رواية ادم الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

الكلمات لتنهى تلك المقابلة التى كلما طالت كلما شعرت بالإرتياح أكثر وبالميل اليه .. كانت تفتقد شعور الأمان فى يحاتها الى درجة أنها حينما شعرت بهذا الأمان فى حديثه خاڤت منه !
لعلها خاڤت من أن كيون هذا الشعور سرابا سرعات ما تكتشف زيفه .. أو لعلها خاڤت أن تسير خلف أحاسيسها التى شعرت بالميل الى كلامه وشخصيته .. او لعلها تعودت الوحدة وأطبقت على أنفاسها حتى لم تعد تجرؤ على الخلاص منها .. قامت بهدوء لتدخل غرفتها معتذرة منهما .. ساد الصمت للحظات يحاول فيها زياد فهم سبب ذاك الرفض الذى لم يتوعه وبتلك الطريقه .. حتى أنها لم تأخذ وقتا للتفكير .. استأذن لينصرف .. فتح الباب .. وقبل أن يخرج أوقفته أمها قائله 
أستاذ زياد
الټفت اليها وفى عينيه حيرة ممزوجة بالضيق .. فنظرت اليه بحنان قائله 
اللى عايزه حضرتك تعرفه .. ان سمر تعبت كتير لما والدها بعد عنها وهى صغيره .. يمكن ده اللى بيخليها مش قادرة تثق فى حد . ومش قادرة تعتمد على حد غير نفسها .. لانها شالت المسؤلية معايا قبل أوانها
ثم قالت فيما يشبه الرجاء 
لو شاريها بجد اتمسك بيها
نظر اليها زياد صامتا لبرهه .. ثم قال 
لو حضرتك واثقة ان هو ده سبب الرفض .. يبقى أكيد هتمسك بيها
قالت أمها بحماس 
أيوة أنا واثقة .. سمر بنتى وأنا عرفاها كويس .. لو مكنتش عجبتها مكنتش فضلت تجادل معاك وتسألك عن حاجة خاصة بيك .. كانت فضلت ساكتة ومفتحتش بقها .. وده اللى خلانى بقولك الكلام ده دلوقتى .. حسسها انك شاريها وانك متمسك بيها
نظر اليها زياد قائلا بحماس 
أنا فعلا متمسك بيها
اتسعت ابتسامة والدتها وفى عيونها دموع محپوسة وهى تقول 
خلاص اتفقنا يا ابنى
لوح لها زياد مودعا .. خرج من الباية وهو يفكر فيما دار فى المقابلة .. وفى كلمات والدتها .. نعم لا يعرفها الا منذ أيام قلائل .. لكنه يشعر بأنها نصفه الآخر .. اذا كانت رفضته لذاك السبب .. فسيتمسك بها .. الى أن يتمكن من كسب ثقتها
جلست سمر فى غرفة ىيات تحاول بصعوبة منع تلك العبرات من التساقط .. شعرت بأنها تفتقد للشجاعة التى تجعلها تقدم على تلك الخطوة وتبدأ فى بناء حياة طبيعية مع شريط آخر يقف بجوارها ويواجهان الحياة جنبا الى جنب .. تذكرت كيف تخلى والدها عن الوقوف بجوار والدتها فى تلك الموادهة التى ذاقت مرارتها حتى وصلت لما هى فيه الآن .. تنهدت بحسرة وهى تحاول مقاومة تلك المخارف التى تمنعها من أن تسعد كأى فتاة عادية .. قامت بضيق وتوضأت ووقفت تستخير الله في ذاك الأمر الذى نهته بجمله واحدة منذ لحظات .. أنهت صلاتها وهى تفكر بحزم .. إن كان نصيبها فسيعود .. وإن لم يكن فلقد حماها الله من شړ كانت ستقع فيه
ظل آدم محتفظا بإبتسامته العذبة طيلة اليوم وهو يلقى نظرة على دبلته من حين الى آخر .. مازال الى الآن لا يصدق ما حدث .. لا يصدق أنه ارتبط بحبيبته أخيرا .. لا يصدق أنها أعطته فرصة أخرى ليثبت أنه جديرا بها .. لم يفتر لسانه عن ترديد 
الحمد لله
فالله من يسر له واستجاب له ورزقه بمن أحب .. لكم كان يتمنى أن تمر تلك الخطبة سريعا ليستطيع رؤيتها والتحدث معها كيفما شاء ووقتما شاء .. شعر بأن تلك الخطبة تكتفه عن التعبير عما يجيش به صدره .. لكنه عزم على ألا يغضب الله عز وجل هذه المرة .. لن يتجاوز معها كما فعل فى خطبتهما الأوى والتى كانت منزوعة البركة .. عزم على أن يرضى الله ويطيعه حتى ينال ما يريد .. ساعده على ذلك آيات نفسها والتى أرادت ما أراده هو .. قارن بين حالهما فى خطبتهما الأولى وحالهما الآن .. فاتسعت ابتسامته وهو يحمد الهل أن من عليه وعليها بالتوبة .. فلعل كل ما حدث كان من أجل تطهيرهما من ذنوبهما .. شرد آدم يفكر .. لعلهما لو كان تزوجها وقتها لكان حياتهما الآن لا تطاق .. فبالتأكيد الحياة فى البعد عن الله لا تطاق .. شعر بكم كان الله رحيما بهما أن فرقهما وهما على المعصية ليعيد جمعهما فى الطاعة !
بعد انتهاء العمل قابل آدم كريم وأخبره برغبته فى زيارة آيات والتحدث معها .. بعد عدة ساعات حضر آدم الى منزل كريم الذى رحب به ببشاشه .. بعد قليل حضرت آيات تبتسم بخجل وهى مطرقة برأسها .. أخذ آدم نفسا عميقا وهو يشعر بسعادة تغمر قلبه .. ها هى حبيبته أمامه .. حبيبه وخطيبته .. غض بصره وإن كان ذلك شاقا عليه .. تحدث قائلا 
ازيك يا آيات
ردت بخجل 
الحمد لله .. ازيك انت
الحمد لله .. لقيتي حاجة على مكتبك الصبح
ابتسمت قائلا 
أيوة .. فرحت بيها
اتسعت ابتسامته قائلا 
طيب الحمد لله انى قدرت أفرحك
صمت لبرهه ثم قال 
كريم قالك على ظروفى .. انى دلوقتى يعتبر انى ببدأ حياتى من أول وجديد
أومأت برأسها قائله 
أيوة كريم قالى كل حاجة
سألها بإهتمام 
طيب ورأيك ايه .. يعني احساسك ايه
قالت بخفوت 
أعتقد رأيى عرفته لما وافقت على الخطوبة .. أنا مش مهم عندى كل ده .. يعني أنا معنديش مشكلة انى أستناك لحد ما تقف على رجلك تانى
ابتسم بإرتياح وهو يقول 
ريحتى قلبى بكلامك على فكرة .. وأنا أوعدك ان شاء الله انى أعمل كل اللى أقدر عليه عشان أعيشك أحسن مما كنتى عايشة
قالت آيات بصدق 
صدقنى أنا مش ببص لكده .. أهم حاجة اننا نكون ماشيين صح .. وحياتنا صح .. لو ده حصل أكيد هيكون فيها بركه .. فى ناس كتير عايشة كويس ومرتاحة ماديا لكنها تعبانه نفسيا ومفيش فى حياتها بركة .. ومش حسه بطعم الحياة أصلا .. مش بالفلوس على فكرة .. المهم ان الواحد يكون راضى .. وأنا راضية طول ما احنا ينتقى ربنا ومش بنغضبه
تنهد آدم قائلا بتأثر 
انتى نعمة كبيرة أوى ربنا رزقنى بيها .. وأنا عاهدت ربنا انى أحفاظ عليكي يا آيات .. مش عايزك تخافى منى .. انا فعلا اتغيرت كتير .. مش بس رجعت زى الأول .. أنا رجعت أحسن مليون مرة من الأول .. نفسى تنسى كل اللى حصل قبل دة .. وتفتكرى بس حياتنا من لحظة ما اتخطبنا
ابتسمت تقول 
فعلا أنا حسه بكدة .. يعني معدتش بفكر فى حاجة فاتت .. خلاص مش هفكر فيه تانى .. انت غلطت وأنا غلطت .. خلاص ربنا يغفرلنا احنا الاتنين
اتسعت ابتسامة كريم الذى كان جالسا على بعد خطوات منهما يحمل اللاب توب على قدميه منشغلا فيه .. دعا الله لهما أن يوفقهما وأن يجعل كل منهما قرة عين الآخر
شعرت سمر بالدهشة عندما عادت من عملها لتجد زياد جالسا بصحبة والدتها .. دخلت الغرفة على الفور لتقول لها آيات بلهفة 
زياد آعد مستنيكي بقاله ساعة
قالت سمر بإضطراب 
عايز ايه ده مش خلاص رفضته
دخلت والدتها وهى تقول 
سمر تعالى شوية لو سمحتى
خرجت سمر وهى تشعر بالإضطراب .. ألقت عليه نظرة لتجده مبتسما وقف مرحبا بها .. جلست وهى لا تعلم سر تلك الزيارة بعد رفضها اياه .. قامت والدتها وهى تقول 
تحب تشرب شاى ولا قوة يا أستاذ زياد
قهوة لو سمحتى
دخلت أمها المطبخ .. فشعرت سمر بالضيق .. قالت بشئ من الحدة 
خير يا أستاذ زياد
ابتسم وهو يضع ساقا فوق ساق قائلا بمرح 
لا أبدا جاى أتكلم فى تفاصيل الخطوبة
نظرت اليه بحدة وقالت بدهشة 
خطوبة ايه
ابتسم لها قائلا 
خطوبتنا
قالت بجدية 
حضرتك بتهزر .. خطوبة ايه .. حضرتك خدت ردى المرة اللى فاتت ولا نسيته
مال بجسده ونظر اليها قائلا بمرح 
هو انتى فاكرة لما تقوليلى انك مش موافقة .. خلاص بأه همشى وأنسى الموضوع وأقول كرامتى وكده يعني .. لا أبسلوتلى .. مش أنا خالص
نظرت اليه بدهشة وقد ألجم لسانها فأكمل بنفس المرح 
هفهمك .. لما كنت صغير كان عندى عربية نص نقل .. لا دماغك متروحش لبعيد .. مش عربية حقيقية .. عربية لعبة .. فى يوم العربية دى وقعت من البلكونة .. أنا اللى حدفتها .. وبعدين وقعت على راس عم فاروق جارنا .. كان راجل غلبان أوى .. المهم فضل يزعق ويقول مين اللى رمى 
كانت سمر تستمع اليه وهى تنظر اليه بدهشة وحيرة وقد فغرت فاها .. بعدما انتهى انتظرت أن يكمل فلم يتحدث فقالت بجدية 
آه وبعدين .. ايه علاقة ده بموضوعنا 
أطلق زياد ضحكة عالية وهو يقول 
لا ملوش علاقة أنا كنت بدردش معاكى
نظرت اليه سمر بغظيط ثم أشاحت بوجهها بينما عادت والدتها من المطبخ حاملة صنية القهوة .. فنهض زياد مسرعا وأخذها منها قائلا 
تسلمى يا أمى متحرمش منك أبدا
نظرت اليه بدهشة وهو يقول لأمها أمى .. جلس زياد يرشف من فنجانه وهو يقول 
تسلم ايدك يا أمى قهوة ممتازة
ثم الټفت الى سمر يقول بلؤم 
وانت يا دكتره بتعرف تعمل قهوة ولا ملكش فى الطبخ 
ضحكت والدتها قائله 
لا سمر ما شاء الله عليها بتعرف تعمل كل حاجة
ابتسم زياد قائلا 
أنا كمان بعرف أعمل كل حاجة من أول الطبيخ لحد الغسيل
رفعت والدة سمر حاجبيها قائله بدهشة 
معقولة
أخذ رشفة من فنجانه وقال 
طبيعى لما راجل يعيش لوحده لازم يتعلم يعمل حاجة حاجة بنفسه .. اتعلمت كل حاجة .. أنا أصلا عايش لوحدى على طول .. حتى لما سافرت شرم ولما جيت هنا برده كنت عايش لوحدى
.. فأكمل 
أنا يمكن عشان كمان كنت طفل وحيد .. فكانت الوحدة ملازمانى من كل اتجاه .. عشان كده نفسى أكون أسرة كبيرة أوى .. يعني بتاع 7 ولا 9 عيال كده
ثم الټفت الى سمر قائلا بمرح 
ايه رأيك .. لو عايزه أكتر أنا معنديش مانع
لاحت الابتسامه على شفتيها وهى تقول 
أكتر من كده .. انت مش عايز زوجة .. ده انت عايزه دادة لولادك
أطلق زياد ضحكة عالية
تم نسخ الرابط