رواية فاطيما حصري ايام نيوز
الفراق ولا اللقا كانوا بايدينا
لما يومها حضنتني وبعدين مشينا
ليه مقولتش إن ده الحضن الأخير
كنت سيبني لحد آخر لحظة جنبك
سيبني اقولك قد ايه وإزاي بحبك
مهما طال بينا البعاد مش هنسي حبك
وأشوفك يوم علي خير
مهما طال بينا البعاد مش هنسي حبك
واشوفك يوم علي خير
ما بلاش تغيب عنا تانى
كان يلقي أغنيته وهو ېختلس النظرات إليها طيلة الوقت ولكن دون أن يلفت الأنظار إليهما ولأول مرة تستمع مكة إلى غنواه بذاك التركيز ولأول مرة يخفق قلبها بشدة لذاك الآدم ولكنها الآن في عراك بين قلبها الذي يطالبها أن تمشي وسط الجموع وتقف أمامه وتدلي له بموافقتها ولأول مرة تشعر بمدى ع ذاب الحب وهي ترى الفتيات تتهافت عليه وتنك وي غيرة عليه وبين عقلها الذي ينهرها عن اقترافها ذاك الذنب وأنها تتبع شهواتها ونسيت أوامر دينها والتزامها وبأن الأمر كله لايصح ولكن ساعة تمني القلوب تتوه قوانين العقول وظلت سائحة في ملكوت غنواه لها وهي تتيقن أنه يقصدها بكلامه ونظراته المختطفة التى تحمل الرجاء منها والتمني لها
أما عن ذاك الثنائي العروسان سكون وعمران فقد كانت فرحتهم ببعضهم ظاهرة عليهم حاوطها من خصرها بتملك ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بهيام لخاطفة أنفاسه
_ ياه ياسكون ياه ياحبيبي متتصوريش فرحتي بيكي النهاردة قد إيه فرحتي بيكي ميكفيهاش وصف ولا يكفيها زمان ولا مكان علشان أحسسك النهاردة إني أسعد واحد في الدنيا بحالها ياترى إنتي كمان فرحانة زيي اكده ياحبيبي بليلتنا
_ ياه ياعمران لساتك هتسألني مبسوطة ولا لا !
أني ياما حلمت بالليلة داي ليالي كتيييييييرة قوووي ياما اتمنيت بس إنك تحس بيا وبقلبي وبحبي الكبييير ليك أما اني أبقى بين ايديك والنهاردة فرحنا ده كان دعاوي بدعيها لربنا في قيام ليلي يحققها لي ويقر قلبي وعيني بيك ياعمراني .
تنهد وبعيناي عاشقة أومأ لها بأهدابه وتحدث بوله
_ بزياداكي حديتك ده يابت قلبي اللي مخلي قلبي بيرجف بين ضلوعي تعالي اسندي راسك وادفنيها في حضڼ عمران اللي نفسه تكوني جوة ضلوعه ومتفارقيهاش أبدا .
_ قول لي اني مش بتحلمي ياسكون وان الفستان اللي لابساه ده حقيقي وان الناس دول في فرحي على عمراني واني مش هصحى ألاقيني وحدي وكل ده طلع خيال .
ضمھا أكثر تلك العاشقة له وقربها لصدره أكثر وأكد لها بنبرة هائمة
_ لا ياحبيبي كله حقيقي إنتي ليه محسساني اني كتتيير عليكي ياسكون !
ده إنتي اللي كتييييييير عليا يا حبيبي طمني قلبك خلاص كل اللي جاي سعادة وجبر لقلبي وقلبك ياحبيبي .
كل ذلك تحت أعين الواقفين ينظرون إليهم والى عشقهم الظاهر والى جمال هدوئهم بأعين مختلفة أحدهم متمنية وأخرى سعيدة لهم وأخرى حاقدة عليهم وعلى فرحتهم وكانت تلك الوجد لاغيرها صاحبة تلك الأعين الحاقدة
تحت استعجال عمران فلم يعد يتحمل أكثر من ذلك وفي غصون دقائق ختموا فرحتهم بالزفة الأخيرة تحت التهليل والتصفيق لهم ممن حولهم
استغل عمران انشغال سكون مع سلام أهلها وتوديعهم وهمس لرحمة في جانب أذنها
_ عميلتي اللي قلت لك عليه بالظبط الاكل كله بيدك إنتي والحاجة ومفارقتيهوش
حركت رأسها بموافقة وطمئنته
_ متقلقش ياأخوي كل حاجة مظبوطة وأني اللي فارشة الشقة وأني اللي قافلاها بيدي لما دخلت الوكل وبعد ما لقيت المزغودة داي ركبت العربية وغارت طهرت السلالم ورشيت الملح الحصاوي في عين اللي ماتتسمى متقلقش كله تمام وقبل ما تدخل هرش الملح بردك عليكم ونستعيذ من شړ البني أدمة الشيطان داي وجبت الشيخ قرأ على الشقة كلياتها وشغلت فيها سورة البقرة وأمنتها على الاخر .
اطمئن عمران فهو قد حكى كل شئ لرحمة أخته عندما أخبرته بالرسالة التى جائت لسكون وكاد أن يض رب بكل شئ عرض الحائط ويبلغ أبيه بأذى تلك الوجد ولكن رحمة منعته كي لاتفسد عليهم فرحتهم وهذا ماتريده تلك الماكرة أخذ عمران سكون وانطلقوا إلى المنزل كي يبدأون حياتهم وينعما بقرب بعضهم
وصلوا شقتهم وبعد أن غادر الجميع وأصبحوا وحدهم اقترب منها عمران وهو يبارك لها
_ مبروووك يا أجمل وأحن عروسة في الدنيا .
ردت مباركته بخجل اعتراها فور أن دلفت عشهم الزوجي
_ الله يبارك فيك ياعمران .
رفع حاجبه باستنكار وردد
_ الله يبارك فيك يا مين ! لااااا معايزهاش اكده ومتخيلتهاش اكده .
ابتسمت بخجل وعيناها تنظر أرضا ثم سألته برقة
_ أماال تخيلتها إزاي
اقترب منها أكثر ورفع وجهها حتى قابلت عيناه عيناها واحتضن وجهها بين كفاي يداه
_ تقربي مني وتديني بوسة طويلة من اهنه وتقولي لي مبروك يا أبو عيالي .
اتسعت عيناها بذهول من كلمته وضحكت بخفوت وأردفت
_ أبو عيالي ! ده اللي هو ازاي يعني واحنا في أول يوم جواز
ضحك على تعجبها وحرك رأسه للأمام بتصميم
_ أه أبو عيالك باعتبار ما سيكون كمان تسع شهور بالتمام بعون الله .
ثم شمر ساعديه واقترب منها وظلت هي تبتعد وهي تردد بخجل
_ هو انت بتشمر كمك ليه انت داخل معركة لاسمح الله
غمز لها بكلتا عينيه وهتف مشاغبا إياها وهو يقترب وكلما اقترب كلما ابتعدت
_ أمال إنتي مفكرة ايه هو لعب عيال ياحلوة .
مازالت تبتعد حتى وجدت كرسي ورائها فجلست عليه وهتفت بعيناي يكسوها الدهشة المغلفة بالخجل
_ ايه ده هو انت بتتكلم اكده ليه ياعمران ! أني ابتديت أخاف منك .
مط شفتيه للأمام بحركة عفوية منه
_ تؤ تؤ تؤ لا ياحبيبي خوف مين والناس نايمين صلي على النبي اكده ووسع لي الأحبال الصدرية عندك علشان نستعين على الشقى بالله .
هبط لمستواها واستند بيداه على المنضدة وهي تحرك عيناها وتنظر لحركته ثم رددت بحماس كي تنقذ حالها من محاصرته التى كتمت أنفاسها في اقترابه
_ طيب نصلي الأول المغرب والعشا وركعتين مباركة ليلتنا وبعدين ناكل علشان جعانة مأكلتش من الصبح .
نال رأيها استحسانه
_ وماله نصلي طبعا علشان ربنا يبارك لنا إحنا محتاجين بركة ربنا في الليلة داي وبردوا ناكل لقمة علشان تتقوتي اكده ويكون فيكي صحة لعمرانك ياحبيبي .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وأزاحته بحنو بكف يداها
_ طب خلاص عديني بقى أقوم أخلع طرحتي وأستعد لصلاتنا .
قبض على كف يداها بقوة قبل أن تزيحه ثم قبلها بشفاها قبلة مولعة تنم عن وحشته لها وهمس وهو ينظر داخل عيناها
_ معايزاش مساعدة من عمرانك
حركت رأسها برفض فأفسح