رواية بعشقك طامعة بقلم مروة البطراوي
المحتويات
قليلا.. ثم تبدأ في محاسبته علي اقصائها هي وابنها كل هذه السنين ...جلسا سويا في حجرة الاستقبال بعد ان قامت ضحي بفتحها بكل اريحيه...وجلست كأنها تسكن في هذا المكان منذ زمن بعيد.. ايضا قامت بأعداد قهوة غالب الخاصه...مما زاد من استغرابه اكثر واكثر....رأت ضحي في عينه جميع الاسأله...فهزت رأسها بتمعن وجلست بثقه تتناول فنجانها قائله
ابتلع غالب ريقه بصعوبه بعد ان تناول رشفه من فنجان قهوته ينظر لها بحيرة وانبهار بثقتها الغير معهوده وصدي صوتها الذي لم يسمعه من قبل فتحدث لها قائلا
اكيد ي ضحي...حابب اعرف ازاي الشقه بالوضع ده ...وانتو مسافرين بقالكم سنين...وما اعتقدش انك لما رجعتي رجعتيها زى الاول...دي زى ما يكون مسيبتهاش اصلا...وكأن المرحوم غازى عايش فيها.
المرحوم غازى قبل ما ېموت...وصاني مسيبهاش...بس هقول ايه.. وانت فرضت عليا اجي اعيش معاك في القصر...لغايه ما وقعت في مصيده ضياء.
استدار لها غالب برقبته قائلا
كنت عايزاني اعمل ايه يا بنت اخويا..كنتي عايزاني اسيبك انتي وابنك في شقه طويله عريضه لوحدكم من غير راجل...وانتي
تقدمت اليه ضحي وتجرأت علي مهاجمته قائله
خفت عليا ان اي راجل يطمع فيا...لكن مش خۏفت من الملعۏن ضياء...وانت عارفه وعارف نواياه الخبيثه كويس...مش خۏفت عليا وانت بترحلني لفرنسا ما كان ممكن اي حد يطمع فيا هناك...ولا علشان ابني بظروفه مكنش حد هيبصلي
نظر لها غالب باندهاش وقال
ابنك خف بعد ما سافرتوا فرنسا.. وبالرغم من كده خبيتوا عني...وبعدين انا رحلتك فرنسا وانا ضامنك لانك تربيتي... انا خفت عليكي من ضياء.
خفت عليا منه...ولا خفت مني لأرضي واتجوزه وازعل ساميه...زى ما القڈرة غصون عملت كده...بس علي فكرة ساميه من زمان وعارفه بقذارة ضياء وغصون ومش هاممها...انت بس اللي بتيجي علي الغلبان...لانك مبتقدرش عليهم.
غالب بقوة
بس بقا يا ضحي...انا اعتذرتلك بما فيه الكفايه...انا كنت مجروح علي ولادي اللي راحو مني...ومكنتش اعرف ان ضياء
ضحي باحتجاج علي حديثه
تبعدني انا...لكن تبعد غصون لااا...علشان غصون مفضحتش ضياء اتجاوبت معاه...وانا علشان رفضته...وفضحته. يبقا انا اللي لازم ادفع التمن واخد ابني الغلبان وامشي.
تنهد غالب بحزن وقال
انا كمان دفعت التمن ببعدكم عني...حقك عليا يا بنتي...اذا كان ابنك سامح...انتي مش هتسامحي...بصي يا ضحي لو مش حابه تعرفيني الشقه كده ازاي براحتك انا مش هغصب عليكي.
كل اول شهر...كنت بقطع تذكرة ذهاب وعوده...واجي هنا اقضي احلي ليالي عمرى...وانا متخيله جوزى في كل مكان...حتي كنت بعمله قهوته...واتخيله وهو بيشربها...واحكيله كل حاجه مريت بيها.. ويقولي اصبرى يا ضحي ...بكره ربنا هيعوضنا في غيث...شفت بقا طردك ليا من البلد عمل فيا ايه يا عمي غالب
نهض غالب ووقف بجوارها قائلا
حقك عليا يا بنتي...والله لو اقدر ارجع الزمن لورا كنت رجعته.. وطردت ضياء وغصون...وخليتك انتي وابنك علي رأس الكل...بس اوعدك انا هعوضكم .
ضحي بقسۏة وجبروت قائله
تعوضنا...عن ايه بالظبط...وهتعوضنا بأيه بفلوس......احنا مش عايزين فلوس...احنا عايزين سينين عمرنا اللي راحت...عايزة ابني يخف من اللي هو فيه...وريني هتخففه ازاي.
غلب بترجي
ارجوكي يا ضحي...خفي عليا شويه...واقدرى اللي كنت فيه...وبعدين انا لو في ايدي حاجه أعملها...انا مش فاهم الحاله اللي بتقول عليها قمر دي.
ضحي بتمعن قائله
انا بقا فاهمه...ابني اكيد حد عامل عليه مؤامرة...بس هي ايه الله أعلم...وانت وعدتني بحمايتي وحمايه ابني...يبقا انت لازم تتصرف.. وتشوف هو بيبقا عامل ايه في المصنع.
شرد غالب في غيث كثيرا وقال
هو صحيح مبيبقاش موجود في المصنع أغلب الوقت..بس بيبقي كويس...وانا فسرت رجوعه كل يوم للبيت بدرى...انه عريس جديد.
عزمت ضحي علي مخاطبه غيث فقالت لغالب
بص انا هكلمه دلوقتي..وممنوع منك انك تعترض...وهجيبه هنا يقعد في وسطنا بتاع ساعه كده...ولو تعب...انا مش هسيبه غير لما ابعت اجيبله دكتور.
رأي غالب ان أمر الاتصال بغيث أمرا صائبا من ضحي فقال
هاتفت ضحي غيث فأتاها رده بصوت ناعس فردت بلهفه قائله
غيث حبيبي وحشتيني يا حبيبي...انا في شقتنا القديمه يا حبيبي...ومعايا جدك...ايه رأيك تيجي تشرب معانا القهوة وندردش سوا...بدل قعده القصر الممله.
اتأه رده وهو يتحدث بصعوبه قائلا
معلش يا ماما...ولا ما أنا قادر...ده انا ما صدقت جيت لقيت قمر نايمه...فهنام جمبها علي طول...م قبل ما هي تصحي...اسفه ي حبيبتي
ولم ينتظر ردها حيث أغلق الهاتف فورا لتتسع حدقه عين ضحي وهي تنظر الي الهاتف قائله لغالب
استحاله ده يكون ابني...ده ما صدق يرفض عرضي...وقفل السكه في وشي...عمي احنا لازم نتصرف...وبأسرع وقت...الواد بيضيع مني.
غالب بصوت يكاد يكون مسموع
بعد الشړ عنه يا ضحي...انا هروح المصنع بكره...وهحاول أأخره هناك...لغايه ما اشوف حالته دي...ولو حصلت هبعت اجيب دكتور المصنع يكشف عليه.
تنهدت ضحي وحاولت تهدئه نفسها...داعيا الي الله ان يطمأنها علي ابنها .
استيقظت قمر علي صوت غيث فنهضت بسرعه ليغتاظ لأنه كان يريد النوم ولكنها صممت علي تناول وجبه العشاء سويا...حاول بعدها الذهاب الي غرفه النوم لينام ولكنها رفضت وبشده...وأصرت ان يجلس معها لو حتي قليلا...استسلم غيث لطلبها لكنه احس بتعب شديد فتاكد انه بسبب قله النوم كالعاده فاستسلمت قمر لطلبه ونام هو ولكنها ظلت راكضده بجواره لتجده يرتعش فوضعت يدها علي رقبته لتجده متعرقا ويتنفس بصعوبه اخذت تحاول مرارا وتكرارا ايقاظه ولكن دون جدوى فتناولت هاتفه باڼهيار تبحث عن رقم حمزة ليجيبها
الحقني يىحمزة
بعشقك_طامعه
الفصل_الخامس_والعشرون
وقفنا البارت اللي فات عند اتصال قمر بحمزة واڼهيارها بسبب حاله غيث
يا حمزة...الوضع بقا صعب جداااا...غيث بيترعش وعرقان وبياخد نفسه بالعافيه...ومش راضي يصحي...أنا خاېفه اوى يا حمزة تعالي بسررعه.
...هرول حمزة مسرعا الي شقه
غيث...حاول مرار وتكرارا ايقاظ غيث ولكن دون جدوى...فاتصل بسيارة اسعاف لنقله الي المستشفي...ركضت قمر خلفه وانتظرت خارج حجرة الاستقبال...حيث تم وضعه علي جهاز التنفس الصناعي لمحاوله افاقته
وبالفعل ما هي الا دقائق وانضبط نفسه وتمت افاقته ليصر الطبيب علي عمل فحوصات لازمه له ...خضع غيث للعديد من الاشعه والتحاليل اللازمه...وبعدها تم نقله الي غرفه عاديه...لتدلف له قمر لتجده نائما لتخشي انه ما زال علي وضعه...فطمأنها حمزة ان هذا طبيعيا...حيث أعطاه الطبيب حقنه مهدئه لاستعاده جسده وضعه الطبيعي بعد الفحوصات...خرج حمزة ليستعلم عن نتيجه الفحوصات وترك قمر مع غيث جلست بجانبه..لتتأمله بحزن تداعب بأصعابها خصلات شعره تتذكر كل الاحداث المريرة في حياتهم بدئا بحاډثه والداها ووالده واصابته النفسيه وبعد عنها فترة طويله ورجوعه وعدم تقبلها لرجوعه ومعاملتها الجافه له في بادئ الأمر وتخبطها وتخبط مشاعرها لتعض علي أناملها من الندم ...تذكرت أيضا محاوله قټله علي يد أمها فتساقطت دموعها علي بشرته الباهته وأغمضت عينيها ليأتي في مخيلتهاتعذيبها له وتحريم نفسها عليه وابعادها عنه ...وموقف حازم اللعېن... لتبغض نفسها وبشده ...قائله
انت تعبت اوى يا غيث في حياتك. يا غيث..ولازم ترتاح...عارفه ان أنا السبب في اللي انت فيه...بس وحياتك لا أتغير علشانك...وان كنت سامحت فده لغرض في دماغي...مسيرك تعرفه
سمعها غيث في غفوته ففتح عينيه ببطء قائلا بصوت مبحوح
أنا مش تعبان ولا حاجه يا قمر...ده مجرد ارهاق...وبعدين أنا أي تعب بتعبه في حياتي يهون...قصاد قعدتك جمبي دلوقتي...اللي فكرتها في يوم مستحيله.
تنهدت قمر بارتياح وبسمه باهته قائله
ازيك دلوقتي يا حبيبي...كده يا غيثو تخضيني عليكي...عارف كان احساسي عامل ازاي...وانت مش عارف تاخد نفسك...ومش بتصحي ترد عليا حتي
أغمض غيث عينيه بتعب قائلا
أنا كويس يا قمر...اطمني...ده كله ارهاق شغل مش أكتر..او جايز الفرحه اللي في قلبي...قلبي نفسه مش مستحملها...أسف يا حبيبتي اني خضيتك.
أراد الاعتدال في جلسته فقامت باسناده ووضع الوساده خلفه لتريحه ثم جلست بجواره لتضع يدها علي كتفه قائله بحب
بلاش تتأسف يا غيثو...أنا بصراحه بقالي فترة...مش مرتاحه لحالتك...علي طول همدان وبتنام كتير...وكان نفسي أقولك تروح تعمل فحوصات...بس عارفه انك هترفض...بس سبحان الله اللي حصل ده خلاك تعمل الفحوصات...ونطمن عليك.
وضع رأسه علي صدرها ليستمع الي دقات قلبها المتسارعه قائلا بحنو بالغ
للدرجه دي حالتي أثرت فيكي يا قمر...أنا حالتي دي متجيش نقطه في بحر من حالتي زمان...ولا يا قمر تكوني خۏفتي لأرجع لحالتي القديمه
أخرجته قمر
أولا انت لو بحالتك القديمه أنا راضيه...ثانيا أنا بخاف عليك حتي من نفسك...ثالثا بحبك أوى يا غيث...حياتي من غيرك ضايعه...انت لو سيبتيني يبقا بدمرني تاني ...دمار هيخليني أموت
اثبت عندك لتولع....في المستشفي يا غيث...مفيش خشي ...مفيش أدب...ولا قلت تغير المكان...ارحمونا بقا...هنا هييييح وعند شادي وهمس هيييح..وأنا معايا العيله اللي مش فاهمه حاجه.
زفر غيث بحنق قائلا
انت مفيش فايده فيك...هادم اللاذات...والله أقسم بالله من يوم ما اتجوزت ما أنا متهني بسبب عينيك دي...لا ومن هبلي روحت أقولك ان كل حاجه تمام.
شهقت قمر ووضعت يدها علي شفتيها تعض عليها بخجل قائله
انت اټجننت يا غيث...ازاي تقول كلام زى ده...افرض
فضحنا ولا راح قال لوديعه...ووديعه قالت لهمس...مش ده ممكن يحصل...لولا انه أكيد عاقل ومقالش.
ابتسم حمزة ببلاهه قائله
لا لهو انتو متعرفوش...أنا قلت لوديعه علي أساس تفهم ...أصل مش بتفهم...راحت ما كدبتش خبر...وقالت لهمس وشادي...والحمد لله فضيحتكم بجلاجل.
عض غيث علي شفتيه قائلا
عرفت ليه يا حمزة بقول عليك نحس ورأس البومه...لاني من يوم ما قلت ليك...والحمد لله الحياه بقا لونها كحلي...وأخرتها مرمي في المستشفيات...عاجبك كده
لاحظت قمر عصبيه غيث فخشت عليها فربتت علي كتفيه لتهدئه قائله
اهدي يا غيث...محصلش حاجه لكل ده...حمزة أكيد بيهزر...مش يقصد...وبعدين ما انت عارفه...علي طول بيضحك ويتريق...سيبك منه .
هدأغيث نوعا ما وهو يذغر الي حمزة ليطمأنه علي نتيجه التحاليل فهم حمزة فرد قائلا
ايه مالك بتذغرلي كده ليه...خاېف ليكون فيك حاجه...مفيش يا سيدي...دمك زى العسل مفيش فيه اي حاجه والاشعه كمان سليمه...وصحتك عال العال .
تنهد غيث قائلا
الحمد لله...انت بس ابعد عينك عني وهي تفضل عال العال...وبعدين أنا عايز أخرج من أم المستشفي دي...حتي لو هقعدك مكاني...بس هخرج.
انتفض حمزة پخوف مصظنع لتتعالي ضحكات قمر قائله
لا حرام عليك يا غيثو...خضيته...متخافش يا حمزة...غيث طيب...ومش هيقعدك مكانه...وانت يا غيث بلاش تمشي الا لما الدكتور يكتبلك علي خروج...أنا هروح اجيبلك عصير انتي والغلبان اللي نشف ريقه من خضة امبارح.
رفع حمزة يده الي أعلي بملرح قائلا
الهي يخليكي...ويعلي مراتبك بين الامم يا قمر الزمان يابنت غصون....لااااا بلاش غصون...يا بنت نديم الشريف...الراجل الطيب...وحسنه قليله تمنع بلاولى كتيرة.
خرجت قمر من الغرفه مسرعه تكتم ضحكاتها لينزل حمزة يده من أعلي ويفتح بين اصابعه وينظر من بينهم لغيث
متابعة القراءة