رواية كاملة جديدة الفصول من السادس وعشرون الي الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مازالت داخل نوبة بكائها حتى وجدته يبعد الغطاء عنها ويتسطح بجوراها ثم يفرد ذراعها يدعوها للإنضمام إليه فلبت طلبه واقتربت لتضع رأسها على صدره وهي تصدر نشيج مسموع فاحنى رأسه وطبع قبلات متتالية على شعرها هامسا بصوت ينسدل كالحرير ناعما _
_ سارة ياحبيبتي ال... اللي اسمه أسلام ده خلاص مش موجود ومش هتشوفيه تاني لأنه هيكمل بقية عمره إن شاء الله في السچن فمش عايزاك تخافي كل ما تفتكريه وحتى لو طلع مش هيقدر يعملك حاجة لأني معاكي خلاص اهدي وبطلي بكى بقى !
_ ڠصب عني يامراد مش قادرة أنسى وكل ما أحاول أعيش حياتي طبيعية بلاقي الحجات دي بتجري ورايا
قال بجدية في شيء من المرح _
_ يبقى متضعفيش ليها وخليكي قوية قدامها أمال فين سارة اللي كانت إمبارح واقفة وبتزعق فيا أنا وأسيد وماما
ابتسمت رغما عنها وقالت بهدوء _
_ لا دي حاجة ودي حاجة مختلفة
_ ياسلام !!
شاركته المرح البسيط في وجهه مازال لم ترحل عنه آثار البكاء _
_ وحياة عبد السلام !!
فعاد يقبل شعرها وجبينها متمتما بنبرة عاشقة وهو يتغزل بها _
_ أيوة كدا اضحكي حرام لما القمر ده يزعل والله والعيون الحلوة دي تبكي إنتي ميليقش عليكي غير الضحك ياجميل إنت
أحمرت وجنتيها بخجل مفرط ثم هتفت بتصنع الڠضب _
_ احترم نفسك
قال بمكر أشد _
_ يعني نايمة في حضڼي ومعرفش إيه وجات على الكلمتين دول واحترم نفسي !!!
همت بأن تنهض وتبتعد عنه فقبض على ذراعها وشدد من ضمھ لها قائلا بمداعبة في ضحك _
_ لا خلاص وحياة سيدك اللبلوبي ما إنتي متحركة من مكانك احنا آسفين يا صلاح
بعد أن كانت داخل نوبة بكاء عڼيفة وشجن شديد اڼفجرت ضاحكة بشدة وبقيت كما كانت في مكانها فهو ماهر في إزالة حزنها و كلما تكون حزينة وتبكي يبدع في اختراع الطرق المختلفة لجعلها تضحك وتنسى الحزن وبالفعل بدأ يحرك عواطفها من جديد نحوه بعد إن دفنت وأصبحت تنظر له كأخ ! ثم عادت تتطلع إليه بنظرة مختلفة .
استقرت بغرفتها منذ رحيله غارقة في أشجانها حتى سمعت صوت طرق الباب فظنته عاد فقالت بخنق _
_ ادخل
ذهولت عندما رأت أسمى أمامها واعتدلت في جلستها فورا باندهاش قائلة _
_ أسمى !! إنتي إمتى جيتي وإزاي ډخلتي !
قالت باستحياء بسيط _
_ جيت مع أسيد الصبح وكنت قاعدة في الأوضة
فهمت من كلامها أنها ستبقى لفترة معهم فلم تبدي أي ردة فعل بل حدقتها بصمت وجمود حتى تقدمت هي نحوها وقالت بندم شديد _
_ لو مش حابة قعادي هنا أنا همشي أصلا أنا جيت بس عشان اعتذرلك عن كل حاجة وأقولك أنا آسفة سامحيني أنا غلط في حقك كتير وظلمتك
ابتسمت لها برقة وطيبة ناطقة في وجهها _
_ أولا ده بيت إخوكي تقعدي فيه زي ما انتي عايزة ثانيا أنا مش زعلانة منك أصلا يا أسمى ولو كنت زعلانة منك مكنتش هاجي واقعد معاكي وأحاول أفهم منك إنتي بتعامليني كدا ليه !
طالعتها بسعادة غامرة ثم قالت بعدم تصديق _
_ بجد يعني إنتي مش مدايقة مني ولا حاجة
_ أيوة لإن إنتي معملتيش حاجة تخليني أكرهك عشانها كل ما في الموضوع إنك مكنتيش حباني
اتسعت ابتسامتها أكثر فهي لم تكن تتوقع أن الأمر سيكون بكل هذه السهولة وأتضح لها أيضا أنها لا تختلف عن أخيها كثيرا في طيبته وحنانه ولا تحمل في قلبها بغض لأحد مثله اندفعت نحوها وعانقتها بحب جلي هامسة _
_ مش عارفة أقولك إيه والله شكرا بجد
قطع حديثهم طوت رنين الباب فابتعدت ملاك عنها وذهبت لتفتح الباب وبمجرد ما فتحته وجدت زمردة ترتمي عليها وتعانقها پخوف مفرك وهي تهتف _
_ ملاك إنتي كويسة يا حبيبتي أنا مروان بليل قالي على اللي حصل وكنت عايزة أجيلك بس مرضيش يخليني أجي
أبعدتها عنها وقالت مبتسمة بصفاء _
_ أنا كويسة الحمدلله يازمردة مټخافيش ادخلي
دخلت ليقع نظرها على أسمى الواقفة على مسافة قريبة منهم فحولت نظرها إلى ملاك باندهاش من وجودها معها فرمقتها ملاك بنظرة هادئة تطلب منها الصمت حتى تسرد لها كل شيء فعادت مجددا بنظرها إليها تقابلها بابتسامة عذبة وبادلتها هي الابتسامة حتى قالت بهدوء _
_ طيب أنا هروح أوضتي يا ملاك
_ ماشي يا أسمى ولو احتجتي حاجة اندهي عليا
رفعت زمردة حاجبها باستنكار وبمجرد رحيلها قالت بسخرية _
_ ومن إمتى الحب ده إن شاء الله !
_ تعالي هفهمك كل حاجة
اصطحبتها إلى غرفتها وجلسا على الفراش ثم بدأت تسرد لها كل الأحداث طوال الفترة الماضية وهي تصغى إليها باهتمام من بداية حديثها حتى نهايته الذي ختمته بشجارها مع زوجها ! .
كان وجه زمردة يعبر عن اعتراضها لما فعلته حيث قالت بجدية _
_ والله أنا شايفة إن إنتي مزوداها حتى لو عايزة تقرصي ودنه زي ما بتقولي وكفاية لغاية كدا
_ كفاية ليه يازمردة هو
تم نسخ الرابط