رواية فاطيما حصري ايام نيوز
المحتويات
في المالديف عند ذاك العاشقان المجروحان والموجوعان وكلاهما حالته يرثى لها
فمنذ تلك المرة وذاك اللقاء المڠتصب من آدم لتلك المكة وهي تغلق على حالها بشدة ولم تسمح له بالحديث معها تعيش على فتات من الطعام البسيط حتى ضعف جسدها
أما هو يتألم داخله في صراع بين قلبه وعشقه وبين عمله وموهبته المحببة لقلبه
لم يعرف كيف يحل تلك المعضلة كي يراضيها
ويزيد عليهم جفائها وابتعادها عنه ونظرة عينيها الحزينة
يجلس أمامها يحدثها ولم تتفوه ببنت شفة أمامه يطلب منها أن تأكل وتراعي حالها ولم تجيبه فهو قد چرح مشاعرها وأنقض وعده معها
ثم دلف إليها الآن وهو عازم على أن يخرجها من صمتها ولن يتركها ويترك الجفاء يدم ر علاقتهم قبل أن تبتدئ
دلف الى الغرفة لم يجدها كانت في ذاك الوقت تأخذ شاورا علم وجودها في الحمام فجلس على الكرسي ووجه أنظاره ناحية النافذة المطلة على الحديقة فذاك الكرسي وذاك المكان كان جلستها المفضلة طيلة العشرة أيام وبجانبها مصلاها ومصحفها وسبحتها أمسك المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة
كان من اجمل خلق الله حسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته خط فها إليه دون أن تدري صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تطرب أذناها بأعذب الكلمات
اغلق المصحف ثم نظر بجانبه وجدها جالسة بهيئتها الخاطفة لأنفاسه تلك أما هي رددت لأول مرة منذ خصام لها منه منذ أكثر من عشرة أيام وهي تخاصمه
_ صوتك جمييل قوووي وأنت بتقرأ صوتك خط ف قلبي .
نزل من على الكرسي وهبط لمستواها قائلا بوحشة وهو يتعمق النظر في عيناها
_ وانت كمان صوتك وحشني قووي متحرمنيش منه تاني .
أخفضت نظرها خجلا من نظراته الهائمة بها وتركيزه الذي خصصه كله لأجل عيناها وهي تتمتم بخفوت
_ وانت كمان متحرمنيش من صوتك الجميل وأنت بتقرأ القرآن تاني .
ابتسم لخجلها ثم رفع وجهها إليه مجبرا إياها النظر في عينيه مرددا بشجن عاشق حرم من معشوقه
_ وحشتيني قووي قوووي قوووي هنت عليك يامكة تبعدي عني المدة دي كلها
بنفس نبرة الشجن لامته بعينيها وكلامها
_ واني هنت عليك تج رحني بالطريقة داي وتغصبني وتفاجئني بحاجة مكنتش متوقعاها دلوك وتخليني اكره اللحظة دي .
اعتذر لها بأسف حقيقي نابع من قلبه فهو لم يكن يوما شھواني كي يفعل ما فعله بها وأنه أغصبها على قربه مرددا بندم
_ لا والله عمرك ماتهوني عليا أبدا ياحبيبتي حقك على قلبي اني مشيت ورا الشيطان في لحظة تهور مني ومحسبتش نتيجتها .
بعيناي تبتسم له أردفت وهي تقبل اعتذاره بصدر رحب
_ واني قبلت اعتذارك وحابة نفتح صفحة جديدة مع بعض ونبدا من جديد نقطة ومن اول الصفر واللي بيربطنا ببعض في البداية الحب الكبير ايه رأيك.
احتضن يداها بين يداه وشعر بحررارتهما التي تولدت فورا من قربه منها هاتفا بموافقة
_ تصدقي دي أحلي حاجة قلتيها أنا مستعد جدا نبدأ من الاول وجديد بس اهم حاجة متبعديش عني .
لأول مرة تشدد على احتضان يداه بين يديها مما جعل قلبه يخفق داخله من غرامه بها في تلك اللحظة فقد شعر الآن بمدى احتياجها لوجوده بجانبها ثم أكدت على كلامه وقالت الكلمات التى أراحت صدره
_ مش هبعد خلاص يا آدم بس محتاجة منك حبة تنازل شوية ممكن .
أغمض عيناه وهو يتنفس أنفاسا من هولها وصل زفيرها إليها ثم فتح عيناه وطلب منها راجيا
_ طب ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي واوعدك إني هفكر فيه وهشوف همشي إزاي بس دلوقتي عايز فترة نقاهة اعيشها معاكي بدون زعل بدون اختلاف بدون خناق .
لم تعانده تلك المرة كما أنها فكرت كثيرا أن تستغل حبه لها لصالحه قررت أن تسحبه لدنيا الصلاح والتقوى بالهدوء والسکينة وليس الإكراه فكرت في الأيام التي جلستها كثيرا وحدها حتى اهتدت لأن تسحبه لذاك العالم بحبها وليس بنفورها فهو لم يأتي بالعناد مهما كان ثم بادرت لأول مرة منذ أن عرفها بالاقتراب وهي تحتضن وجنته بين يديها مما جعل داخله ثائر غير مصدق عزفت على أوتار قربها منه دغدغت مشاعر الصبر في الاقتراب منها لديه من مجرد احتضانها لوجهه فقط وهي تهمس له
_ موافقة يا آدم مفيش زعل ومفيش خناق ومفيش بعد كمان .
اتسعت مقلتيه بذهول من كلمتها الأخيرة ثم أمسك يدها وساعدها على القيام والوقوف أمامه وهو يتسائل بنبرة متعجبة
_ انت قلت ايه دلوقتي !
وأكمل وهو يجيب على حاله أمامها
_ قلت مفيش بعد صح
هزت رأسها بابتسامة خجلة فهي تحدثت مع سكون اختها وقصت عليها كل شئ والأخرى ڼهرتها بشدة من عدم اعطائها لزوجها حقوقه وكيف أنها متدينة تعرف الله وتتمنع عليه بتلك الدرجة
وفهمتها أن قرب الزوج من زوجته حقا شرعيا له حتي لو اختلفا على نقاط في مسار طريقهما ولكن حقه الشرعي ليس لها الحق في منعه إياه منه ونبهتها ان ذنب النظرة منه لامرأة غيرها سوف تصب على رأسها هي لأنها حرمته وهو يريدها
رأى رغبتها به في عينيها لأول مرة لم يصدق حاله الآن مكة
متابعة القراءة