رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
الذى يرن للمرة الثالثة وهى تتأفف
_ عاوز ايه عزيز دلوقتى ايوه يا عزيز
راقبت سهى المحادثة لحظات قبل أن تمنحها بعض الخصوصية وتتجه للمطبخ لتحضير كوبين من العصير وحين عادت كانت قد أنهت المحادثة
_ عزيز جاى عندنا ومصمم اكون فى البيت مع أنه هو وامى بقوا أصحاب وهو عندنا اكتر ما بيروح بيتهم
ضحكت سهى فمن الجيد أن تحظى صديقتها بأسرة ترعاها لطالما كان الفقد عامل سلبى يزيد من انفعال وفاء وانغلاق عالمها لكن حان الوقت الذى تحصل فيه على نصيبها من الدعم .
دخل عثمان لمنزل والده مهرولا يقوده فزعه وكانت أمه وخالته تجلسان أمام التلفاز فى مشهد معتاد وقد انتفضتا معا لرؤيته وقد تحرر ساقه من الجبيرة وقبل أن تتلقاه أذرع هنية كان مستقرا بصدر هالة بشكل أسرى بعض الوخز الناتج عن الغيرة بصدر هنية بينما عثمان لم يلتفت لها من الأساس وبدأ يطرح انفعاله
_ ماما انتو ازاى تخبوا عليا انك تعبانة لما انا ابنك مااكونش جمبك مين هيكون انت عاملة إيه دلوقتى منتظمة على العلاج بيتعبك
_ أهدأ يا عثمان انا كويسة اقعد يا حبيبي ماتخفش
جذبته ليستقر بجوارها وقد نسى تماما أمر هنية التى عادت للجلوس وهى تطمر الغيرة التى طالما شعرت بها تجاه هالة.
وصلت وفاء للمنزل وكان عزيز يجلس برفقة أمها التى تضحك بسعادة لتقترب متسائلة
_ ازيك يا عزيز وريم والبيبى عاملين ايه
_ كلنا بخير ووفاء الصغيرة عمالة تحلو وشكلى هاكلها قريب
عادت أمها تضحك وهى تتجه للمطبخ
_ وعلى إيه تاكل البنت وامها تعبانة فيها اتجوز وخلف وابقى كل عيالك زى القطط
ضحك عزيز وهو ينظر نحو وفاء التى تبتسم وقد جلست محافظة على المسافة بينهما متسائلا
نظرت له بدهشة
_ فى إيه
لتكن إجابته سؤالا آخر
_ تتجوزيني!!!
قبل الأخير
عاد عثمان للمنزل ليجده هادئا للغاية لم يجد سهى لكنه سمع خرير الماء ليجلس منتظرا انتهائها ليطول انتظاره حتى بدأ يشعر بالملل .
هل يحتاج الاستحمام لكل هذا الوقت
اتجه للغرفة وبدل ملابسه وتناول شطيرة وعاد ليجلس متأففا حتى فتح باب الحمام أخيرا وعبرته سهى التى نظرت إليه
_ رجعت من سنتين إيه يا سهى كل ده حمام
_ ايوه هنبتدى مناقرة. بص يا عثمان حاجتين ما تسألش عن الوقت فيهم الشاور والموبايل
_ لا والله انت كمان بتحطى شروط
انتفض لتفزع وتتراجع خطوة متسائلة
_ مالك يا عثمان
_ إيه يا سهى مالك مڤزوعة كده ليه!
_ مش عارفة شكلك عصبى
_ طيب انا هدخل البس وأجهز اكل خفيف
اتجهت إلى الغرفة لتجده فى أثرها فتدور وتنظر له بقلق
_ فى إيه يا عثمان
بدأ يتقدم منها ببطء مكره عليه
_ فكينا الجبس واطمنت على امى وصاحبتك روحت وانا قولت لهم محدش يجى الناحية دى أسبوع على الأقل كلاكيت تاني مرة
تابعت التراجع مع تقدمه الحثيث منها
_ كلاكيت إيه يا عثمان انت غريب اوى النهاردة!
_ هنعيد ليلة فرحنا
ضحكت وهى ټضرب كفيها وتقترب منه
_ فرحنا إيه يا عثمان ! يا عم خضتنى
وصلت إليه ليجذبها نحوه مبتسما
_ هششش اسمعى كلام جوزك لما يقولك نعيد يبقى نعيد وبكرة نسافر أسبوع نغير جو ما أنا خارج من حاډثة ونقاهة وكده مش الدكتور قال راحة تامة
تلك النظرة التى يراها فى هذه اللحظة تمناها قلبه طويلا وتلك اللهفة التى تراها بعينيه تمنتها كثيرا لذا أحاط خصرها بذراعيه ورفعها عاليا لتنهره بدلال
_ عثمان الدكتور قال ماتشلش حاجة تقيلة
عقد حاجبيه مستنكرا وهو يردد
_ تقيلة!! ده انت عصفورة عصفورة علمت قلبى يطير .
تعلقت برقبته وقد حلق قلبها فى فضاءه الشاسع الذى يتسع لكل چنونها وتعقلها وعشقها الذى أشرق لينير حياتهما معا.
الحب لا يكفي لقد احتاجت أكثر من الحب احتاجت الأمان الدفء الرعاية الحماية الشغف و التقبل وقد منحها عثمان كل هذا بمحبة وصبر جميل حتى وصلا لهذه اللحظة اللحظة التى يذوب فيها كيانها وكيانه ليشكلان كيانا مشتركا قويا يدعمه الحب والتفاهم والصبر .
.........
اتسعت عينا وفاء وهى تنظر إلى عزيز بدهشة سرعان ما عبرت عنها
_ اتجوزك! عزيز انت بتقول إيه
خبى الحماس الذى سيطر عليه من لحظة واحدة
_ إيه يا وفاء حاجة غريبة انى اطلبك للجواز افتكر مشاعرى واهتمامى واضحين من الأول.
هزت رأسها نفيا وكأنها تنفض الفكرة بعيدا عن عقلها الذى سارع بالمقارنة بين نظرات عزيز التى لا تخلو من الشغف بالفعل لكنه شغف لا يرضيها فهو يخلو من دفء الحنان الذى تصبه عليها نظرات عمار الحب لا يكفي يتكرر هذا المعنى بحياتها ولازالت تبحث عن الإكتفاء الذى لا تجده بالطبع مع عزيز.
وفر لها عزيز ووجوده بحياتها مشاعر لم تكن تعلم
متابعة القراءة