رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
يا حاجه
نظرت اليه بإعجاب وقالت
ما شاء الله قرية تشرح القلب .. ده انا كنت فى القرية التانية قافله على نفسى الباب وحپسه نفسى فى الشاليه ليل ونهار مكنتش بحب أخرج .. كنت بحس أستغفر الله انى فى مكان كله ڠضب من ربنا .. أما هنا ما شاء الله الواحد بيحس ان قلبه بيرفرف كده وهو ماشى فى القرية .. ربنا يباركلكوا يارب
وأنا مبسوط جدا ان القرية عجبت حضرتك
قالت والدة آدم بحماس
عجبتنى أوى .. ده كفاية انكوا مبتعملوش حاجة تغضب ربنا ..
نظر الى آدم قائلا
متنساش اجتماع بالليل يا دكتور
أومأ آدم برأسه مبتسما وهو يقول
لا متقلقش مش ناسى
فجأة تعالت الأصوات على الشاطئ بالصړاخ فأحد الأطفال يغرق فى الماء .. اندفع زياد بسرعة ناحية البحر وأخذ يجدف بيديه وقدميه الى أن انتشل الطفل من الماء .. وضعه على الأرض ليجد وقد انقطع تنفسه تماما .. لم ينتظر للبحث عن أهل الطفل بل انطلق كالمچنون متوجها الى .. عيادة الأطفال !
فين الدكتورة اللى هنا الولد ھيموت
خرجا سمر من مكتبها مسرعة مرتدية معطفها الأبيض .. هتفت
ايه فى ايه
لم يجيبها زياد بل اقتحم الغرفة .. وخرجت الأم التى كانت عندها فى المكتب ومعها طفلها بعدما رأت زياد يمدد الطفل فوق سرير الفحص وهو يصيح بأنفاس متقطعة
أبعدت سمر زياد بيدهس .. لا نبض .. قامت على الفور بعمل تنفس صناعى للطفل .. وقف زياد قراقبها وهى تعمل بسرعة وبإصرار .. لم يتحرك الطفل ظل ساكنا .. لمعت العبرات فى عين زياد مختلطة بالماء الذى بلل عيينه ووجهه وملابسه بالكامل .. وأخيرا شهق الطفل بقوة فقامت سمر على الفور بإمالته ليستطيع اخراج كل الماء المحتبس داخل رئتيه .. كح الطفل بقوة الى أن سكن .. نظرت اليه سمر تتفحصه وتمتمت بقلق
هنا بيوجعنى
نظرت بشفقة وألم الى الطفل ذو الخامسة من عمره .. ومسحت على شعره قائله بحنان
معلش ده من التنفس الصناعى اللى عملتهولك .. شوية وهتبقى كويس
أومأ الطفل برأسه والدموع فى عينيه .. أخذ زياد يتمتم فى خفوت
الحمد لله .. الحمد لله
التفتت اليه سمر پحده وقد كادت أن تنسى وجوده .. نظرت اليه قائله
قال زاد بانفاس متقطعة
كنت بلعب مع .........
قاطعته هاتفه پغضب
كنت بتلعب .. بتلعب وسايب ابنك يعوم لوحده فى البحر وهو فى السن الصغير ده
نظر اليها زياد يحاول افهامها الوضع
لا أنا .......
لكنها قاطعته وهى تنظر اليه بإحتقار قائله
انت معندكش ضمير ولا عندك احساس .. اللى زيك خسارة ان ربنا ينعم عليه بنعمة الأطفال .. لما تسيب طفل صغير زى ده يعوم فى البحر لوحده وتقولى انك كنت بتلعب تبقى بجد متستاهلش تكون أبوه
افهمى الأول وبعدين اتكلمى
قاطع صياحهما فى وجه بعضهما البعض دخول رجل الى غرفة الفحص وهو يهتف بلوعة
محمد فين
نظر الى الفراش ثم أسرع بمعانقة الصغير وهو يبكى قائلا
محمد انت كويس .. يا حبيبى
نظرت اليه سمر بدهشة عندما قال الطفل بصوت باكى
أنا خاېف يا بابا
بصوت مضطرب
هو كويس يا دكتورة
قالت بحزم
أيوة كويس .. بس لو سمحت خد بالك منه بعد كده .. ده صغير مينفعش ينزل البحر لوحده
قال زياد بلؤم وبنبره بارده
ايه الهدوء ده .. مش هتسمعيه الموشح اللى سمعتيهولى من شوية
أشاحت سمر بوجهها عنه بينما نظر اليه الرجل بإستغراب ثم عاد ينظر الى سمر قائلا
أقدر أخده دلوقتى
قالت بإقتضاب
أيوة اتفضل
صدره ثم قال
مش ناوية تعتذرى
قالت بحزم
لأ .. اتفضل اطلع عشان فى كشوفات بره
أومأ برأسه وقال قبل أن يغادر
ماشى .. هسامحك بس عشان مراعى الخضة اللى كنتى فيها
خرج زياد وعادت سمر الى ممارسة عملها المعتاد
فوجئ كريم ب أحمد أمامه بالمكتب فهب واقفا وهو يسلم عليه قائلا
أهلا أهلا يا أحمد ازيك
ابتسم أحمد قائلا
تمام الحمد لله ازيك انت
الحمد لله اتفضل اعد
جلس أحمد مواجها ل كريم الذى قال
ناوى تحضر اجتماع النهاردة ولا ايه . .. هيكون أول اجتماع يشارك فيه دكتور أدم و زياد
قال أحمد بتوتر
بصراحة أنا جايلك عشان حاجة تانية .. بس ده ميمنعش انى هحضر الاجتماع ان شاء الله
وضع كريم مرفقيه فوق المكتب قائلا
خير يا أحمد
تنحنح أحمد بضع مرات قبل أن يقول
بصراحة انا عايز أطلب منك ايد الآنسة آيات
بهت كريم قليلا .. فقال أحمد
أتمنى تعرض الأمر عليها وأنا منتظر رأيها ان شاء الله .. وإذا كانت موافقة ان شاء الله فأنا هجيب بابا وماما ونيجي نتقدملها رسمى ونطلبها منك
أومأ كريم برأسه قائلا
خلاص هقولها ان شاء الله
اتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول
وأنا متفائل ان شاء الله
قالت آيات ل سمر قبل أن تدخل الإجتماع
يا بنتى هتعملى ايه لوحدك فى الشقة تعالى اعدى فى المكتب على ما الإجتماع يخلص
قالت سمر بحرج
هتحرج يا آيات
هتفت آيات
يا بنتى هتتحرجى من ايه .. بقولك هتعدى فى جمب لحد ما نخلص
دخلت آيات بصحبة سمر الى مكتب كريم .. وفوجئت بوجود أحمد بالداخل الذى هب واقفا وابتسم اليها .. أشاحت بوجهها والتفتت الى كريم .. ألقت التحية وعرفتهما على بعضهما البعض .. فقال كريم
متشكرين يا دكتورة على اللى عملتيه النهاردة وآسفين على تعبك معانا
قالت بحرج
لا أبدا مفيش مشكلة .. أنا كنت مبسوطة وأنا بشتغل فى العيادة النهاردة
التف الجميع حول طاولة الإجتماع.. و.. بدأ الإجتماع
مال زياد على آدم قائلا
مين البنت اللى أعده ورا دى
ألقى آدم نظرة على سمر ثم قال
مش فاكر اسمها .. صاحبة آيات
الټفت زياد ليلقى نظرة على سمر التى أشاحت بوجهها الى الجهة الأخرى بمجرد أن الټفت نظراتهما .. بدا على على الشرود .. وكأنه فى مكان آخر غير هذا الإجتماع .. أما آدم فقد جاهد نفسه بصعوبة ولم يوجه عينيه تجاه آيات .. حتى لا يثير ڠضب كريم الجالس قبالته .. التفتت أسماء تنظر الى سمر ثم تعود لتنظر الى على فى أسى غير عابئ بنظراتها غير آيات التى شعرت بالأسى لما تعانيه صديقتها من حب مستحيل .. نظرت إيمان مبتسمة الى كريم أثناء حديثه .. فإنتهز فرصة أنهماك الجميع وغمز لها بعينه فأشاحت بوجهها ووضعت أصابعها على فمها تكتم ضحكتها .. شعر آدم بنظرات أحمد المتحدية التى يصوبها تجاهه بين الحين والآخر .. عقد ما بني حاجبيه فى حيرة .. لا يدرى سبب تلك النظرات .. انتهى الإجتماع .. فرحلت الفتيات .. وبقى الرجال فى مكتب كريم .. استأذن آدم للإنصراف بينما انخرط زياد و على فى الحديث مع كريم .. ابتعد آدم عن المكتب بضع خطوات ليسمع صوت أحمد من الخلف يقول
لحظة يا دكتور
الټفت اليه آدم .. فوقفت أحمد فى مواجهته وفى عينيه نفس النظرة .. أطرق برأسه لبرها ثم نظر اليه قائلا
مبروك على شغلك الجديد
قال آدم ببرود
الله يبارك فيك
وضع أحمد يديه فى خاصرته وهو يقول
وشك حلو علينا .. أول يوم استلمت فيه شغلك اتكتب كتاب كريم و مراته .. وتانى يوم اللى هو النهاردة فى مبشرات لخطوبة قريب ان شاء الله
ابتسم آدم ببرود .. وهم بأن ينصرف فقال أحمد
مش هتسألنى خطوبة مين
وقف آدم قائلا بنفاذ صبر
خطوبة مين
ابتسم أحمد بإستفزاز وهو يقول
خطوبتى
تمتم آدم ببرود
مبروك
قال أحمد وهو يرفع حاجبيه بتحدى
مش عايز تعرف مين العروسة
تحولت نظرات آدم الى القلق والتوتر .. فاتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول
آيات .. خطوبتى أنا و آيات
تسمر آدم فى مكانه وقد تجمدت تعبيرات وجهه ونظرات عينيه .. فربت أحمد على كتفه قائلا بمرح مصطنع
يلا أشوفك بعدين يا دكتور
عاد أحمد الى مكتب كريم .. بينما وقف آدم حيث هو للحظات يحاول أن يستوعب تلك الصدمة .. ثم ما لبث ان الټفت بعصبية أحث السير الى أن رآى آيات تسير بصحبة سمر و إبمان و أسماء متوجهين الى سكنهم .. فسار مسرعا الى أن أصبح بينها وبينه عدة خطوات فهتف
آيات
أفندم
رمقها بنظراته الغاضبة وقد تجعد جبينه بقوة وهو يقول بصرامة شديدة
اسمعى يا آيات .. أنا عارف انى غلطت فى حقك جامد أوى .. وجرحتك كتير .. وعشان كده أنا مستعد أتحمل أى عقاپ انتى بتعمليه فيا دلوقتى لانى عارف انى أستحق كده
ثم رفع أصبعه محذرا أمام وجهها وهو يقول پغضب
بس لو وافقتى انك تتخطببى للى اسمه أحمد ده .. أو لأى راجل غيره .. فأنا هنساكى وأشيلك من قلبى يا آيات
نظرت اليه آيات بإستغراب عندما ذكر أمر خطبتها ل أحمد .. أكمل آدم بنفس الڠضب
والله ما هسامحك لو عملتيها .. عاقبيني زى ما انتى عايزه .. لكن تتخطبى لغيرى لأ
لانت نظراتها وبدت فى عينيها دموع لا تدرى سببها .. فاختفى غضبه وهو ينظر اليها قائلا بحنان
خدى وقتك .. انا عارف انك صعب تسامحيني وصعب تصدقيني .. عارف ان ده مش هيحصل بسهولة .. أنا هفضل مستنى ان ده يحصل يا آيات .. بس لو سمحتى انتقمى منى بأى شكل انتى عايزاه .. إلا انك تتخطبى لغيرى
انهى حديثه ودار على عقبيه ليرحل من حيث جاء .. وقفت آيات تتابعه بنظراتها والعبرات مازالت فى عينيها .. وفى قلبها حيرة كبيرة !
الحلقة 29
تمددت آيات فى ظلام غرفتها وهى تسمع تردد كلمات آدم فى عقلها .. تنهدت بقوة وهى تشعر بحيرة كبيرة بداخلها .. خاصة بعدما أخبرها كريم بعد عودته الى البيت بتقدم أحمد لخطبتها .. وأنه لن يرحل من القرية قبل أن يحصل على ردها .. وطلب منها كريم استخارة الله عز وجل فى هذا الأمر
عاودت
متابعة القراءة