رواية روعة جدا الفصول من 33-35
نص ساعة وهقوم....”
“نص ساعة إزاي المغرب هيفوتك..وبعدين دي اعاده...”قالتها اسماء وهي تضيق ما بين حاجبيها...
“أيوا أعاده ياستي بس انا متفرجتش عليها...”
انزعجت اسماء أكثر من اصراره وهتفت
“يووه بقه ياجواد متقوم بقه انت بتاخرني انا كمان عن الصلاة....”
لوح بيده بطريقة صبيانية...
“طب ماتروحي صلي انا منعك...”
إبتسمت بحزن فهي مهم كانت صارمة في بعض احديثهم سويا ستظل تلك الشقيقة الحنونة رقيقة آلقلب.....
“انا كنت حبى اننا نصلي جماعه سوى عشان انا بحب اسمع صوتك اوي وانت بترتل القرآن... على العموم انا هروح أصلي....”
غادرت وتركته.... ليعود لهذا الهاتف لكن سرعان ماتشتت تفكيره ونهض خلفها وهو يصيح...
“أسماء.... اتوضي وستنيني انا هتوضى وسبقك...”
عوده للحاضر....
انتشله من الطوف أكثر في ذكريات الماضي صوت بسمة القلق والتي هتفت ب...
“جواد مالك ساكت كدا ليه وليه ومش بتاكل....” الټفت برأسه لها ليهز راسه بنفي وهو يعود للنظر الى تلك السفرة الصغيره...
“لا مفيش... انا بس سرحت شوية....” تغيرت قسمات وجهه وكانه يحارب داخله شيء ما.....
لم يروقها تلك الملامح الحزينة قربت مقعدها منه ومدت يدها له بقطعة من هذا التوست....
“طب خد دي من ايدي....” نظر الى يدها ومن ثم إبتسم من زواية واحده مرغمها على الخروج...
أخذ من يدها تلك القمة وقطمها أمام عسليتاها إبتسمت بحزن لتمرر يدها بحنان على وجنته
كم لو انه طفلها الصغير...
جذبها جواد سريعا الى احضانه وضمھا بقوة إليه وكانه يريد ان يمحي كل شيء بهذا العناق...
بين عناقهم القوي قالت بقلق...
“جواد انت كويس... انت....”
“انا بحبك.... خليكي جمبي....” منعها من أكمل الحديث بعدة كلمات ....
دفنت وجهها في عنقه وهي تقول بحنان...
“انا جمبك ياحبيبي وهفضل على طول جمبك....”
تعلم انها تلقي بزوبعات عقلها عرض الحائط لكن ماذا عليها ان تفعل هي تعشقه بطريقة تجعلها تتناسى كل شيء واي شيء صدر منه هل هذا هو الضعف الصادر من قلوب تعشق بدون حسبان لهذا الضرر الملحق بها ! ام انها شفقه على كل ماتعرض له منذ صغره!... لا تعلم اي نهج تتبع لكن هي ادمنت هذا العشق وهذا الحبيب ومن المستحيلات ان تترك كل شيء وتمضي في طريقها لن تقدر على هذا...
وصيغة لن احررك كانت بإرادة قلوبنا لا عنوة عنها !...
فصل العناق جواد وهو يحول السيطرة على تلك الحالة التي تلبسته والذي لا يفضل خروجها امام من عشقها لانه ببساطة يكره تلك الشفقة ان خلقت داخلها لأجله....
بدأ بالاكل وهو فاقد الشهية لكنه تظاهر بعكس هذا...
حاولت بسمة ان تغير هذا الجو ببعض الأحاديث العامة.....
“قولي ياجواد صحيح... انت بتعرف تطبخ ازاي يعني اتعلمت الموضوع ده امته...... لان بصراحه حياتك والخدم اللي حوليك ميدكش فرصة إنك تدخل تطبخ ولاكل يطلع حلو كده....”
ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه ثبت عينيه على الطعام الذي بين يده وهو يقول بهدوء...
“يعني الموضوع ده من زمان... من ايام ماكنت عايش مع أهلي.... كانت اسماء مهوس بحاجه اسمها طبخ.. وكان لازم في اي أكله أدخل أبقى مساعد الشيف وامي كانت بتشرف علينا....” توسعت ابتسامته وهو يتذكر تلك اللحظات المرحه....
إبتسمت بسمة وقد اندمجت في الحديث...
“طب قولي كانت النتيجة مبهره ولا نص نص...”
“صفر ....” قالها وهو يضحك كلما تذكر اول تجربه...
قطمت بسمة قطعة من التوست وهي تحدق به پصدمة واستمتاع....
“إزاي احكيلي....”
أكمل وهو يحدج بعينيها..
“أول مره كانت مصممه تعمل كيك.... المهم يابنتي ربنا يهديكي انتي لسه اربع تاشر سنه خلي ماما تساعدك.. وهي راسه والف سيف انا اللي هعمل الكيك بدون مساعدة حد باستثناء الفرن يعني عشان هي مش بتعرف تولعه.....”
لمعة عين بسمة بحماس وهي تمضغ الطعام وقالت بتلهف...
“وبعدين حصل إيه....”
اكمل جواد وهو يأكل...
“عملت كيكه هايله بس كان طعمها ا....”
“إيه وحش....”
طقطق بشفتيه وهو يقول....
“لا حلوه بس حدقه شويتين .....”
“حدقه!... ازاي يعني...” قطبت جبينها بعدم فهم...
“يعني بدل السكر حطت ملح....بس يعني مكنتش واخده بالها
وضعت بسمة يدها على فمها وهي تقول بزهول...
“اي ده بجد زمنها زعلت وقتها.... اصل لم تكون متحمس لحاجه وحاطت امل انها تنجح و...” انزلت ابهام يدها للاسفل وهي تكمل مع تلك الحركة..
“وتبقى كده بتزعل أوي....”
ابتسم جواد بحزن...
“هي فعلا تزعل