رواية فاطيما حصري ايام نيوز

موقع أيام نيوز


مبقناش واحد 
تحمحمت بهدوء وأردفت بتأكيد 
_ لاا واحد ورب الكون عالم بمكانتك جواي بس مش حابة أحكي دلوك وكمان لما تكون قاعد قصاد عيني وجها لوجه وعيوننا تبقى في عيون بعض وقتها أحكي لك كل الحكاوي اللي حايشاها لك من زمان .
_من زمان ياسكون ! من قد إيه إكده ياعمري .. جملة استفهامية نطقها عمران بسكون وهو يبتلع أنفاسه ومنتظرا إجابتها التي ترطب على قلبه المسكين الذي جبر بعشق السكون .
كانت تداعب خصلات شعرها الغجري ذو اللون الأسود كسواد عتمة القمر وأجابته بهمس 
_ من سنين ياعمران .
بلل شفتاه بلسانه من عذب حديثها الذي عشقه كثيرا وهتف بنفاذ صبر 

_ ياااه ياسكون ماتحكي بقي عاد معنديش صبر أستني ياحبيبي.
كاد أن يكمل حديثه إلا أنه استمع الى دقات أشبه بالطبول على باب غرفته وما هي إلا رحمة أخته الصغرى بمشاغبتها فهتف 
_ معلش خليكي وياي هشوف اللي دماغها طايرة منيها داي وهاجي لك ياقلبي .
ضحكت على كلماته ورددت 
_ تمام معاك متقلقش .
نطق لتلك المشاغبة 
_ ادخلي يامزعجة ادخلي وبطلي حركاتك داي .
دلفت تلك الرحمة الي غرفة أخيها وهتفت بمحبة مغلفة بالدعابة وهي تغمز بعينيها
_ إيه كان معاك معاك مكالمة غرامية مع الحب كله ولا ايه ياحضرة العمران 
قهقه بشدة على طريقتها وهتف وهو يشير بيده تجاه الهاتف 
_اها طبعا واهي معاي على التليفون وسمعتك وعرفت إنك مچنونة عيانا بيانا 
ثم فتح السماعة الخارجية وردد 
_ أها ياسكون سمعتي بودانك إنها مچنونة ودماغها طايرة منيها علشان تصدقيني بس .
ضحكت سكون بشدة على مشاغبتهم وتحدثت
_ كيف القمر والله يارحمة وروحك حلوة شبه مكة اختي بالظبط هي كمان بتحب الضحك والهزار والمشاغبة فينا ليل نهار .
هزت رحمة رأسها بكبر مصطنع ورددت وهي توجه كلماتها الى سكون عبر السماعة 
_ تشكرات اختنا سكون والله عارفة إكده بس أني مش بحب اتكلم عن خفة دمي وروحي الحلوة كتير .
أشار إليها عمران ناحية الباب قائلا 
_ طيب خلي عندك شوية من الاحمر عاد وفارقينا بقي .
رفعت حاجبها قاصدة مضايقته باصطناع وجلست على تخته وتحدثت وهي تلوي خصلات شعرها حول يدها 
_ والله أني عجباني القعدة اهنه ياأخوي اتوحشتك كتييييييير.
نظر اليها پغضب وهو يشير إليها بعيناه أن تخرج ولكنها قامت من مكانها وهتفت بصوت عال قاصدة إسماع السكون 
_ شفتي ياسكون الأخ اللي قلبه جاحد بيبص لي پغضب وعايزني أخرج من أوضته وبيستقوي علي عشان الحيلة واللي على الحجر ومربع في قلب الحاجة زينب .
استمعت سكون إليها بتركيز مصاحب بالابتسامة فهي تتحدث عن تفاصيل عمران فهي حلمت كثيرا أن تعرفه وتدخل في أعماق يومه وتشاركه لحظاته الحزينة قبل السعيدة 
واردفت بشموخ يليق بعمرانها 
_ وه على إكده محبة عمران مسيطرة على قلوب الكل إكده يارحمة ومن أولهم إنتي باين من كلامك إنك مش غيرانة خالص .
اتسعت مقلتي رحمة من كلام سكون وهتفت بذهول مصطنع 
_ حتى إنتي فهمتيني صح قصدي غلط ياسكون أنا بايني مليش حظ في البيت ده .
اجابتها سكون بنفي 
_ لااا ده إنتي سكرة خالص يارحوم والله حبيتك قوووي ومن دلوك ومن قبل ماشوفك
حسيت إنك كيف اختي مكة الخالق الناطق 
منحرمش منيكي ياحبيبتي.
شكرتها رحمة على ذوقها ورقتها في الحديث وتحركت صوب الباب للخروج وهي تبلغ عمران 
_ الحاجة زينب بتبلغك إنها لبست وفي انتظارك تحت وبتقول لك شهل ياعريس علشان منتأخرش علي البنتة الزينة .
ألقت كلماتها وأغلقت الأبواب وهبطت الأدراج بإزعاج كعادتها 
أما سكون تحدثت 
_ خلاص هسيبك بقي تشوف حالك واني كمان اختي الكبيرة وصلت بولادها هخرج وأشوفها وكمان هشوف هعمل ايه .
هز رأسه باستحسان وتحدث 
_ تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك على ماشوفك ونتمم أول فرحتنا على خير مع السلامه يانبض القلب .
ابتسمت بحالمية وأردفت 
_ مستنياك في رعاية الله .
في منزل سكون دخلت إليها مها أختها بطلتها البهية كعادتها فهي تعشق الاهتمام بنفسها ثم جرت اليها وألقت نفسها داخل احضانها وهي تردد بوحشة 
_ عروستنا اللى كيف البدر المنور دكتورتنا اللي مشرفانا اتوحشتك قوووي ياقلب اختك.
شددت سكون من احتضانها كثيرا ورددت بوحشة مماثلة
_ والله ما في حد قمر غيرك كفايه ريحتك اللي سابقاكي في المكان ھموت واعرف بتجيبي الروايح القمر دي منين ده انتي عامله ولا نجوم السيما يا مها يا حبيبتي .
اخرجتها مها من احضانها واجابتها وهي تربت على وجنتها بحنان
_من عيوني لحبيبه قلبي اجيب لك من كل حاجه ده انت تؤمريني امر يا طيبة يا جميلة.
دخلت مكة في الحوار وهي تستمع اليه من البدايه هاتفة باستنكار
_ايه ده بتقسموا الغنايم ولا ايه من غيري هو انا مش اختك زيها يا بت ابوي ولا اني بت البطة السودا اياك !
احتضنتها مها هي الأخرى بحنان بالغ فهي قد استوحشتهم كثيرا وتشتاق اليهم بشدة وهتفت بحنو
_كيف إكده ده يا حضرة الاعلامية اللي طالعه سلالم المجد وسامعة عنيها اخبار تسر العين والقلب المرة الجاية هجيب لك احلى برفانات لجل عيونك الزرق اللي بلون السما دول ويجننوا يا قمر انتي .
حركت سكون رأسها برفض ورددت بسماجة
_لا يا اختي ما تتعبيش حالك وتجيبي لها برفانات هترميها هي ما لهاش في الكلام ده نهائي ابعتي لي اني بس أني داخلة على جواز اهتموا بيا علشان ما يهربش مني في نفس اليوم .
اتسعت مقلتي مها بذهول واردفت
_هو مين ده اللي يقدر يهرب من الجمال والهدوء والأدب اللي متجمعين فيكي يا حبيبتي ! ده أمه دعياله في ليله قدر ان ربنا رزقه بالدكتورة سكون على سن ورمح .
ابتسمن جميعا وبدأن في تجهيز سكون لاستقبال عريسها والفرحة والسعادة تغمرهن جميعا اما والدتهن كانت في الخارج تجلس مع اخويها 
مر الوقت سريعا واستعد عمران للقاء حبيبته هبط الأدراج بطلته المميزة فقد كان مرتديا جلبابا من اللون الأسود ويعتليه عمامه من اللون الابيض فحقا كان وسيما بالجلباب ولأول مره تراه سكون بذاك الشكل
استقبلته والدته وهي تحوم حوله بالزغاريد وتمسك في يدها المبخره وتردد 
_ رقيتك واسترقيتك من عين كل اللي شافوك واللي هيشوفوك ولا صلوش علي النبي رقيتك واسترقيتك من عين زينب ومن عين حبيبة ومن عين رحمة ومن عين رحمة وكمان من عين رحمة ومن عين وجد ومن عين سلطان ربنا يحميك من العين يانضري .
أصدر الجميع سعالا شديدا بسبب كمية الدخان الصاعدة من البخور وهتفت رحمة بامتعاض
_ اشمعنا اني ياماما اللي من عين رحمة عشرين مرة ! والله إكده ظلم ده أني كيوتة ومش بحسد خالص اني بس عيوني هتاكل المز العريس ده وكل ياناس ياخراشي علي الهيبة ياعمران ياخوي والله العروسة هيجرى لها حاجة .
صعقټ الحاجة زينب من حديث والدتها وألقتها بالشال الخاص بها في وجهها وهي تنهرها 
_ اكتمي عاد يابت يام عيون صفرا إنتي عينك هتجيب ولدي الأرض اكتمي يابت 
وتابعت حديثها وهي تخمس في
 

تم نسخ الرابط