رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
لهم سيبوها لى يوم واحد على بعضه احس اني متجوز يا ناس
ضحكت بقوة وهى تهز رأسها مستنكرة أفكاره لازال يستخدم عكازيه لذا لا صوت لخطواته استغل ذلك وتحرك ليقترب منها حتى أصبحت في مرمى صدره لكنه يعجز عن ضمھا والمحافظة على اتزانه فى الوقت نفسه لذا أفرج عن أمنيته هامسا
_ نفسى اخدك فى حضنى وخاېف اوقعك معايا
لم تفكر لحظة واحدة وتركت من بين يديها لتدور حول نفسها وتضمه بقوة وكأنه سيتلاشى بغتة تنفست بعمق تختزن بعضا من رائحته قبل أن تهمس
اغمض عينيه يتمسك بكل ذرة من هذا الإحساس المسكر لحواسه وهى بهذا القرب تروى قلبه بهذا الاحتياج اعتمد على ساق واحدة وأحد عكازيه ليحيطها بذراعه بلهفة فهو بالفعل يشعر أنها كانت جزءا مفقودا من روحه وجده بعد ضياع كاد يهلكه.
نثر بعضا من أشواقه بين ثناياها ليذوب مع نشوة نيله هذا الرضا لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي سفنه ليعلو رنين جرس الباب معلنا انتزاعها منه وإلقاءه خارج نعيمه الذى يسكن بين ذراعيها.
سمع صوت أمه المتساءل عن سبب تورد وجهها وسمع ردها الذى ينسبه إلى حرارة المطبخ ليزفر بضيق فهو لم يحظ بجنى تلك الورود التى تفتحت فوق وجنتيها .
عادت وفاء ليلا للمنزل وصحبتها شقيقتها وزوجها فالجميع يرى برضوح أنها تعانى تشوشا مجهول السبب لم تكن مقربة من عمها لهذه الدرجة ليتسبب فقده في تشوش ذهنها.
كانت سميحة تنتظر عودتها وقد أعدت لها طعاما فهى تثق أنها لن تتناوله خارجا تقدمت للداخل لتجد سميحة تنتظرها فتتساءل
_ اختك وجوزها مشيوا ليه
_ كانوا أكلوا الأول
_ عزيز وريم صمموا ياكلوا هناك
_ طيب هجهز لينا الأكل
_ اه يا ماما انا جعانة اوى
اتجهت سميحة للمطبخ بينما اتجهت وفاء لغرفتها لتعود بعد تبديل ملابسها فتجد أمها تنتظرها لتجلس فورا وتبدأ تناول الطعام نظرت لها سميحة بدهشة
_ مالك يا وفاء
_ ابدا يا ماما جعانة
تخلت عن تناول الطعام الذى تتهرب من خلاله لتنظر نحو أمها فيظهر صراعها وتشوشها
_ انا مش عارفة احدد احساسى حاسة انى اتخذلت تانى فكرت أن فعلا هيبقى لينا عيلة بس اهو يا دوب عرفناه وماټ تقدرى تقولى لى يا ماما كان بيرجع لنا ليه ليه يرجع قبل ما ېموت علشان يوجعنا اكتر ما كنا موجوعين
ربتت سميحة فوق كتف ابنتها بحنو ثم تحدثت بهدوء
اومأت وفاء لكنها لم تقتنع تماما بما قالته أمها وعادت لتناول الطعام فهى بحاجة لبعض الراحة التى لن تسمح بها أمها دون تلك الوجبة.
فى الصباح استيقظت فى موعدها تماما وبدأت تستعد للعمل وقفت أمام خزانة ملابسها تنظر لمحتوياتها بحيرة هل ترتدى ملابس الحداد
هل يستحق ممدوح ذلك
عادت صورته لتقف أمام عينيها وهو يدخل منزلهم للمرة الأولى والوحيدة بتلك الحالة التى كان عليها ربما أثرت زياتهم عليه تأثيرا سلبيا لكنه ارتضى بذلك فقط ليراها وشقيقتيها لقد حاول كما أخبرتها أمها ومحاولته تلك تستحق منها كل التقدير سحبت رداءا أسود وقررت أن رجل مثله يستحق أن تحد عليه لقد انتظرت منه الكثير وليس ذنبه أن العمر لم يسعفه ليقدم لها المزيد ورغم ذلك هى واثقة أنه كان مستعد لما تحتاجه لذا ستذكره دائما كما تمنت أن يكون.
غادرت الغرفة لتجد أمها تستعد لعملها أيضا
_ انت رايحة بيت عمك يا وفاء
_ لا يا ماما رايحة الشركة بس هعدى عليهم وانا راجعة ومش هتأخر هاجى نتغدا سوا
تشعر سميحة أن وفاء منذ دخل ممدوح لحياتهم تبدو أكثر هدوءا وهذا يشعرها بالراحة كما أن بعض التغيرات التي تطرأ على شخصيتها تزيدها نضجا .
وصلت وفاء للشركة ليبدأ الجميع في مواساتها لفقدان عمها واحتفظ معظمهم بتساؤلاتهم عن وجودها بالعمل عدا أشرف الذى لم يتمكن من كبح فضوله ليتساءل
_ انت جيتى الشغل ليه المفروض تاخدى إجازة
_ والمفروض ليه! هو لما اخد إجازة واقعد اعيط عمى هيرجع
_ لا طبعا بس دى الأصول
_ علشان نكون منصفين لازم نعترف أن الأصول دى بتقول أنى لازم احترم راجل زى استاذ عمار وقف شغله امبارح وفضل معايا طول النهار يبقى
متابعة القراءة