رواية ادم الفصول الاخيرة
المحتويات
أنا معرفش اذا كان ده رقمه ولا لأ .. الرقم قديم يعني ........
قطعت حديثها عندما سمعت الرجل يجهش فى البكاء وهو يهتف بإسمها قائلا
سمر .. انتى سمر .. بنتى
تساقطت عبراتها وعلاات الألم على وجهها .. أغمضت عينيها بشدة وصوته يسرى فى أذنيها لأول مرة .. قال بلهفة
سمر .. اتكلمى .. انتى سمر بنتى مش كده
أيوة
قال بصوت حمل كل معانى الشوق والهفة والحنين
يا حبيبتى .. وحشتيني أوى أوى .. سمر اتكلمى عايز أسمع صوتك
ثم أجهش فى البكاء مرة أخرى .. قالت
انا مكنتش أعرف انك اتصلت بيا .. انا كنت فاكرة ........
قاطعها بلهفة
انتى فين يا سمر .. عايز أشوفك .. أرجوكى يا بنتى .. نفسى أشوفك .. قوليلى مكانك يا سمر .. عشان خاطرى قوليلى مكانك
أنا فى العين السخنة .. فى قرية اسمها الماسة .. أنا ......
صمتت لبرهه ثم قالت
أنا فرحى بكرة
ثم أجهشت فى البكاء قائله
ونفسى أشوفك أوى
قال بصوت مرتجف
وأنا كمان نفسى أشوفك .. أنا هجيلك النهاردة .. ينفع يا بنتى .. ينفع أجيلك دلوقتى
أيوة . أيوة ينفع .. تعالى .. هستناك
قال وضحكاته تختلط ببكائه
طيب ادينى رقمك .. لو معاكى موبايل ادينه رقمه
أملته سمر هاتفها .. فوجدت رقما يتصل بها فقال بلهفة
ده رقمى .. ماشى .. عشان لو معرفتش أوصل هكلمك .. انا جايلك حالا يا سمر .. ماشى يا بنتى .. حالا هجيلك
ابتسمت قائله وهى تمسح العبرات التى ټغرق وجهها
أنهت المكالمة والتفتت لتجد والدتها واقفة أمام الباب وقد استمعت للمكالمة وعبراتها فى عينيها .. نظرت اليها سمر بأسى ثم قامت لترتمى فى أحضانها وهى تقول
مش قادرة أستنى لبكرة قولتله ييجي دلوقتى .. عشان خاطرى متزعليش بس أنا بحبك وبحبه برده .. ومش عايزة أبعد عن حد فيكوا .. متزعليش منى
ربتت أمها على شعرها وقبلت رأسها قائله
قبلتها مرة أخرى فنظرت اليها سمر بفرح وهى تقول بلهفة
انا مش مصدقه انى خلاص هشوفه .. ألبس ايه .. تعالى قوليلى ألبس يه .. طيب هو كان بيحب ايه عشان أعملهوله على ما ييجى
ابتسمت أمها من بين دموعها وهى تنظر الى ابنتها ولهفتها على ملاقاة أبيها .. شعرت وقتها الندم الشديد لحرمانهما من بعضهما طيلة الأعوام الماضية .. من أجل الٹأر لكرامتها الجريحة .. كان يجب أن تبدى مصلحة بنتها ومشاعرها على مصحتها هى ومشاعرها هى .. تنهدت فى أسى وهى تستغفر ربها على ما فعلت فى حق ابنتها الوحيدة
سمر .. كبرتى .. كبرتى وبقيتي وعروسة جميلة
أجهشت فى البكاء مرة أخرى .. قال پألم ومرارة
سامحيني أنا آسف .. والله أنا ندمان فوق مالا تتصورى .. ندمان انى سيبتك ومشيت .. ندمان انى دورت على نفسى وبس .. ندمان انى كان قلبى قاسى وجاحد .. حققت كل اللى سافرت عشانه .. بس مرتحتش .. مرتحتش أبدا .. كنت طايش لأبعد حد .. هربت من المسؤلية .. بس للأسف فوقت متأخر .. ولما حبيت أرجعك معرفشت .. سمحيني يا بنتى
عانقته سمر مرة أخرى مغمضة عينيها . لم تكن تبغى العتاب .. لم تكن تبغى فى الحديث عما مضى .. لم تكن تبغى سوى
فتحت مديحة الباب وابتسمت فى وجه على قائل
ازيك يا على .. اتفضل يا حبيبى
دخل على قائلا
ازي حضرتك أخبارك ايه
قالت وهى تغلق الباب خلفه
كويسة يا حبيبى الحمد لله ازى ماما و إيمان
ابتسم قائلا
بخير الحمد لله
أشارت الى حجرة الصالون فجلس واضعا ما يحمله بيده فوق الطاولة .. دخلت مديحة غرفة أسماء قائله
أسماء على جه ومستنيكى بره
هبت من فراشها قائله بدهشة
على ! .. بس مقاليش انه جاى
ضحكت مديحة وقالت
عادى يعني هو غريب .. يلا البسى واطلعيله
ارتدت أسماء ملابسها .. استقبلها على ببشاشة .. ضحكت قائله
ايه المفاجأة الحلوة دى
جلست بجواره فقال
كنت قريب من هنا قولت أعدى عليكي وكمان أعملهالك مفاجأة
اتسعت ابتسامتها .. اخرج على من جيبه علبة من القطيفة واعطاها اياها قائله بإبتسامه عذبه
شوفى كده ذوقى هيعجبك ولا لأ
نظرت الى العلبة بدهشة ثم فتحتها لتجد خاتما ذهبيا .. اتسعت ابتسامتها وهى تقول بسعادة
الله .. حلو أوى يا على
اتسعت ابتسامته هو الآخر وهو يرقب تلك السعادة على وجهها وقال
طيب الحمد لله ان ذوقى عجبك
نظرت اليه بحب قائله
أصلا ذوقك بيعجبنى على طول
ثم قالت بمرح
مش اخترتنى يبأه لازم يكون ذوقك حلو .. هو فى أحلى منى
اختفت ابتسامته وتحدث بجدية قائله
انتى فعلا يا أسماء جميلة .. مش بس بشكلك .. لأ كمان بروحك وبطيبة قلبك .. عارفه .. أنا كنت ببعد عن أى علاقه حرام أو أى حاجة تغضب ربنا وكنت دايما بدعى ربنا انه يرزقنى بزوجة طيبة أحبها فى الحلال وتدخل قلبي .. والحمد لله ربنا رزقنى بيكي
اختفت ابتسامة أسماء وشردت وفى عيينها نظرة أسى .. قام على وجلس بجوارها على الأريكة ينظر بإهتمام الى لمعة عينيها قائلا
مالك يا حبيبتى . أنا قولت حاجة ضيقتك
هزت رأيها نفيا وتلك اللمعة تتزايد فى عينيها .. وضع يده على ظهرها وهو يقول
لأ فى حاجة مضايقاكى .. كده تخبى عنى .. مش اتفقنا نكون صرحا مع بعض
نظرت اليه بأسى .. فقال متظاهرا بالڠضب
على فكرة لو ما قولتليش مالك هزعل منك بجد .. لانك كده بتعملى فرق بينا .. مش قولنا اننا خلاص بقينا واحد يا أسماء .. ولا نسيتى كلامنا
قالت وعبراتها تتساقط
لأ منستش
ربت على ظهرها بحنان وهو يقول
طيب قوليلى مالك .. ايه اللى ضايقك
مسحت عبراتها وهى تنظر الى يديها قائله
افتكرت حاجة ضايقتنى
ايه هى
تساقطت عبراتها وجسدها ينتفض بخفوت .. أحاطها على بذراعه وهمس فى أذنها بحنان
حبيبتى اتكلمى معايا .. قوليلى مالك
نظرت اليه بأعين دامعه قائله
كان فى حاجة نفسى أقولهالك من زمان يا على .. بس آيات قالتلى ما أقولش .. وان دى حاجة مش ذنبى .. وانى أستر على نفسى .. بس أنا مش قادرة أخبى عليك .. مس بحب أخبى حاجه عنك
تجمدت الډماء فى عروقه وهو ينظر اليها وقد غارت عيناه .. اضطرب تنفسه وهو يسألها بخفوت
فى ايه يا أسماء .. ايه اللى كنتى مخبياه عليا
أجهشت فى البكاء وهى تنظر اليه قائله
فاكر لما قولتلى انك مبتعملش حاجة غلط مع أى بنت عشان ربنا يحافظلك على البنت اللى هتكون مراتك
نظر اليها دون أن يرد فأكملت باكية
من يوميها وأنا عايزه أقولك .. بس شوية أخاف وشوية أتردد .. خاېفة من ردفعلك .. بس بجد مش قادرة أخبى عليك .. حسه انى محتجالك أوى تساعدنى انى أنسى .. محتجالك تقولى كلام يخفف عنى
جف حلقه .. ولكنه تحدث بهدوء حازم قائلا
اتكلمى يا أسماء
أطرقت برأسها وأغمضت عينيها للحظات .. ثم .. قصت عليها ما صدر من هانى من تحرشات .. وما قاسته وعانت منه فى بيت جدها من خالتها واتهاماتها وطعنها فى عرضها .. انتهت من حديثها .. صمتت .. لا تجرؤ على النظر الى وجهه .. أخذت تفرك كفيها بعصبيه .. وهى تنظر أرضا .. تعلم أنها لربما أخطأت بالحديث معه .. واخباره بكل شئ .. لكنها لم تستطع أن تخفى عنه .. وأن تكتم بداخلها تلك الذكرى التى تؤرق مضجعها .. طال صمته .. بدأت فى بكاء مكتوم .. بصوت مرتفع وكأنها تخرج شئ حبيس بداخلها لم تعد تقوى على بقاءه .. كانت أمها تستمع الى حديثها جون أن تظهر واضحة للعيان .. أخذت تبكى بخفوت وهى تستشعر الجرم التى شاركت فيه .. ومدى ما أوقعت على ابنتها من ظلم ومعاناة .. همس على قائلا
عيطى .. خرجى كل اللى جواكى لحد ما تحسى انك مرتاحه خالص
لم تتوقف عن البكاء الا حينما شعرت بأنها أفرغت كل ما بداخلها من ألم وقهر .. رفعت رأسها تنظر اليها .. مسح عبراتها بحنان وهو يقول
قومى اتوضى وصلى ركتين هتحسى انك أحسن
تأملت تعبريات وجهة الحانية وهى تقول بصوت مبحوح
يعني مش زعلان منى
هز رأسه نفيا .. قالت بأسى
بس انت كدة ربنا محافظش على مراتك زى ما كنت عايز .. انت كان المفروض تتجوز
متابعة القراءة