رواية كاملة جديدة الفصول من السادس وعشرون الي الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

إيه !
خرجت نبرته السابقة المتعجبة بشدة من طريقته وفورا وجده يختف بجدية ونبرة لا تقبل النقاش _
_ طيب البس واستناني في في شقتك القديمة أنا جاية في الطريق من البلد
_ في إيه يا ريان ماتفهمني !
_ لما أجي هتفهم سلام !
انهى الاتصال معه ثم اندفع إلى غرفته يرتدي ملابسه على عجالة وعقله يطرح ملايين الأسئلة حول غضبه العجيب هذا وبينما هو راحل وجد سارة تعتري طريقه قائلة باستغراب _
_ رايح فين يا مراد 
_ أخوكي عايزني ضروري رايحله !
قالت بشيء من الخۏف والهلع _
_ ليه هو حصل حاجة لحد !
أمسك بيده كحركة تلقائية لطي يطمئنها وقال بصوت ناعم وجميل _
_ لا يا حبيبتي مفيش حاجة هو تلاقيه موضوع في الشغل إنتي مش عارفة أخوكي ونرفزته يعني
_ طيب بس متنساش تطمني برضوا
انحنى وخطڤ قبلة سريعة من وجنتها هاتفا على عجالة _
_ حاضر يلا في رعاية الله
غادر المنزل تاركا إياه تقف متسمرة بأرضها تفكر في الأمر بجدية وخوف .
دقائق ليست بطويلة وكان قد وصل مراد إلى شقته وفتح الباب ثم دخل وجلس على الأريكة ينتظره . في لحظة جال بعقله أنه عرف بأمر زمردة وهذا هو سبب غضبه ولكن نفض عن ذهنه تلك الفكرة فأن كان عرف كانوا بالتأكيد سيعرفون لأنه لن يترك الأمور تسير بكل هدوء هكذا وكان سيقلب الطاولة فوق الجميع .
مرت دقائق طويلة تكاد تكون ساعات بالنسبة له حتى وجد طرق الباب القوي فنهض فورا وفتح ليقابل الثوران العاتي المندفع منه بعد أن دفعه بعيدا عن طريقه ودخل فأغلق مراد الباب وقال بفضول _
_ في إيه مالك !
استقرت نظرة ملتهبة منه وهو يصيح به منفعلا _
_ كنت عارف بموضوع عبدالرحمن وجوازه من زمردة ومخبي عني يا مراد استغبتوني كلكم
ظهر أن ما توقعه كان صحيح يبدو أنه عرف منها بات يتساءل ما الذي جعلها تقول الحقيقة له يا ترى ولكن الآن أصبح الأمر أكثر تعقيدا من ذي قبل وسيواجه هو الطوفان العاتي المندفع من ابن عمه حاليا ! .
قال في هدوء _
_ أيوة كنت عارف بس طبيعي كنا نخبي عنك يا ريان لأنك مچنون ومش بعيد كنت تروح ټقتل بنت خالتك ومتقولش مكنتش هعمل كدا وأهي دلوقتي محدش
عارفلها طريق ومن الواضح إنها سافرت برا مصر خالص
صړخ به بصوت جهوري مخيف _
_ وزمردة إيه كمان كنت ھڨتلها لما أعرف أنها مرات أخويا مخبين حاجة زي دي عني ليه !!
_ لأن طبيعي لو كنا قولنا موضوع زمردة هيتعرف موضوع قتل عبدالرحمن واحنا مش عايزين نهلة تشك إننا عرفنا وبندور عليها بلاش عصبية يا ريان وتهور وفكر بالعقل ولو عندك حل أو طريقة نوصل بيها لنهلة دي قول
جلس على أحد المقاعد ډافنا رأسه بين كفيه وهو يقول بشيء من التحسر _
_ عقل إيه إنتوا خليتوا فيا عقل وحتى زمردة مش بترد عليا
توجه وجلب مقعد ليجلس أمامه قائلا بريبة _
_ احكيلي حصل إيه لما قالتلك طبعا أكيد بغباءك اتعصبت عليها
زم شفتيه بضجر ثم بدأ يسرد له كل ما حدث فصاح به مراد لاعنا إياه بغيظ وهو يقول _
_ مش بقولك حمار ! وهي إيه زنبها يا بني آدم بتتنرفز عليها ليه بعدين احنا اللي خلناها متتكلمش مش هي من نفسها خبت عنكم كدا
_ معرفش بقى أنا مقدرتش اتحكم في أعصابي واتعصبت عليها ولما بحاول اتصل بيها دلوقتي أعتذر منها مبتردش
أجابه ساخرا بازدراء _
_ طبيعي متردش يعني كمان غلطان ومش عاجبك إنها مبتردش
أسدل الليل ستاره على الجميع وبينما كانت هي جالسة على الأريكة تتأنل النجوم كعادتها اقترب منها وجلس بجوارها ثم بقى للحظات ودقائق يحمل معها في السماء بشرود وصمت حتى قطعه قائلا _
_ هتفضلي زعلانة كدا مني كتير !
قالت بضيق بسيط _
_ أيوة !
لم يغضب أو يتضايق هذه المرة منها فهو يرى المسامحة في عيناها ولكنها تأبى الخضوع تكاد تكون ضعيفة وتحتاج لعناق آخر منه ولكنها ترفض استسلامها له .. يرى أنها بسهولة سيستطيع إزالة ذلك الجليد فهو لم يكن مشابه لذلك الجليد الذي تجمد على قلبها في المرة السابقة وكان سيهوي بهم إلى الحافة .
فأكمل بخشوع أشد _
_ وهتفضلي لغاية إمتي كدا !
_ معرفش !
تنفس الصعداء بخنق ثم جلس يكمل جلسة الصمت خاصتهم حتى جالت بعقله فكرة خبيثة سيستطيع من خلالها تلطيف الجو قليلا بينهم فنظر لها ودقق النظر بها جيدا ثم قال بدهشة _
_ إيه اللي عدى هناك ده
نظرت إلى ما ينظر إليه بتلقائية وقالت بعفوية _
_ إيه اللي عدى ده
تصنع الفزع والخۏف بمهارة لكي يخلق لها جوا مخيفا ولعلمه تماما أنها تخشى الأشباح والظلام ثم قال _
_ في واحد شفته هناك واقف
انتصبت في جلستها فورا بتوتر ثم قالت لها بتحذير _
_ أسيد لو بتحاول تخوفني مش هيحصل طيب
_ وأنا هخوفك ليه
تم نسخ الرابط