رواية روعة جدا الفصول من 33-35
بس هي معرفتش حآجه...”
“إزاي....” حركت حاجبيها بحيرة...
“يعني كلنا نصها انا وسيف والنص التاني ماما صرفته وهي على مرجعت كانت الصنية فاضية وبتلمع كمان....يعني من حلوتها اتكلت كلها وبرغم انها زعلت أننا مسبناش ليها حآجه...الا انها كانت فرحانه انها عجبتنا.....اصل انا وسيف عشان نرضيها كنا بنافق بزيادة....”قالها وهو يضحك فبرغم من انه يكبر سيف بخمس سنوات الا ان سيف كان نعم الرفيق في كل شيء حتى في كذبهم ودفاعهم عن بعضهم لبعض وكانت دوما اسماءتشاركهم لكن كونها فتاة وسطهم فكانت تحظى بأقل المشاركة بينهم !....
إبتسمت بسمة بحزن فهو يحكي باعين تلمع بالفرح والحزن يلوح بهم حينما ينتهي من الحديث فيتذكر ان تلك الأشياء دفنت تحت الرماد منذ أكثر من تسعة عشر عاما مايقارب العشرون على حد تذكره !...
مدت يدها لتضعها على كفه المستند على الطاولة وهمست بحزن....
“ وحشتك صح..... “
بلل شفتيه وهو يرمقها بائسا....
“آآه وحشتني... يعني محدش ينفع ينسى روحه ولا ابوه وامه....... انا مخسرتش واحد يابسمة انا خسړت تلاته وبعدها خسړت نفسي ومستقبلي..... الخساير كانت كبيره اوي وصعب تتنسي بسهولة...” لاول مره يكن صريح معها ويحكي لها تفصيل مشاعره إنتكاسته بكل معنى الكلمة تعرض لانتكاسه أخذت أشياء عديدة معها حولته لهذا الشخص الغير سوي مع نفسه ومعها ومع الجميع !.....
احببت مچرم وتعاطفت معه من بدايات علاقتهم لكن اليوم هو الزوج والحبيب وتلك أشد لعنات الحب ان
تكن بين طريقين أحدهم يحكم بالمنطق والاخر يحكم بخفقات ومشاعر صادقة نابعة من قلب لاول مره يتذوقها أيهما تختار وايهما على صواب...
هل ستتنازل عن كونها فتاة تلاحق دوما بالحق هل ستتخلى لتبقى بين أحضان الجوكر الذي لا يتحدث الا بسلاح ودم بين يده يسيل كانهار جاريه !....
اعتصرت عينيها وهي تسمع أذان المغرب يخترق المكان من خلال مكبر ياتي من بعد عدة امتار من منزلهم.....
فتحت عينيها وهي تقول ....
“دا إبتلاء ياجواد وربنا قادر يعوضك...”
“تعويض.... تفتكري في بعد الأهل حآجه إسمها عوض....”
إبتسمت بحزن وهي تتذكر شيء من حياتها البسيطة...
“فيه.... زي مثلا بابا وماما ماټو وانا فعمر صغير دعاء ربتني وفضلت جمبي كأنها امي التانيه ولم اتجوزت أمجد كنت انا لسه في سن المراهقة ووجود أمجد عوضني عن الاب ولاخ اللي كنت دايما بحتاج ليهم انا و دعاء..... بص ياجواد الموضوع مش مين هياخد مكان اهلك جواك لان دا مستحيل يحصل بس الموضوع مين ممكن يهون عليك فرقهم هي دي فكرت العوض.. العوض ياجواد مش انك تستبدل حاجه مكان حاجه فكرة العوض ان بيجي عشان يهون علينا ويداوي جرحنا ودي بتكون نعمه من نعم ربنا... انه فكرك وعايز يطبطب عليك لم يذكرك بيه بصوت أذان او حتى وأنت بترتل القرآن ممكن يصدفك كلام تحس انه خارج ليك انت وبس وكان في حوار جميل بينك وبين ربنا...... او حتى ممكن يدخل فحياتك ناس تفضل جمبك لحد متتاقلم وتنسى كل إللي فات من حياتك ويبقى بنسبالك عوض ربنا عليك ....” ربتت على يده وهي تقول بحنان...
“صدقني ربنا لسه فكرك ولسه مستنيك.... قوم خد خطوه نحيته وهو هيقطع المسافة وهيقربك منه أكتر..... صدقني هو بيحبنه ودايما مستنينه حتى لم بنغلط وبنرجع بنلقيه أرحم علينا من نفسنا... فهمتني ياجواد هو أرحم علينا من نفسنا...._إن النفس لأمارة بالسوء_” نزلت دموعها لتنهض وهي تقول بهدوء...
“انا لازم أروح أصلي هخلص ونرجع نتكلم تاني...”
نهضت مبتعدة عن مرمى عينيه....
تنهد وهو يشعر ان حديثها أوصله لرجفة لاول مرة تخترق جسده!....
_____________________________________
ارتدت اسدال الصلاة وعدلت وضعية سجادة الصلاة
وهي تهم بالوقوف خاشعة بين يدي آلله...
دلف جواد بتردد لأول مره يشعر به داخله...
“بسمة...استني متصليش دلوقت....”
التفتت له بوجه يضج بعلامات عدم الفهم....
“ليه...في حاجه عايزني اعملهالك...”
هز رأسه بنفي ليشعر ان تلك الغصة قاسېة على ان تمر من حلقه الجاف...
“لا بس انا....”بتر كلماته فهو لا يعرف من اين سيبدأ..
هزت رأسها بحيرة من أمره...
“مالك ياجواد...انت تعبان...”
“لا.....بس انا هدخل اتوضى وصلي معاكي....”قالها وهو يلج لداخل المرحاض بخطوات تتهرب من عسليتين متستعين پصدمة....
رفعت حاجبيها بدهشة وهي ترى امامها باب المرحاض مغلق....
“ هيصلي.... هو قال هصلي معاكي... لا شكلي سمعت