رواية شيرين الأول الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

امشي.. أخبرها ثم احتضن رأسها ليدفنها بصره وقد شعرت بقوة دقات قلبه يالا لازم نمشي قالها ليجذب يده وينهضا ثم توجه لترى أنه أحضر طائرة خاصة
هو أنا هارجع معاك سألته بتعجب
لا يا حبيبتي أنتي عندك شغل بكرة ولا نسيتي اخبرها بإبتسامة ثم توجها معا للطائرة وما إن جلسا بها ختى اقلعت الطائرة وأمسك بيديها بينما صاحت فجأة بعد دوام الصمتمين هياخد باله من الكوخ! والمفاتيح كمان نسيت آخدها
متقلقيش أنا رتبت كل حاجة وهبعت المفاتيح مع حد لغاية شقتك ضحك لمدى توترها هكذا ثم جذبها لتجلس على قدماه ثم راح ينظر له تلك النظرات التي ارعبت روحها كأنهما لن يلتقيا مجددا
احنا مش هانروح هناك مع بعض تاني سألته بحزن
ممكن وممكن منكررهاش تاني أبدا.. الاختيار اختيارك.. اجابها لتنزعج مما سمعته كمن يلقي بعبء كل شيء عليها 
بصي يا شيرين أنا مش هجبرك على حاجة ومش هضايقك تاني انتي اختاري يا إما تبعدي عني يا إما ترجعي وأرجوكي عايزك تختاري بعد ما امشي أخبرها بنبرة واثقة وهادئة للغاية بس المرة دي هاعمل حاجة وعارف إنها مش هتعجبك خالص وسعت عيناها مما سمعته للتو لتراه أسرع في التهام شفتاها في نهم ولم يتوقف إلي أن هبطت الطائرة.
حاولت عند الهبوط العودة لمقعدها بينما لم يدعها وأمسك بها جيدا وعندما توقفت الطائرة تركها وبالكاد توقفت على قدميها كمن سيفقد الوعي فسندها حتى تستعيد توازنها
خدي بالك من نفسك ولبعدي عن الرجالة مش عايز اجيبلك حراس وناس تراقبك عشان أنتي پتكرهي ده.. بحبك يا شيرين جذبها ليعانقها عناقا طويلا لتهمس له بأذنه
وأنا كمان وقد نزلت دموعها على وجنتاها
سلام يا حبيبتي أخبرها لټنفجر بالبكاء وبالرغم من آلمه إلا أنه أراد أن تأتي له مثلما تركته نظر للسيارة التي انصرفت بها بعيدا إلي أن أختفت عن مرمى بصره ثم ترقرقت عيناه بالدموع وتحشرج صوته ثم قال
يا ريت مفضلش مستنيكي لغاية ما أموت.. سلام ياللي خطفتي قلبي وخلتيني مش عارف أنا أبقا مين
بارت 29
منذ زمن بعيد....
لا يدري لكم من الوقت ظل يتجول بسيارته وهو يفكر بما حدث صباحا منذ ساعات لا يصدق أنها بمنتهى البساطة قد صدقت أنه ېخونها لم تعطه فرصة للشرح ولا للحديث كان يظن أن ما بينهما أكبر من هذا ولكنه لربما كان مخطئا!
نفث دخانه ببطئ ثم تفقد الساعة ليجدها قد قاربت من العاشرة ليلا ليزفر في حنق وفكر جديا بالذهاب لها حتى يتحدث معها علها قد تكون هدأت قليلا حتى تعطيه فرصة ليبرأ نفسه أمامها بالرغم من أنه بداخله لا يتقبل الفكرة أصلا! 
ولكن آدم لم يكن يدري أنها قد غادرته.. وللأبد.. 
شرع في قيادة سيارته مرة أخرى متجها لمنزلها وهو يحاول أن يرتب حديثه الذي سيتحدثه معها ولسوء حظه أنه قد تركها أن تضيع من بين يداه للأبد.. فما حدث بمنزل تقى باللحظة التي دلفته لم يكن هينا أبدا!
طب وبعدين.. أنا مشيت عشان ارجعله تاني ولا مشيت عشان أهرب وخلاص! ليه حاسة بكل ده مكنتش أتخيل أبدا إن قلبي يدق لراجل تاني عمري ما حسيت بالسعادة في حياتي زي ما حسيتها معاه ولا عمري خطړ ببالي إني هاحس بالوحدة دي كلها لما يمشي ويسبني هو عمل فيا ايه!
ما أنا طول عمري كنت وحيدة من غير أهلي ومن يوم ما ماتوا عمري ما حسيت بالوحدة بالشكل ده ايه اللي اتغير بالظبط أنا فعلا بحبه أوي كده ومش هاقدر أكمل حياتي من غيره طب لو كده أنا مرجعتش ليه ليه الحيرة دي كلها والمليون سؤال اللي بفضل أسألهم لنفسي كل يوم ليه أنا خاېفة اوي كده تاني
آخر مرة كان فيها معايا كان عامل زي الحلم الجميل اللي نفسي مصحاش أبدا منه ليه بقا بخاف تاني خاېفة مثلا إنه يرجع يهددني ويتعصب عليا ويخوفني خاېفة إني لو رجعتله وفضلت معاه فترة يخونني خاېفة إنه يرجع لبروده وقسوته معايا أنا كمان قرفت من نفسي أنا ليه جبانة وضعيفة اوي كده!
تسائلت شيرين محدثة نفسها بعد مرور شهر كامل منذ أن ودعته قدمت على إجازة وتوقفت عن الذهاب للكلية التي تدرس بها وأصبحت مشتتة أكثر
تم نسخ الرابط