رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
فى حاجات كتير
ابتسم مدحت وقال
تعرفى ان دى المرة الأولى اللى تعترفى فيها انك غلطتى فى حقى
التفتت اليه پحده وقالت
ودى برده المرة الأولى اللى تعترف فيها انك غلطت فى حقى
اختفت ابتسامته وقال بجديه
بصى يا مديحة أكتر حاجة بيكرهها الراجل هو انه يلاقى مراته واقفاله الكلمة بالكلمة .. دى حاجة بتستفز أى راجل .. أى نعم أنا عصبي ولما بزعل ببقى غبي .. بس انتى برده بتنرفزيني يا مديحة وبتخرجيني عن شعورى .. فى مواقف كتير ممكن تحتويها بهدوء .. من غير ما تعندى معايا ومن غير ما تتحديني
بس انت لما بتتعب يا مدحت مش بس بتكون غبى انت بتكون عڼيف جدا .. مفيش ست تقبل
قال مدحت پحده
ما هو انتى بعنادك اللى بتنرفزيني لدرجة انك بتخليني أمد ايدي عليكى
صاحت پغضب
تنهد مدحت بقوة وقال
اظاهر اننا مش هنعرف أبدا نبقى زى أى اتنين متجوزين بيتكلموا مع بعض بإسلوب محترم
قال ذلك ودخل الى الغرفة وترك مديحة وعيناها غارقه فى بحر دموعها
لكن صوتها كان أضعف من أن يصل الى السائق أو لأحد الركاب .. نظرت بفزع الى الحافلة التى ابتعدت تماما ... توقفت على الجرى وهى تلهث .. نظرت حولها الى الليل الذى بدأ فى الهطول .. أخذت تلهث بشدة .. وهى تحاول تهدئه خفقات قلبها المضطرب
أطل آدم برأسه من الممر الفاصل بين جانبي الحافله .. لم يتمكن من رؤيتها فوق مقعدها .. ظنها نائمة ولربما تستند برأسها بزاوية مائلة لذلك لم يتمكن من رؤية رأسها أعلى المقعد .. عاد يسند ظهره الى مقعده .. كان يعلم بأن الفوج سنقيم الى رجال ونساء وأنه لن يتمكن من رؤيتها طويلا .. لكنها أراد أن يكون معها .. فما كان يطيق البقاء فى القرية وهى ليست موجودة بها .. أخذ يحاول رؤيتها مرة أخرى دون جدوى .. تسرب اليه الشعور بالقلق .. على الرغم من ان الوضع يبدو طبيعيا .. قام من مقعده ليصعق عندما وجد مقعدها فارغا .. قال للمشرف الجالس فى الجهه الأخرى
الټفت زميلها الذى كان يسند رأسه الى زجاج الحافله .. ونظر الى مقعدها الفارغ ثم قال بدهشة
معرفش
هتف آدم بالسائق
اوقف لو سمحت
الټفت السائق ينظر الى آدم بدهشة .. فرخ به
بقولك اقف
نزل آدم من الحافلة وهو ينظر حوله .. قال المشرف على الرحلة بقلق
أكيد نزلت لما كنا بنغير العجلة ومخدناش بالنا انها مركبتش
ازاى يعنى مخدتش بالك .. هى مش مشرفة معاك على الرحلة .. ازاى مخدتش بالك انها مش أعده فى الكرسى بتاعها
أطرق الرجل برأسه ولم ينطق ببنت شفه .. أمره آدم وهو يبدو فى قمة قلقه
لازم نرجع ندور عليها
صعد آدم ليطلب من السائق العودة مرة أخرى لكن السائق فاجئه بإقتراب نفاذ الوقود .. فلن يكفى للعودة مرتين .. أخذ آدم يسب بخفوت وهو يشعر بالحنق الشديد .. نظر الى المشرف وقال
روح انت عشان السياح اللى معانا .. وابعتلى حد بأى عربية
قال ذلك ودون أن يعطيه فرصة للرد نزل من الحافلة وانطلق يعدو بأقصى سرعته فى عكس اتجاه سير الحافلة .. ظل يردد بلسانه
يارب .. يارب
شعر بخوفه يتصاعد خاصة بعدما أسدل الليل أستاره .. أخذ يفكر فى آيات التى حتما هى خائڤة الآن .. زاد من سرعة عدوه وكأنه يسابق الزمن !
نظرت آيات حولها بفزع وقد هبط الظلام ليسود المكان .. لولا القمر المضى فى السماء لما تمكا الفزع
شعرت آيات بخۏفها يتصاعد فأخذت تردد بعض الآيات بصوت عالى .. يتسرب صوتها المرتجف بالتلاوة الى أذيها لتشعر بشئ من الطمأنينه .. وكأن صوتها يونسها .. ظلت واقفة فى مكانها تلف حولها بين الحين والآخرة .. آملة أن ينتبهوا الى اختفائها .. بعد مضى ما يقرب من ساعة من العدو المتواصل .. تمكن آدم أخيرا من العثور عليها .. واقفة كالغزال الشارد فى عرض الطريق .. ابتسم قائلا
الحمد لله .. الحمد لله
صاح قائلا
آيات
التفتت تنظر اليه .. لمعت الدموع فى عينيها وهى تنظر اليه بلهفة .. كالغريق الذى وجد طوق نجاته .. ابتسمت وهى تشعر بالسعادة الشديدة لرؤيته .. اقترب منها بأنفائه المتقطعة وقف أمامها راكعا يذع كفيه على ركبتيه يحاول ادخال المزيد من الهواء الى رئتيه التى تعبت من عدوه تلك المسافة الطويلة .. نظرت اليه قائله بصوت مصطرب
انت نزلت من الباص ليه
اعتدل واقفا وهو لايزال يلهث وحبات العرق تتصبب من وجهه وهو يقول بصوت متقطع الأنفاس
نزلت أدور عليكي .. لقيتك مش موجودة على الكرسى بتاعك
نظرت اليه بأعين دامعة .. فابتسم فى وجهها وقال
متحفيش .. هيبعتولنا حد بالعربية .. متخفيش
أومأت برأسها .. اتسعت باتسامته وهو يتأملها بحب قائلا
كنت فاكر هاجى ألاقيكى مڼهارة وبتعيطى
أطرق برأسها وهى تقول
أعدت أقرأ قرآن .. بس برده كنت خاېفة جدا
قال بحنان بالغ
متخفيش يا آيات أنا معاكى
تحاشت النظر اليه وابتعدت عنه بضع خطوات لتجلس على صخرة كبيرة فوق رمال الصحراء الباردة .. اقترب منها آدم وجلس على الأرض أمام الصخرة .. تحاشت آيات النظر اليه .. بينما أخذ يتأملها بحب وحنان جارف .. ثم قال
أخوكى قالك
بلعت ريقها بصعوبة وقد فهمت مقصده .. أومأت برأسها دون أن تنظر اليه .. قال لها وهو يتأملها متفحصا
وردك ايه .. ممكن اعرفه دلوقتى
صمتت .. طال صمتها .. وهى تنظر الى الرمال التى تلعب بها بطرف حذائها .. وهو ينظر اليها لا يحيد نظره عنها .. وأخيرا قالت بصوت خاڤت لا يكاد يكون مسموعاك
مش قادره أنسى
صمت آدم .. شرد .. أمعن التفكير .. وأخيرا نظر اليها قائلا
والمفروض دلوقتى انى أقولك خلاص يا آيات معدتش هضايقك تانى
ثم قال بحزم
لا يا آيات مش هقول كده .. هقولك فكرى تانى وتالت ورابع .. أنا مش هيأس الا فى حالة واحدة انتى عارفاها كويس
ثم قال
مش هيأس الا اذا اتخطبتى لغيرى .. ساعتها بجد هشيلك من قلبى وهنساكى
ظلت مطرقة برأسها .. فنظر اليها پألم قائلا
حتى مش عايزه تبصيلي .. للدرجة دى مش طايقانى
بللت شفتها بلسانها .. ثم قالت بصوت مضطرب دون أن تنظر اليه
لا مش كده .. بس .. مش عايزه اعمل حاجة حرام
ظل آدم ينظر اليها للحظات .. ثم .. أطرق برأسه هو الآخر .. التفتت تنظر جانبا فى عكس الإتجاه الذى يجلس فيه .. صمت آدم لبرهه ثم ما لبث أن ارتسمت ابتسامه حانيه على ثغره وقال وهو مازال مطرقا برأسه
معاكى حق .. لازم نتقى ربنا عشان ربنا يباركلنا
اندهشت لكلامه فلو تسمعه من قبل يتحدث على هذا النحو .. لم تلتفت لكنها أرهفت أذنيها بشده .. سمعت صوته الذى بدا عليه الارتياح والفرح وهو يقول
مادمتى خاېفة تبصيلي وتغضبى ربنا يبأه أكيد انتى خاېفه ربنا ينزع البركة بينا زى ما نزعها قبل كده .. مش كده يا آيات
ظلت محتفظة بصمتها .. فاتسعت ابتسامته وقال وهو يقف وعينيه على الطريق أمامه
معاكى حق .. ما عند الله لا ينال الا بطاعته
وقف ينظر فى الاتجاه الآخر .. يجاهد نفسه بصعوبة ألا يغضب ربه ب .. نظرة .. يصوبها الى حبيبته الجالسه أمامه .. ارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيها وقد أسعدتها كلماته التى لم تتوقع يوما أن تصدر من آدم .. التفتت تنظر اليه لتجده واقفا أمامها ينظر الى الإتجاه الآخر .. أشاحت بوجهها لتنظر فى الإتجاه المعاكس .. أخذت تتسائل بداخلها .. عن هذا التغير الذى تراه فى سلوكه .. أتصدق مشاعرها وأحاسيسها .. أم تظل محتفظة بخۏفها وقلقها .. تنهدت وهى تمتم
يارب انت أعلم بنفسى منى .. اهديني للطريق اللى فيه خير ليا
اتصلت إيمان ب كريم لتقول فى قلق بالغ
آيات لسه مرجعتش يا كريم أنا قلقانه عليها أوى خاېفة يكون ابن عمها خطڤها
قال بقلق
ازاى يعني لسه مرجعتش .. طيب اقفلى
اتصل كريم ب
متابعة القراءة