رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وعشرون للخامس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يا أمي وأنا مش عايزة أحس بالشفقة من حد
_ مش واضح أنه شفقة ياسارة وحتى لو كان شفقة مش ابن عمك أولى بيكي خصوصا بعد اللي حصل وياستي لو عوزتي تتطلقي بعدين مفيش مشكلة بس أهو هيكون اسمك مطلقة مش كدا ولا إيه بصي لمصلحتك ياسارة ومراد مش وحش حتى لو كان شفقة منه ده مش معناه أنه هيعاملك وحش !
_ سبيني أفكر يا أمي بالله عليكي وبكرة بأذن الله هرد عليكي بس سبيني وحدي دلوقتي لأحسن أنا تعبانة بجد ومش قادرة أتكلم
نهضت وتركتها سابحة في بحر شجونها وتحسرها على حالها ... !

فتحت عيناها ببطء في صباح يوم جديد ومشرق نظرت بجانبها فلم تجده ولكن سمعت صوت رذاذ المياه في الحمام فنهضت وارتدت الروب الخاص بها وبدأت بترتيب الفراش حتى خرج وهو واضعا المنشفة على شعره ولا يرتدي سوى بنطال منزلي كعادته . شعرت بيده تلتف حول خصرها من الخلف ضاما أياها ومغمغما بحنو _ 
_ صباح الخير
التفتت له وهتفت بحياء بسيط ممزوج بالسخط _ 
_ لما تطلع من الحمام ألبس الهدوم يا أستاذ لأنك معرض لأي تعب بسهولة جدا كدا
ضحك بخفة مجيبا بمداعبة _ 
_ طيب ردي الأول وقولي صباح النور حتى !
_ لا أصل حاجة مستفزة يعني أنت اخدت البنطلون والفوطة وجات على التيشرت مش قادر تاخده طيب إنده عليا وقولي هاتي تيشرت ياملاك !
قرص وجنتها بمشاكسة مستطردا بمكر _ 
_ طيب متعصبش نفسك ياجميل مفيش حاجة تستاهل بعدين أنا بحس بالحر بسرعة فبختصر الوقت والمجهود وأقعد كدا أحسن !!
قرصته في ذراعه بشدة قائلة باغتياظ وقد اصطبغ وجهها بلون الحمرة _ 
_ احترم نفسك وبلاش قلة أدب على الصبح يا أسيد
قهقه بقوة ثم قال بشئ من الجدية _ 
_ لا بس إيه الشجاعة دي أمبارح ډخلتي لأكرم الزفت ده وسجلتي ليه وأنا كنت بقول عايزة تدخله وحديها ليه !
بدلال أنوثي وهي تغمز له بطرف عيناها في شئ من اللؤم _ 
_ منك نتعلم يا أسيد باشا مفهاش حاجة لما اكتسب خبرة من معلمي 
لاحت في عينيه نظرة جريئة وخبيثة ويجيب بهيام مقتربا منها _ 
_ وبتقولي بلاش قلة أدب على الصبح ! طاب دي أعملها إزاي بالله عليكي قوليلي 
نكزته في كتفه ضاحكة بقوة وترفع جسدها الصغير وتطبع قبلة على وجنتيه ثم تقول وهي متجهة نحو المرحاض _ 
_ البس هدومك يلا علشان ننزل نفطر 

كانت تتحدث ليلى في الهاتف بعصبية لا تبالي أي شئ وهي تصيح _ 
_ بقولك إيه ياروان أنا مش ناقصة ۏجع دماغ أنا قولت اللي عندي ولو معملتيش اللي قولتلك عليه إنتي حرة
فتلتفت بزعر خلفها على صوت مراد الذي قال بنبرة رجولية مخيفة _ 
_ روان !!

_ الفصل الثالث والعشرون _
فتلتفت بزعر خلفها على صوت مراد الذي قال بنبرة رجولية مخيفة _ 
_ روان !!
أخفت الهاتف خلف ظهرها بسرعة في خوف بعد أن أنهت الاتصال وتمتمت بتصنع الخنق _ 
_ أيوة الزفتة اللي اسمها روان معندهاش ډم شغالة تتصل ليها فترة وقرفاني وأنا آخر ما زهقت هددتها إنها لو اتصلت تاني مش هيحصلها كويس
دقق النظر في وجهها يراقب عيناها الزائغة والغارقة في بحر أسود مخيف شفتيتها الشبه مرتجفتان إصفرار وجهها بسرعة بمجرد رؤيتها له ! . نفض عن زهنه تلك الأفكار وفضل عدم الانشغال بها فاستدار وهم بالرحيل لولا صوتها الذي استوقفه لتقترب منه وتهتف بحيرة _ 
_ هو إنت في حاجة بينك وبين أخوك مټخانقين يعني ولا إيه !
_ حاجة زي كدا !
تمتمت بريبة أشد في قلق _ 
_ مټخانقين ليه إنتوا أول مرة تعملوها !
ثانية بالتحديد وأكملت بدهشة امتزجت بأعين ملتهبة حين تذكرت ماحدث له منذ أيام _ 
_ ليكون اليوم اللي جيت فيه وقولت اتخانقت كان مع أخوك يا مراد أسيد عمل كدا !!! 
زفر بانزعاج شامل ومسح على وجهه متأففا ليهتف بحدة يريد أن ينهي الأمر فأن تدخلت بينهم ستتعقد الأمور أكثر _ 
_ أمي ملكيش دعوة بالموضوع ده ومتدخليش بينا مشكلة حصلت وقاطعنا بعض بسببها انتهينا بقى !

تسرح شعرها بهدوء تام وتراقب انعكاس وجهه في المرآة وهو جالس على الفراش خلفها منشغل بإنهاء شئ خاص بالعمل قبل أن يغادر . فسرحت بذاكرتها لليلة أمس تستعيد ذكرياتها كيف كان اعترافه كسمفونية هادئة عزفت على أوتار قلبها فجعلته يسكن ويهدأ كيف جعلها تعيش لحظة من أجمل لحظات حياتها . رأته وهو ينظر إليها مبتسما فنهضت وسارت لتجلس بجوراه متمتمة في خشوع _ 
_ هو إنت رايح الشغل إمتى بظبط 
_ دلوقتي هقوم البس وأمشي إنتي عايزة حاجة ولا إيه 
هزت رأسها نافية قبل أن تتحدث بتردد _
_ لا بس أنا كنت عايزة .. اروح عند زمردة
_
تم نسخ الرابط