رواية ادم الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

أكتر
ابتسمت وقد شعرت بالراحة والحماس 
ان شاء الله هكون زى ما انت حابب
اقترب منها بوجهه هو ينظر الى عينيها بعمق قائلا 
ودى حاجة تفرحنى
ابتسمت بخجل وشرعت فى تناول طعامها هى الأخرى .. نظر اليها بسعادة قائلا بمرح 
بس اتطورنا عن امبارح .. يعني الحمد لله فى تقدم
ضحكت بخجل قائله 
هى أول طلعة بس اللى بتكون صعبة
ضحك هو الأخر قائلا 
ماشى
ثم نظر اليها بخبث وغمر بعينه هو يقول 
عقبال ما نفتح على الرابع
احمرت وجنتاها خجلا وأشاحت بوجهها .. سمعته يطلق ضحكة رنانه .. أسعدت قلبها وطربت لها أذنيها
عبر كريم بسيارته بوابة القرية وأوقفها أمام المبنى الذى يحوى صالة الألعاب والټفت اليها قائلا 
اشوك فى اجتماع بالليل ان شاء الله
ابتسمت قائله 
ان شاء الله
كادت أن تهم بالإنصراف لكنها عدلت عن رأسها ونظرت اليه قائله 
ممكن أسألك عن حاجة
ابتسم قائلا وهو يلتفت اليها 
آه طبعا اتفضلى
صمت قليلا تحاول البحث عن كلمات مناسبة لتصوغ عبارتها .. ثم قالت 
انت ليه اخترتنى أنا بالذات .. وبالسرعة دى .. يعني كل حاجة حصلت فجأة .. وبعدين احنا متكلمناش مع بعض ولا حاجة .. يعني ليه حسيت انك عايز تتقدملى أنا وكمان كتب كتابة مش خطوبة
نظرت اليه تنتظر جوابا لأسئلتها .. الټفت بجسده اليها ونظر اليها قائلا بجدية 
بصى يا إيمان .. أنا شخص عملى شوية .. يعني عندى واحد زائد واحد يساوى اتنين .. كنت بدور على زوجة بمواصفات معينة .. والصفات دى فعلا لقيتها فيكي .. وعشان كده مترددتش لحظة
سألته بصوت خاڤت 
ايه هى الصفات دى
ابتسم لها بحنان قائلا 
أولا انها تكون انسانه ملتزمة وعارفه ربنا وده لمسته فيكي 
ابتسمت إيمان وأومأت برأسها وقد أشعرتها كلماته بالراحة .. أمسك يديها فارتجفت بين أصابعه .. نظرت الى عينيه التى تحتويها وهو يقول 
انتى بأه وافقتى عليا ليه 
ابتسمت بخجل وقالت وهى تنظر الى يدها التى فى يده 
حسيت انك انسان محترم ومعارف ربنا .. وكمان على اتعامل معاك وشكر فى أخلاقك جدا .. وكمان آيات شكرت فيك .. واستخرت ربنا ووافقت
نظر اليها متفحصا قائلا بخبث 
بس كده .. يعني محستيش بأى كيميا خالص
توردت وجنتاها خجلا وسحبت يدها من يده
فقال بعتاب 
ماشى وأنا اللى كنت فاكرك .. بس خلاص هعمل ايه حظى كدة
نظرت اليه بأشاح بوجهه عنها .. تمتمت بحزن 
انت زعلت
لم يجيبها فقالت 
انا بتكسف على فكرة .. يعنى حتى لو حسه بحاجه مش هعرف أقول دلوقتى
الټفت اليها قائلا وهو رفع أحد حاجبيه 
ماشى .. وأنا هستنى .. كده عليكي ليا حاجتين .. الأول اعتراف مهم .. والتانى الدبلة اللى لبستها لنفسى امبارح
ضحكت فقال بمرح 
مش هتنازل عن حقى على فكرة .. خلى بالك يعني
أومأت برأسها ونزلت من السيارة .. ابتسم لها قبل أن ينطلق الى الجراح ليصف سيارته وينزل متوجها الى مكتبه
سار آدم مع والدته فى الممر الذى يحوى مكاتب الموظفين بالقرية .. توقفا أمام مكتب آيات فأشارت له أمه بالابتعاد .. ابتعد خطوات للخلف .. طرقت الباب فأتاها صوت آيات آذنا بالدخول .. شعرت آيات بالدهشة وهبت واقفة وهى ترى والدة آدم أمام الباب .. أقبلت نحوها قائله بترحاب 
أهلا وسهلا ازى حضرتك يا طنط
اقترب منها والدة آدم وأغلقت الباب وهى تقبلها قائله 
الحمد لله يا بنتى ازيك انتى
غادر آدم بعدما دخلت والدته وأغلقت الباب خلفها .. دعا الله أن تأتى تلك الزيارة بنتيجه ترضيه
أجلستها آيات على الأريكة بالمكتب وجلست بجوارها .. نظرت اليها أم آدم متفحصة .. بدت مختلفة عن ذى قبل بملابسها الواسعة الفضفاضة و حجابها الطويل ووجها النظيف الخالى من مساحيق الجميل .. تمتمت مبتسمة 
بسم الله ما شاء الله .. ربنا يفتح عليكي يا بنتى
ابتسمت آيات وهى مازات تشعر بالدهشة من تلك الزيارة .. ربتت والدة آدم على قدمها قائله 
بصى يا بنتى .. انا جايه أقولك كلمتين .. ومعلش استحميلنى واعتبريني زى أمك
قالت آيات على الفور 
طبعا يا طنط اتفضلى
قالت أم آدم 
أنا جايه أتكلم معاكى عن ابنى آدم
تجمدت ملامح آيات وهى تقول 
أنا مش حابه أتكلم عنه يا طنط بعد اذنك
قالت أم آدم بحزم 
اسمعيني ولو معجبكش الكلام ارمه ورا ضهرك ولا أكنك سمعتيه
نظرت اليها آيات بتوجس .. قالت أم آدم 
ابنى غلط غلط كبير أوى .. فى حق ربنا وفى حق نفسه وفى حقى وفى حقك انتى كمان .. بس مين يا بنتى مبيغلطش .. طول ما الانسان عايش فى الدنيا دى بيغلط وبيتوب .. وربك بيغفر ويسامح .. يبقى احنا يا بنى أدمين مش هنسامح بعض
قاطعتها آيات قائله بشئ من الحدة 
بس دى قدرات .. فى حد ممكن يسامح وحد لأ .. فى غلط ممكن الواحد يفغره وغلط لا صعب الواحد ينساه .. وحتى لو سامحت .. مش ممكن هنسى .. هفضل مچروحه منه .. والأصعب انى هفضل أحتقره .. أنا مبقتش بحترمه يا طنط .. مش قادره أحترمه
رمقتها أم آدم بحزن وهى تستمع الى مشاعرها تجاه ابنها .. فتنهدت قائله 
يا بنتى اللي عايزاكى تعرفيه ان ابنى بيحبك أوى .. والله بيحبك .. والله ابنى اتغير وبيحبك .. ده كان بيعد طول الليل قدام القپر مش عايز يمشى .. فضل يا كبدى عليه زى ما يكون هو اللى ماټ .. لا بياكل ولا بيشرب وآفل على روحه بيصلى وبيقرا قرآن
خفق قلب آيات وهى تتخيل حال آدم الذى وصفته أمه .. وهو يظن بأنها ماټت وأنه ډفنها بيده .. أكملت أمه 
لما عرف انك عايشة بقت الدنيا مش سايعاه من الفرحة .. بأه نفسه يجيلك ويتأسفلك .. ولما اتكلم معاكى وصدتيه كان بيتقطع من جوه .. والله آدم تاب يا آيات ورجع عن الطريق اللى كان ماشى فيه .. لو مكنش تاب بجد مكنش حاله اتغير لما افتكرك متى .. لو مكنش تاب بجد مكنش ساب الشغل فى القرية التانية رغم انه كان بيقبض منها فلوس أد كده .. بس هو ساب الحړام يا بنتى .. وكل ده قبل ما يعرف انك عايشة .. يعني مسبش الحړام عشانك . .لأ سابه عشان ربنا يا بنتى .. يعني تاب من قلبه بجد
نظرت اليها آيات بمزيج من الحيرة والخۏف والألم .. فربتت على قدمها قائله 
فكرى يا بنتى .. فكرى وشوفى قلبك هيرسيكي على ايه .. انا بس حبيت أجى وأقولك الكلام ده بنفسى .. لانى عارفه ان آدم حاول يتكلم معاكى كتير وانتى بتصديه .. فاكراه بيضحك عليكي تانى .. قولت آجى وأقولك وأكيد أنا ست كبيرة مش هضحك عليكي ولا أغشك
أطرقت آيات برأسها فقال أم آدم وقالت 
أنا همشى يا بنتى وربنا ينور قلبك ويرزقك الخير انتى و آدم ابنى .. حتى لو رفضتيه فده حقك يا بنتى محدش يقدر يجبرك على حاجة انتى مش عايزاها .. لو رفضتيه ربنا يباركلك ويرزقك باللى أحسن منه .. ويباركله ويرزقه باللى تسعد قلبه
ظلت آيات محتفظة بصمتها فقالت أم آدم وهى تخرج هاتفها من حقيبتها 
هاتى رقمك يا بنتى وخدى رقمى خليه معاكى .. خلينا نسأل على بعض ونود بعض .. بعيد عن ابنى آدم وبعيد عن حكايتك معاه
تبادلا أرقام الهواتف ورحلت أم آدم بينما ظلت آيات جالسه مكانها على الأريكة .. تشعر بمشاعر كثيرة متضاربه بداخلها .. لكن أقسى شعور فيهم كان .. الخۏف .. الخۏف من أن تخدع مرة أخرى !
تنهدت وقامت لتغادر مكتبها بعدما شعرت بحاجتها الى استنشاق الهواء المنعش .. خرجت لتتقابل مع إيمان التى ابتسمت لها قائله 
هتحضرى اجتماع بالليل 
تمتمت آيات 
أيوة ان شاء الله
نظرت اليها إيمان وهى تتذكر حديث أسماء عن على وقالت لها 
فى حاجة مضايقاكى يا آيات
أخذت آيات نفسا عميقا ثم قالت 
مش حاجة محددة .. تقدرى تقولى حاجات
فى تلك اللحظة كانت تقف اسماء مع ادم قالت أسماء ل آدم بضيق 
أرجوك يا دكتور ده موضوع يخصنى
قال لها آدم بحزم 
بس والدك قلقان عليكي جدا .. واترجانى انى لو عرفت أى حاجه عنك أبلغهاله
قالت بضيق 
أنا مش عايزه حد منهم يعرف مكانى .. أصلا أنا مش فارقة معاهم .. محدش فيهم مهتم بيا .. هو تلاقى بس الناس كلت وشه لما مشيت فحب يرد اعتباره
نظر اليها آدم بإهتمام قائلا 
أنا مش عارف انتى لسه بتقولى كده .. بس الراجل فعلا كان ھيموت من قلقه عليكي .. وأنا مقدرش أبقى عارف مكانك وساكت .. انا لما شوفتك دلوقتى استغرب جدا .. لانى مكنتش متوقع انك تكونى هنا مع آيات .. ول كنت أعرف من الأول كنت كلمتك وعرفتك ان والدك بيدور عليكي
لو سمحت يا دكتور آدم .. متقولوش حاجه
تنهد آدم قائلا 
بصى يا أسماء أنا اديته كلمه ووعدته انى لو عرفت مكانك هعرفه .. وهو فعلا قلقان عليكي .. هديكي فرصة تظبطة أمورك ونفسيتك تهدى كده وبعدين هكلمه وأقوله على مكانك .. ماشى 
أومأت برأسها بإستسلام وقالت 
ماشى .. بس متكلموش غير لما تعرفنى الأول
أومأ برأسه قائلا 
خلاص ماشى
فى تلك اللحظة أقبلت أم آدم فعرفهما آدم ببعضهما البعض ثم استأذنت أسماء للانصراف .. قال آدم الى أمه بإهتمام 
عملتى ايه يا ماما 
ابتسمت قائله 
كل خير يا حبيبى .. قولتلها كلمتين طلعوا من قلبي .. واللى ربنا رايده هيكون
ربتت على كتفه قائله 
لو ليك نصيب فيها هتاخدها يا ابنى ومحدش هيقدر يقف قصادك .. أما لو ربنا مش كاتبهالك يبقى ترضى بنصيبك يا حبيبى وربنا ان شاء الله هيرزقك بغيرها
أطرق آدم برأسه وقلبه ېصرخ لا أتمنى غيرها .. أرجوك يارب ارزقنيها
فى تلك اللحظة خرج كريم من المبنى .. فإبتسم آدم فى وجهه قائلا 
أستاذ كريم لو سمحت
أقبل كريم فعرفهما آدم قائلا 
أستاذ كريم مدير القرية يا ماما
نظرت اليه أم آدم ببشاشه وقالت 
أهلا بيك يا ابنى ما شاء الله ربنا يحميك من العين
ابتسم كريم وقال 
تسلمى
تم نسخ الرابط