رواية كاملة جديدة الفصول من السادس وعشرون الي الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مبيعرفش يشيل في قلبه من حد لفترة طويلة ومسيره هيسامحك
_ يارب
كانت جالسة أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية فأنضم هو لها بعد أن خرج من حمامه الدافئ وجلس بجواره متمتما _
_إيه بتتفرجي 
قالت بملل واضح _
_ معرفش أنا لقيت نفسي زهقانة فقولت أشغل أسمع أي حاجة
اقترب منها أكثر وفتح لها ذراعه يحثها على الانضمام إليه فلبت طلبه بكل حب واستندت برأسها على صدره وتشاهد التلفاز معه مرت لحظات حتى قالت هي بعفوية _
_ أقوم أحضرلك الأكل لو جعان 
رمقها مغتاظا وهي بسخط مزيف _
_ هو إنتي كل ما تشوفي خلقتي تقوليلي جعان يا سارة في إيه هي حياتنا كلها أكل !
اڼفجرت ضاحكة بقوة وهي ټدفن وجهها بين ثنايا صدره ثم تقول _
_ طيب أنا غلطان إني بهتم بيك
_ اهتمي بيا ياحبيبتي ده بالعكس على قلبي زي العسل بس مش كدا ! ده أنا كل ما أقرب منك أو أقعد جمبك ألاقيكي بتقولي أعملك أكل ! ليكون مكتوب على وشي عايز أكل وأنا معرفش !!!
زاد ضحكها أكثر حتى دخلت في نوبة ضحك عڼيفة حتى كادت أنفاسها أن تنقطع ثوان وتوقفت ثم قالت بأنفاس لاهثة _
_ متتكلمش تاني يامراد عشان أنا مش قادرة أخد نفسي والله وبعد كدا هسيبك جعان إيه رأيك
قال لها بجدية ونظرات مشټعلة _
_ لا ماهو إنتي مش تهمليني خالص يا أما تكرهيني في الأكل استغفر الله العظيم خير الأمور الوسط البني أدم ليه تلات وجبات في اليوم ولو زاد ممكن ياكل مرة معاهم بكتيره مرتين لكن مش كل ساعة عايز تاكل !!
وضعت يدها علي فمها تمنع انطلاق صوت ضحكتها الأنثوية بسببه فهي أصبحت تعشق كل شيء به أعاد لها شعورها بالحياة مجددا .. أعاد لها شغفها ومرحها .. جعلها تنسى ما عاشته وتتذكر فقط ماتعيشه معه الآن .. تتذكر حنانه ورومانسيته ومرحه معها كل هذا كان كافيا لدرجة تجعلها تهيم معه في بحور ومحيطات عشقه كأنثى متحررة من أي قيود ستعانقه وتقبله بدون خوف من أحد ولأنها تعلم أنه سيكون معها أمد العمر وسيرزقها الله قريبا بطفل منه كل تلك الأشياء تجعل منها طائر حر وسعيد .
نظرت له وهي تقول بشيء من الرقة _
_ أصل الفترة اللي فاتت كنت بشوفك مبتاكلش يامراد فبعوضها الأيام دي إنت مش ملاحظ خسيت إزاي
_ ياستي أنا عايز أخس إنتي مالك !
قالت بضيق مزيف وهي تتطلع إلى التلفاز أمامها _
_ أنا مالي صح إن شاء الله تبقى زي خلة السنان حتى مليش دعوة بيك
خطڤ قبلة سريعة من وجنتها مغمغما بمكر _
_ ابقى زي إيه !
_ خلة السنان !
قال بخبث أشد _
_ لا قوليها بنفس الطريقة
فهمت مقصده فهي قالتها بدلال ورقة أنوثية ولكن لم تكن مخططة لها فهي خرجت منها بدون ترتيب هكذا فقالت له بعناد وببرود _
_ لا مش هقول !
امسك بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وأطفأه ثم انحني وحملها قائلا بلؤم _
_ تمام براحتك إنتي دايما بتجبريني على كدا !
طرق أسيد الباب ففتحته له ثم دلف إليها وأغلقه خلفه نظرت له وفهمت سبب مجيئه فقالت مبتسمة بشيء من الخجل _
_ من قبل ما تسأل فكرت متقلقش
ضحك بقوة ثم قال مداعبا _
_ ما إنتي طلعتي بتفهمي أهو ! بس مش هتكوني أكتر منك لإني عارف ردك والله يا أسيد أنا فكرت كتير وموافقة صح ولا لا وأنا أساسا متأكد إنك مفكرتيش ولا حاجة
طالعته بحياء بسيط وقالت ضاحكة _
_ وعرفت إزاي إني موافقة بقى
اقترب منها وقرص وجنتها متمتما بحنان أخوي _
_ عشان من ساعة ما قولتلك مروان متقدملك وإنتي فرحتي بس مقدرتيش تقوليلي في وقتها علطول موافقة وقولتي سيبني أفكر يوم أو يومين
ارتمت داخل احضانه وهي تقول بسعادة _
_ ربنا يخليك لينا يارب يا أسيد
_ أمين ياقلب أسيد
تنهدت الصعداء قبل أن تهتف بجدية وعبوس _
_ أنا بكرا الصبح هرجع بيتنا
_ ليه حصل إيه !
قالت بأعين غائمة بالدموع _
_ ماما روحت أشوفها النهردا وكانت تعبانة جدا يا أسيد مبتاكلش أساسا وحتى علاجها مبتاخدهوش وقالتلي أنها مكنتش تعرف إن ملاك حامل وقعدت تحلف وكان واضح إنها مبتكذبش سامحها يا أسيد والله دي هتجن عليك إنت ومراد
أشاح بوجهه للجهة الأخرى في خنق ثم قال وهو يتجه إلى الخارج متجاهلا كلامها وكأنها نكرة _
_ لما تطلعي الصبح استنيني عشان أوصلك أو أخلى حد يوصلك متروحيش وحدك
كانت كلامته كدليل على رفضه القاطع لما طلبت منه ..
الأضواء خاڤتة في غرفتها وتجلس هي على الفراش تمسك بكتاب القرآن الكريم وتقرأ به ولينما هي غير منتبهة لدخوله وجدته يقترب منها ويتسطح أمامها واضعا رأسها بين قدماها مثلما تفعل الأطفال مع أمهاتهم حين يودون النوم أو الشعور بالإطمئنان فقالت هي صدق الله العظيم ووضعت كتاب القرآن بجانبها وحدقت به باستغراب لثوان وهي تجده مستكين
تم نسخ الرابط