رواية فاطيما حصري ايام نيوز

موقع أيام نيوز


في استقبال المشفى وذهبت إليه 
وصلت المكان وجدت عامر يجلس على الأريكة وهو يتكأ بجزعيه على قدميه ووجهه بين يداه فور أن وصلت علم تواجدها من رائحتها التي يحفظها عن ظهر قلب فرفع أنظاره إليها قائلا وهو يقف يمد يداه لها يسلم عليها
_ ازيك ياأم زين حمد لله على السلامة مقلتيش انك جاية كنت جيت أخدتك .
لم تمد يداها إليه كي تضعها مرة أخرى في يداه ولم تستطع بعدها ان تنتزعها منه كفاها مرات فعلتها قبل ذلك من سنوات تتعذب منها إلى الآن وهتفت بأنظار متعلقة بأبواب الغرف
_ زينة الحمد لله كيفه مجدي دلوك 
أعاد يداه خائبتين بعد أن أصابه الخذلان منها وأجابها

_ مجدي تعبان قويي وحالته صعبة وربنا يستر .
تنهدت بۏجع من حياتها التعيسة معه فلن يكتفي مجدي منها برود وإهمال حتي أكرهها حالها لااا بل زاد عليه مرضه الصعب تلك الهواجس التى دارت في خلدها جعلتها كارهة لحالها وفيم تفكر به وهي أن تشمئز من مرض انسان 
وحدثت حالها وعيناها متعلقة بالغرفة التى يمكث بها 
_ انظر أيها الرجل لما أوصلتني إليه ! کرهت حالي بغضت حياتي تمنيت الم وت لك توسلت للحياة أن تنهي أنفاسي بسببك  
عشقت ظلام نومي وودته لأجل أن لاأفكر بك يومي أقضيه ساعات بمشاعر مختلفة فساعات أحبه وساعات أمل منه وساعات أشعر بالوحدة التى تشعر قلبي بالصقيع وأنا في عز القيلولة الحارة وساعات أتفقد السعادة التى اراها في عيون الكثيرين وتأتي حدي وتختفي ألست أنا كمثلي من حقي الحياة التي جعلتني أتمني انتهائها !
ثم فاقت من شرودها على صوت عامر يتسائل وهو يحرك يداه أمام عيناها
_ يامها يابنتي فينك روحتى اكده 
رمشت بأهدابها بتوتر وقالت
_ ها في ايه 
_ إنتي إللي في إيه 
_ لا مفيش هو أنا ممكن أشوفه وأدخله دلوك ولا ممنوع وحالته ايه بالظبط 
لوي شفتيه بامتعاض وهو يتذكر كلام الطبيب عن حالة أخيه الصعبة 
_ حالته صعبة ودخل في غيبوبة من امبارح بالليل البرد الشديد جاله من يومين ومسألش في نفسه وخرج في عز السقعة ورجع والمطر شغال مشي نص ساعة بحالها حكالي اكده قبل مايدخل الغيبوبة جت له حمى ومن ساعتها كل شوية يدخل عرض جديد وربنا يستر وهو أصلا عنديه حساسية من صغره وده زود الدور عليه .
اهتز فكها بسخرية وتحدثت وهي تض رب كفا بكف 
_ هه يا سبحان الله الفلوس اللي هيم وت نفسه عليها نفعته بإيه دلوك !
مرمي جوة اهه بين الحيا والمۏت ولا كنوز الدنيا تقدر تشفيه غير ربنا قادر على كل شيء.
سألها بتفحص 
_ هو إنتي شمتانة فيه 
نفت كلامه مجيبة 
_ هشمت في ابو ولادي ياعامر ! انى أه بيني وبينه مصانع الحداد لكن وقد التعب والشدة سيبت عيالي وجيت له والله العظيم لو هو مهيسأل فيا ولو م وت مش هيوبقى عنديه وقت يقف في عزايا حتى.
نفخ بضيق من كلامها وهتف باستنكار
_ ليه بتقولي اكده ! إنتي محسساني انك متجوزة شيطان مش إنسان 
لم تريد أن تدخل معه في جدال واستدارت برأسها ناحية غرفته متسائلة
_ متشغلش بالك بكلامي وخترفتي داي المهم ينفع أدخل له 
هز رأسه برفض
_ لا مش قبل بكرة الصبح الدكاترة قالو اكده .
حملت حقيبتها وانتوت المغادرة فهي يستحيل أن تنام بعيدا عن اولادها ولو ساعة واحدة 
_ تمام هبقي اجي الصبح بدري هروح دلوك علشان العيال .
كان لايود ان تمشي فتحدث 
_ هو إنتي لحقتي تاجي علشان تمشي 
_ قعدتي دلوك ملهاش لازمة ولا هتفيده بحاجة ولا هتفيدني .
بعيناي متعلقة بوجودها أردف 
_ طيب استني هوصلك .
كاد أن يحمل مفاتيحه ولكنها منعته قائلة 
_ لا متتعبش نفسك معاي عربيتي .
أنهت كلامها والقت السلام وغادرت المكان بهدوء كما دلفته ووقف هو ينظر على أثرها بعيناي متمنية .
في منزل سلطان المهدي ظهرا دلف عمران الى حجرة والدته بابتسامته التي زينت ثغره وجعلته أكثر بشاشة مرددا وهو يقبل رأس والدته 
_ كيفك يازوبة والله كانك اليوم رجعتي عشرين سنة لورا ياحلوة إنتي ياقمرة.
بادلته زينب الإبتسامة قائلة وهي تربت على يداه بحنو
_ منحرمش منيك ولا من جبرك لخاطري ياولدي ودايما تبقي أحسن الناس .
وضع كف يداه الأخرى على يدها مردفا بحنو 
_ جبر خاطر ايه ياحاجة داي حقيقة والله شاهد على اللي في قلبي 
ثم استرسل حديثه وهو يخبرها 
_ طيب أني همشي دلوك هجيب سكون عايزة تاجي تطمن عليكي وعلى حبيبة كماني معايزاش حاجة نفسك فيها أجيبها لك وياي ياست الناس 
بعيناي تنطق حبا وتعلقا بولدها الوحيد وابن عمرها أجابته 
_ معايزاش غير الستر والسعد ليك ياولدي روح هاتها وأني اهنه مستنياكم .
قبلها عمران من يدها وانتوى الخروج فتحدثت هي قبل أن يخرج من الباب 
_ عمران 
لبى نداؤها وهو يشاور على عينيه 
_ عيونه .
ابتسمت بحنو وأردفت 
_ ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة قلبي وربي راضيين عنك يابن عمري .
دق قلبه برضا وحب لوالدته وأرسل لها قبلة في الهواء كي يعبر عن مدى سعادته بها وبدعائها ثم غادر المكان وأمسك هاتفه وأخبر سكون أن تكون بانتظاره على باب المشفى 
وصل عمران الى المشفى وجد سكون في انتظاره تبادلا السلام بحب نابع من قلبهما ثم صعدت سيارته وانطلقا كليهما الى منزله 
وصلا إلى المنزل وهبط عمران من سيارته ثم تحرك للجهة المقابلة وفتح باب السيارة مرددا وهو يبسط يداه إليها وكأنه يعاملها معاملة الأميرات
_ وه إيه الدلع ده كلياته اللي من حظك ياسكون 
خلي بالك هاخد على اكده علشان متفكرش إنك تعمل الحاجات الحلوة داي في الاول بس 
لااااا ياسيادة العمران هتعودني على حاجة همسك فيها بيدي وسناني أنا قلت أهه اللهم بلغت .
ضحك عمران على كلماتها المحببة إلى قلبه مردفا بتأكيد
_يحق لك الدلع والدلال يا أميرتي الجميلة 
واسترسل حديثه وهو يشير بأصبعه تجاه عينيه 
_ من العين داي قبل داي ومن اهنه ورايح مش هتلاقي غير اكده .
سعد داخلها بشدة من طريقة عمرانها التي عشقته ولم ټندم يوما على وهبها قلبها له 
ثم مد يداه إليها حتى تحتضن كف يداها لكي يدلف كلتاهما إلى الداخل ولكنها تحمحمت بخجل وهي تنظر حولها 
_ أممم... ممكن أمشي جنبك علشان... بسسس ..
احتدم وجهه بغ ضب مصطنع ثم قال 
_ وه أني جوزك ياسكون ! كيف تعملي حساب للناس وجوزك هيمد لك يده علشان تحضن يدك وانتي أول مرة تدخلي بيته 
ثم استرسل بأمر لا رجعة فيه
_ هاتي يدك ده احنا فرحنا كمان سبوعين ومتعمليش حساب للناس طالما بنغصبش رب الناس ياحبيبي.
تركت كل كلامه وتشبس عقلها ولسانها بل وكامل كيانها في كلمته الأخيرة ثم مدت يدها بابتسامة وهي تتقوى به ولم تخشى أحدا غير الله في وجوده قائلة 
_ أهو انت اللي مليون حبيبي يالا بقى ندخل علشان عايزة أطمن على
 

تم نسخ الرابط