رواية شيرين الأول الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

ولا تدري لماذا وهي كل ما يجول بخاطرها أن تغادره اليوم قبل غدا.
تمزق عقله بين محاصرة شيرين ببيته للأبد ولتكرهه حتى فهو لا يكترث بعد الآن إلا أنه يريد أن يراها أمامه كل يوم يتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه تقع عيناه على كل ما تراه هي لا يدري كيف ستبتعد عنه مرة أخرى وكيف سيصمد أمام هذا وبين قټله لأمل التي قد ډمرت الكثير بسبب التفاهات التي أخبرتها لشيرين.
توجه لمكتبه حاملا زوبعة أفكاره الغاضبة بداخل رأسه وتبعته هي دون جدال صب كأسا وتجرعه بسرعة فابتعدت عنه وجلست على الكرسي بجانب الأريكة وللحظة تذكرت كيف كان نائما عليها من قبل وهي تتطلعه أول يوم أتت إلي منزله لم تعلم حينها إلي أين ستؤول بها الأوضاع معه وشعرت بالحزن الممزوج بحيرتها من كل شيء يتعلق به مشاعره تجاهها شخصيته التي لن تتغير وعدم تنازله وعناده وحتى مشاعرها هي فهي بمجرد سماعها إلي ما قالته أمل شعرت بالغيرة ولكنها ستتركه لماذا تشعر هكذا الآن أم تشعر بالخۏف مما قد يقوله الناس وظنهم بها
لم تدري متى أتى وجلس على الأريكة بصمت تام بدون أن ينظر إليها ببروده المعهود ومظهره الذي تعرفه تماما كلما كان غاضبا لم تلاحظ متى خلع سترته وقميصه مرفوعا أكمامه بإهمال ورائحة الخمر تفوح منه ممزوجا برائحة دخانه التي لم تتوقف منذ أن غادرا نظرت له ولشعره الفوضوي وملامحه التي تتحول لشكل مخيف عند غضبه لتسأل نفسها لماذا أعشق هذا الۏحش الجالس بجانبي أين كان عقلي وقتها شردت بأفكارها وتأرجحت مشاعرها بين خفقات قلبها له وفكرة مغادرته للأبد.
عايزة تمشي همس بجمود لتفيق على صوته الرخيم ولكنها تعجبت من هدوءه الزائد عن اللازم الذي لم تعهده من قبل خاصة عندما تناقشه بمغادرتها اياه فقد توقعت ثورة أخرى من ثورات غضبه ولكنها تعلم جيدا إن لم تنتقي ما ستجيب به سترى ذلك الوجه المخيف الذي حاولت أن تتجنبه بشتى الطرق الشهرين الماضيين.
أنا هاقولك الحقيقة اجابته ثم نظرت له بتوتر وتنهدت كل الناس ملاحظة
وشايفة إني قاعدة معاك في بيتك وموجودة معاك في كل مكان بتروحه و...
أنتي مديرة أعمالي ومفيش أي سبب يمنع إنك تكوني موجودة معايا قاطعها بعجرفته وكلماته المقتضبه
أنت على حق مديرة أعمالك تروح معاك في أي حتة أنت بتروحها لكن مفيش أي سبب ولا مبرر أنها تكون موجودة معاك على طول في بيتك بعيد عن أنظار الناس بليل ومحدش يعرف ايه اللي بيحصل ما بيننا والناس بتتكل.. 
ما يتحرقوا ولا يولعوا قاطعها مرة أخرى پغضب وخشونة مما جعلها تخاف قليلا.
أنت مسمعتش اللي قالته البنت دي دي فاكرة أن.. 
أظن البنت مشكلتي وأنا هاتعامل معاها ومالكيش دعوة باللي هي قالته وقف ليقاطعها مجددا بشموخه وغروره واضعا يداه بجيوبه ثم ابتعد عنها وإلي الآن لم ينظر لها ولو لمرة واحدة.
لحقته شيرين ثم وضعت يدها على كتفه من ورائه ولكنه أصر ألا ينظر لها وتفادى ملاقاة نظرة عيناها لخوفه من عدم تملك أعصابه بمجرد أن تتقابل نظراتهما آدم.. نادته بهدوء ولكنه لم يكترث لأن يواجهها
أرجوك سيبني أرجع بيتي لو أنت مش مهتم بكلام الناس عليا وعن سمعتي ومش فارق معاك أنا فارق معايا أرجوك أنا مش عايزة الناس تفتكرني واحدة مش محترمة ومجر...
اخرسيي آمرها صارخا ليلتف وينظر لها لتتقابل عيناهما. وجد دموعا سجينة بعسليتاها لتتثاقل أنفاسه رغما عنه من غضبه الذي اعتراه بسبب مما قالته للتو وتمنى أن يقول الكثير وأن يعترف لها كيف يراها وما هي مشاعره تجاهها لكي تطمئن ولكن ما الفائدة من كل هذا وهي تصمم مجددا على المغادرة وتركه.
تطلع لها وملامحها تقتله ببطء وأصبح كالمشلۏل لا يدري ماذا يفعل! هل يثور بوجهها ويففد سيطرته ويفرض عليها أن تظل معه وليكن ما يكن أم يحتضنها ولتبقى هكذا إلي أن ينتهي الوقت وليذهب كل ما تريده هي للچحيم!
تفحصها وهو يتذكر ما تفوهت به حديثها سبب له الآلم فهو لا يريدها أن تظن أنها مجرد عاهرة لديه أو أنه يستمتع بهذا الوضع لمدة ثم سيبتعد عنها وقتما شاء.
لم يدري إلي أين سيأخذه الڠضب ولا كيف سيواجه أيام أخرى بدونها ولكنه عليه أن يفعلها عليه أن يرى إلي أين ستذهب بقرارتها تلك وهل سيستطيع أن يثق بها وهي بعيدا عنه.. هدأ من روعه قليلا وتوجه لبار مكتبه ثم صب كأسا ليتجرعه وواحدا آخر ثم آخر عسى أن يزيح الآلام التي أختلجت صدره لرؤيتها هكذا.
اللي اسمها أمل دي تمشي خالص.. يا أنا يا هي.. والاختيار يرجعلك.. صاح بغرور وهدوء مهيب لتدرك شيرين أنه يتحدث مع شخصا ما ثم سمعته يكمل 
أنا مش عايز أشوف وشها تاني وإلا هموتها بإيديا سمعتني أخبر آدم الطرف الآخر ولم تتفاجأ هي حيث أنها تعلم جيدا أنه قد يفعل أي شيء في حالته تلك
تم نسخ الرابط