاي يعني...تنزلي بالشكل ده وتقعدي تحت...هو ده اللي انتي عايزاه...طب مفكرتيش ان اللي انتي عايزاه انا ارفضه
جزت قمر علي اسنانها من اعتراضه قائله
لا مفكرتش...انت مش من حقك ترفض...طالما انا عايزة كده...وبعدين ده بيتنا مفيهوش حد غريب...وبعدين ما الست هانم خلود قاعده تحت ولابسه لبس خليع اشمعنا هي
الست هانم خلود مش مراتي...انتي اللي مراتي يا هانم...واوعي تنسي ان الزفت حازم تحت...دلوقتي بقيتي عايزة تلبسي اللي علي مزاجك
تملصت قمر منه وربعت ذراعيها تتحدث بجديه قائله
انا طول عمرى بلبس من يوم ما انت جيت مصر...انت بس اللي عينك مش بتشوفني ...اصل معلش معذور يا عيني...مش قادر تنسي الست هانم..
تملك الڠضب من غيث وخشي ان يفتك بها فرد بهدوء مصطنع قائلا
طبعا انا مقدرش انساها...وانسي دورها العظيم انها رجعتني من جديد...في الوقتي اللي انتي نسيتيني فيه ونسيتي وعودك ليا...ولا ايه يا قمر.
نظرت له قمر بحزن لانها علمت لو اخبرته بامر خطاباتها لم يصدقها لانه يثق بخلود ثقه عمياء فهتفت بحزن قائله
انت عندك حق...انا يمكن نسيت وعودي ليك...بس عمرى ما نسيتك...ولما عرفت انك جاي مصر...اجلت خطوبتي لشادي...ولما انت جيت اتشتت اكتر من الاول.
غيث بحزن علي حالتها قال
ياااه يا قمر...للدرجه دي وجودي شتتك...كنت مفكر انك لما تشوفيني بعد السنين دي هتفرحي...وانت بنفسك اللي هترفضي شادي...مش تأجلي خطوبتك منه.
هتفت بصوت مبحوح قائله
انا كنت بأجل في خطوبتي منه من زمان...بعد ما فقدت الامل فيكي وفي رجعتك...وتعبت اكتر لما عرفت انك كنت في حاله كويسه وعمرك ما فكرت تكلمني.
ابتسم غيث بسخريه قائلا
اكلمك...وانت ما فكرتيش تكلميني ليه...مين فينا اللي كان محتاج للسؤال انا ولا انتي...مين فينا اللي اتعذب ببعده عن التاني ...انا ولا انتي.
بكت قمر لانها لا تستطيع البوح بامر الخطابات وهتفت قائله
انت...بس للاسف الظاهر ان القدر مرحمناش...وكان مكتوب علينا عدم التواصل الفترة دي...بس صدقيني مسير يجي يوم وتعرف انك عمرك ما فارقت تفكيرى.
هز غيث رأسه بالنفي قائلا
حتي لو اليوم ده جه...عمرى ما هصدقك...انتي عملتي زيهم...مسحتيني بأستيكه...وللاسف ده كان زى اللي بيدبح بسکينه تيلمه...انتي حتي معندكيش دليل لكلامك.
اغمضت عينيها بمرارة قائله
انا عندي دليل اني عمرى ما نسيتك ولا لحظه...وكنت مفكرة انك عارفه...بس اتضح لي ان الدليل ده حد خباه عنك...ومش عارفه مصلحته ايه.
حدق كثيرا فيها بعينيه قائلا
الغاز بقا وكده...طب والله حلو بقيتي نييلي وبتقولي فوازير كمان...قمر مش ملاحظه انك بتحاولي تقولي اي حاجه وخلاص...علشان بس تبررى موقفك
هتفت قمر بصوت عالي قائله
انا مش محتاجه ابررلك...انا لو كنت نسيتك كنت هقولك فعلا كده...لكن انا فعلا عمرى مانسيتك...وفضلت أسأل عليك ديما...بس انت عمرك ما فكرت فيا .
اغمض غيث عينه بمرارة قائلا
عمرى ما فكرت فيكي...يا شيخه حرام عليكي...ده انا من كتر ما كنت بجيب سيرتك...وانا خاطب خلود...كنت بحس انها عايزة تنزل مصر تقتلك وترجع.
هزت قمر راسها پغضب وقالت
ااه ...قولتيلي بقا...خلود...جينا لمربط الفرس...وليه متقولش
ان من غيرتها نزلت مصر وكذبت ان شقتها في التصليح علشان
تيجي توقع بينك وبيني
هز رأسه لها بسخريه قائلا
من ناحيه ان خلود بتغير منك فهي بتولع منك الصراحه...اما بقا حكايه شقتها دي...فانا عايز اقولك علي حاجه خلود كمعالجه نفسيه اكبر من انها تفكر التفكير المړيض ده.
هزت قمر راسها پغضب قائله
تفكير مريض...تمام...قصدك اني مريضه نفسيه...طبعا ما انا لازم اكون مريضه نفسيه...الكل عاقل وانا اللي مجنونه...هتقول ايه بعد ما شفت حالتي الصبح.
اصعب حاجه شفتها منك النهارده الصبح...اتحسرت علي نفسي لما مديت لك ايدي وانتي رفضتيها...ليه كده يا قمر...انا بحبك اوى...ليه بتعذبيني معاكي وانتي عارفه كويس اني بعشقك
انتظرت خلود غيث بالاسفل كثيرا ...لانه اخبرها ان تنتظره لاستكمال خطتهم..الذي اتفقا عليها في سهرتهم
.ولكن في الاول يصعد للاطمئنان علي قمر...ويأخذها ويهبط الي الاسفل لاستكمال خطتهم...وطبعا لان مواجهه قمر وغيث طالت وانتهت بنوم قمر في احضانه وعزوفه عن تركها والهبوط الي الاسفل...نام غيث بدون حتي اعتذاره لخلود...التي خرجت الي الحديقه لتنظر الي نافذة غرفتهم وجدتها مظلمه فتأكدت انهم ناموا...فزفرت حانقه لانها انتظرته كقيرا وملت من الانتظار...ايضا تولد اليها شعور الغيرة من قمر وكيفيه استخدام غيث لها...وفي الوقت نفسه لم يستطع احزان قمر لفترة طويله...ظلت تتجول في الحديقه الا ان شاهدت غصون وحازم وغصون تعطي تعليماتها لحازم فانتظرت حتي دلوف غصون الي القصر وظهرت لحازم مما ارعبه... نظرت اليه نظرة ارعبته وقالت
فاكر لما قلتلك...ان كل حاجه لازم تقولها ليا ...علشان لو وقعت انا كمان مش هارحمك...بس يا خسارة انا شفت الست غصون واقفه معاك...وسبتك فترة علشان تتصل تقولي وبرضه مصر تخبي.
ابتلع حازم ريقه وهتف متوترا وقال
فترة ايه يا شيخه ...دي الست لسه ماشيه حالا...يدوب اتنفست وفكرت في كلامها...ده انتوا ستات شياطين...تعرفي...انا قمر بدأت تصعب عليا.
حدقت خلود في وجهه قائله
تصعب عليك...ما يصعبش عليك غالي...لاجل الورد ينسقي العليق...وبعدين كله بتمنه...بس بصراحه اضمنلك تخرج بالعمليه دي بفلوس...أنما همس استحاله.
اغتاظ حازم من كلامها لانه يعلم ان كلامها صحيح فقال
عرفت يا ختي...بس انا ھموت علي البت دي...المشكله مش في شادي...المشكله فيها هي شخصيا...البت سمعت انها حاربت اختها علشان تأخده.
ابتسمت خلود بخبث وقالت
بصراحه عندها حق...الواد حلو اوى يا حازم...عارف لو مكنتش مرتبه علي غيث...كنت رتبت عليه...رغم ان همس شرسه...دي كانت هتأكلني لما شافتني سلمت عليه.
تنهد حازم وقال
همس دي حته بونبونايه...انا بمۏت فيها من صغرى...بعشق لما كنت بعاكسها تقوم فقعاني قلم يلوحني...لا وكمان تروح تنده لغيث يضربني.
قهقهت خلود من الضحك وقالت
عندها حق...الوقت بقا مش هتندهلك غيث وبس...لاااا...خد عندك غيث وشادي...ولا حمزة...ده لواحده ايده طارشه...ممكن تجيبلك حول.
زفر حازم بحنق وقال
...المهم...سيبينا من الكلام ده...وركزى معايا...علشان تعرفي الست غصون مخططه لايه...حاجه كده لا علي البال ولا الخاطر..بحس ساعات انها مش أمهم.
سرد حازم علي خلود ما امرته به غصون ثم فكرت جيدا فيما سمعته...ورأت ان اللعبه التي خططت لها غصون ستفيدها في تنفيذ .مخططها هي الاخرى جيدا
بعشقك_طامعه 
الفصل_التاسع_عشر
استيقظ غيث من نومه مبكرا يتأمل ملامح قمر المستغرقه في نومها ومتشبثه بكنزته كما يتمسك الطفل بأمه...استغرب علي حركتها ...معني ذلك انها تريد التمسك به في عقلها الباطن...اما عندما تصحو ويمد يده لها مثل البارحه ترفضه وبشده...يتسائل فيما بينه لماذا رفضت ان تمسك بيديه وتنهض...هل لانها لا تحبه...اما انها محاوله زائفه منها للتعبير عن عدم حبها له والتمسك بيه...يفكر بجديه ايكمل لعبته مع خلود ام يتنحي ويترك قمر علي راحتها... تمطعت قمر في الفراش وفتحت عينها ببطء لتجده شاردا فيها وفي يدها المتمسكه بكنزته...ازاحت يدها بخجل وابعدت خصلات شعرها خلف اذنها وتنحنحت بخجل قائله
صباح الخير...احمم...هو انا جيت هنا ازاي...اخر حاجه فاكراها اني كنت بعيط وانتي يعني خدتيني في حضنك وهديتني...واعتقد اني نمت وانا واقفه.
اتسعت عينيه من السعاده اثر ذكرها انه حاول تهدئتها ثم ابتسم قائلا
صح يا قمر...نمت وانتي واقفه زى الاحصنه...شفتي انا حضڼي هداكي ازاي...رغم انك رفضتيني امبارح لما مديت ليكي ايدي...بس انا دلوقتي اتأكدت انك كنتي مكسوفه تعملي كده قدامهم.
اغتاظت قمر عندما شبهها بالاحصنه فردت غاضبه
احصنه...ما تحسن ملافظك شويه...وبعدين مالك واثق من نفسك ان حضنك هداني...مش يمكن انا كان نفسي انام ونمت علي نفسي وانا واقفه
تفحص غيث قمر جيدا وهي غاضبه يقسم بينه وبين نفسه ان ڠضبها يزيدها جمالا فرد عليها ليغيظها اكتر فقال
ومالهم الاحصنه ...حلوين وشعرهم حلو شبه شعرك ولونه حتي كمان...انا لو كنت خيال...كنت هتمني فرستي تبقي شبهك...مهرة جمالها فتاك.
نفخت قمر في وجهه وازاحت الغطاء من عليها ودلفت الي الحمام ټصفعه بقوة حتي وضعت رأسها علي باب الحمام تبتسم بسعاده من غزله الجميل...اما عنه فقد تنهد بسعاده بالغه لانه علم انها خجلت من كلماته وتشبيه الظريف...خرجت قمر من الحمام ليدلف هو الاخر بعد ما اخبرها الا تنزل من دونه...وبالفعل ارتدي ملابسه ووجدها في ابهي صورتها فامسك يدها وقبلها ثم جعلها تتبأطأ ذراعيه لينزلا سويا الي الاسفل كانه لم يحدث اي شئ بالامس...عندما رائهم غالب تنهد بسعاده ثم غمز الي خلود ليغيظها ويعلمها ان الحړب مع قمر فاشله لان قمر تملك عقل وقلب غيث بالكامل ...اتبع بعد ان غمز لها ليغيظها بكلمات ليغيظها اكثر فابتسم بسعاده قائلا
صباح الخير والسعاده...لاحلي زوجين في الدنيا...قمر وغيث اللي ميقدروش يبعدوا عن بعض لحظه...شفتي يا قمر قد ايه غيث بيحبك ده مكانش عايز يروح المصنع امبارح بس خالتك ساميه كلمته وقالتله انك هتبقي كويسه بس خلص شغله بسرعه وما صدق يجي البيت ويطلعلك الاوضه.
نظرت قمر الي غيث وابتسمت بسعاده لمعرفتها انه لا يطيق ان يراها بحاله سيئه لتقول بحب
شفت يا جدو...وبجد يا غيث انا اسفه امبارح لما مديت ليا ايدك وانا مڼهارة وانا رفضتها...بس صدقني مكنش قصدي احرجك قدامهم...
ابتسم غيث ورد عليها قائلا
مصدقك يا قمر...ومصدق اكتر انك مش حابه اني اشوفك وانتي مڼهارة...ومېت مرة قلتلك مفيش اسف ما بينا يا قمرى...واخر مرة امد ليكي ايدي وترفضيها.
هزت قمر راسها بطاعه ونقلت ابصارها الي خلود لتغيظها فانتفضت خلود من مكانها قائله بمكر وخبث
وبالنسبه ليا بقا يا غيوث...علي فكرة انا زعلانه منك جدا...كده امبارح تقولي هاطلع بس اطمن علي مراتي وانزل ليكي ...واقعد بالساعات استناك وانتي نايم ونستني.
جز غيث علي اسنانه من الغيظ لان هذا خارج اتفاقهم...كان اتفاقهم ينص علي
تم نسخ الرابط