رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وعشرون للخامس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وليه زمردة متجيش هي هنا
_ يا أسيد عايزة أطمن عليها بعد اللي عمله أكرم وبعدين تاجي هي إزاي يعني !
تنفس الصعداء وهو ينهض من جوارها ويردف بموافقة جميلة _
_ ماشي ياملاك استني بليل لما أجي هاخدك ونروح
لاحت ابتسامة جميلة على ثغرها تتطلع إليه بها في حب قبل أن يقول بجدية قصدها _
_ وجهزيلي شنطتي علشان مسافر بكرة للندن شغل !
_ يعني هتروح وحدك مش هتاخدني معاك
تصنع الحدة الشديدة وهو يشيح بوجهه عنها قائلا بخنق مزيف _
_ أخدك إزاي يعني ياملاك بقولك شغل هتاجي تعملي إيه معايا !
صاح في نبرة شبه مرتفعة يتصنع الڠضب والضيق أمامها كي تسير خطته كما خطط لها _
_ وتقعدي وحدك ليه ما الكل قاعد أهو وأنا يومين وهاجي بلاش شغل العيال ده ياملاك
طالعته بريبة من أمره وشعرت بالدموع تجمعت في مقلتيها لا تفهم سبب قسوته العجيبة تلك كان منذ ساعات قليلة يضحك ويشاكسها ماذا حدث له ! . فصاحت به منفعلة في غيظ فلم تعد ملاك التي تخاف من كل شئ _
ضحك بقوة لانفعالها السريع واقترب منها ولف ذراعه حول كتفها يضمها إليه قائلا من بين ضحكاته _
_ مش عايزة تروحي معايا ! طاب والتذاكر اللي حجزتها دي أوديها فين ولا بقى عايزاني أروح لندن والبنات يضحكوا عليا وأجيلك متجوز
_ روح أتجوز هو أنا منعتك !
ارتفعت صوت ضحكته الرجولية متمتما بمكر دفين _
_ هتفضل إنت الأصل برضوا ياجميل يلا بقى جهزي نفسك علشان بكرة تكوني جاهزة ومتقوليش نسيت ما أعمل إيه ومعرفش إيه !
دارت بوجهها للجهة الأخري وهي تجيبه بتبرم في ڠضب _
_ ومين قالك إني عايزة أروح أساسا قولتلك غيرت رأي خلاص
_ تعالي هنا أخلصي !
اتتفضت پخوف بسيط وأبت التقدم فأكمل صياحه بنفس الجملة السابقة لتضطر للاقتراب منه بارتباك وحين وقفت أمامه وقال بازدراء _
_ بهير يقول لبهبوري إيه !
اڼفجرت ضاحكة بشدة وانهالت عليه تلقنه بيدها الرقيقة بعض الضربات على كتفه صائحة به بغيظ _
_ نعم !
تراجعت فورا عن ماقالته لتجيبه بتصنع الخۏف _
_خلاص يقول حاضر !
شاركها الضحك قبل أن يضمها لصدره معانقا إياها يستشعر بها بين ذراعيه وينحني يقبل شعرها بعشق لتسمع صوته الحاني يهمس في نبرة جمعت كل معاني الحنان والحب والرقة _
_ ده الواحد على كدا يقدر يضحك عليكي بسهولة صدقتي علطول أول ماقولتلك مش هاخدك ياملاك . هو برغم إنه شغل فعلا بس ميمنعش إني هاخدك ونتفسح شوية ونقضي شهر لطيف كدا ولا إنتي إيه رأيك
اكتفت بصمتها كعلامة على موافقتها تشعر بكل حرف يقوله تعشقه في كل حالته _ حين يغضب وحين يكون مرح وحين يتحول إلى شخص عاشق تتجسد به كل سمات الرقة والحنان . لم تراه يداعبها هكذا منذ بداية رحلتهم مع بعضهم كل يوم تكتشف شيء جديد عنه كما أخبرها من قبل رآته كيف يكون حين يعشق ويحب وحين يمرح وحين يغضب وهذا لا يكون إلا بسبب قوي ! . ربما هناك الكثير يشبهوه ولكنها لم تعهد سواه لم ترى رجلا يحمل جميع معاني الكلمة ولا تريد أن ترى سواه فهو يكفيها إلى الحد الذي يجعلها تبغض أي رجل غيره ! ..
وقفت لأول مرة بعد ماحدث معها على شرفة الغرفة تستتشق الهواء الصافي وتملأ به رئيتها تحملق في السماء التي تزينها قطع غيوم متفرقة . تتخيل حياتها كيف تحولت إلى چحيم أو كغيمة حجبت ضوء الشمس من الانطلاق وهي كانت الشمس التي فقدت ضوءها وشعاعها فيعود عقلها يحدثها بتفاءل وحتما الأمطار ستهطل وتزيح تلك الغيمة لتترك المساحة لذلك الضوء بأن ينطلق ولكن هناك طرقات لا تصل لها الشمس مهما فعلت فحتى إن أشرقت لن تستطيع إشراق قلبها الأشبه بتلك الطرق المظلمة . وقع نظرها عليه وهو يجلس في حديقة المنزل ينظر لها بعينان تتحدثان بالنيابة عنه يطلبان منها الموافقة على طلبه أن تعطيه فرصة لكي يزيح تلك الغيوم ويهدم جميع المباني التي تمنع تسلل الشمس لطرقها أن تسمح له بأن يعيد النور
متابعة القراءة