رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
ما أملكش من الدنيا دى أى حاجة .. العربية بعتها زى ما قولتلك .. وما أملكش غير مرتبى اللى بقبضه من القرية .. واللى جزء منه بيطلع كل شهر لدين قديم فى رقبتى بسبب شغلى اللى خسرته مع عاصى وأبوه .. يعني أنا حتى مش هقدر دلوقتى أجيبلها شبكة .. ولا هقدر أوعدها ببيت كبير وعفش غالى .. مش فى امكانياتى دلوقتى
صمت وأطرق برأسه بأسى ثم نظر اليه قائلا وهو يعقد جبينه بقوة
ثم أشار الى قلبه قائلا
وده
نظر اليه كريم قليلا ثم قال
وأنا لامس صدق توبتك دى يا دكتور .. بس القرار فى ايد آيات
أومأ آدم برأسه قائلا
وأنا هنتظر ردها
دلف مدحت بسيارته بوابة القرية .. أخذت مديحة تتطلع الى ما حولها تبحث عيناها بلهفة عن ابنتها أسماء .. اتصل مدحت بها ليعلمها بوصولهما فوصفت له الطريق الى البناية التى تقيم بها .. نظرت من الشرفة واتسعت ابتسامتها وهى ترى سيارة والدها مقبلة فى اتجاه البناية .. دخلت مسرعة وأخذت طرحة لفتها على شعرها كيفما اتفق ونزلت مسرعة وقلبها يخفق بقوه لا تتحمل تلك الثوانى التى تفصلها عن أحضانهما .. أوقف مدحت سيارته بمجرد أن لمحها تخرج من البوابه .. خرجت مديحة مسرعة من السيارة وأقبلت عليها تأخذها فى أحضانخا لتروى اشتياقها وحنينها اليها .. بكت أسماء فى أحضان والدتها . حولها هكذا .. لا تتذكر متى آخر مرة أسندت وجنتها الى هذا الصدر الحانى .. لم تكن أسماء بعناقها تروى اشتياق الفترة الماضية فحسب .. بل كانت تروى اشتياق سنوات من الجفاف العاطفى .. أبعدتها أمها لتنظر اليها بأعينها الدامعة وهى تقول
قالت أسماء بصوتها المرتجف
وانتى كمان يا ماما وحشتيني أوى
تشعر بإنتفاض جسده لقوة بكاؤه .. كانت الدموع تتساقط من عينيها لكن البسمة مرتسمه على ثغرها فى ثبات .. فى تلك اللحظة شعرت بأن لها قيمة .. بأن وجودها له معنى .. بأن لها من يفتقدها ويشعر بإشتياق الى وجودها فى حياته .. لم تكن سعادتها بالغة لرؤيتهما فحسب .. بل لشعورها بأنها شخصا مهما فى حياتهما
شعرت آيات بيدا تحيط بكتفيها فانتفضت والتفتت لتجد كريم مبتسما .. وضعت يدها على صدرها قائله
ضحك ضحكة خافته وقال
هيكون مين يعني اللى يجرؤ انه يحط ايده على كتفك كده
ابتسمت قائله
معرفش اټخضيت وخلاص
نظر الى الكراتين التى كانت تتفحص محتوياتها وهو يقول
طالعة بكرة مع الفوج السياحى
قالت آيات بحماس
أيوة ان شاء الله
أومأبرأسه قائلا
ممكن تسيبي شغلك شويه
أهااا
سارت معه فى اتجاه الشاطى وهو مازال لافا كتفيها بذراعه .. نظرت اليه آيات قائله
نظرت اليها مبتسما وقال دون أن يتوقفا عن السير
طيب عايزك فى ايه
نظرت أمامها وقالت
هتسأنى عن رأيى فى طلب أحمد
مممممم ايه رأيك فى طلب أحمد
توقفت آيات عن السير ونظرت اليه قائله
مش موافقة يا كريم
نظر اليها قائلا دون أن يبدو مندهشا لردها
توقعت كده .. بس أحب أسمع منك أسباب رفضك
أحمد من أيام من كنا فى الجامعة وأنا عارفه انه بيحبنى .. ووقتها كان الحب بالنسبة لى مهم .. مستحيل كنت أرتبط بإنسان مش بحبه .. وأنا مكنتش بحب أحمد عشان كده لما قالى زمان انه عايز يتجوزنى رفضت
ثم نظرت اليه قائله بحزم
بس دلوقتى فى حاجات تاينة أهم من الحب .. مش هتنازل عنها فى الإنسان اللى هتجوزه
ايه هيا الحاجات دى
قالت بحماس
اهم حاجة يكون انسان محترم ويعرف ربنا .. ياخد بإيدي وآخد بإيده .. نبقى احنا الاتنين طوق نجاة لبعض .. أحس انه بيحبنى وخاېف عليا .. مقصدش الحب الرومانسي اللى كله كلام جميل .. لأ أقصد انه يحبنى بتصرفاته قبل ما يقولهالى بلسانه .. احس انه خاېف عليا من الڼار .. وانه بيبعدنى عن كل حاجة غلط وبيصلح من تصرفاتى .. عايزه همنا يبقى واحد .. ازاى نرضى ربنا ونقرب منه .. عايزاه ېخاف من ربنا وېخاف يغضبه مش واحد عايش فى الدنيا كده وخلاص مش عارف هو اتولد ليه ولا عارف هو عايش ليه
اتسعت ابتسامة كريم وهو ينظر اليها بإعجاب قائلا
متتصوريش يا آيات أنا فرحان بيكي أد ايه .. ربنا يهديكي كمان وكمان
ابتسمت وهى تنظر اليه قائله
يعني معايا حق أرفض أحمد
معاكى حق ترفضى كل اللى يخالف أحلامك دى .. لان اللى بتقوليه هو مواصفات الرجل الصالح اللى أتمناه لأختى
أطرقت آيات برأسها فباغتها كريم بقوله
دكتور آدم طلب ايدك منى
رفعت رأسها بحدة تنظر اليه وقد اتسعت عيناها دهشة وألجم لسانها .. ازداد ارتفاع وهبوط صدرها .. أكمل كريم
شرحلى ظروفه .. هو دلوقتى يعتبر هيبدأ حياته من السفر .. وعربيته باعها عشان يسدد دين فى رقبته .. وبيقول انه مش هيقدر يقدملك دلوقتى غير دبلتين
قالت بإقتضاب
وقولتله ايه
قولتله هقولها وانتظر الرد مننا
انفلعت آيات قائله
انت ازاى يا كريم تقوله كده .. كان المفروض تقوله لأ مش هيحصل مش ممكن أختى ترتبط بيك
سألها كريم بهدوء
ليه
قالت بإنفعال
ليه .. مش عارف ليه .. عشان الدكتور الغير محترم .. زانى .. تقبل ان أختك تتجوز واحد كده .. أصلا مينفعش أتجوزه لان ربنا بيقول الزاني لا ينكح إلا ژانية أو مشركة .. وأنا مش كده .. فمينفعش أنا وهو نتجوز
قال كريم بهدوء
الآية دى متنطبقش على آدم
نظرت اليه بدهشة وصاحت
ازاى يعني متنطبقش عليه .. ما انت عارف اللى عمله يا كريم وهو أكدلى الكلام ده بنفسه
قال كريم بحزم
آدم بمجرد ما تاب ورجع لربنا سقطت عنه صفة الژنا .. يعني خلاص خرج من الآية اللى اصلا تفسيرها غير ما انتى فاهمة بس ده مش موضوعنا دلوقتى
قالت آيات بعناد
بس ربنا بيقول والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا ېقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العڈاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ... انت تقبل انى أتجوز واحد كده
رفع كريم حاجبيه قائلا بتحدى
كملى الآيات يا آيات .. كمليها
صمتت .. فأكمل عنها قائلا
إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .. مش كده .. مش هى دى الآية اللى بعدها
صمتت آيات وقد أطرقت برأسها فى شرود .. فقال كريم
أنا لا بقولك وافقى عليه ولا بقولك ارفضيه .. بقولك استخيرى واللى انتى هتقرريه هيكون .. انا مستحيل أغضب عليكي واحد انتى مش عايزاه
نظرت اليه آيات بحيرة وقالت
انت رأيك فيه ايه .. تاب بجد .. اتغير بجد
قال كريم بثقه
آيات أنا بقدر أفهم اللى أدامى بسهولة .. لو مكنتش حسيت انه انسان كويس كنت رفضت فورا من غير ما أرجعلك
تركها كريم وسط حيرتها وشرودها .. لا تريد أن تخطئ الإختيار هذه المرة .. لا تنظر مشاعرها التى تحركت من سباتها .. لكنها لن تفعل كالمرة الأولى وتنساق خلف مشاعرها دون تحكيم عقلها .. تريد أن تتأكد من أنه لن ېجرحها مرة أخرى .. تريد أن تتأكد من أنه فارسها المفقود !
سألتها إيمان
وبعدين ناوية على ايه .. هتكملى شغل فى القرية ولا هترجعى معاهم
قالت أسماء بحيرة
بصراحة لسه مقررتش .. مش عارفه
قالت آيات بحنان
استخيرى ربنا .. وان شاء الله أى ان كان اختياره هيكون خير ليكي
أومأت أسماء برأسها وقالت
ماشى هستخير بس ابقى اكتبيلى دعاء الاستخاره فى ورقة عشان مش حفظاه
قالت لها سمر
يا بنتى سهل جدا .. اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب .
اللهم إن كنت تعلم وتقولى الحاجة اللى بتستخيري ربنا عشانها خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي .
وإن كان هذا الأمر شړا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني وأصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضتي به
سألتها أسماء
وأصليها ازاى
قالت سمر
عادى زى الصلاة العادية ركعتين وبتقولى الدعاء ده بعد التشهد الأخير وقبل ما تسلمى .. أو ممكن تقوليه بعد ما تسلمى من الصلاة
أومأت أسماء برأسها .. قالت إيمان ل آيات
طالعة بكرة مع الفوج السياحى
أومأت آيات برأسها وقالت
أهاا
سألتها سمر
طالعين فين
قالت آيات
جبل عتاقة .. الفوج اللى طالع رجاله وستات .. فقولنا يكون فى 2 دليل .. راجل عشان يتعامل مع الرجالة .. وبنت عشان الستات يتعاملوا معاها برحتهم
ثم قامت قائله
فكرتونى .. هقوم أجهز شوية حاجات كده عشان أخدها معايا بكرة ان شاء الله
دمعت عينا مديحة وهى تقول لزوجها
قصرت كتير أوى فى حقها .. حسه بإحساس فظيع .. حسه بجد بإحساس بشع
نظر اليها مدحت قائلا
أنا كمان قصرت معاها كتير .. محستش ان عندى بنت الا لما راحت منى
ثم قال
وقصرت معاكى انتى كمان
التفتت تنظر اليه .. كانت تلك هى المرة الأولى التى تجده معترفا بتقصيره تجاهها .. فأكمل وهو مازال يتطلع اليها
عارف انى غلطت كتير .. وان أى مشكلة بتحصل كنت بكبر دماغى وأشوف مزاجى بره .. مفيش مرة أعدت معاكى وحاول أحل المشكلة بهدوء
قالت وهى على وشك البكاء
أنا كمان غلطت
صمتت والدموع تتساقط من عنييها .. فقال بحنان لم تألفه
غلطتى فى ايه
هزت كتفيها وتطلع أمامها قائله
متابعة القراءة