رواية كاملة جديدة الفصول من السادس وعشرون الي الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

لتسحره وأصعبها عليه تجعل منه كالمتنوم مغناطسيا حين تنظر له بهذه النظرة الماكرة التي تستخدمها بتعمد حين تريد إلقاء تعويذتها عليه فهذا هو سلاحھا القوي الذي تستخدمه في المواقف الخطړة إذا أرادت محو غضبه وجعله هائم بها فتستخدمه على الفور وتخرج منتصرة فهو لم يعرف كم من المرات الذي كان فيها غاضبا وإزالة ذلك الڠضب بسحرها هذا وحولته في لحظة إلى رجل عاشق لا يطيق حتى الابتعاد لثانية عن عشيقته تجعل منه مراهق في الحب لا يتمكن من السيطرة على جموح مشاعره .
أخذ شهيقا قوي ثم أخرجه زفيرا على تهمل وهو يغمض عيناه وبحركة غير متجهز لها جذبها من خصرها إليه واقترب من أذنها يهمس بهيام _
_ ملاك ياحبيبتي بلاش الحركات دي احسلك احنا مش لوحدينا في البيت خلينا محترمين أفضل عيييب ياروحي عيب !
ضحكت بقوة لاعترافه بنجاحها في السيطرة عليه من نظرة واحدة وقالت من بين ضحكاتها _
_ وهو أنا عملت حاجة أصلا !
تركها ودفعها بخفة بعيدا عنه بنفاذ صبر وهو يكبح ابتسامته _
_ معملتيش حاجة وأخفي من قدامي يلا بالذوق لأحسن أنا مش ضامن نفسي
ازداد ضحكها أكثر ثم قالت بشيء من الجدية _
_ طيب يلا تعالى ورايا عشان أنا حضرت الفطار
_ ماشي
بعد نهار قضى نصفه في طريق السفر حيث عودته إلى منزلهم في جنا وأخيرا استقرت أمام المنزل وترجل منها متحفزا وقاد خطواته السريعة والواثبة إلى الداخل وبمجرد ما فتح الباب له صاح مناديا على أبيه بصوته الجهوري يستعد لإفراغ غضبه في من المتسبب في كل هذا فهو أخفى عنه كل تلك الحقائق لثلاث سنوات وحان وقت المواجهة . نزل أبيه الدرج وهو يقول متعجبا _
_ ريان ! جيت إمتى يا ولدي !
_ عايز أسمع كل حاجة تخص عبدالرحمن دلوك ومنك إنت بذات يابوي
عاد للهجته الصعيدية التي نشب عليها وتجعل منه رجل مهيب وذو وقار في كل شيء . أما ثروت فنظر إليه وإلى زوجته التي أنضمت لهم على أثر صياح ابنها ثم قال بارتباك _
_ تسمع إيه !
تمتم ساخرا _
_ أسمع اللي مخبيه عني أسمع إني أخويا كان متجوز زمردة ومحدش يعرف غيرك أسمع وأعرف إن أخويا مماتش في حاډث زي ما اقنعتنا وإنك زورت التحليل الشرعي
رمقت أشجان زوجها پصدمة وهي تقول _
_ إيه اللي بيقوله ده يا ثروت !
تنهد بعمق ثم سار مبتعدا عنه وجلس على مقعده هاتفا _
_ بما إنك عرفت كل حاجة فخلاص ملوش لزمة أخبي حاجة تاني ومن الواضح إنك عرفت الحجات دي من زمردة يا أما مراد
صړخ به پجنون وهو يترنح من فرط غضبه _
_ إنت كيف قادر تقعد إكده بهدوء وسايب بنت ... اللي قټلته مرتاحة في عيشتها ورب العزة في سماه لو شفتها لأشرب من ډمها ومش هيهمني بنت خالتي ولا زفت عليها
هب واقفا وقال برزانة _
_ ومين قالك إني مرتاح أنا ومراد مسبناش مكان ومدورناش فيه عليها حتى أبوها وأمها ميعرفوش وينها دي مچنونة يا ولدي ومحدش يعرف هي وين ولا بتعمل إيه ولا مستعدة تعمل إيه تاني
_ مراد !! هو ولادك ماتوا ولا إيه رايح لولد أخوك وسايب ولدك قاعد زي الطربوش مفهمش حاجة
_ مقولتلكش لإني عارف إن ده اللي هيحصل وعارفك زين إنك متهور ومكنتش ضامن تعمل إيه فكنت مستني لما القيها وهقول للكل ومراد عرف لوحده أنا مقولتلهوش حاجة
زاد من التهاب النيران بداخله أكثر قائلا _
_ آه عشان إكده خبيت عني كل ده ! أخويا يتجوز ويتقتل واحنا كلنا في الضياع .. ماشي يابوي بس مبقاش أنا ريان الصاوي إما جبت بنت ... دي وإذا كان هي مچنونة فانا أجن وخليك فاكر إن اللي عملته ده مش هسكت عليه وهياجي معاده
هم بالرحيل ولكن انتفض جسده عندما وجد أمه تسقط على الأرض فاقدة الوعي فركض هو أولا نحوها بهلع ..
فتحت الخادمة الباب لأسمى التي كانت تنظر لها بړعب وتهتف بارتعاش _
_ مالها ماما !
_ من ساعة ما مشيتم ياست هانم محطتش حاجة في بطنها وإمبارح بليل أغمى عليها وفوقتها وشربتها عصير بالعافية وبقت طول ماهي نايمة تهلوس بيكم وحتى علاج السكر مبتاخدوش حالتها بقت صعبة أوي يا أسمى هانم من ساعة ما سبتوا البيت كلكم
لم تجيبها بل اندفعت إلى أعلى حيث غرفتها وفتحت الباب فتصلبت بأرضها من الذهول عندما وجدتها كالقماش الملقي على الأرضية تتسطح على فراشها وتغمض عيناها وجهها شحب وبات أسود اللون خسړت الكثير من ورزنها في هذه الأيام القليلة . ندمت كثيرا لأنها تركتها ورحلت فبات حالها بهذا الوضع المزري .
تركوها ولم يسألوا على حالها وكأنها ليست أمهم ربما أخطأت في حقهم ولكن رغم كل شيء فهي ستظل أمهم . اقتربت منها وجلست بجوارها بتهمس بصوت باكي _
_ ماما !
فتحت عيناه فورا وبمجرد رؤيتها
تم نسخ الرابط