رواية روعة جدا الفصول من 33-35

موقع أيام نيوز

المتمردة على هذا الجو البارد مثلما يتمرد المرء على حياته واقداره دوما !...

“مش مصدقه إنك وفقت على جناني وجبتني لحد هنا.....” قالتها اسيل وهي تسند رأسها على صدره فقد حاوطها سيف في احضانه من الخلف لتكن راسها على ظهره وعينيها نحو المنظر الخلاب ويكن هو محاوط خصرها بكلتا يداه بإمتلاك وكأنه يخشى بعدها عنه ! ثبت رأسه على كتفها وقربها منه اكثر ليزيد مشاعرها اضطراب حينما قرب انفاسه من عنقها واذنيها قائلا ببحة خاصة... 

“واي يعني انتي مش مبسوطه إنك معايا...”

همهمت بنعومة وهي تغمض عينيها بضعف..

“مبسوطة طبعا .....بس انت تعبت من السوقه وكمان 

فضلت كتير سايق ولسه لم نرجع...”

قبل عنقها وهو يقول بصوت رخيم... 

“ كل يهون عشان خاطرك ياحبيبتي..... “

إبتسمت بنعومة وهي تفتح عينيها لتاخذ كف يده بين يداها وتقبله ببطء.....

تنهد سيف بصعوبة وهو يقول بنفاذ صبر....

“بقولك إيه متيجي نتجوز دلوقت....”

ضحكت اسيل بمرح وهي تقول بزهول... 

“يخربيت جنانك..... نتجوز فين دلوقت هو إحنا ملناش أهل ولا إيه.....”

“لا لينا بس بعد عميلك دي أصبر إزاي....”

شبكت يدها مره آخره في يده وهي تقول وسط ضحكتها...

“خلاص هسكت..... هسكت.....”

تنهد وهو يعود ليدفن وجهه في عنقها مره آخره وبدون ان يفعل شيء اغمض عينيه وظل صامتا...

“سيف...” نادته بخفوت همهمات هادئة كانت الرد... اكملت بحنان...

“شكلك عايز تنام....”

هز رأسه وهو يعدل وضعيته لينام على فخذيها الينة

وهو يقول بنفي

“لا بس ممكن اريح شوية على رجلك....”

زين ثغرها إبتسامة ناعمة وهي تلعب باصابعها بشعره البني الناعم.....

“عايزه تسأليني على حاجه....” قالها بنبرة متيقنة...

لم تخلو شفتيها من تلك البسمة الحالمة لكنها قالت بهدوء متردد قليلا ... 

“حبى أعرف عنك يعني...... عن سيف الغمري....”

ابتسم بحزن وهو مغمض العين... 

“لو بتسألي على سيف الغمري إللي الناس كلها عرفاه يبقى انتي تعرفي أكتر منهم.... لكن لو بتسألي على أبن خالك ف....”

قاطعته وهي تحافظ على نبرتها الحانية...

“انا مش بسأل على راجل الأعمال ولا بسأل على ابن خالي.... انا عايز اعرف اكتر عن حبيبي عن شخص إللي هشيل إسمه في يوم من الأيام....”

طال الصمت ولم يرد عليها... نظرت الى قسمات وجهه الذي تعاني من شيء ما وتلك الجفون الذي تخفي عن عينيها بنيتان يذرفان الآلام !...

“لدرجادي سوالي صعب انا كنت فكره ان شيء عادي...”

اعتصر عينيه بقوة وفتحهم ببطء لتظهر لمعة الدموع بهم وهو يقول ببحة غامت بالحزن... 

“ممكن يكون شيء عادي لأي حد لكن بنسبه لشخص حياته كلها كانت عباره عن كوابيس بيبقى صعب تحكي عن كابوس واحد منهم....”

مررت يدها على خصلات شعره وهي تتاسف ب..

“انا آسفه..... انا مكنش ينفع اسأل سؤال زي ده... وخلاص يعني خلينا نتكلم في اي حآجه تانيه...”

قست تعبيره معلنه عن مدى القسى الذي يراه وكان شريط الحياة يمر أمام عينيه بصمت.... تحدث بدون 

سابق إنذار ببحة تعارك الحروف بضراوة...

“من عشرين سنه كنت بمتلك كل حاجه الأب اللي اي ابن يفخر بيه الأم اللي حنانها يكفي العالم كله الأخت اللي نظره من عينيها كانت بتهون عليه تعب الدنيا بما فيها اللي كان اهتمامها بياكد لي إني معنديش ام واحده انا عندي إتنين!... الاخ الكبير اللي كان ضهر وسند بعد أبوي اللي كان دايما بيدافع عني حتى لو غلطان إللي كان ممكن يحرم نفسه من المصروف لفتره عشان يشتريلي الي انا نفسي 

فيه...”

نزلت دموعه وهو يغمض عينيه ليحارب عبارات انحدرت پصرخة تشتاق للماضي وما محى معه...

ترقرقت العبرات من مقلتياها وهي تجده يتابع بأسى..

“يوم عادي زي اي يوم خرجت مع جواد ورجعت لقيت كل ده اتحول لرماد عيط وصړخت بس كان في صوت پيصرخ وبيعيط أكتر مني كان في شخص حاسس وقتها أكتر مني باليتم يمكن لانه واعي أكتر مني في الوقت ده ويمكن لانه عاش اكتر مني في حضنهم فجواه حاجات ملحتقش تتخلق جوايا....” ابتلع عبارته المرة كالعلقم واكمل بملامح بائسه... 

“عشت من غيرهم.... عشت وانا على أمل ان جواد هيعوضني عنهم.... اكتشفت ان هو كمان بيعاني وبيحارب الحياة وبيتمنى المۏت لدرجة ان سمعت ان حاول ينتحر لكن الدكتره لحقوه اتعرض لصدمة عصبية فضل يتعالج منها لسنين

تم نسخ الرابط