رواية ادم الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

الحلقة 27 
طبعا أن ليا الشرف انى أشتغل معاك يا دكتور
ابتسم آدم لهذا الترحيب .. فقد كان جل ما يخشاه أن يرفض فؤاد لما تنامى الى مسامعه عن علاقته ب آيات وما حدث بينهما .. قال آدم بحماس 
تمام .. أنا متشكر جدا يا أستاذ فؤاد
قال فؤاد بجدية 
طبعا أنا يشرفنى ان راجل زيك عنده خبرة أكاديمية وعملية انه يشتغل معايا فى قريتي .. بس أنا مش فاهم تحديدا حضرتك عايز شراكة ولا ايه بالظبط .. لانك قولت شغل ما قولتش شړاكه

تنحنح آدم قلليا ثم قال 
بصراحة حاليا مفيش عندى امكانيات للشراكة .. ولو هشارك هيكون بمجهودى فقط .. وأنا شايف ان حضرتك مش محتاج حد يشاركك بالمجهود لان بالفعل عندك الأستاذكريم مدير القرية .. عشان كده أنا متكلمتش فى شراكة .. أنا اتكلمت فى شغل .. وأنا مش هشترط منصب محدد أنا كل اللى يهمنى انى اشتغل فى القرية
صمت قليلا ثم تنهد قائلا 
أنا سيبت قرية جولدن بيتش بعد ما اتخنقت من اللى بيحصل فيها .. وكنت لغيت من دماغى تماما فكرة الشغل فى السياحة رغم ان الماجستير بتاعى كان عن الموضوع ده وكمان أنا بحب الشغل فى السياحة جدا وعندى خبره كويسة فيه .. فعشان كدة لما شوفت القرية بتاعة حضرتك والقوانين اللى حاططها مع أستاذ كريم .. بصراحة اتشجعت جدا .. وفعلا لو كان معايا راس مال حاليا أنا مكنتش اترددت لحظة فى انى أشاركك
ثم زفر بضيق وقال 
بس للأسف أنا مفيش امكانية للشراكة الا بالمجهود وطبعا حضرتك مش محتاجة فأى مكان هتقولى امسكه فى القرية أنا مش هعترض ان شاء الله .. وزى ما قولت لحضرتك عايز زياد كمان معايا .. هو خبرته العمليه أكتر منى .. زياد بيشتغل فى السياحة من سنين وكان مدير قرية فى شرم
صمت فؤاد يفكر فيما قاله آدم .. ثم الټفت اليه وابتسم قائلا 
أبشر يا دكتور .. انت و الأستاذ زياد أكيد هتكونوا مكسب كبير لقريتنا .. كريم راجل محترم وشريكى وممشى القرية بطريقة ممتازة بس دى أول مرة يشتغل فيها فى السياحة .. لكن انت و زياد عندكوا خبرة وكفاية انه مجالك يا دكتور
ثم هتف بحماس 
على خيرة الله .. ان شاء الله اعتبر نفسك انت و زياد من النهاردة من فريق قرية الماسة
اتسعت ابتسامة آدم وقال بسعادة 
بدج متشكر جدا يا أستاذ فؤاد .. وان شاء الله هنكون عند حسن ظنك
خرج آدم من الفندق الذى التقى فيه ب فؤاد .. وهو يشعر بسعادة بالغة .. توجه الى المسجد القريب وأدى فريضة المغرب وهو يشعر بالراحة والسعادة فى قلبه .. طوال الطريق الى العين الساخنة كانت الابتسامه ترتسم على شفتيه من حين لآخر .. استنشق الهواء وكأن اليوم ذراته تحمل عبقا جديدا لم يستنشقه من قبل .. عبق الأمل والسعادة و تحقيق الذات .. والأهم .. أنه اقترب خطوة من آيات
جلست آيات فى غرفتها منذ أن عادت الى العين الساخنة .. لم تشعر فى نفسها الرغبة للتحدث مع أحد أو لرؤية أحد .. ظلت تفكر فيما دار اليوم بينها وبين آدم .. وتلك الكلمات القاسېة التى ألقاها على مسامعها .. لماذا ذكر مساؤه بتلك الطريقة التى جعلتها تكاد أن تختنق .. أيظن أنها ستسامحه .. كيف .. كيف تستطيع أن تغفر كل ما قال .. سمعت صوت المفتاح يدور فى الباب .. فمسحت وجهها بيديها ونهضت تستقبل الفتيات .. نظرت اليها إيمان قائله 
ايه ده رجعتى امتى 
قالت آيات بصوت مبحوح قليلا 
من كم ساعة كدة
قالت أسماء وهى توجه الى غرفتهما 
عملتى ايه فى موضوع الشهادة
قالت آيات وهى تستند على الجدار بظهرها 
خلاص تقريبا كده الموضوع اتحل .. لسه اجراءات بسيطة هيعملها المحامى لكن مش هروح تانى القاهرة
أومأت أسماء برأسها وقالت 
كويس
قالت إيمان وهى تتوجه الى الباب 
أنا طالعة أشوف ماما
فتحت الباب وشهقت بقوة عندما وجدت كريم أمامها والذى كان يهم بالطرق على الباب .. 
أومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة وتوجهت الى الداخل .. قالت ل آيات بصوت مضطرب 
أخوكى بره يا آيات
توجهت آيات الى كريم الذى نظر اليها بإهتمام قائله 
كويسه دلوقتى 
ارتبكت قائله 
أيوة الحمد لله
ايه بأه اللى كان مضايقك .. دكتور آدم اتكلم معاكى 
أطرق آيات برأسها قليلا ثم نظرت اليه قائله بصوت خاڤت 
أيوة
قالك ايه 
لاحت العبرات فى عينيها وقالت 
قالى انه اتغير وتاب وان ربنا بيقبل التوبة وانه عايزنى أسمحه على كل اللى عمله
أطرق كريم برأسه شاردا ثم نظر اليه وقال 
وقولتيه ايه 
هزت كتفيها وقالت 
قولته مش هقدر أسامحه
تنهد كريم قائلا بضيق 
هتكلم معاه .. أنا لا عايزه يتكلم معاكى ولا يقرب منك
قالت آيات بتوتر
هو اتكلم معايا بإحترام يعني مضايقنيش .. أقصد يعني متتخانقش معاه
نظر اليها كريم متأملا وهو يقول 
أنا ما قولتش هتخانق معاه .. أنا قولت هتكلم معاه
ربت على كتفها قائلا 
متضايقيش نفسك انتى .. ماشى
أومأت برأسها وابتسامه صغيرة على شفتيها .. تنحنح كريم وبدا عليه التردد .. نظرت اليه قائله 
فى حاجة
ابتسم بخجل قائلا 
يعني كنت عايز أسألك عن حاجة كدة
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله 
اسأل
أخفض من صوته وهو يقول 
انتى و إيمان صحاب من زمان 
قالت آيات بإستغراب 
إيمان .. أيوة من 4 سنين تقريبا .. بتسأل ليه 
قالت بنفس النبرة الخافته 
ورأيك فيها ايه 
ضاقت عيناها وهى تجيب بحيرة 
رأيى فيها ازاى يعني 
يعني رأيك فيها يا آيات .. انتى مش صحبتها يبقى أكبد فى رأى محدد مكوناه عنها
قالت آيات مبتسمه بخبث 
آه .. بصراحة هى بنت محترمة أوى وطيبة أوى وحنينة أوى .. وډمها خفيف .. عايز تعرف ايه تانى 
ابتسم كريم قائلا 
لا خلاص كفاية كدة
اتسعت ابتسامتها وهى تقول بخبث 
لكن ما قولتليش يعني بتسأل ليه
ضحك قائلا 
هتشتغليني يا بنت انتى .. يلا على شقتك
ضحكت قائله بعتاب 
آه ماشى ما أنا فى البتاع مدعيه وفى البتاع التانى منسيه
لا متقلقيش هتبقى مدعيه ان شاء الله
هتفت بسعادة كالأطفال 
بجد يا كريم يعني .........
كمم فمها بكفه وقال 
ششششش متخلينيش أندم انى قولتك .. اسكتى خالص لحد ما اتكلم مع باباها الأول .. ميصحش هى تعرف قبلهم
هتفت بسعادة 
طيب خلاص ماشى مش هقول حاجة .. بس كلمه بسرعة عشان مش هقدر أتكلم فى نفسى كتير
أطلق كريم ضحكة عالية وهو يقول 
هتقولولى ده انتوا الستات مبتتبلش فى بوقكوا فوله .. تعرفى المثل اللى بيقول لو عايزة تنشرى خبر قوليه لواحدة ست وقوليلها انه سر .. تلاقيه انتشر زى الڼار فى الهشيم
ضړبته فى كتفه بقبضتها وهى تقول 
بس أحسن لما تيجي تسألنى عنك أطلع فيك القطط الفطسانه
ابتسم قائلا 
وأهون عليكى يا آيات .. خلاص أنا هسيبك لضميرك
قالت آيات وهى تنظر اليه والفرحة فى عينيها لا تستطيع اخفائها 
بجد أنا فرحنه أوى .. ربا يتمملك بخير يا كريم .. انت تستاهل كل خير .. و إيمان والله بنت محترمة أوى مش هتلاقى أحسن منها
أومأ برأسه وابتسم قائلا 
هستخير الأول ونشوف ربنا هيختارلنا ايه
عاد آدم الى الشاليه قائلا لأمه وهو يقبل يديدها ورأسها فى سعادة 
باركيلى يا ماما .. بركة دعاكى لقيت شغل تانى
ابتسمت أمه فى سعادة قائله 
بسم الله ما شاء الله .. ربنا يرزقك يا ابنى وينولك كل اللى فى بالك
اتسعت ابتسامته وهو يقول 
كلمت أستاذ فؤاد صاحب قرية الماسة اللى جمبنا .. والحمد لله واقف انى أشتغل فى القرية .. ووافق كمان على شغل زياد
تلاشت ابتسامة أمه وهى تقول بعتاب
قرية سياحية تانى يا ابنى .. ده أنا مبقتش بحب أطلع بره الشاليه من المناظر اللى بشوفها
قال آدم وهو يجذبها من ذراعها ليجلسها بجواره 
لا متقلقيش القرية دى حاجة تانية خالص .. مش هتلاقى فيها اى حاجة من اللى كنتى بتشوفيها هنا .. بجد قرية محترمة جدا ومديرها راجل محترم أوى
ابتسمت بخبث وقالت 
آه طبعا مين يشهد لمدير القرية غيرك
اختفت ابتامة آدم وظهر الحزن عى ملماحه .. نظرتا ليه أمه بإهتمام وقالت 
فى حاجة يا ابنى
تنهد آدم بأسى وقال وهو مطرقا برأسها وقد شبك أصابعه فى بعضها بتوتر 
اتكلمت مع آيات النهاردة واحنا فى القاهرة
وقالتلك ايه 
هز رأيه بأسى وهو يقول 
قالتلى مش ممكن أسامحك
ربتت أمه عى ظهره وقد ظهر الحزن فى عنيها .. وقالت 
معلش يا ابنى مفيش حاجة بتيجي بالساهل .. لازم الواحد يتعب ويشقى عشان يوصل للى هو عايزه
أومأ آدم برأسه صامتا .. فقالت بحماس 
متقلقش أنا هتصرف
الټفت اليها قائلا بإستغراب 
هتتصرفى ازاى يعني 
مش انت بتقول انك هتشتغل فى القرية بتاعتهم .. يعني أكيد هتمشى من هنا ونروح نعد فى القرية التانية .. يعني أكيد هنتقابل أنا وهى .. أنا بأه هعد معاها وهتكلم معاها يمكن أعرف أحنن قلبها عليك
نظر اليها آدم بلهفه وقال 
بجد يا ماما .. ربنا يكرمك يارب
ربتت على ظهره وقالت مبتسمه 
متشلش هم أنا هتصرف
وقفت أسماء غير منتبهه لذلك الشاب الذى يقف على بعد خطوات منها ويلقى عليها بنظرات متفحصة من رأسها الى أخمص قدميها .. كانت تمسك فى يدها احدى الأورق تتفحصها بعناية .. بدأ الشاب فى الإقتراب منها قائلا 
لو سمحتى هو الأتوبيس بيعدى من هنا 
نظرت اليه ببرود وقالت 
خفه
ابتسم بينما يقترب منها أكثر وقال 
طيب قوليلى انتى حلوة على طول كدة ولا بالنهار بس 
فجأة استمعا صوتا من خلفهما يصيح 
لم نفسك يله
الټفت كلاهما .. خفق قلبها عندما وجدت على قادما خلفها يرمق الشاب بنظرات غاضبة .. الټفت اليه الشاب ببرود وقال 
حد كلمك يا كابتن
هتفت أسماء پحده 
على فكرة دة نائب مدير القرية يعني لو متحركتش من هنا بنفسك هيجيب السيكيوريتي يحركوك
نظر الشاب اليهما شزرا ثم غادر بصمت .. التفتت أسماء تنظر الى على مبتسمة وهى
تم نسخ الرابط