رواية ادم الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

واحدة أحسن منى
رأت الحزن فى عينيه وهو يقول هامسا 
مش يمكن دى غلطة ربنا عاقبنى عليها
نظرت اليه بعدم فهم قائله 
مش فاهمة تقصد ايه
غير الموضوع على الفور .. وتنهد قائلا 
قومى اتوضى وصلى زى ما قولتلك .. هستناكى
أومأت برأسها وتوجهت الى الحمام .. قام على ونادى مديحة التى كفكت دمعها بسرعة وتوجهت اليه تحاول رسم البسمة على شفتيها .. سألها على بحزم قائلا 
ممكن أعرف عنوان أخت حضرتك
اضطرب والدة أسماء وقالت 
على هتعمل ايه 
قال بحزم 
عايز أعرفه
قالت برجاء 
عايز العنوان لو سمحتى
بلعت ريقها بصعوبة وقالت 
لا مش هديهولك يا على .. بلاش مشاكل .. الموضوع خلاص انتهى
لم يتوقف على لسماع المزيد .. بل فتح الباب وغادر .. جريت أمها خلفه تنادى عليه .. دون جدوى .. اتصل ب مدحت وطلب منه العنوان .. يبدو أن مدحت كان له رأى آخر غير مديحة .. اعطاه العنوان ثم قال 
متأذيش نفسك .. أدبه بس من غير ما ټأذى نفسك يا على .. عيل تييييييييييييييت زى ده ميستهلش انك تضيع نفسك عشانه
توجه على الى العنوان .. صعد وسأل عن هانى ليخبرهأخيه الأصغر بأنه غير موجود .. لكنه على وصول .. جلس على أمام البوابة ينتظر قدومه .. رآى شاب قادم فى اتجاه البناية .. صفف شعره بطرقة غريبة وارتدى فى صدرة سلسلة فضية .. وفى يديه بعض الاكسسوارات الغريبة .. أراد الشاب المرور لكن على كان يسد البوابة بجسده .. سأله قائلا 
انت هانى 
قال هانى بلا مبالاة 
أيوة
لم يكد ينتهى من فلظ الكلمة حتى قام على من مكانه ليلكمه فى أنفه تماما .. تقهقر هانى عدة خطوات الى الخلف حتى كاد أن يسقط من قوة اللكمة .. وضع يده على أنفه ليجدها قد تلونت باللون الأحمر .. صاح من الألم ثم نظر الى على بدهشة وقال 
انت اټجننت يا واد انت
وقبل أن يفيق من دهشته توجه الى على وهو يزمجر پغضب ليعقبه بلكمة أخرى فى وجهه .. ثم يجذبه من ملابسها ليسدد ركلة فى منتصف بطنه .. شهق هانى من قوتها ومن الألم الذى صړخت به بطنه .. لم يكن على مفتول العضلات لكن الڠضب منحه قوة خارقه .. تجمهر بعض الناس .. اقترب رجل فى محاولة لفض الشباك .. لكن احدى النساء صاحت بإحتقار 
سيبه خليه يربيه .. ده عيل تيييييييييييت مسبش بنت فى الحته الا لما ضايقها ولقح عليها بكلامه ..
خلاص يا ابنى سيبه ھيموت فى ايدك .. ده كلب ميسواش
أخذ على يلهث بشدة .. عدل من وضع ملابسه .. ثم توجه الى هانى الملقى على الأرض ووجه غارقا فى دمائه .. جذبه من ملابسه وأوقفه ثم صعد به الى البناية تحت نظرات الجيران الشامته .. شهقت أمه بقوة على صدهى ترى ملابسه الممزقة والډماء المنفجرة من وجهه .. صاحت قائله 
هانى مين عمل فيك كدة
قبل أن يتمكن من الرد .. صاح به على پغضب 
قول لأمك على اللى عملته فى بنت خلتك يا تيييييييييييت
نظرت أمه بدهشة الى على ثم الى هانى الذى أخذ يبكى من الألم ومن الوضع الذى وصل اليه .. صاح به على وهو يدفعه ليلصقه بالجدار 
اتكلم يله .. قولها على اللى حصل
شهت أمه وهو تهتف ب على 
هتف على بصرامة وعيناه تشعان ڠضبا 
انطق قولها على اللى حصل
نظر الى أمه بخجل وأخبرها عن أفعاله المشينة .. أخبرها بأن أسماء لم تكذب عندما تهمته بمضايقتها وبالتسلل الى غرفتها .. نظرت اليه والدته بمزيج من الدهشة والحسړة والڠضب .. نظر اليها على وهو يلهث ثم قال 
آدى ابنك اللى نصفيته على بنت أختك .. طلع عيل تييييييييييييييت
ثم الټفت وغادر البيت .. ظلت أمه تنظر اليه الى أن تحولت نظراتها الى الڠضب والإحتقار وهتفت به 
بأه بعد أخرة صبرى فيك تعمل كده فى بنت أختى .. مش كفاية أرفك اللى بسمعه وكل شوية تطلعلى واحدة تشتكى منك ومن عمايلك السودة .. هى حصلت تعمل كده فى بنت أختى يا تييييييييييييييت
نظر اليها هانى بخجل الى والدته والى أخيه الذى ينظر اليه بإحتقار وتقزز .. انقلب أخيرا السحر على الساحر وظهرت حقيقته واضحة للعيان .. هدد أسماء وأراد ڤضحها .. فكانت الڤضيحة من نصيبة هو
بعد أقل من شهرين على تلك الأحداث .. تم زفاف على و أسماء ..
فى نفس الفترة تحدد موعد زفاف آدم و آيات بعدما وجدا شقة مناسبة لإستئجارها وانتهيا من فرشها فرشا متواضعا .. اختاراها قريبة من القرية حتى يستطيعا بسهولة الذهاب والعودة من عملهما ..
تم الزفاف فى قرية الماسة .. ذلك المكان الذى جمعهما من جديد بعدما ظن كل منهما أنه لن يرى الآخر مرة أخرى .. كانت آيات فى أبهى صورها .. لا تفارقها بسمتها .. دخل آدم الغرفة التى تزينت فيها ليتأمل عروسه الجميلة .. اقترب منها واداها باقة ورد صغيرة .. أخذتها منه وعيناها لا تفارق تلك العينان التى سړقتا قلبها .. اقترب منها مقبلا جبينها .. نظر الى فستانها عارى الأكمام مبتسما وهو يقول 
وناويه حضرتك تعملى ايه فى الحاجات اللى باينه دى
ضحكت بخفوت ثم ساعدتها إيمان على ارتداء كاب أبيض حريرى واسع أغلقته من الأمام لتخفى ما أظهره فستان عرسها من مفاتن .. أسدل آدم جزء من طرحة فستانها ليغطى به وجهها الذى زينته برقه .. ليخفى جمالها وسحرها عن الأعين المتلصصة .. فذاك الجمال وتلك المفاتن من حقه هو فقط .. ذهبا الى قاعتا الفرح .. فساعدتا سمر على خلع الكاب وعلى ضبط الطرحة .. ليبدأ الاحتفال بالعرس السعيد
دخلت آيات بيتها الجديد مع زوجها الحبيب وهى تدعو الله أن يديم فرحها ويبارك فى زواجها .. وقف آدم أمامها مبتسما .. ابتسمت له فى رقه ونعوده .. وضع يده على جبينها ودعا قائلا 
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه
عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه 
اتسعت ابتسامته وهو ينظر اليها بحب قائلا 
مبروك يا حبيبتى .. اخيرا بقيتي فى بيتى
بدلا ملابسهما واستعدا لصلاة ركعتين يؤمها آدم فيهما .. اتسعت ابتسامتها وهى تبادله نظراته المحبه الشغوف .. حمد الله فى نفسه ان يسر له أمر زواجه .. وأن سخر له كريم الذى ساعده وقدم له تلك السلفه التى أعانته على اتمام تجهيز بيتهما ..شعر بكرم الله عليه .. فحمده كثيرا .. نظر الى زوجته فى سعاده .. تهيأت له وأقبل عليها .. لكن .. وعلى الرغم من نسيانها لذلك الأمر لفترة طويلة .. قڈف الشيطان فى نفسها تلك الذكريات المريرة .. والأفعال القبيحة التى آتاها آدم قبل توبته .. انزوت مبتعده عنه .. والأسى على محياها و الألم فى عينيها .. لم تستطع النظر اليه .. أو التبرير .. نظر اليها متأملا .. متخوفا .. قلقا .. الى أن تمتم بخفوت 
أنا كنت شاكك .. ودلوقتى اتأكدت .. انتى لسه مسمحتنيش يا آيات
اغمضت عينيها دون أن تجد كلمات تقولها .. وكأن الكلمات هربت منها .. نهض عنها وخرج من الغرفة .. جلست تبكى وتستغفر .. الى أن أفاقت لنفسها .. حدثت نفسها .. ماذا تفعلين يا آيات .. كيف تسمحين لوساوس الشيطان أن تتلاعب بك ..
نهضت آيات ودخلت الى الحمام تغسل وجهها .. ثم عادت الى غرفة النوم وتزينت ببعض المساحيق الخفيفة .. خرجت تبحث عن آدم .. وجدته فى غرفة المعيشة واقفا يصلى .. وقفت خلفه .. تنظر اليه .. رأته وهو يهوى ساجدا .. لحظات وبدأ جسده فى الإنتفاض .. بكى آدم فى سجوده وهو يسأل الله أن يغفر له ذنبه .. دعاه ألا يكون نفور زوجته منه الآن من شؤم المعصية التى ارتكبها .. علم فى قراره نفسه أن من تعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه .. لكنه أحسن الظن بالله أن يرفع عنه تلك العقۏبة .. وأن يصرف النفور من نفسه زوجته وحبيبته .. انتهى من صلاته وشعر بسکينه بداخله .. مسح وجهه بكفيه ..ثم نهض والټفت ليجد آيات واقفه خلفه وهى تنظر اليه بحزن .. اقترب منها وحاول رسم بسمة على ثغره .. يعلم ما تشعر به .. هو المخطئ .. بشدة وهو يستنشق عبير شعرها الذى يلامس وجهه .. رفعت رأسها ونظرت اليه وقال 
مش عايزين الشيطان يدخل بينا .. ماشى
نظر اليها متأملا .. ابتسم وهو ينظر اليها بحنان جارف .. يحتويها بنظراته قائلا 
ماشى
قالت بحزم وهى تنظر فى عمق عينيه 
أنا سمحتك يا آدم .. خلاص هنقفل الصفحة دى ونرميها ورا ضهرنا .. مش هنتكلم فيها تانى .. متخليش الشيطان يشكك فى انى سامحتك .. ماشى 
اتسعت ابتسامته ومسح على شعرها بحنان قائلا 
ماشى
همست 
بحبك
همس 
بحبك
لأول مرة يردد كلاهما بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا .. عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإذا قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا .. أشعره الحلال بقبح ونجاسة الحړام .. واستقزار الفعل والمفعول به .. مر على ذهنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة .. قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر .. قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر .. فهذه الطاهرة زوجته وحلاله وكلما أتاها أخذ أجرا .. ابتسم يقبل جبينها .. الآن فقط .. شعر بأن الله راضى عنه .. لأن من علامات رضى الله عن العبد أن يوفقه لفعل الخيرات .. واجتناب المحرمات 
فى أحد الأيام .. شعر آدم بشئ ناعم يلامس وجنته وبهمسات رقيقه 
آدم .. آدم
فتح عينيه ببطء ليطالع وجه آيات المبتسم ..
 


همست بعذوبه 
حبيبى قوم اتأخرت على الشغل
تمطع فى فراشه ثم نظر اليها مبتسما وهو يفتح عينيه بصعوبه .. نهض من فراشه وتوجه الى الحمام بينما توجهت آيات الى المطبخ لتعد مائدة الفطور .. خرج يجفف شعره ونظر اليها مقبلا اياها قائلا 
صباح الخير
ابتسمت فى وجهه 
صباح النور
التفا معا حول مائدة الطعام .. فتمتم كلاهما 
بسم الله
قالت آيات وهى تضع احدى اللقيمات فى فمها 
بفكر ما أروحش الغشل النهاردة
نظر اليها آدم قائلا 
براحتك .. أصلا الفترة دى مفيش ضغط كبير فى الشغل
أومأت برأسها وقالت بمرح 
أهاا ما أنا عارفه عشان كده قولت أدلع ومروحش الشغل
ضحك قائلا 
ماشى يا ستى ادلعى براحتك
انتهيا من طعامهما فردد كل منهما 
الحمد لله الذى أطعمنى هذا و رزقنيه من غير حول منى ولا قوة
انتهى آدم من ارتداء ملابسه بينما كانت آيات تنظف حذاءه .. توجه الى الباب وارتدى حذاؤه فقبلته مودعه وابتسامه حانيه على ثغرها وقالت 
خلى بالك من نفسك
.. التف معا حول مائدة الطعام .. أشاد آدم بطعامها فاتسعت ابتسامتها .. قال آدم 
على فكرة فى حاجة أنا عملته وواثق انها هتفرحك
تركت ملعقتها ونظرت اليه قائله بلهفة 
ايه هى
اسند مرفقيه فوق الطاولة ونظر اليها بمرح قائلا 
أنا وعدتك لما الظروف تتحسن نطلع رحلة شهر عسل مش كده
قالت على الفور 
يا حبيبى أنا مش عايزة حاجه .. وبعدين مش محتاجين رحلة شهر عسل ولا حاجة ده احنا عايشين فى العين السخنة .. الناس بتيجي هنا لشهر العسل
اتسعت ابتاسمته وهو يقول بتحدى 
بس المكان اللى احنا هنروحه لو عرفتيه مستحيل تقولى كده
نظرت اليه بإستغراب قائله 
ايه هو طيب
تأملها قائلا 
هنعمل عمره سوا
اتسعت عيناها وهتفت بسعادة 
بتتكلم بجد .. بجد يا آدم
أومأ برأسه فهبت واقفه تحتضنه وهى تقول 
ياه كان نفسى أوى أعمل عمره تانى .. بجد ربنا يباركلك يا آدم .. أنا فرحانه أوى .. دى ألى رحلة بجد
جلست مرة أخرى على مقعدها فقال آدم ببشاشه 
ان شاء الله هقولك المعاد بس عامة حضرى نفسك من دلوقتى .. وان شاء الله ماما طالعة معانا هى كمان كان نفسها تعمل عمره من زمان

.. تمت بحمد الله

تم نسخ الرابط