رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
يا أبيه هو لازم نعقد نفسنا يعنى
حافظ على ابتسامته ووده ونبرة صوته وهو يجيب
_ لا طبعا بس الحجاب فرض والفروض مفيش فيها فصال يعنى يا نطبقه زى ما ربنا ما قال يا مانطبقش ومانشلش وزر أننا نألف فى الدين
عقدت الفتاة حاجبيها وذراعيها وبدى عليها عدم الاقتناع ليضحك عثمان
_ هو اللى بيزعل بيحلو كده ده احنا نضربك بقا
_ عموما انت كبرت يا سارة واحنا علينا ننصحك بس لكن القرار قرارك وربنا هيحاسبك انت لوحدك عليه أنا عاوزك بس لما تروحى تقفى قدام المرايا وتلفى الحجاب حلو وشوفى الفرق وبعد كده قررى وأحنا مش هنعترض لكن هنفضل ننصحك ونزن على دماغك زى أي عيلة بتحب القمر الصغنن بتاعها .
اشرق وجه سارة بشكل تعجبت منه هنية وكذلك الصمت الذى خيم عليها لم تحتد أو تغضب كما حدث بالأمس ليصل الأمر للصړاخ ولصفعها لها .بينما اقترب عثمان من خالته هامسا
لم تشعر سهى بالڠضب لذلك القرب الذى تراه بينه وبين أمها فقد أدركت أن تقاربهما أمر طبيعى لا يستدعى شعورها بالغيرة فعثمان لا يسرق منها عطف أمها ومودتها بل أمها تضن عليها بهما .
بدأ الحوار يميل للود ويسود الضحك الجلسة بينما تعذرت سهى لدقيقة واتجهت لتهاتف عمها لتستوضح اكثر عن هالة ليخبرها صبرى بلهجة حزينة أن الطبيب قد أكد إصابة هالة بداء السكري كمرض مزمن فينتقل لها ما يشعر به عمها من حزن .
_ مالك يا سهى
_ أبدا كنت بسأل عن واحدة صاحبتى غالية عليا اوى لقيتها تعبانة
_ مين وفاء
_ لا مش وفاء واحدة صاحبتى من زمان اوى
لا يحتاج جهدا ليرى أنها تخفى عنه أمر ما لكنه يثق بها وثقته لن تتزعزع لمجرد عارض كهذا ربما لديها أسباب قوية تمنعها من البوح أو المصارحة لكن ستفعل لاحقا هو يثق أنها ستفعل .
_ بجد !!
تهلل وجهها يثبت أن هناك شخص عزيز بالفعل تحتاج تفقده كما أنها نهضت فورا
_ طيب هروح نص ساعة بس واخد سارة معايا وماما هتقعد معاك
بدأت فورا تتحرك للداخل بخطوات مهرولة ليخفى دهشته وينظر نحو سارة ممازحا
_ وانا بقا اقول لمين فيكم تاخد بالها من التانية
_ انا هاخد بالى منها ماتخفش يا أبيه ده انا اصلا بودى جارد متنكر
_ يلا يا سارة
غادرت فى لحظات بينما هنية تشعر بسعادة كاملة لهذه الفرصة التى ستمنحها الكثير من الوقت مع عثمان.
........
وصلت سهى لمنزل عمها فى لحظات وكان هناك يجلس قرب فراش هالة التى فزعت لرؤيتها
_ سهى! اوعى يكون عثمان عرف حاجة
كان الحزن يغلف عمها بشكل كبير سيؤثر سلبا على حالتها بشكل مؤكد مجرد النظر لملامحه الحزينة والشعور بالهم الذى يحنى هامته سيزيدها سواء.
لم تطل البقاء لكن حين شيعها عمها للخارج همست بسرعة
_ عمى لاحظ أن خالتى بتتأثر بحالتك يعنى لازم تفك شوية السكر مرض مزمن عاوز تعايش يعنى نومها ده ماينفعش لازم تتعلم تتعايش معاه هتتعب شوية فى الأول بس بعد كده خلاص هتلاقيها رجعت تعيش حياتها عادى . انا عارفة انك هتبقى معاها علشان كده مطمنة .
ابتسم صبرى فالفتاة تؤدى دوره هو فى التوجيه وهو لا يعترض على تبادل الأدوار المهم أنها محقة هو نفسه يحتاج لرؤية هالة تحيطه بهالة حيويتها من جديد.
عادت سهى للمنزل وكان عثمان وهنية يتناولان وجبة خفيفة أعدتها أمها ليتساءل
_ لقيتى صاحبتك عاملة إيه
_ كويسة الحمدلله
_ هى اسمها إيه صحيح
نظرت نحوه وقد رأى اهتزاز عينيها ليعلم أنها لا تريد إخباره .
التاسع والعشرين
علم عثمان أنها تفكر في كڈبة لائقة بينما لم تفكر لحظة فى الكذب فقط فكرت في طريقة لعدم صډمه بالحقيقة فعثمان عكسها تماما متعلق بوالدته لدرجة كبيرة وتعلم أن له كل الحق في هذا لذا لم تفكر كثيرا وتحدثت بهدوء
_ بعدين هبقى اكلمك عنها
اومأ دون تعليق بينما اتجهت نحوه سارة لتجلس بالقرب منه وهى تتلمس أطراف حجابها الذى أعادت ضبطه وهذا يعنى أنها عادت للمنزل فهل تركتها سهى هناك
أبعد أفكاره عن الواقع قليلا وهو يبتسم لها بحنان
_ إيه القمر ده شوفتى الحجاب كده احلى ازاى بقيتى عروسة وأحنا مش واخدين بالنا
اتسعت ابتسامة سارة ليتأكد عثمان أن الفتاة تفتقد والدها كثيرا لها كل الحق في هذا فهو نفسه يفتقده فقد كان عمه نبعا للحنان لا يتوقف تدفقه عليه أن ينبه والده إلى هذه النقطة فهو الوحيد القادر على القيام بدور الأب البديل لسارة .
........
وصلت وفاء لمنزل
متابعة القراءة