رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
ارتسمت على شفتيها .. أشاح بوجهه مبتسما وهو يقول
عجبتك
قالت بخفوت
أيوة
أرتها ل كريم ولوالدة آدم التى قالت بسعادة
مبروك عليكي يا حبيبتى
نظرت آيات الى الدبلة فى سعادة بالغة .. قالت والدة آدم بحنان
اختارى يا بنتى خاتم .. ده هيكون هدية خطوبتك
نظر آدم الى أمه بدهشة .. قالت آيات بحرج
شكرا يا طنط مفيش داعى
من هنا ورايح اسمى ماما مش طنط .. وبعدين انتى بنتى وأنا عايزه أهادى بنتى
قبل آدم رأس والدته ممتنا .. وقبلتها آيات بتأثر .. تخيرت خاتما رقيقا .. كانت سعادة آدم غامرة عندما قامت والدته بإلباسها ذاك الخاتم وتلك الدبلة ..ثم .. تطلق زغروته عالية تملأ المكان يهجة وسعادة .. أخذ نفسا عميقا مريحا وهو يتمتم بسعادة
أخرج آدم الدبلة الفضية التى اشتراها منذ قليل ووضعها فى اصبعه وأخذ ينظر اليها بسعادة .. أخيرا .. صارت خطيبته مرة أخرى .. أخيرا استجاب الله دعاءه وأعادها اليه مرة أخرى .. قال بحنان وهو مطرق برأسه
مبروك يا آيات
ابتسمت وخفقات قلبها تعزف لحنا جميلا .. قالت بسعادة ممزوجة بالخجل
قال برقه
وفيك .. ربنا يباركلى فيك
اتسعت ابتسامتها وهى تشعر بأن الفرح طرق بابها أخيرا .
الحلقة 31 قبل الأخيرة
فى صباح اليوم التالى للخطبة استيقظت آيات وهى مازالت لا تصدق ما حدث خلال اليومين الماضيين .. أصحبت الآن خطيبة ل آدم مرة أخرى .. وافقت على الخطبة كفترة اختبار له .. فهما زالت ثقتها به غير مكتملة بعد .. لكنها ما عادت تستطيع أن تنكر التغيير الذى لمسته فى تصرفاته وشخصيته .. ولعل آخرها رؤيتها اياه وهو يصلى بخشوع ظانا أنها اللحظات الأخيرة قبل مۏته .. فبدلا من أن يفقد أعصابه أو يبكى أو ينوح .. وقف يصلى فى خشوع ليستقبل المۏت وهو على طاعة .. خرجت من غرفتها لترى الجميع جالسا فى غرفة المعشية .. بإستثناء والد أسماء والذى أصر كريم على اقامته معه هو على .. حتى تكون الفتيات على راحتهن .. تعالت أصواتهن بالمرح والمزاح وهن يقدمن اليها التهانى والدعاء لها بالتوفيق .
ألف مبروك يا عروستى .. آدم
ابتسمت بسعادة وهى تنظر الى الكارت والزهور التى أخذتها وأفرغت لها احدى الفازات ووضعتها أمامها فوق المكتب .. تنظر اليها بين الحين والآخر مبتسمة
فى ذاك الصباح رحل أحمد عن القرية بعدما تيقن من ضياع آيات منه مرة أخرى .. فهذه المرة ربح آدم أيضا ..
سمر انتى تعرفى واحد اسمه زياد
نظرت اليها سمر بدهشة قائله
زياد مين
أشارت والدتها الى الخارج وهى تقول بصوت منخفض
معرفش .. آعد بره .. وبيقول انه جاى يتقدملك
قفزت سمر من فراشها وقد اتسعت عيناها بشدة .. فحثتها أمها قائله
البسى بسرعة مستنياكى بره
أهلا وسهلا
تمتم وهى تخفض رأسها
أهلا بحضرتك
جلست على أحد المقاعد .. وقدمت والدتها مشروبا اليه تناوله منها قائلا
تسلم ايدك
ساد الصمت للحظات .. قبل أن يتنحح زياد ليقول بشئ من الحرج
أنا آسف انى جيت فجأة كدة .. بس أنا معرفش رقم الآنسة سمر و كمان من ساعة ما العيادة اتحرقت وأنا مبشوفهاش فى القرية
قالت والدتها بحزن
ربنا يجازى اللى كان السبب ده أنا كنت ھموت من خوفى عليها
قال زياد
الحمد لهل انها جت على أد كده
نظرت سمر الى والدتها قائله
على فكرة يا ماما أستاذ زياد هو الىل خرجنى من العيادة وقت ما اكنت بتتحرق
نظرت اليه أمها بإعجاب قائلا
ربنا يبارك فيك يا ابنى .. والله فضلت أدعيلك كتير .. ربنا صرف عنك كل سوء
ثم نظرت اليه ذراعه المجبر وقالت بأسى
معلش يا ابنى على اللى حصل .. ربنا يشفيك ويعافيك يارب
تسلمى .. الحمد لله جت بسيطة .. المهم ان الآنسة سمر الحمد لله محصلهاش حاجه
ساد الصمت مرة أخرى .. ليقطعه زياد قائلا وهو ينظر الى سمر
أنا زى ما قولت لولدتك يا دكتورة .. أنا يسعدنى ويشرفنى انى أتقدملك
أخذت سمر تفرك يديها وتنظر اليهما فى حرج .. دون أن تتفوه بكلمة .. فأكمل زياد وهو يترك كوبه من يده فوق الطاولة
أنا اسمى زياد .. عندى 33 سنة . .بشتغل هنا فى القرية .. مرتبي ........ .. عندى شقة فى القاهرة بس مش ناوى أرجع على الأقل دلوقتى لانى حابب أكمل شغل هنا فى القرية .. والدى ووالدتى متوفيين من زمان .. تقدرى تقولى مقطوع من شجرة مليش غير صاحبى آدم اللى طبعت بيه من الدنيا وأمه ربنا يبارك فيها اللى بعتبرها أمى التانية
صمتت تستمع اليه بإنتباه وهو لاتزال تنظر الى يديها فأكمل
لو فى أى سؤال أو أى حاجة تحبى تعرفيها عنى اسأليني عنها
خرجت من صمتها قائله
ممكن أعرف ليه حضرتك اخترتنى بالذات .. يعنى حضرتك متعرفنيش .. وأظن انك متعرفش أى حاجة عنى
ابتسم زياد قائلا
مين قالك كده .. انا عارف كل حاجة عنك
رفعت رأسها تنظر اليه بإستغراب .. فاتسعت ابتسامته وهو يقول
بصراحة سألت كريم وقالى انك صاحبة أخته من زمان وانك عايشة مع والدتك .. وكمان انك صاحبة مراته وبتشكر فيكى جدا
شعرت سمر بالغيظ من إيمان التى لم تذكر لها شيئا عن الموضوع .. أكمل زياد
مش عايزة تسأليني عن حاجة
قالت سمربإقتضاب
لأ
طيب أنا هجاوبك على سؤالك اللى سألتيه واللى أنا لسه مجاوبتش عليه .. سألتيني ليه اخترتك انتى بالذات .. صحيح أنا مشفتكيش الا كام مرة بس عجبنى فيكي انك جد يعني مبتديش فرصة لحد انه يستظرف ولا يرخم عليكي .. وحسيتك بنت مؤدبة ومحترمة وواضح انك بتحبى شغلك أوى وعندك ضمير .. وحسيت انك هتكونى زوجة مناسبة ليا .. أنا من زمان وأنا نفسى أقلا نصى التانى .. واحدة أحس بالراحة لما أشوفها وأقول هى دى يا واد يا زياد اللى تشاركك حياتك بحلوها ومرها
صمتت لا تدرى ما تقول فأكمل
أنا يمكن ظروفى قريبه شوية من ظروفى بس أنا ظروفى أصعب .. يعني اللى عرفته عنك ان باباكى من زمان وهو منفصل عنكوا
شعرت سمر بتوتر بالغ واضطربت ملامحها لذكر والدها الغائب .. فأكمل زياد
أنا كمان فقدت والدى الله يرحمه من زمان أوى .. يمكن مفتكرش شكله .. وحتى أمى الله يرحمها اتحرمت منها بدرى .. طبعا ربنا يباركلك فى والدتك ويديها طولة العمر .. وكان لازم أعتمد على نفسى بدرى وأشتغل وأصرف على نفسى وأكون نفسى عشان أعرف أفتح بيت .. حسيت ان احنا ظروفنا الى حد كبير متشابهة فهنقدر نفهم بعض كويس
شعرت سمر بإضطراب بداخلها .. أثرت بها كلماته وظروفه التى مر بها .. كان من الصعب عليها وبشدة العيش مع أب مفقود .. فكيف شعور من فقد أمه أيضا ! .. بالتأكيد كان شعوره قاسېا .. بالتأكيد عانى من وحدة شديدة .. ولا يزال .. سمعته يقول ليخرجها من شوردها
أنا بجد ارتحتلك جدا .. ونفسى فعلا ان ربنا يجمعنا مع بعض .. وأى سؤال تحبي تسأليه أنا تحت أمرك
حاولت سمر مقاومة شعور الإرتياح الذى شعرت به من خلال حديثه .. وقالت بشئ من الحدة
حضرتك كنت صاحب دكتور آدم .. طيب كنت شغال معاه فى القرية اللى جمب القرية دى
قال زياد مطرقا برأيه
قصدك جولدن بيتش .. أيوة كنت شغال فيها
قالت بحدة وقد شعرت بأنها وجدع درع تحتمى خلفه
حضرتك كنت بتتشغل فى قرية كلها محرمات وحاجات تغضب ربنا ومكنش فارق معاك تغضب ربنا ولا لأ
نظر اليها زياد قائلا
مين قال ان مكنش فارق معايا .. أنا مكنتش مرتاح أبدا للشغل هناك .. بس يمكن كنت محتاج اللى
قال زياد بحماس
طبعا مش مبرر .. كان لازم أسيب القرية بمجرد ما عرفت اللى بيحصل فيها .. بس تقدرى تقول الشيطان كان أشطر منى .. وكتفنى خلانى مش عارف أخد الخطوة دى .. بس الحمد لله فوقت .. وأنا مرتاح جدا فى شغلى هنا على الأقل ضميري مرتاح وبستغفر ربنا على انى استهنت بشغلى فى جولدن بيتش
ثم قال
بصى يا دكتورة .. أنا اللى حبه فيكي أكتر هو انى حاسس انك انسانه محترمة وملتزمة .. وأنا محتاج واحد كدة تعيني .. أنا على فكرة حتى لو كنت بعمل حاجة غلط بس مش من النوع العنيد المتكبر اللى بيرفض النصيحة .. ولا اللى بيقاوح فى الغلط .. لا الحمد لله من فضل ربنا عليا انى مش كده
ثم قال
والحمد لله كمان صحبة كريم و على فادتنى كتير وبدأت أنتظم فى الصلاة فى المسجد .. انا عمرى الحمد لله ما فوت فرض .. بس مكنتش بصلى فى المسجد .. بس دلوقتى الصلاة كلها بصليها فى المسجد .. يعني الصحبة الصالحة بتأثر فيا وبتغير فيا .. ما بالك لو زوجة صالحة وعايش معاها فى بيت واحد
قاټل سمر وهى مطرقة برأسها
بس أنا مش صالحة اوى كدة .. أكيد ليا أخطاء وعيوب
قال زياد على الفور
يبأه نعين بعض .. انتى تكملى اللى ناقص فيا وأنا أكمل اللى ناقص فيكي
صمتت سمر وهى لا تستطيع انكار الراحة التى شعرت بها من الحديث معه .. لكنها قالت فجأة وبحزم شديد
أنا آسفة يا أستاذ زياد .. كل شئ نصيب
صدم زياد لهذا الرفض القاطع والمفاجئ فى سياق الحديث .. بينما ظهر الحزن فى عين والدتها .. هى نفسها شعرت بالأسى بداخلها .. لا تعلم لما تفوهت بهذه
متابعة القراءة