رواية فاطيما حصري ايام نيوز
المحتويات
كمان مصدقتش اني أعمل اكده وشفت في عيونك اللي كذبتني كتييير .
ضاقت عيناه في ذهول وسرعان ما كان يشيح عيناه عنها يكرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة خشنة
_ وانت كنت متخيلة إن عمران يتخلى عنك ياسكون علشان تعبك
وأكمل وهو يجذبها إلى أحضانه حتى ارتطمت بعظام صدره القوية الصلبة وأكد لها
_ اني أه نفسي اكون اب بس إن مكانش من ضلعي وضلعك إن مكانش منك انت ياسكون معايزهوش من غيرك .
بنبرة ضائعة خائڤة مشتتة أعلمته
_ بس احتمال كبير مياجيش ياعمران أو ياجي بعد صبر ومشوار علاج ومرار مهينتهيش .
تنهد عمران بتنهيدة طويلة وتمتم بقوة بعدما أخرجها من أحضانه
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ثم سألته عن موقف والديه
_ طب وماما الحاجة وبابا هيرضوا يتحملوني وميشفوش عوض ابنهم اللي مستنينة بقى لهم سنين وسنين
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحدث بنبرة ملامة لها
_ كد اكده مشيفاش عمران راجل يقدر يدافع عن وجودك في حياته ياسكون
_ ممكن متفكريش في أي حاجة ولا تشغلي بالك بأي حد حوالينا وحطي في بالك إن كل تاخيرة وفيها خيرة وان اللي احنا شايفينه صعب ومستحيل بيوبقى مفيش احسن منه .
سألته بتيهة
_ يعني انت مش زعلان مني دلوك إني خبيت عليك
تنفس بضيق عندما ذكرته وأجابها
_ هكدب عليك لو قلت إني مش زعلان لكن أني زعلان منك قوووي قوووي
وأكمل وهو يبين سبب ضيقه منها
_ زعلان علشان اتحملتي الألم لواحدك وداريتي عني حاجة متتدراش واصل مصير مهم في حياتنا وكنت عايزة تمشيه لحالك
مفكرتيش ان ممكن في مرة من اللي طلبت فيهم الطلاق أنطقها مثلا وتنتهي حياتنا فعلا !
مكانش ينفع تخبي عني يا سكون أبدا وزي ماعشنا الحلو مع بعض نتشارك بردو في الۏجع علشان توبقى قسمة الحق .
ارتاحت سكون الآن بعد عدة أيام قضتها في كابوس فتك بقلبها بل وكل كيانها كابوس فراق العمران عشق السنين
ثم تحدثت بنبرة متأسفة عن مابدر منها وجعله يحزن منها
_ حقك علي ياعمران واوعدك إني مهخبيش عنك حاجة واصل من النهاردة
واسترسلت حديثها وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة
_ بس والله العظيم كل اللي كان في بالي وقتها اني خاېفة عليك من الانتظار وخاېفة عليك من الۏجع ومن اللي حوالينا مكنتش عايزة اشيلك حاجة فوق طاقتك ولا أضيع عمرك .
_ سكوني .. بيقولوا اللي اتجوزت ومخلفتش علطول بتفضل عروسة وتروق على عريسها لحد ماتخلف
وأكمل بغمزة من عينيه
_ يوبقى أني هفضل عريس والعريس محتاج يتدلع ولا ايه .
خجلت من طريقته وتلميحاته وابتسامتها زينت وجهها وبدا له انها كشمس سطعت في يوم متبلد بالغيوم أنارت قلبه العاشق ورزقته الدفئ في عز البرودة ثم جذبها من رقبتها وأسند جبهته بجبهتها مرددا بصوت مشتاق
_ وحشتيني قووي ياسكون وحشني ضمتك ليا اللي بتحسسني اني أسعد راجل في الدنيا.
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشه إليه ثم همست برقة أذابت عمرانها
_ وانت كمان وحشتني قووي انت متتصورش اني اتع ذبت في بعدك عني كد ايه كنت بقول لنفسي هو قدامي لسه وبشوفه ومش قادرة أقرب منه ولا احضنه أمال لما تفارقي هتتحملي كيف ياسكون .
وضع يده على شفاها مانعا إياها أن تكمل وتنطق كلمة الفراق تلك فما منها إلا أنها قبلت باطن يداه باحتياج لقرب عمران وهي تغمض عينيها بتأثر من رائحة يداه التي تغلغلت أنفها وجعلتها متأثرة باقترابه منها ذاك حالها من مجرد أن وضع يداه على شفاها فما بالها حين تلمس شفاه شفاها حقا ستتوه في عالم عمرانها الذي يشعرها بأنها انثى كاملة وبيدها كنوز العالم بأكمله
أما هو شدد على احتضان وجنتها بين يديه وهو ينهيها عن ذكر كلمة الفراق تلك
_ مفيش فراق ياسكون ومتقوليهاش تاني لا إنت هتوبقى مع غيري ولا اني هحس باللي بحسه معاكي مع ألف ست تانية
وأكمل وهو يشعر بالخزي مما فعلته بهم
_ بس داي آخر مرة هغفر لك تصرف زي اللي عميلتيه دي ياسكون ممنوع تخبي عني أي حاجة واصل من النهاردة ودايما تكوني حاطة في اعتبارك ان كل مشكلة هتواجهنا ليها ألف حل إلا الفراق ياحبيبي
وتابع وهو يقبلها بجانب شفاها برغبة
_ عمران مهيفارقش إلا بالم وت ياقلب عمران .
ما إن ذكر كلمة الم وت حتى شعرت بالخۏف من تلك الكلمة فشددت من احتضانه لتقول برغبة
_ بعد الش ر عنك ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا اني من غيرك معرفش اعيش ابدا .
ما إن قالتها حتى أصبح لم يتحمل هو ذاك الابتعاد أكثر من ذلك وجس ده يطالبه بأخذها الي عالمهم الخاص الذي حرموا منه طيلة الأيام الماضية والتى تعد بالنسبة لهم عمرا بأكمله ثم احتضنت شفتاه شفتاها وجس ده اصبح مش تعلا وكلاهما يبث للآخر عشقه بطريقته التي تسحبهم لأجمل عالم في الوجود إنه عالم يشعرهم بأنهم طيور محلقة في سماء العشق والرغبة وعادت سكون لوطنها الآمن وحصن قلبها الحصين
ثم أهداها خاطرته التي كللها بغرامه قولا وفعلا
عيناكي كبحور العسل الصافي الذي لم يتذوق طعمه عاشق إلا وخفق قلبه بشدة وهام بهما عشقا
في عيناكى سحر يقتحم داخلي ويأثرنى كمثل عاشق لقهوته ومسحور بدفئها في ليلة شتاء شديدة البرودة ولكنه حينما يحتضن قهوته يسبح في عالم عيناكى
فالعين قد أثرت والقلب قد غلقت أبوابه والروح أصبحت بين يداكى فافعلي بها ماشئتي برضاكى .
خاطرة_عمران_المهدي
بقلمي_فاطيما_يوسف
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
والى هنا سكنت السندريلا قلب الأمير من جديد وعادت المياه لمجراها والسفن لمرساها وهدأت العواصف .
وفي نفس الوقت في جزر المالديف حيث يسكن عاشقان آخران وهم يبدأون طريقهم وكل منهم أصبح متمسكا بالآخر رغم معاندة الظروف
كانوا يجلسون أمام البحيرة ذات المياه الزرقاء الصافية ومكة بجوارها ذاك الباجور وعليه الإناء وتصنع مشروب الشاي المفضل لها
وهم يتناولون أطراف الحديث مع بعضهم بصفاء ذهني و رقي فهما الآن في هدنة من مشاق الحياة
بدأت بوضع السكر القليل في الأكواب الزجاجية المحتوية على أوراق النعناع الأخضر والشاي ثم غلت المياه وقمت بسكب محتواه داخل الاكواب وصوت ارتطام المياه بالشاي جعلها تبتسم فذاك مشروبها المفضل
ناولته الكوب بابتسامة زينت ثغرها وهي تسأله
_ مالك
متابعة القراءة