رواية فاطيما حصري ايام نيوز

موقع أيام نيوز


العمران 
جلس على الأريكة وهو ينفث دخان سيجارته واحدة تلو الأخرى دون اكتراث لما يعبئه في صدره من ملوثات وكأنها الاكسير التي يخفف غضبه 
كان يجلس يفكر بها هي وحدها التي ټقتحم صحوه وغفوته هي وحدها من يريد من نساء العالم لاغيرها 
أما هي ارتدت ملابسها ولا تعرف أين هي ذاهبة الآن معه 
وأيضا لم تعرف مامصيرها مع عمران معشوقها الأبدي 
أنهت ارتداء ملابسها الثقيلة ووضعت الحجاب وثبتته على رأسها وحملت حقيبة يدها وهبطت إليه وجدته مستند على الأريكة ويبدو أنه غفى من شدة ارهاقه 
وقفت أمامه ثم جلست أرضا أمام وجهه مباشرة واقتربت منه وصارت ټشتم رائحته المحببة إلى قلبها تعبئها داخل صدرها 

أنفاسه التى لوثها بذاك الدخان أشهى العطور لديها الآن 
وبالمثل شعر بأنفاسها هي الأخرى التى تلفح وجهه فظل مغمض العينين كي يعبئ رائحتها هي الأخرى في صدره فقد استوحشها كثيرا 
لو كان الأمر بيده لجذبها الآن إلى أحضانه وتشبس بها ورمى وحشة الأيام الماضية لها داخل جسدها الهزيل 
ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه ليت كل الأيام الثقال تنتهي الآن ويأخذها بين ذراعيه يسقيها من شهد عشقه لها أشهى ماتتلذذ
لم يستطع إغلاق عينيه أكثر من ذلك في قربها فلو ظل هكذا سيضعف ويض رب بالمعقول واللامعقول عرض الحائط 
ثم فتح عيناه فجأة وجدها مغمضة العينين تتنفس أنفاسه دون إرادة منها 
شعرت بحركته فقامت على الفور ولكنه سحبها بسرعة حتى وقعت وارتطمت بصدره الصلب وسألها بنبرة رجولية خشنة وهو متأثرا بقربها 
_ طب ليه كل دي يابت الناس !
اللي يشوف أفعالك يستعجب بتعملي فينا اكده ليه 
لم تقدر على النطق وهي بقربه بتلك الدرجة ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وبنبرة هامسة سألته 
_ إحنا رايحين فين دلوك 
أجابها وهو يثبت عيناه داخل عيناها 
_ نازلين مصر رايحين للشيخ صابر المداح .
اندهشت وهي في مكانها فوق صدره ويداه تحتضن خصرها من الخلف ثم رددت بنبرة استفامية متعجبة 
_ الشيخ صابر المداح مين وبيعمل ايه دي 
اعتدل بجلسته حتى صارت تجلس على قدميه ووجهها بالقرب من وجهه قائلا بغموض 
_ لما نروح هناك هتعرفي كل حاجة .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة من قربه المهلك وكأنه يقصد فعل تلك الحركات عن قصد كي يضعفها بقربه ثم هتفت بقلق 
_ طب مينفعش نأجلها للصبح انت منمتش واحنا ماشيين على طريق في التأني السلامة .
بنظرة ملامة قصدها عمران سألها 
_ ليه خاېفة على روحك وانت معاي ولا خاېفة أم وتك زي ماعميلتي في حتة منى جواكي 
انتفضت من مكانها وهي لم تعد تتحمل ملامته واتهاماته لها هادرة به لأول مرة 
_ كفاياك عاد تقطيم في وكل شوية تحسسني اني عميلت چريمة .
انتفض هو الآخر من مكانه وهزها بع نف 
_ هو إنت كمان ليك عين تعلي صوتك بعد اللي عميلتيه فيا 
جزت أسنانها بغض ب ثم أردفت دون خشية وهي تريد أن تفهم سره المخبئ عنها هو الآخر 
_ انتم السابقون ياعمران مش لما اعرف كنت في أحضان وجد كيف بالطريقة الحميمية داي حتى لو كنت مش في واعيك زي ماقلت 
ازاي اتجرأت عليك بالشكل دي ياعمران 
ثار هو الآخر من عصيانها أمامه فهو لم ولن يحكى لها عن ماحدث له على يد تلك العقرب ثم هدر بها 
_ شوفي بقى متحاوليش تقلبي الترابيزة دي شئ ودي شئ تاني خالص 
ماتيجي نروح لماجدة اكده ونحكي اللي حوصل مني ومنك ونشوف رد فعلها ايه لما تعرف إن بتها حملت وم وتت اللي في بطنها .
اتسعت عيناها بړعب مما قاله فهي ليست على استعداد لمواجهة أحدا عما بها ولا عن تقطيمهم لها ثم ترجته بأعصاب منهكة مما تمر به الآن 
_ إنت نويت تفضح اللي بينا ياعمران حتى لو كان لأمي ! ارجوك ياعمران كفاية اللي أني فيه أكتر من اكده مهتلاقيش سكون 
وأكملت وهي تنزل بصرها للأسفل بنبرة ممزوجة بالدموع 
_ ممكن تصحى تلاقيني رحت مع اللي راحوا ووقتها هيوبقى ربنا ريحني .
انتفض بهلع عليها من مجرد ذكرها سيرة الم وت ثم جذبها لأحضانه وهو يهمس بجانب أذنها
_ بتقولي ايه انت حرام عليك بقي كفاية اللي أني فيه متزيدهاش عاد .
شددت من احتضانه فالآن هي في حضڼ الأمان حضڼ اللقاء والوداع معا كما هي تشعر 
ثم أخرجها من أحضانه ولوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة التي وحشته بشدة ولوهلة أخذه فؤاده لشعور لا يناسب خصامهم هذا ولكن مايأمله الآن أن تكون تلك الوجد أصابتها بشئ من سحرها الأسود جعلتها فعلت بجنينها هكذا 
فهي امرأة ملعۏنة فعلت به مالا يخطر على بال بشړ لذلك يضع لها ذاك العذر داخله بل هو ذاهب ذاك المشوار خصيصا كي يجد سببا يجعله ينعم بأحضانها التي اشتاقها كثيرا 
ثم وجد حاله يجذب شفتاها بين شفتاه في لحظة ضعف .. وله ... اشتياق... لحظة يحلم بها ويتمناها منذ أن تفرق شملهم 
كانت قبلة اجتياح مدمرة لكلاهما عصفت بالقوانين التي آخذاها كليهما على حاله 
عاشقان محرومان من متعة اقترابهما ببعضهم 
ثم وجد حاله لم يستطيع السيطرة على نفسه وهم في بهو المنزل ابتعد عنها وتركها تلتقط أنفاسها بصعوبة من قبلته الع اصفة 
ثم تذكر مافعلته وابتعد عنها متحمحما بكبرياء
_ حرام عليك ليه عملت فينا اكده 
ما إن تفوه بها ارتجفت يدها لتقع الحقيبة منها فبالرغم من إصرارها علي الفراق لكن كانت لاتعلم إنها ستقع عليها هكذا وكأن إنسكب فوقها دلوا من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ركضت من أمامه قبل أن تضعف وتبكي ويري ندمها ويسمع لعنات قلبها لها 
أما هو لملم شتاته المبعثر من قربها ثم خرج إلى السيارة ينتظرها كي يذهبا إلى ذاك المشوار الذي يعتقد أنه سيريحه من ناحيتها 
أما هي جففت عبراتها ثم خرجت ووجدته ينتظرها فدلفت إلي السيارة ليبدأ في القيادة نظرت من النافذةعلى تلك الحديقة تحفظها داخلها علها تكن المرة الأخيرة ولم تأتي ذاك المنزل مرة أخرى 
ثم أعتدلت لتنظر أمامها وأجهشت بالبكاء وقلبها يعتصر ألما تريد صفع نفسها آلاف المرات علي قرارها الأحمق لكن هل هذه نهاية المطاف 
وماذا ستفعل بهما الأيام القادمة 
أما هو ازداد داخله ۏجعا على بكائها وحالتها التي لاتبشر بالخير ابدا ومن شدة بكاؤها شعرت بثقل عينيها وكأنها قررت أن تذهب بها في سبات عميق حتى ترتاح قليلا وتشحن طاقة تكفي ايام الۏجع القادمة وهو يقود السيارة بجانبها وعيناه تنظر لها بين الحين والآخر 
فالطريق سيأخذ أكثر من ست ساعات وهو لم يفصل فيهم مهما شعر بإنهاك .
وأخيرا بعد مرور ساعات لم يعرف عددها وصل الآن تلك المنطقة التي يمكث بها الشيخ صابر والتي يحفظها عن ظهر قلب 
هاتفه عمران وأعلمه بوصوله فهو قد أخذ منه موعدا قبل ذلك فأذن له الشيخ بالصعود إليه 
احتضن
 

تم نسخ الرابط