رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
حب النبي وحب الصحابة وحب أمهات المؤمنين .. نربيهم ونعرفهم ان قدوتهم فى الحياة مش الخطيب ومنيب .. لا قدوتهم عمار بن ياسر .. عمر بن الخطاب .. بلال بن رباح .. وعائشة وحفصة وأم حبيبة وفاطمة الزهراء .. نفسى يشربوا الدين ده من صغرهم ويكونوا نبته طيبة .. نفسى يغيروا فى الدنيا وفى البلد دى مش زى ما جم زى ما راحوا .. نفسى أفيد ديني وأفيد بلدى وأطلع ولادى شايلين هم دينهم وهم بلدهم على كتافهم .. مش كل همهم هو أكل وشرب ونوم
هتساعديني على ده يا إيمان
أومأت برأسها وقالت بتأثر
أيوة يا كريم .. هساعدك على ده
قبل كريم يديها وقال وهو ينظر اليها مبتسما
وأنا أوعدك انى أكون خير زوج ليكي .. أكيد هتمر علينا مشاكل مش هتبقى حياتنا كلها عسل فى عسل .. بس أوعدك على الأقل لما تهب علينا الريح .. انى أتقى ربنا فيكي .. زى ما أنا عايزك توعديني انك تتقى ربنا فيا
أوعدك ان مهما مر علينا من مشاكل .. هتلاقيني قبل ما تنام بقرب منك وبقولك لا أذوق غمضا حتى ترضى .. مش هسيبك فى يوم تنام وانت ڠضبان عليا
عادت سمر الى العيادة فوجدت عاملة النظافة تنظف المكتب فبحثت عن هاتفها فوق المكتب وهى تقول
مشفتيش موبايلى بيتهيألى كنت سايباه هنا
لا يا دكتورة والله مشفتوش
قالت سمر بحيرة ممزوجة بالضيق
أمال هيكون راح فين بس
اتجهت الى البالطو الأبيض المعلق على الشماعة بجوار المكتب ودست يدها فى جيبه لتظهر ابتسامة على شفتيها وهى تقول
الحمد لله لقيته
رن جرس الهاتف الموضوع فوق المكتب .. فالتقطت السماعة .. كانت احدى الأمهات تسألها عن طفح جلدى آلم بصغيرها .. جلست سمر فوق مكتبها تجيب على أسئلة المرأة بصبر .. خرجت عاملة النظافة من المكتب .. وفجأة أظلم كل شئ .. فصاحت سمر وهى تضع يديها على سماعة الهاتف
أتاها صوت المرأة وهى تصيح قائله
بدور أهو يا دكتورة
عادت لتكمل حديثها مع الأم عبر الهاتف .. فجأة سمعت صوت صړاخ المرأة بالخارج .. فهبت واقفة وسقطت السماعة من يديها .. نادت المرأة فلم تجيبها .. وضعت يدها على قلبها وهى تمتم بصوت مرتجف
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ايه اللى حصل
قالت المرأة الباكية
واحد خبطنى على راسى وفجأة لقيت الڼار حوليه حطيت بطانية حوليا وخرجت و ........
لم تستطع أن تكمل حديثها فقد سقطت مغشيا عليها .. حملها على وتوجه بها مسرعا الى أحد الأطباء المقيمين فى القرية لحين حضور الإسعاف .. نظر كريم الى زياد بقلق وهو يقول
أنا خاېف يكون فى حد جوه
قال زياد بلهفة وهو يرتدى احدى المعاطف الواقية ويعطى آخر ل كريم
تعالى نشوف قبل ما الڼار تمسك فى المكان أكتر من كده
دخل كلاهما .. كانت النيران تشتعل من الجدران وكأن أحدهم سكب عليها سائل سريع الاشتعال .. لم تكن النيران قد وصلت الى الأرضية فاستطاعوا المرور دون صعوبة كبيرة .. أخذا ينظران فى الغرف التى سدت فتحاتها بالنيران وهما يصيحان
فى حد هنا
فجأة سمعا صوت سمر التى صړخت باكيه
أنا هنا
وقف كريم و زياد أمام مدخل الغرفة المشتعل وتلك النيران التى تفصلهما عن سمر التى وقفت خلف المكتب باكية العينين ضامة قبضتيها الى بعضهما البعض واضعة اياهما فوق صدرها .. كانت ترتجف كورقة فى مهب الريح .. فصاح زياد فى كريم
خليهم يحطوا مرتبة تحت الشباك بسرعة يا كريم
رجع زياد الى الخلف وأحاط نفسه بالبطانية بإحكام ثم اندفع داخل الغرفة ليقف فى وسطها .. توجه كريم مسرعا لإحضار المرتبة .. كانت سمر ترتجف بشدة .. فنظر اليها زياد قائلا
لا أبوس ايدك اوعى يغمى عليكي دلوقتى .. متخفيش الڼار بعيد عنك
الټفت ينظر الى مدخل الغرفة والذى أكلته النيران المسعورة حتى أصبح من الصعب الخروج خاصة وقد ازداد اشتعال الممر بالنيران .. فتح زياد النافذة التى تقع خلف المكتب ونظر الى الأسفل .. لحظات ووجد كريم يحضر مرتبة ووضعها أسفل الشباك وأحضر بعض الرجال مرتبة أخرى .. الټفت الى سمر قائلا
يلا نطى انتى الأول
نظرت سمر من النافذة وهى تصيح باكية
انت بتهرج مش هعرف أنط
نظر الى الأسفل ليجد الرجال أحضروا المزيد من المراتب حتى تستطيع امتصاص صدمة سقوطهما .. جذبها زياد بإصرار فى اتجاه النافذه وهو يهتف
يلا يا بنتى الڼار هتطولنا
قالت وهى تبكى
أنا خاېفة
قال لها وهو ينظر الى الأسفل
متخفيش مش هيحصلك حاجة .. عارفه لعبة السوست اللى الأطفال بتتنطط فوقيها .. تخيلى انك بتلعبيها معاهم
نظرت اليه سمر بمزيد من الدهشة والغيظ وهى تهتف
لعبة السوست .. انت بتستهبل
صړخ فيها زياد قائلا
يا ربى على لت الحريم .. اخلصى الڼار هتطولنا
نظرت الى النافذة .. ثم بمساعدة زياد تمكنت من الوقوف فوقها ثم .. أغمضت عينيها لتقول الشهادتين وتقفز من النافذة مع صيحة إيمان الواقفة فى الأسفل
سمرررر
أسرعت الفتيات بمساعدة سمر على النهوض .. نظرت اليها إيمان الباكية وهى تهتف بلوعة
سمر انتى كويسة
أومأت سمر برأسها وهى مازالت لا تصدق أنها نجت من المۏت المحقق .. التفتت تنظر الى زياد الذى وقف فوق الشرفة يتابعها بعينه الى أن تأكد من سلامتها .. ثم يقفز ليصيح پألم
آآآآآآآآآآآآآآآه
التوت ذراعه أسفل جسده .. اقترب منه كريم وبعض الرجال .. صاح بلهفه
انت كويس يا زياد جرالك حاجة
أمسك زياد ذراعه وهو يهتف پألم
حسبي الله ونعم الوكيل .. مرتبة دى ولا صبة أسمنت .. انتوا منجدينها بإيه يا ظلمه
ساعد كريم زياد على النهوض فى تلك اللحظة أقبل آدم وهو ينظر الى صديقه فى لوعة قائلا
زياد ايه اللى حصل .. ايه اللى بهدلك كده
قال زياد وهو ممسك بذراعه ويأن ألما
أنا كويس كويس .. متقلقش بس شكلى هحتاج أجبس
ساعده آدم على ركوب سيارته ثم أخذ منه المفتاح وانطلق به الى المستشفى بينما انهمك كريم مع الرجال فى اطفاء الحريق !
قالت إيمان بأسى
يا عيني شكل الأستاذ زياد ايده اتكسرت وهو بينط .. دكتور آدم خده على المستشفى
هتفت سمر وقد تذكرت فجأة المرأة التى كانت تنظف الكتب
كان فى ست معايا فى العيادة هى بتنضف .. متعرفوش طلعوها ولا لأ
طمأنتها إيمان قائله
آه متقلقيش طلعوها و على خدها على المستشفى .. كريم قالى ان دماغها اتفتحت وقالت ان فى حد خپطها على دماغها .. عامة هو قالى ان البوليس بيحقق دلوقتى وانهم أكيد هيطلبوا شهادتك انتى وهى و الأستاذ زياد
هتفت أم سمر
مش النهاردة البنت أعصابها تعبانه .. بكرة ان شاء الله يبقوا يسألوها اللى هما عايزينه
فى المستشفى هتف آدم پغضب
عاصى الكلب .. أنا واثق ان هو اللى وره اللى بيحصل ده
قال زياد وهو يئن ألما أثناء تجبير ذراعه
آآآآه .. الله يحرقه .. هى وصلت لحړق عيادة الاطفال .. ده بجد راجل تيييييييييييييييييت
زفر آدم پحده وهو يقول
طبعا اټجنن بعد ما شاف نجاح الماسة .. هو كده أعوذ بالله انسان مؤذى
هتف زياد بعدما انتهى الطبيب من تجبير ذراعه .. وقد أخذ يتحسس ذراعه بأسى
أنا مش بس دراعى اتكسر .. لأ أنا كمان كرامتى اتبعترت .. بأه البنت تنط وتنزل صاغ سليم .. وأنا يااللى شحط وأد النخلة أنزل مدشدش كده
نظر اليه آدم مبتسما على الرغم منه .. فأكمل زياد مغتاظا
لأ وأقولها متخفيش نطى .. متخفيش مش هيحصلك حاجة .. وأنا اللى وقعت على جدور رقبتى زى الجردل
ضحك آدم ضحكة مكتومة وهو يقول
معلش تعيش وتاخد غيرها
يلا .. المهم ان محدش حصله حاجة
تنهد آدم قائلا
أيوة الحمد لله .. والست كمان كويسة خدت كام غرزة فى راسها بس الحمد لله مفيش لا شرخ ولا حاجة
ثم قال بصرامة
أما نشوف آخرتها مع الزفت اللى اسمه عاصى ده !
اجتمعوا جميعهم فى مكتب كريم مساءا لبحث هذا الأمر الجلل الذى ېهدد عملهم وسمعة القرية .. بإستثناء أسماء التى اعتذرت عن حضور الإجتماع والتى لاحظ على غيابها .. أصر آدم على أن هذه الأفعال لن تخرج الا من يد عاصى .. كان القرار الذى توصلوا اليه هو زيادة الحراسة ووضع كاميرات المراقبة فى زوايا متفرقة فى أنحاء القرية الى حين وصول الشرطة الى معلومات جديدة فى القضية
انتهى الإجتماع وكل منهم شارد فيما أصاب القرية بالأمس وفيما يمكن أن يفعله عاصى ! .. أعطى كريم مفتاح السيارة ل آيات و إيمان قائلا
استنونى فى العربية عشان نروح المشوار بتاعنا
كانت إيمان قد طلبت بعض المستلزمات للصالة الرياضية و اقترح كريم خروج آيات معهما والتى لا تخرج من القرية أبدا فأراد أن يرفه عنها قليلا .. خرجت الفتاتان من المكتب فقالت إيمان وهى تشير الى بقعه عصير على ملابسها
عايزة أروح أغير هدومى الأول مش معقول هخرج كده
قالت آيات بوهن
أنا هلكانه مش هقدر آجى معاكى ..
متابعة القراءة