رواية روعة جدا الفصول من 33-35

موقع أيام نيوز

وقتها اتعلج نفسين 

وعرفت ان الدكتور اللي علجه مقدرش يعمل حاجه معاه غير ان يجددله الأمل ويرجع يكمل تعليمه عشان يحقق حلم بابا وأسماء......” أبتسم بتهكم وهو يضيف.... 

“وبعد مافرحت ان رجع أخيرا وهنفضل مع بعض اتفجات ان اتاخد ظلم في قضية معملهاش وقبل

مايعترف اللي عمل كده خد جواد خمس سنين سجن ورجعت تاني لوحدي وفخلال الخمس سنين دول حصلت حدثت أمل وماټت هي كمان وبعدت.....اتعرضت لصدمة ودخلت المستشفى كام شهر وقتها بس حسيت بجواد لان الضړبة لم بتيجي وانت غير مدرك بتكون ارحم من إنك تحس بيها وبوجعها ... واكتشفت بعدها ان الأفضل اكون لوحدي أقفل على كل حاجه جوايا يمكن ده أفضل...”

فتح عينيه وهو يتخلى قليلا عن تلك الغصة الحزينة وهو يقول...

“بس لم حبيتك حسيت انها بداية للعوض اللي ربنا كتبه ليه... وكمان انا متأكد ان بسمة عوض ربنا لجواد

متاكد لأني واثق ان ربنا كريم... مش كده يأسيل...” 

سألها بدموع تتجحر ببنيتاه....

نزلت دموعها بكثرة وهي تلتقط انفاسها لرئتيها بصعوبة.... لتهز رأسها بحزن.... 

“كدا ياحبيبي.... ان شاء الله الجاي هيكون احسن من اللي فات....”

نهض وهو يعض على شفتيه لانه السبب بتلك الدموع هل تبكي لانه ذكر امل ام تبكي حزنا عليه 

شفقه لا يكره تلك الشفقة من أعين البشر حتى ان كانت منها هي.....

جفف عيونها باصابعه وهو يقول بتبرير...

“كفايه عياط.... انا آسف بس سيرتها جت و....”

“انا مش بعيط عشان كده....” قالتها وهي تنزل دموعها بكثرة.... تغيرت ملامحه باستفهام..

“أمال بټعيطي عشان إيه....”

“عشان أنا عديمة الاحساس.... محستش بيك وكنت برتاح وانا برفضك وببعدك عني.... ازاي كنت بالقسۏة دي كان لازم أفضل معاك كان لازم مكنش بالغباء وبالقسۏة دي.....” دلفت في نوبة من البكاء لتضع كلتا يداها على وجهها لتخفي دموعها وتكتم تلك الشهقات....

اخذها بين احضانه وهو يقول بحنان...

“متحمليش نفسك الذنب.... وبعدين ياحبيبتي خلاص إحنا بقينا مع بعض ومستحيل اسيبك تاني تبعدي عني....”

اغمضت عينيها وهي ټدفن وجهها في معطفه أكثر

“اوعى تسبني ياسيف انا بحبك أوي.... بجد بحبك ....” استنشقت عطره وهي تتمتم بتلك الكلمات...

قبلها من قمة رأسها وهو يقول ببحة صوت خاصة...

“وانا كمان بحبك... ومقدرش اسيبك لانك روحي يأسيل ومفيش حد يقدر يستغنى عن روحه....”

صمتت قليلا وطال الصمت لتهدى الأجواء المشحونة

بالحزن وذكريات الماضي ليهتف سيف بهدوء مقترح .. 

“اي رأيك لو نتكب الكتاب بعد أسبوعين وبعد أسبوعين كمان نتجوز ونسافر بعيد عن هنا...”

خرجت من احضانه پصدمة واعين دامعة 

وتشدقت بعدها بعدم تصديق...

“نسافر... نسافر ونبعد عن جواد وبسمة وماما أنعام وخالو إزاي بس ياسيف انت بتقول إيه....”

“واي المشكله يأسيل مانتي كنتي عايزه تسافري وتبعدي عن الكل......”

“كنت بس دلوقتي الوضع يختلف إحنا خلاص بقينا مع بعض....”

تنهد سيف بحزن قائلا ما يدور في خلده بمصدقية..

“بس انا..... عايز ابعد عن كل حاجه بتوجعني هنا...”

“طب وجواد هتتخلى عنه بسهول دي....” قالتها بعدم تصديق...

“لم يجي وقتها هقوله وساعتها هو هيفهم السبب وهيقدر.... متقلقيش....” جذبها لاحضانه مره آخره وهو يقول بهدوء حزين... 

“انا عايز أبعد يأسيل بس وانتي جمبي ومعايا... تعالي نبني حياة جديده انا وانتي في مكان جديد حياة تليق بينا وبالعيلة اللي هانبنيها..... انا تعبت من اني افضل في ضل زهران الغمري وزهقت من فكرة 

اخو جواد الغمري انا حابب أبدا في مكان جديد أكون فيه نفسي ومتشبهش بحد....بس وانتي معايا “ 

شدة أكثر نفسها في عناقهم وقالت بحزن...

“انا هفضل دايما معاك ياسيف ايان كان اللي هتختاره....”اغمضت عينيها بحزن فهي فهمت سريعا ما يعنيه...

الم الماضي بطيات قاتمة!...

معناته عن إخفاء وجهته وشخصيته خلف ظل عمه وشقيقه خلف اسم الغمري !..

يريد ان ينسى ويبدأ من جديد !..

لكن هل سيتخلى بكل تلك السهولة عن عائلته الوحيدهجواد وهل سيسمح له هو بضلال 

طريقة وهوايته بعيدا عنه ...

تظن اسيل ان جواد لن يتهوان في هذا البعد ويظن

سيف ان شقيقه سيرأف بحالة وسيسمح له بالمغادرة للأبد...

ولاثنين لا يعلمون ان العواصف القادمة عليهم ستطيح بكل شيء عرض الحائط تلك العواصف 

لن تصيب شيء غير اسمالغمري الذي يود هو الهروب منه بجسارة قلبا لم يدرك بعد ان هناك

تم نسخ الرابط