رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
اشتغلت بسرعة كده
_ دى تانى شركة تشتغل فيها شركة صغيرة بس شكلها مرتاحة فيها تعرف الغريب أن محدش راح من زميلاتنا رغم فى اكتر من واحدة ساكنة قريب مننا
بدأ يشعر أنه تمادى فى إتباع ظنونه لذا قاد الحوار لاتجاه آخر
_ انت اكيد زهقتى من القعدة جمبى كلمى زميلاتك واخرجى معاهم
ضحكت سهى وهى تنظر نحوه مستنكرة
حاول أن يبتسم مبررا موقفه
_ انا بس مش عاوزك تضايقى
_ انت حاسس كده علشان انت مضايق طبعا واحد زيك ماكنش بيقعد فى البيت نص ساعة لازم يضايق لكن أنا مش مضايقة ولا زهقانة ولا عاوزاك انت تبعد عنى
بدأت ابتسامته تسطع بصدره ليظهر صفاءها مظللا قسماته مجرد رغبتها التواجد بقربه ينفى كل الظنون الحمقاء التى تبعها عقله الأخرق عليه أن يعمل على حل تلك المشكلة داخله فهو كما يبدو أصبح مؤخرا مزعزعا داخليا.
لم تعايش وفاء هذه التفاصيل بهذه الدقة مطلقا لذا ظلت تراقب فى صمت دون تدخل فعلى فى تفاصيل الأحداث فقط تراقب وكأنها ليست طرفا في هذه القصة زيارة سهى خففت عنها كثيرا فهى لم تتحدث منذ غادرت غرفة عمها لكن سهى غادرت سريعا لتعود هى إلى الصمت .
اقترب عزيز من موقعها وقد بدى الهرم على وجهه وقد فقد أبيه منذ عدة ساعات فقط
لم تتغير ملامحها ورفعت هاتفها لتطلب رقم محمد وتنتظر لحظة واحدة قبل أن تقول
_ انا حبيت اشكرك واشكر أستاذ عمار على تعبكم معايا النهاردة بس مش هقدر أخرج علشان الصوان ... لا مفيش داعى للإجازة انا جاية بكرة إن شاء الله.
..........
غابت سهى عن عثمان منذ ساعة أو أكثر شعر بالكثير من الملل في غيابها هل كانت تشعر بالمثل في غيابه
تلهف قلبه لإجابة هو لا يملكها فعليا لكنها ستغير الكثير بالفعل لقد ظن حين طلبت منه التقدم للدراسات العليا أنها تريد أن تتعالى عليه بالمزيد من الشهادات العلمية لكنها كانت بالنسبة له منجى من عملها بشركة ذلك المغرور .
كانت بالمطبخ ليتجه نحوها بلا تردد متأففا
_ سهى انت بتعملى إيه وسيبانى لوحدى انا زهقت
_ بعمل أول وأهم إنجاز فى حياتى
_ اللى هو إيه يعنى
_ صينية مكرونة بالبشاميل
ضحك رغما عنه لوهج الحماس الذى يتراقص بين اهدابها ثم تقدم ليجلس قربها
نظرت له محذرة من التهكم لكنه ضحك وأحسن التقاط الحوار وتأويله ليتساءل
_ هو انت ليه مااشتغلتيش بعد الجامعة
تنهدت سهى فهى مجبرة على مواجهة الماضى مع كل تساؤلاته وكأن هذا الماضى يصر أن يصفعها بحقيقة سطحية أفكارها ورؤيتها القاصرة عن التمييز بين الناس بينما تجهم وجهه لهذه النهدة والتقى حاجبيه ليتساءل
_ كل دى تنهيدة
زمت شفتيها ثم أجابت
_ كل ما افتكر ازاى كنت سطحية وتافهة بزعل من نفسى.. انا جالى عرض شغل واحد ماكنش مناسب ولما زهقت من قعدة البيت قدمت على دراسات عليا قولت درجة الماجستير هتفتح قدامى ابواب اكتر وانت بنفسك مدينى الفلوس قبل الحاډثة بيوم واحد.
تعلقت عينيه بمحياها لكم أصبحت صادقة معه!
عليه أن يطرح كل ظنونه عن رأسه وصدره ويمنحها الثقة التى تستحق .
_ طيب سيبك من الكلام وركزي فى المكرونة
_ مش انت اللى سألت
تلك الحدة التى تصرخ معلنة عن نفسها تذكره بصورة أصغر منها كانت أكثر براءة لذا ابتسم رغم تلك الحدة
_ سألت سؤال برئ لكن أنت قاعدة تتكلمى ونسينى الأكل وانا بطنى وجعتنى من الأكل المحروق اللى بتعمليه
_ انا بعمل أكل محروق يا عثمان
_ ده انا بجاملك لما بقول عليه أكل
اتسعت عينا سهى دهشة ليتابع بنفس نبرة صوته المتهكمة قاصدا مشاغبتها
_ انا اكيد يوم الحاډثة اكلت من ايدك وعينى زغللت ولا جالى ټسمم يعنى انت اللى عملتى فيا كده
زار الوجوم قسمات وجهها معلنا عن زحف الحزن الذى سيطر بسرعة غير متوقعة منه فقد عاشت ليال لا تنساها تلوم نفسها على ما حدث بينما اهتزت ابتسامته دون أن يفهم ما يحدث معها ليتساءل
_ مالك يا سهى انا بهزر علفكرة
نفضت نفسها لتتجه نحو الفرن فى محاولة لتجاهل سؤاله تفقدت ما تعده ثم اتجهت نحو الحوض لتبدأ جلى الأطباق
_ هى خالتى اتأخرت النهاردة ليه
_ زهقتى منى ولا إيه دلوقتى يجوا ومااعرفش اتلم عليك كام ساعة
نظرت نحوه بدهشة مستنكرة
_ إيه ده انت بتغير ولا إيه
_ بغير!! ده انا نفسى اقول
متابعة القراءة