رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون
المحتويات
تنهض لتبتعد عن المكتب هاربة منه للخارج دون أن تهتم بالتأكد إن كانت تهرب منه هو ام تهرب من نفسها.
.........
تحرك عثمان تجاه خارج الغرفة ينادى سهى التى لازالت تستعد لتصحبه للطبيب
_ يلا يا سهى بابا وصل برة
اقبلت مهرولة وهى تنهى ارتداء الحجاب
_ خلاص لبست
توقفت ونظرت إليه بتركيز وعادت تهرول للغرفة
_ فى دبوس ناقص
صړخ عثمان وهو يتجه نحو الباب لائما نفسه على تعجل أبيه الذى ينتظر خارجا لكنه بالفعل ينتظر نهاية هذا الفحص وكأنه ينتظر نتيجة اختبار سيتوقف على نتيجته حياته القادمة .
بعد ساعتين تقريبا كان عثمان فوق فراش الفحص بينما الطبيب يراجع الأشعة ليبتسم
_ ممتاز ممكن نفك الجبس النهاردة بس راحة تامة لمدة أسبوع وبعد كده حركة خفيفة واشوفك تانى
دخل عثمان للمنزل يتكأ على عكاز واحد ويسير قدر استطاعته لتهلل سهى
_ حمد الله على السلامة يا عثمان
نظر لها لتسعده سعادتها بينما اتجهت إلى الأريكة لقد وعدته أن تخبره عن صديقتها التى زارتها عدة مرات خلال الشهر الماضي دون أن يعلم من هي ولم يضغط عليها.
جلس ثم انحنى يتحسس ساقه وقدمه برفق لتتساءل
_ إيه فى ۏجع
_ لا ابدا انا مش مصدق انى اخيرا فكيت الجبس
_ اسكت انا كنت خاېفة الزفت اللى بيفك بيه يعورك
ضحك عثمان لتلك الفكرة الطفولية بينما جلست
_ انا وعدتك اعرفك على صاحبتى اللى بروح ازورها ومش بقولك هى مين
_ أول حاجة اوعدنى تسمعنى للآخر وتتصرف بهدوء
_ اوعدك يا سهى فى إيه قلقتينى
_ وانت في المستشفى خالتى تعبت شوية والدكتور قال سكرها عالى بس هى ماعندهاش سكر فقال ممكن حالة عارضة من الزعل بس لما خرجت من المستشفى تعبت تانى وعملوا سكر تراكمى واتضح أن فعلا عندها سكر فطبعا العلاج بقى يتعبها شوية لحد ما اتعودت وهى دلوقتى الحمدلله كويسة .
_ ايوه وانا ماكدبتش عليك انا وهى بقينا أصحاب فعلا .
نهض عثمان فورا متجها للباب لتستوقفه
_ استنى يا عثمان
لكنه لم يستمع واتجه للخارج وبينما تلحق به فتح هو باب الشقة ليجد وفاء أمامه تراجعت للخلف وقد أوشكت على طرق الباب
_ حمد الله على السلامة يا بشمهندس ازيك يا سهى انت خارجة اجى لك وقت تانى
_ لا يا بشمهندسة اتفضلى إحنا كنا برة وانا رايح عند امى خدى راحتك انت وسهى.
تعلقت به عينا سهى لتقترب منها وفاء وقبل أن تتساءل وتطرح فضولها قالت سهى
_ عرف أن خالتى جالها سكر
_ طيب انا همشى وروحى وراه
_ لا تعالى خالتى هتقدر تطمنه وانا اصلا قلقانة عليك
دخلت وفاء وأغلقت سهى الباب وبدأت فورا تتساءل عن أحوال وفاء التى تجيب بلا مراوغة ويبدو لها أن كل أمورها بخير بدأت سهى تفك الحجاب فور جلوسها
_ يعنى مرتاحة فى الشغل وطنط بخير وولاد عمك بيسألوا عنك علطول وبقيتوا أصحاب كل ده كويس بس انت فى حاجة مخبياها اتكلمى من غير لف ودوران
اختطفت وفاء نظرة نحوها تؤكد حديثها ثم قالت
_ صراحة ايوه فى
بدأت تقص عليها ما اخبرها به عمار وما طلبه منها وهى تستفيض فى شرح دعمه لها وفخره بها منحتها سهى الوقت الذي تحتاج وهى تبحث ما تخبرها به قبل أن تقول
_ انا مش هقولك خمستاشر سنة كتير اوى انا شايفة ده حاجة مش مهمة انا عاوزة أعرف انت بتحسيه ازاى شايفة عمار ازاى
_ انا بحب اوى بصته ليا
تساءلت نظرات سهى مع صمتها لتتابع وفاء
_ عنيه فيها حنية ماشوفتهاش أبدا حنية لما بيبص لى انا بس
_ وفاء خدى بالك أن انت اتحرمت من والدك ممكن يكون تعلقك بيه علشان تروى الجزء ده جواكى
_ مش عارفة يا سهى انا مش قادرة احدد مشاعرى
_ هو كلمك امته
_ من اسبوعين تقريبا ومن يومها بيتعامل معايا عادى جدا لكن لما عينه تيجى فى عنيا
_ ايوووه بيحصل إيه
_ كل حاجة بتتلخبط قلبى يدق وكلامى يتلخبط وعقلى يتشوش وهو زى ما يكون عارف وبيتعمد يلخبطنى
ضحكت سهى فما تخبرها عنه وفاء عشق خالص لكن وفاء نفسها لازالت عاجزة عن تقبله وكزتها وفاء مستنكرة ضحكها
_ خلاص مش هضحك عموما اسبوعين فترة قليلة انك تحددى فيها مشاعرك خصوصا ان عندك تجربة فاشلة وواضح انك حاطة عينك عليها
طال الحوار بينهما لترى سهى أن وفاء تخشى أن تعترف بالحب خوفا من الألم هى تتقبل كل مخاوفها فالقلب حين يعيش الألم طويلا يصبح هذا الألم هاجسه وقد عاشت وفاء الكثير والكثير من الألم.
عادت تلتقط الهاتف
متابعة القراءة