رواية ادم الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

تقول 
متشكرة أوى
لم يجيبها .. بل رمقها بنظرة غاضبة ثم الټفت ليغادر .. اختفت ابتسامة أسماء ثم سارت خلفه وهى تقول 
فى ايه بتبصلى كده ليه
الټفت اليها وقال دون أن ينظر اليها 
مفيش
عاد يكمل سيرة فأوقفته مرة أخرى بقولها 
طبعا هتقولى ان أنا اللى غلطانه عشان لابسه ضيق وحاطه ميك آب
الټفت اليها وقال 
طالما انتى شايفه كده .. يبقى مش محتاجه تسمعى نفس الكلام منى .. ده غير ان الموضوع ده ميخصنيش انتى حره فى لبسك
بلعت ريقها بصعوبة و عقدت جبينها وهى تقول بتوتر 
على فكرة أى واحدة دلوقتى بتتعاكس سواء لابسه محترم أو لأ .. كده كده بتتعاكس
نظر الى الأرض وقال بحزم 
آه بس فى فرق بين واحدة بتتعاكس .. واحد بيرمى عليها كلمة وهو معدى من جمبها .. وبين انه يتجرأ ويقرب منها بالشكل ده ويتكلم معاها أكنه واثق من انها هتستجيب لكلامه
قالت پحده 
قصدك ايه بأستجيب لكلامه .. أنا مكنتش هستجيب لكلامه طبعا ولو مكنتش انت جيت أنا كنت هزأته بنفسى
قال بنفس الحزم 
أنا ما قولتش انك كنتى هتستجيبى أنا قولت هو كان واثق انك هتستجيبى لان لبسك عنوان ليكي .. اللى بتلبس ضيق وهى ماشية فى الشارع أكيد بتعمل كده عشان تلفت الانتباه ليها .. ما هى لو بتعمل كده عشان نفسها عندها بيتها تلبس فيه اللى هى عايزاه
صمتت وقد عقدت حاجبيها وهى تنظر اليه .. فأكمل على بهدوء 
أظن الكلام ده انتى عارفاه كويس اوى .. وأظن انه اتقالك قبل كده لان صحابك كلهم م .......
قطع كلمته .. فقال بصوت مرتجف 
كمل .. صحابك كلهم محترمين مش كدة .. كنت هتقول كده مش كده 
صمت على وهو يعض على شفتيه كأنما ندم على كلمته .. لمعت عيناه بالدموع وقالت بصوت كمن أوشك على البكاء 
مش معنى انى بلبس كده انى مش محترمة
غادرت مسرعة قبل أن يرى تلك العبره التى تساقطت فوق وجنتها .. وقف على مكانه وهو يزفر بضيق شديد !
صعدت إيمان الدرج الى شقة والدتها .. لكنها فوجئت ب كريم فى وجهها ينزل السلم .. شعرت بالدهشة فأخفضت رأسها ووقفت فى مكانها حتى ينزل .. لكنه توقف وأشار اليها قائلا 
اتفضلى
ارتبكت بشدة وأكملت صعودها شعرت بأنه ينظر تجاهها .. حانت منها التفاته اليه .. لتتأكد بالفعل من أنه يركز أنظاره عليها .. استغربت ذلك بشدة واشاحت بوجهها على الفور .. نزل الدرج وهى تصعد مسرعة مندهشة كيف ينظر اليها هكذا .. هذه هى المرة الأولى التى تراه ينظر اليها دون أن يغض بصره ! .. فتحت والدتها الباب وجذبتها من يدها و ....... أطلقت زغروته خافته .. نظرت اليها إيمان بدهشة وهى تقول 
ايه فى ايه 
جذبتها أمها من ذراعها تبتعد عن الباب وهى تقول 
ارقصى يا إيمان .. افرحى يا إيمان .. زغرطى يا إيمان
نظرت اليها إيمان وقد اتسعت عيناها دهشة وهى تقول 
ايه اللى حصل يا ماما
قالت والدتها وهى لا تستطيع تمالك نفسها من الفرحة 
أستاذ كريم طلب ايدك من أبوكى
اتسعت عينا إيمان وفغرت فاها فى دهشة وتعالت خفقات قلبها وهى تقول 
ايه 
قالت أمها بحماس ممزوج بالفرح 
والله زى ما بقولك .. مش قولتلك .. المحشى والبط جبوه على ملا وشه .. ابقى اسمعى كلام أمك بعد كده
صاحت إيمان
محشى وبط ايه يا ماما .. طيب قوليلى كلمة عدله .. قوليلى انه معجب بيكي يا إيمان .. مش محشى وبط
اختفت ابتسامة إيمان وهى تنظر الى أمها بشك وقالت 
ماما أوعى تكونى بتضحكى عليا والله العظيم أروح فيها .. ماما مفيناش هزار فى الحاجات دى
أطلقت أمها ضحكة عالية وهى تقول 
يا بت والله حصل .. حتى اسألى أبوكى أهو آعد جوه فى البلكونه
فى تلك اللحظة خرج والدها وابتسم ليها قائلا برزانه 
مبورك يا إيمان يا بنتى .. والله الجدع شكله طيب وابن حلال .. جهزى نفسك النهاردة ان شاء الله عشان هييجى يعد معاكى
قالت وقلبها يقفز فى فرح 
النهاردة
قالت أمها 
أيوة يا بت عشان تتكلموا مع بعض قبل ما يتكلم مع أبوكى فى تفاصيل الجوازة
اتسعت ابتسامة إيمان ومشاعر كثيرة بداخلها .. فرح .. سعادة .. تفائل .. راحة .. خوف .. اضطراب ... حب !
ما تزوقيني يا ماما أوام يا ماما .. ده عريسي هيجي يعد معايا النهاردة يا ماما
هتفت آيات بتلك العبارة وهى تلف حجاب إيمان .. قالت إيمان بمرح طفولى 
يلا يا آيات عشان ألحق أطلع قبل ما ييجي
ضحكت آيات قائله 
طيب يا بنتى خلصت أهو
انتهت آيات فقامت إيمان تنظر الى نفسه فى المرآة .. تأملتها آيات قائله 
على فكرة يا إيمان اتى خسيتى
التفتت اليها إيمان قائله بلهفة 
بجد يا آيات
أيوة يا بنتى والله خسيتى .. انتى بمتوزنيش نفسك ولا ايه
لا بخاف أوزن نفسى عشان ميجليش احباط مع انى ماشية على دايت وعلى الرياضة مبفوتش يوم
تأملت نفسها فى المرآة بسعادة وهى تقول 
الحمد لله انه جه بفايده لو مكنتش خسيت كان زمانى محبطة .. ماما امبارح فضلت تصر عيلا آكل محشى وبط بس قولت أبدا .. مش الىل عماله أعمله من ساعة ما جيت تيجي ماما تضيعهولى فى يوم
توجهت إيمان الى الباب قائله بمرح 
هطلع أساعد ماما .. وانتوا متتأخروش
قالت آيات وهى تودعها على الباب 
متقلقيش هلبس أنا و أسماء ونطلعلكوا على طول
توجهت آيات الى غرفتها .. وجدت أسماء جالسه على فراشها فى الظلام .. أضاءت النور فقالت لها أسماء على الفور 
سبيه مقفول
أطفأته آيات ونظرت الى أسماء بدهشة قائله 
أعدة فى الضلمة ليه
تمتمت آيات بوهن 
عادى
جلست آيات بجوار أسماء على الفراش وهى تتأملها قائله 
لا مش عادى .. مالك يا أسماء .. انتى كنتى بتعيطى
قالت أسماء پحده 
مماليش .. آيات لو سمحتى سبينى لوحدى
مش هتطلعى معايا ل إيمان
لا مش طالعة .. لو سمحتى سبينى لوحدى
مالك يا أسماء ايه اللى مضايقك
قفزت العبرات على عينيها وهى تقول پحده 
قولتلك مفيش .. عايزة أعد لوحدى .. لو سمحتى يا آيات
نهضت آيات وهى ترمقها بنظرات حزينه قلقة .. عادت أسماء الى شرودها ووجومها !
خفق قلب إيمان بقوة وهى تسمع جرس الباب ثم ترحيب أبويها وأخيها ب كريم .. وقفت تردد بعض الآيات القرآنية علها تهدئ من روعها .. لكن هيهات .. كانت تقرأ بلا تركيز .. ابتسمت آيات وهى تتأملها قائله 
يا عيني .. وشك أصفر زى اللمونه .. كل ده من أخويا كريم
الټفت اليها إيمان قائله 
آيات اسكتى دلوقتى أنا مش قادرة أتلم على أعصابى
ضحكت آيات وقالت 
أمال هتخرجى تعدى معاه ازاى
احمر وجهها بشدة وهى تقول 
مش عارفه .. انا مش هقدر أخرج .. بجد مش هقدر .. اطلعى قوليله يفوت علينا يوم تانى
أطلقت آيات ضحكة عالية وهى تقول 
حلوة فوت عيلنا يوم تانى دى
تظاهرت بالخروج وهى تقول 
خلاص من عنيا هروح أقولها كده
جذبتها إيمان من ذراعها وهى تهتف 
انتى ما بتصدقى .. كنى هنا .. خليني اعرف أسمع اللى بيحصل بره
بعد دقائق دخلت والدتها قائله بحماس 
يلا يا إيمان .. تعالى قدمى العصير عشان تعدوا تتكلموا مع بعضيكوا .. الراجل مستنى بره
قالت إيمان وقد شعرت بأنها على وشك البكاء 
لأ مش عايزه .. مش هقدر اخرج .. هو لازم يعني يتكلم معايا
نظرت اليها أمها وقد اتسعت عيناها وهى تقول 
يلا يا بت بلاش دلع الراجل مستنى بره
ثم تأملتها هاتفه 
ايه ده يا منيلة .. ما تحطى حاجة على خلقتك دى .. استنى أما أجبلك قلم الكحل وصباع الروج بتاعى
أوقفتها إيمان قائله بحزم 
مش هحط حاجة ريحي نفسك
شهقت أمها قائله بغيظك 
يا بت اسمعى كلامى يا بت .. حطى اى حاجة على خلقتك تديكي منظر
قولتك لا يا ماما
تدخلت آيات قائله 
متقلقيش يا طنط هى كده زى القمر مش محتاجة حاجة .. وبعدين كريم عارف انها مبتحطش ميك آب
قالت وهى تغادر
انتوا حرين .. بنات فقر صحيح . يلا يا إيمان انجزى
وقفت إيمان وهى تشعر بأن قدميها تصطكان ببعضهما البعض .. ظلت تردد بعض الأذكار .. وهى تأخذ من والدتها الصنية .. اهتزت الأكواب من رعشة يديها واضطرابها فاعطتها الى والدتها مرة أخرى قائله 
بقولك ايه شيليها انتى .. انا لو خدتها ودخلت بيها هتدلق منى وهيبقى شكلى ژبالة
قالت أمها بتبرم 
آه يانى .. طيب ادخلى .. خلصينا الراجل مستنى
كادت إيمان أن تبكى وهى تقول 
طيب ناجلها ليوم تانى
اتعت عينا أمها وهى تنظر اليها وقالت بحزم وهى تضغط على أسنانها 
إيمان .. اتنيلى ادخلى متفقعيش مرارتى
دخلت إيمان مطرقة الرأس وقد تحولت بشړة وجهها البيضاء الى اللون الأحمر ..نسيت أن تلقى السلام .. جلست بسرعة على أول مقعد وجدته أمامها .. لا تدرى حتى أين يجلس كريم .. سمعت والدها يقول 
منور يا أستاذ كريم
أتاها الصوت من المقعد المجاور لها 
ده نورك يا عمى
قالت فى نفسها يا دى الخيبة .. هو انت اللى آعد جمبي .. هتفتكر دلوقتى انى ما صدقت وروحت أعده جمبك !
ودت لو نهضت من مقعدها وتخير مقعد آخر بعيد عنه .. لكنها لم تجد فى قدميها القدرة على حملها .. كاد قلبها أن يتوقف عندما الټفت كريم اليها قائلا 
ازيك يا آنسة إيمان
كان هذا هو أول حوار مباشر يجريه معها منذ اجتماعهما الأول والذى انتهى بخروجها من الإجتماع پغضب .. توترت للغاية فلم تستطيع الرد .. حاول كثيرا الحديث معها .. لكنها شعرت كما لو أن لسانها قد قطع من فمها .. لم تجد فى نفسها الجرأة على الرد عليه على الإطلاق .. كان أخيها وأبيها يجيبان بالنيابة عنها .. شعرت بأنها ما هى الا لحظات وستفقد وعيها .. جلست تلك الجلسة مرات عديدة من قبل .. لكن تلك المرة الأمر مختلف .. لأن هذه المرة قلبها يخفق لهذا الرجل الجالس بجوارها .. انتهت الزيارة
تم نسخ الرابط