رواية فاطيما حصري ايام نيوز

موقع أيام نيوز


الغاضبة ولوهلة شعرت بحماقتها ثم عاد إليها ينظر إلى جسدها كالأسد الجائع وما إن رأى فريسته حتى انقض عليها أمسكها من ذراعها متحدثا بفحيح ولأول مرة ترى تلك النظرة 
_ مين قال إنه بمزاجك يابت امبارح ! مش قبل ماتدخلي عش الدبور تشوفي الاول هتعرفي تتحملي قرصته ولا له 
لم تشعره بالخۏف ولو لبرهة واحدة فهي رحمة المهدي ولم تعهد ذاك الخۏف وردت عليه بقوة 
_ مين قال لك اني مهتحملش لااااا يبقى إنت متعرفنيش لا دبابير بخاف من قرصها ولا تعالب بخاف من مكرها ولا أسود بخاف من زئيرها الواهي اللي اعتادوا عليه علشان يخوفوا اللي قدامهم .

أنهت كلامها ثم ضغطت بحذائها ذو الكعب الحديدي على مشط قدماه بقوة غليظة لاتناسب جسدها الضئيل مما جعله افلت يداه من حركتها المفاجأة وتوجع قدماه ولكن لم يتأوه كي لايشعرها بضعفه وهي تردد من بين أسنانها بحدة 
_ خليك بطل وجنتل وواجه من غير فرد عضلاتك على واحدة ست يامتر .
لم يلقى بالا لكلامها المستفز ووضع يداه على صدرها وأزاحها ناحية الحائط قائلا ببرود ق اتل 
_ خليكي على مبدأك ياسوبر هيرو واجمدي اكده علشان خاطر هوريكي الجح يم على الارض دلوك يابت سلطان 
وعلى نفس تثبيته لها في الحائط وقبضته كما هي جذب ريمود الشاشة وأشعله على موسيقى عالية كي لايسمعه من بالخارج فتحدثت هي 
_ ايه هطلع عقدك عليا دلوك يامتر ولا ايه 
ثم ضړبته بقبضة يداها الصغيرة في صدره مرددة بعصبية  
_ فووق ياماهر ميلقش عليك الحاجات داي !
اطلع بقى من قوقعة الماضي الفارغة اللي عايش فيها بقى لك سنين وهتضيع الباقي من عمرك .
جز على أسنانه پغضب من طريقتها المستفزة لها 
_ إنتي مالك بالماضي ملكيش دعوة بيه 
واسترسل حديثه الغ اضب
_ وبعدين انتي بقيتي تتدخلي كتير في اللي ميخصكيش واللي مدتكيش الاذن تتكلمي فيه.
كانت تنظر إلى قبضتاي يداه المحكمة بشدة عليها وداخلها يرت عب ولكن نظرة عيناها تدل على الصرامة مما أوحى له أنها لاتهابه فيزداد العند اكثر من ذي قبل ويتوعد لها أكثر من ذي قبل  
ثم تحدثت وهي تحاول إفاقته بطريقة أكثر برودا
_ هو انت مفكر انك بطريقتك داي هتخ وفني منيك مثلا ! أو المفروض اني أبوس ايدك واقول لك بعد عني وسيبني أخرج !
واسترسلت حديثها وهي تحرك رأسها بنفي
_ متخلقش لسه إللي يخوف رحمة سلطان المهدي ولا يهز لها شعرة ولا إنه يدخلها الجح يم غير رب العباد لو حكم عليها باكده .
استدعت شياطين الإنس والجن الآن بقوتها أمامه فهو لا يحب المرأة القوية لأنه تذكره بتلك الفرح فقد كانت قوية لأبعد الحدود وهو كان ضعيفا في محبته أمامها ومنذ أن ذاق منها الويلات واڼهارت حياته على يداها وخسر نفسه من عنادها وكبريائها وتجبرها عاهد نفسه منذ ذاك الوقت بأن لايعرف الضعف طريقه أمام أي أنثى وتلك الرحمة أقوى من أي أنثى نظراتها تحوى شراسة كنطرات الصقر الذي لايهاب أحدا مما جعل داخله يتحداها 
فاقترب منها وهو مغيب وعقله قد رفع عنه الآن ونزع حجابها من على رأسها بۏحشية آلمتها وجعلها لم تصدق أنه سيفعل به مالم يخطر على بال بشړ واقترب من شفاها وكاد أن يقبلها إلا أنها بأظافرها الطويلة غرستها في وجنته بقوة جعلته يتأوه بصوت عالي وسحب يداه كي يمسح دماؤه فتحركت من مكانها صوب المكتب وعلى الفور أمسكت بمقلم الأظافر الذي أمامه وصدرته في وجهه هادرة به 
_ لو قربت مني هقت لك وهق تل نفسي ياماهر .
اقترب منها ولم يهمه ټهديدها وهو يصيح في وجهها 
_ اقت ليني يمكن أستريح من عذ ابي والدنيا المرة اللي أني عايش فيها خلصيني من حياتي وريحني من قلبي اللي خلاني أحبها قبلك وماټ ت بس قبل ماتم وت كانت نهت على كل حاجة حلوة في حياتي 
واسترسل وهو يبتعد عنها ويجلس على الكرسي بروح منهكة 
_ مسبتلكيش حاجة حلوة تعشيها معايا مسبتلكيش غير الوج ع والروح المرهقة اللي هتخلي حياتك معاي مملة ملهاش طعم ولا لون ولا ريحة .
شعرت بآلامه ومدى قهره وياويل الرجال حين يقهروا رغم مافعله بها الآن إلا أنها تعلم أنه ليس على طبيعته ولم تهب منه أو تحزن منه بل حزنت عليه وعلى ضيقه المهلك له 
فجذبت حجابها وارتدته على رأسها وثبتته بإحكام ثم جلست أمامه ولم تبتعد عنه إلا مسافات قليلة وبدأت بتقويته 
_ انت مليكش صالح بيا ومتربطش علاقتي بيك بعلاقتها اللي ماټ ت واندف نت ببعض 
أني حاجة وهي حاجة تانية خالص يعني مثلا هي كانت بتحب الضوضاء والسهر والشرب والشغب أني عكسها خالص أني بحب الهدوء ومليش في السهر ولا حوارات الديسكو أني من طينتك ياماهر صعيدية شكلك بالظبط عاداتنا واحدة وتقاليدنا عارفينها وحافظينها انت اخترت طريقك غلط من البداية وكملت فيه وعاندت التكافؤ الاجتماعي بالظبط شكل ماتكون عملت الشاي بالملح اهنه جسمك كله هيرفض الحاجة الغريبة داي وعلشان انت تعبت في عمايله رفضت ترميه لحد ماقرفت وبطنك ۏجعتك وکرهت الشاي بسبب غلطك في الاول 
واسترسلت حديثها وهي تحثه على أن ينسى الماضي
_ وبعدين مالك يا حضرة الأفوكاتو ياللي دارس الشريعة والقانون انت بتعترض على حكم الله في ابتلاؤه ليك انسى ياماهر ومتبقاش قانط من رحمة الله وتكتب من القانطين عنديه .
رفع رأسه ولأول مرة منذ عشر سنوات ينظر لأحدهم بذاك الضعف وهتف بۏجع 
_ طب هي وهتتعوض بتي اللي ملحقتش أسمع صوتها اللي فارقت الحياة من قبل ماتبتديها اللي ماټ ت بسببها أنساها كيف 
ابتسمت له وأجابته
_ عمرها اكده في الدنيا وبعدين بص لها من الناحية الإيجابية مش لو كانت جت الدنيا وشافت امها بالشكل دي كانت هتبقى حياتها عامله ازاي وكانت هتتربى في البيئة اللي انت مش راضي عنيها دي ازاي 
لو بصيت لها من ناحية الصح يا ماهر هتعرف ان ربنا كرمه كبير قوي علينا وان الحاجه اللي احنا شايفينها صعبة ومستحيلة ومن حقنا نعيشها ونلمسها وسبحانه بياخدها منينا ظلم 
لا دي ظلم لنفسنا احنا 
وبعدين وعسى ان تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون 
فوق من غفوة الماضي وعيش الحاضر وكفاية ألم سنين بحالها 
وأكملت حديثها وهي تنظر له بعشق 
_ في ناس حواليك بتحبك وبتتمنى وجودك في حياتهم ومش عايزين من الدنيا غيرك ياماهر .
قبل أن يرد عليها صدح صوت الآذان عاليا هز قلبه وجعله عاد إلى عقله المفقود وقام من مكانه وأخفض صوت الموسيقى وردد وراء المؤذن مايقوله بقلب خاشع مما أعاد الطمأنينة إلى قلب تلك الرحمة 
وبعد الانتهاء ردد الدعاء المعروف عقب الآذان فلسانه تلقائيا معتادا عليه لما له من فضل عظيم
يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة
 

تم نسخ الرابط